فصل: موعظة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.موعظة:

.قال ابن الجوزي:

.المجلس التاسع في ذكر الأمر بالمعروف:

الحمد لله مدبر الليالي والأيام ومصرف الشهور والأعوام المنفرد بالكمال والتمام الملك القدوس السلام تنزه جلاله عن درك الأفهام وتعالى كماله عن إحاطة الأوهام ليس بجسم فيشبه الأجسام ولا بمتجوف فيحتاج للشراب والطعام ارتدى برداء الكبرياء والإعظام وأبصر ما في بواطن العروق ودواخل العظام وسمع أخفى القول وألطف الكلام لا يعزب عن سمعه صريف الأقلام ولا يخفى على بصره دبيب النمل تحت سجف الظلام إله رحيم عظيم الإنعام ورب قدير شديد الانتقام قدر الأمور فأحسن إحكام الأحكام وصرف الحكم في فنون النقض والإبرام بقدرته هبوب الريح وتسيير الغمام {ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام} أحمده حمدا يبقى على الدوام وأقر بوحدانيته كافرا بالأصنام وأصلي على رسوله محمد شفيع الأنام وعلى صاحبه أبي بكر أول سابق إلى الإسلام وعلى عمر الذي كان إذا رآه الشيطان هام وعلى عثمان الذي أنهض جيش العسرة بنفقته وأقام وعلى علي البحر الغطامط والأسد الضرغام وعلى عمه العباس أبي الخلفاء الأعلام اعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل الدين فإنه شغل الأنبياء وقد خلفهم فيه خلفاؤهم ولولاه شاع الجهل وبطل العلم أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار بسنده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم).
أخبرنا علي بن عبد الله بسنده عن جرير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم فيهم رجل يعمل بالمعاصي وهم أعز منه وأمنع لا يغيرون إلا أصابهم الله بعقاب واعلم أنه قد اضمحل في هذا الزمان الأمر بالمعروف حتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا وهذا زمن قوله عليه الصلاة والسلام بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا للمنكر والساكت عن الإنكار أخبرنا ابن الحصين بسنده إلى عامر قال سمعت النعمان بن بشير يخطب- وأومأ بإصبعه إلى أذنيه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن مثل القائم على حدود الله والواقع فيها والمداهن فيها مثل قوم ركبوا سفينة فأصاب بعضهم أسفلها وأوعرها وشرها وأصاب بعضهم أعلاها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا لو خرقنا في نصيبنا خرقا واستقينا منه ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وأمرهم هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعا أخرجاه في الصحيحين واعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على الخلق وفي أفراد مسلم من حديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من رأى منكم منكرا فاستطاع أن يغيره بيده فليفعل فإن لم يستطع بيده فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.
وفي حديث أبي سعيد أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل ما أفضل الجهاد فقال كلمة عدل عند سلطان جائر وقال الشافعي رحمه الله أشد الأعمال ثلاثة الجود من قلة والورع في خلوة وكلمة حق عند من يرجى ويخاف وفي حديث عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له أنت ظالم فقد تودع منهم وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن من كان قبلكم كانوا إذا عمل العامل منهم بالخطيئة نهاه الناهي تعذيرا فإذا كان الغد جالسه وواكله وشاربه كأنه لم يره على خطيئته بالأمس فلما رأى الله عز وجل ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه فلتأطرنه على الحق أطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم وفي حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله عز وجل بعقابه وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.
قال مالك بن دينار قرأت في التوراة من كان له جار يعمل بالمعاصي فلم ينهه فهو شريكه وقال مسعر أمر ملك أن يخسف بقرية فقال يا رب فيها فلان العابد فأوحى الله تعالى إليه أن به فابدأ فإنه لم يتمعر وجهه في ساعة قط وينبغي للآمر بالمعروف أن يلطف فقد قال الله تعالى: {فقولا له قولا لينا} ومر أبو الدرداء برجل قد أصاب ذنبا وكانوا يسبونه فقال لهم أرأرتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه قالوا بلى قال فلا تسبوا أخاكم واحمدوا الله الذي عافاكم قالوا أفلا تبغضه قال إنما أبغض عمله فإذا تركه فهو أخي ورأى محمد بن المنكدر رجلا يكلم امرأة في موضع خرب فقال إن الله تعالى يراكما سترنا الله وإياكم أخبرنا ابن ناصر بسنده عن ثابت البناني قال كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبان فيتعبد فيها وكان يمر على شباب يلهون ويلعبون فيقول لهم أخبروني عن قوم أرادوا سفرا فحادوا بالنهار عن الطريق وناموا بالليل متى يقطعون سفرهم فكان كذلك يمر بهم فيعظهم فمر بهم ذات يوم فقال لهم ذات يوم هذه المقالة فقال شاب منهم يا قوم أنه والله ما يعني بهذا غيرنا نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبان ويتعبد معه حتى مات ومر بصلة بن أشيم فتى يجر ثوبه فهم أصحاب صلة أن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا فقال صلة دعوني أكفكم أمره ثم قال له يا بن أخي إن لي إليك حاجة.
قال وما هي قال أحب أن ترفع إزارك قال نعم ونعمى عين فرفع إزاره فقال صلة لأصحابه هذا أمثل مما أردتم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم وقال سليمان التيمي ما أغضبت أحدا فقبل منك وقال فتح بن شخرف تعلق رجل بامرأة ومعه سكين لا يدنو منه أحد إلا عقره وكان شديد البدن فبينا الناس كذلك والمرأة تصيح مر بشر بن الحارث فدنا منه وحك كتفه بكتف الرجل فوقع الرجل إلى الأرض ومرت المرأة ومر بشر فدنوا من الرجل وهو يرشح عرقا فسألوه ما حالك فقال ما أدري ولكن حاكني شيخ وقال إن الله عز وجل ناظر إليك وإلى ما تعمل فضعفت لقوله وهبته هيبة شديدة لا أدري من ذلك الرجل فقالوا له ذاك بشر بن الحارث فقال واسوأتاه كيف ينظر إلي بعد اليوم وحم من يومه ذاك ومات يوم السابع وينبغي للآمر بالمعروف أن يحذر من فعل ما نهى عنه وترك ما أمر به فقد أخبرنا عبد الأول بسنده عن أمامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه في النار فيدور كما يدور الحمار برحاه فيجتمع أهل النار عليه فيقولون أي فلان ما شأنك أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه أخرجاه في الصحيحين.
واعلم أنه إذا هذب الأمر نفسه أثر قوله إما في زوال المنكر أو في إنكسار المذنب أو إلقاء الهيبة له في القلوب خرج إبراهيم الخواص لإنكار منكر فنبح عليه كلب فما قدر على الوصول إلى مكان المنكر فرجع إلى مسجده وتفكر ساعة ثم قام فجعل الكلب يتبصبص حوله ولا يؤذيه حتى أزال المنكر فسئل عما جرى له فقال إنما نبح علي لفساد دخل علي في عقد بيني وبين الله عز وجل فلما رجعت ذكرته فاستغفرت.

.الكلام على البسملة:

يسر بصفو عيشته الجهول ** وتعجبه الإقامة والحلول

ودون مقامه حاد حثيث ** عنيف السوق والموت السبيل

سبيل ما توجه فيه سفر ** فكان لهم إلى الدنيا قفول

طريقي يستوي للخلق فيه ** مسالكهم ويختلف المقيل

تغرهم زخارف دار دنيا ** غوائلها بمعمعهم تعول

تطوف عليهم بكؤوس لهو ** ومزج كؤوسها الداء الدخيل

وتصقل وجهها لهم خداعا ** وتحت صقالها السيف الصقيل

يا هذا قد صانك بالحلال فلا تبتذل وبالقناعة فلا تذل وطهرك من الأدناس فلا تتوسخ ودعاك إلى الأرباح فلا تتوقف ويحك إذا خدمت الدنيا رأت نفسها فتدللت وإذا أعرضت عنها عرفت قدرها فتذللت أخدمي من خدمني واستخدمي من خدمك يا جامع الدنيا لغيره جمعا يعوقه عن سيره:
ماذا تؤمل لا أبالك في ** مال تموت وأنت تمسكه

أنفق فإن الله يخلفه ** لا تمض مذموما وتتركه

ما لم يكن لك فيه قط منفعة ** مما جمعت فلست تملكه

يا هذا إنما فضل العاقل لنظره في العواقب فأما من لا يرى إلا الحاضر فطفل:
تصفو الحياة لجاهل أو غافل ** عما مضى منها وما يتوقع

ولمن يغالط في الحقيقة نفسه ** ويسومها طمع المحال فتتبع

قد أعد لك كأسا لا يشبه الكؤوس موت يسلب الأرواح ويختلس النفوس ورحلة لا تدري بالسعود أو بالنحوس إلى لحد ضيق وعر ما مهدته الفؤوس تحط فيه ذليلا وأنت محسوب منكوس لا يشبه المطامير ولا يجانس الحبوس المدر فيه فراش والتراب فيه لبوس أترى يكون لك روضة أو يشبه الناموس كم محنة يلقى ذلك الملقي المرموس رفقا إذا وطئت الأحداث فالأجداث تدوس ثم ينفخ في الصور فتطير إلى الأكف الطروس وتجني ثمار الجزاء يومئذ من قديم الغروس وتشتد الشدائد في قمطرير عبوس وتذل العتاة الجبابرة المتغطرسون الشوس ويتساوى في الخضوع الأتباع والرؤوس وتقسم بين الخلائق خلع السعود وملابس النحوس واعجبا لجمود ذهنك وأنت في الإعراض تنوس كم بهرج ورمل وكم تجلى عليك عروس أهذا الذي تسمعه كلام الخالق أو صوت الناقوس يا مؤثرا شهوة لحظة تجني له حرب البسوس يا من قد غلب الأطباء دواؤه أمريض أنت أم ممسوس تعني بعلاجك بقراط وتحير جالينوس سبحان من خلق قلبك من حجارة تعالى الملك القدوس واعجبا لعقلك العرض مبذول والعرض محروس جل همك مع الدنيا وحظ الأخرى منك مبخوس ثوبك جديد صحيح ولكن القلب منكوس وبلوغ الخمسين منذر وفي الستين تضرب الكوؤس هذا قدر النصائح أفآخذك بالدنوس:
أنت في دنياك ضيف ** والتواني منك حيف

مر بالقر شتاء ** وأتى بالحر صيف

خاسر من نقده حين ** تقوم السوق زيف

فاغتنم أجرا وذكرا ** حسنا فالوقت سيف

صح على فرس الجد وقد فرس الغاية مجالس الذكر فصول وتعبئة المواعظ شربات فاصبر على مرارة المركب لعل الأخلاق تحسن واعجبا تفيق في المجلس فتنطق بلفظ توبة كما يفيق المجنون فيتكلم بكلمة حكمة فإذا عادت السوداء خلط:
أيفيق من مرض كئيب ** إذا جن الظلام عليه أنا

متى كان مرض الجسد عن أخلاط مجتمعة سهلت مداواته ومتى كان مرض الجسد التغير عن فساد في القلب فيا قرب التلف مداواة العني ممكن وأما مداواة الجنون فيتعذر:
جعلت لعراف اليمامة حكمه ** وعراف نجد إن هما شفياني

فقالا شفاك الله والله ما لنا ** بما ضمنت منك الضلوع يدان

حظ قلبك من هذا الكلام حظ الصدى من سمعك علتك علة طريفة يتحير في مثلها المداوي تسرع في طلب الدنيا إسراع جواد وأنت في طلب الآخرة جبان أن لاح لك ذنب وثبت وثب فهد وإن حرضت على طاعة أخذك فالج ابن أبي دؤاد:
خذ الوقت أخذ اللص واسرقه واختلس ** فوائده قبل المنايا الدوائب

ولا تتعلل بالأماني فإنها ** عطايا أحاديث النفوس الكواذب

ودونك ورد العمر ما دام صافيا ** فخذ وتزود منه قبل الشوائب

.تفسير الآية رقم (105):

قوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما أمر بذلك أكده بالنهي عما يضاده معرضًا بمن نزلت هذه الآيات فيهم من أهل الكتاب مبكتًا لهم بضلالهم واختلافهم في دينهم على أنبيائهم فقال: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا} بما ابتدعوه في أصول دينهم وبما ارتكبوه من المعاصي، فقادهم ذلك ولابد إلى التخاذل والتواكل والمداهنة التي قصدوا بها المسالمة فجرتهم إلى المصارمة.
ولما كان التفرق ربما كان بالأبدان فقط مع الاتفاق في الآراء بيَّن أن الأمر ليس كذلك فقال: {واختلفوا} بما أثمر لهم الحقد الحامل على الاتصاف بحالة من يظن أنهم جميع وقلوبهم شتى.
ولما ذمهم بالاختلاف الذي دل العقل على ذمه زاد في تقبيحه بأنهم خالفوا فيه بعد نهي العقل واضح النقل فقال: {من} أي وابتدأ اختلافهم من الزمان الذي هو من {بعد ما جاءهم} وعظمه بإعرائه عن التأنيث {البينات} أي بما يجمعهم ويعليهم ويرفعهم ويوجب اتفاقهم وينفعهم، فأرداهم ذلك الافتراق وأهلكهم.
ولما كان التقدير: فأولئك قد تعجلوا الهلاك في الدنيا فهم الخائبون، عطف عليه قوله: {وأولئك} أي البعداء البغضاء {لهم عذاب عظيم} أي في الدار الآخرة بعد عذاب الدنيا باختلافهم منابذين لما من شأنه الجمع، والآية من الاحتباك: إثبات {المفلحون} أولًا يدل على {الخاسرون} ثانيًا، والعذاب العظيم ثانيًا يدل على النعيم المقيم أولًا. اهـ.

.قال الفخر:

في النظم وجهان:
الأول: أنه تعالى ذكر في الآيات المتقدمة أنه بيّن في التوراة والإنجيل ما يدل على صحة دين الإسلام وصحة نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أن أهل الكتاب حسدوا محمدًا صلى الله عليه وسلم واحتالوا في إلقاء الشكوك والشبهات في تلك النصوص الظاهرة، ثم أنه تعالى أمر المؤمنين بالإيمان بالله والدعوة إلى الله، ثم ختم ذلك بأن حذر المؤمنين من مثل فعل أهل الكتاب، وهو إلقاء الشبهات في هذه النصوص واستخراج التأويلات الفاسدة الرافعة لدلالة هذه النصوص فقال: {وَلاَ تَكُونُواْ} أيها المؤمنون عند سماع هذه البينات {كالذين تَفَرَّقُواْ واختلفوا} من أهل الكتاب {مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ} في التوراة والإنجيل تلك النصوص الظاهرة، فعلى هذا الوجه تكون الآية من تتمة جملة الآيات المتقدمة.
والثاني: وهو أنه تعالى لما أمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك مما لا يتم إلا إذا كان الأمر بالمعروف قادرًا على تنفيذ هذا التكليف على الظلمة والمتغالين، ولا تحصل هذه القدرة إلا إذا حصلت الإلفة والمحبة بين أهل الحق والدين، لا جرم حذرهم تعالى من الفرقة والاختلاف لكي لا يصير ذلك سببًا لعجزهم عن القيام بهذا التكليف، وعلى هذا الوجه تكون هذه الآية من تتمة الآية السابقة فقط. اهـ.