فصل: تفسير الآية رقم (153):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآية رقم (153):

قوله تعالى: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ وَالله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (153)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ذكر علة الصرف والعفو عنه صوّره فقال: {إذ} أي صرفكم وعفا عنكم حين {تصعدون} أي تزيلون الصعود فتنحدرون نحو المدينة، أو تذهبون في الأرض لتبعدوا عن محل الوقعة خوفًا من القتل {ولا تلوون} أي تعطفون {على أحد} أي من قريب ولا بعيد {والرسول} أي الذي أرسل إليكم لتجيبوه إلى كل ما يدعوكم إليه وهو الكامل في الرسلية {يدعوكم في أخراكم} أي ساقتكم وجماعتكم الأخرى، وأنتم مدبرون وهو ثابت في مكانه في نحر العدو في نفر يسير لا يبلغون أربعين نفسًا على اختلاف الروايات- وثوقًا بوعد الله ومراقبة له يقول كلما مرت عليه جماعة منهزمة: «إليّ عباد الله! أنا رسول الله! إليّ إليّ عباد الله» كما هو اللائق بمنصبه الشريف من الاعتماد على الله والوثوق بما عنده وعد من دونه من ولي وعدو عدمًا؛ وإنما قلت: إن معنى ذلك الانهزام، لأن الدعاء يراد منه الإقبال على الداعي بعد الانصراف عما يريده ليأمر وينهى، فعلم بذلك أنهم مولون عن المقصود وهو القتال، وفي التفسير من البخاري عن البراء رضي الله تعالى عنه قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير رضي الله تعالى عنه وأقبلوا منهزمين، فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم، ولم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم غير اثني عشر رجلًا.
ولما تسبب عن العفو ردهم عن الهزيمة إلى القتال قال تعالى: {فأثابكم} أي جعل لكم ربكم ثوابًا {غمًا} أي باعتقادكم قتل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان اعتقادًا كاذبًا مُلتئم به رعبًا {بغم} أي كان حصل لكم من القتل والجراح والهزيمة، وسماه- وإن كان في صورة العقاب- باسم الثواب لأنه كان سببًا للسرور حين تبين أنه خبر كاذب، وأن النبي صلى الله عليه وسلم سالم حتى كأنهم- كما قال بعضهم- لم تصبهم مصيبة، فهو من الدواء بالداء، ثم علله بقوله: {لكيلا تحزنوا على ما فاتكم} أي من النصر والغنيمة {ولا ما أصابكم} أي من القتل والجراح والهزيمة لاشتغالكم عن ذلك بالسرور بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولما قص سبحانه وتعالى عليهم ما فعلوه ظاهرًا وما قصدوه باطنًا وما داواهم به قال- عاطفًا على ما تقديره: فالله سبحانه وتعالى خبير بما يصلح أعمالكم ويبرئ أدواءكم-: {والله} أي المحيط علمًا وقدرة {خبير بما تعملون} أي من خير وشر في هذه الحال وغيرها، وبما يصلح من جزائه ودوائه، فتارة يداوي الداء بالداء وتارة بالدواء، لأنه الفاعل القادر المختار. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

قوله تعالى: {إذ تصعدون}.
فيه قولان:
أحدهما: أنه متعلق بما قبله، وعلى هذا التقدير ففيه وجوه: أحدها: كأنه قال وعفا عنكم إذ تصعدون، لأن عفوه عنهم لابد وأن يتعلق بأمر اقترفوه، وذلك الأمر هو ما بينه بقوله: {إِذْ تُصْعِدُونَ} والمراد به ما صدر عنهم من مفارقة ذلك المكان والأخذ في الوادي كالمنهزمين لا يلوون على أحد.
وثانيها: التقدير: ثم صرفكم عنهم إذ تصعدون.
وثالثها: التقدير: ليبتليكم إذ تصعدون.
والقول الثاني: أنه ابتداء كلام لا تعلق له بما قبله، والتقدير: اذكر إذ تصعدون. اهـ.

.قال الألوسي:

{إِذْ تُصْعِدُونَ} متعلق بصرفكم أو بيبتليكم وتعلقه بعفا كما قال الطبرسي: ليس بشيء، ومثله تعلقه كما قال أبو البقاء، بعصيتم؛ أو تنازعتم أو فشلتم، وقيل: متعلق بمقدر كاذكر، واستشكل بأنه يصير المعنى اذكر يا محمد إذ تصعدون وفيه خطابان بدون عطف، فالصواب اذكروا.
وأجيب بأن المراد باذكر جنس هذا الفعل فيقدر اذكروا لا اذكر، ويحتمل أنه من قبيل {يأيُّهَا النبي إِذَا طَلَّقْتُمُ النساء} [الطلاق: 1] ولا يخفى أنه خلاف الظاهر، وأجاب الشهاب بأن أذكر متضمن لمعنى القول، والمعنى قل لهم يا محمد حين يصعدون الخ ومثله لا منع فيه كما تقول لزيد: أتقول كذا فإن الخطاب المحكي مقصود لفظه فلا ينافي القاعدة المذكورة وهم غفلوا عنه فتأمل، ولا يخفى أن هذا خلاف الظاهر أيضا، والإصعاد الذهاب والإبعاد في الأرض، وفرق بعضهم بين الإصعاد والصعود بأن الإصعاد في مستوى الأرض والصعود في ارتفاع، وقيل: لا فرق بين أصعد وصعد سوى أن الهمزة في الأول للدخول نحو أصبح إذا دخل في الصباح والأكثرون على الأول، وقرأ الحسن فيما أخرجه ابن جرير عنه {تُصْعِدُونَ} بفتح التاء والعين، وحمله بعضهم على صعود الجبل، وقرأ أبو حيوة {تُصْعِدُونَ} بفتح التاء وتشديد العين وهو إما من تصعد في السلم إذا رقى أو من صعد في الوادي تصعيدًا إذا انحدر فيه، فقد قال الأخفش: أصعد في الأرض إذا مضى وسار وأصعد في الوادي وصعد فيه إذا انحدر، وأنشد:
فإما تريني اليوم مزجي ظعينتي ** أصعد طورًا في البلاد وأفرع

وقال الشماخ:
فإن كرهت هجائي فاجتنب سخطي ** لا يدهمنك إفراعي وتصعيدي

وورد عن غير واحد أن القوم لما امتحنوا ذهبوا فرارًا في وادي أحد، وقال أبو زيد: يقال: صعد في السلم صعودًا وصعد في الجبل أو على الجبل تصعيدًا ولم يعرفوا فيه صعد، وقرأ أبيّ {إِذْ تُصْعِدُونَ} في الوادي وهي تؤيد قول من قال: إن الإصعاد الذهاب في مستوى الأرض دون الارتفاع، وقرئ يصعدون بالياء التحتية وأمر تعلق إذ باذكر عليه ظاهر. اهـ.

.قال الفخر:

ولا تلوون على أحد: أي لا تلتفتون إلى أحد من شدة الهرب، وأصله أن المعرج على الشيء يلوي إليه عنقه أو عنان دابته، فإذا مضى ولم يعرج قيل لم يلوه، ثم استعمل اللي في ترك التعريج على الشيء وترك الالتفات إلى الشيء، يقال: فلأن لا يلوي على شيء، أي لا يعطف عليه ولا يبالي به. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَلاَ تَلْوُونَ على أحَدٍ} أي لا تقيمون على أحد ولا تعرجون وهو من لوى بمعنى عطف وكثيرًا ما يستعمل بمعنى وقف وانتظر لأن من شأن المنتظر أن يلوي عنقه، وفسر أيضا بلا ترجعون وهو قريب من ذلك، وذكر الطبرسي أن هذا الفعل لا يذكر إلا في النفي فلا يقال لويت على كذا، وقرأ الحسن {تلون} بواو واحدة بقلب الواو المضمومة همزة وحذفها تخفيفًا.
وقرئ {تَلْوُونَ} بضم التاء على أنه من ألوى لغة في لوى، ويلوون بالياء كيصعدون، قال أبو البقاء ويقرأ {على أَحَدٍ} بضمتين وهو الجبل والتوبيخ عليه غير ظاهر، ووجهه بعضهم بأن المراد أصحاب أحد أو مكان الوقعة، وفيه إشارة إلى إبعادهم في استشعار الخوف وجدهم في الهزيمة حتى لا يلتفتون إلى نفس المكان. اهـ.

.قال ابن عاشور:

واللَّيُّ مجاز بمعنى الرّحمة والرفق مثل العطف في حقيقته ومجازه، فالمعنى ولا يلوي أحد عن أحد فأوجز بالحذف، والمراد على أحد منكم، يعني: فررتم لا يرحم أحد أحدًا ولا يرفق به، وهذا تمثيل للجدّ في الهروب حتَّى إنّ الواحد ليدوس الآخر لو تعرَّض في طريقه. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {والرسول يَدْعُوكُمْ}:

.قال الفخر:

{والرسول يَدْعُوكُمْ} كان يقول: «إليَّ عباد الله أنا رسول الله من كر فله الجنة» فيحتمل أن يكون المراد أنه عليه الصلاة والسلام كان يدعوهم إلى نفسه حتى يجتمعوا عنده، ولا يتفرقوا، ويحتمل أن يكون المراد أنه كان يدعوهم إلى المحاربة مع العدو.
ثم قال: {فِى أُخْرَاكُمْ} أي آخركم، يقال: جئت في آخر الناس وأخراهم، كما يقال: في أولهم وأولاهم، ويقال: جاء فلان في أخريات الناس، أي آخرهم، والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام كان يدعوهم وهو واقف في آخرهم، لأن القوم بسبب الهزيمة قد تقدموه. اهـ.

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {في أخراكم} مدح للنبي عليه السلام فإن ذلك هو موقف الأبطال في أعقاب الناس، ومنه قول الزبير بن باطا ما فعل مقدمتنا إذ حملنا وحاميتنا إذ فررنا، وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، ومنه قول سلمة بن الأكوع كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.

.قال الألوسي:

وإيراده عليه الصلاة والسلام بعنوان الرسالة للإيذان بأن دعوته صلى الله عليه وسلم كانت بطريق الرسالة من جهته تعالى مبالغة في توبيخ المنهزمين، روي أنه صلى الله عليه وسلم كان ينادي إليّ عباد الله إليّ عباد الله أنا رسول الله من يكر فله الجنة وكان ذلك حين انهزم القوم وجدوا في الفرار قبل أن يصلوا إلى مدى لا يسمع فيه الصوت فلا ينافي ما تقدم عن كعب بن مالك أنه لما عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ونادى بأعلى صوته يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام أن أنصت لأن ذلك كان آخر الأمر حيث أبعد المنهزمون. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {فأثابكم غَمًّا بِغَمّ}:

.قال الفخر:

لفظ الثواب لا يستعمل في الأغلب إلا في الخير، ويجوز أيضا استعماله في الشر، لأنه مأخوذ من قولهم: ثاب إليه عقله، أي رجع اليه، قال تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا البيت مَثَابَةً لّلنَّاسِ} [البقرة: 125] والمرأة تسمى ثيبًا لأن الواطئ عائد اليها، وأصل الثواب كل ما يعود إلى الفاعل من جزاء فعله سواء كان خيرًا أو شرًا، إلا أنه بحسب العرف اختص لفظ الثواب بالخير، فإن حملنا لفظ الثواب هاهنا على أصل اللغة استقام الكلام، وإن حملناه على مقتضى العرف كان ذلك واردًا على سبيل التهكم، كما يقال: تحيتك الضرب، وعتابك السيف، أي جعل الغم مكان ما يرجون من الثواب قال تعالى: {فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34]. اهـ.
فصل:
قال الفخر:
الباء في قوله: {غَمًّا بِغَمّ} يحتمل أن تكون بمعنى المعارضة، كما يقال: هذا بهذا أي هذا عوض عن ذاك، ويحتمل أن تكون بمعنى مع والتقدير: أثابهم غمًا مع غم، أما على التقدير الأول ففيه وجوه:
الأول: وهو قول الزجاج أنكم لما أذقتم الرسول غمًا بسبب أن عصيتم أمره، فالله تعالى أذاقكم هذا الغم، وهو الغم الذي حصل لهم بسبب الانهزام وقتل الأحباب، والمعنى جازاكم من ذلك الغم بهذا الغم.
الثاني: قال الحسن: يريد غم يوم أحد للمسلمين بغم يوم بدر للمشركين، والمقصود منه أن لا يبقى في قلبكم التفات إلى الدنيا، فلا تفرحوا بإقبالها ولا تحزنوا بإدبارها، وهو المعنى بقوله: {لّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ} في واقعة أحد {وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتاكم} [الحديد: 23] في واقعة بدر، طعن القاضي في هذا الوجه وقال: إن غمهم يوم أحد إنما كان من جهة استيلاء الكفار، وذلك كفر ومعصية، فكيف يضيفه الله إلى نفسه؟
ويمكن أن يجاب عنه بأنه لا يبعد أن يعلم الله تعالى أن في تسليط الكفار على المسلمين نوع مصلحة، وهو أن لا يفرحوا بإقبال الدنيا ولا يحزنوا بإدبارها، فلا يبقى في قلوبهم اشتغال بغير الله.
الثالث: يجوز أن يكون الضمير في قوله: {فأثابكم} يعود للرسول، والمعنى أن الصحابة لما رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم شج وجهه وكسرت رباعيته وقتل عمه، اغتموا لأجله، والرسول عليه السلام لما رأى أنهم عصوا ربهم لطلب الغنيمة ثم بقوا محرومين من الغنيمة، وقتل أقاربهم اغتم لأجلهم، فكان المراد من قوله: {فأثابكم غَمًّا بِغَمّ} هو هذا، أما على التقدير الثاني وهو أن تكون الباء في قوله: {غَمًّا بِغَمّ} بمعنى مع أي غما مع غم، أو غما على غم، فهذا جائز لأن حروف الجر يقام بعضها مقام بعض، تقول: ما زلت به حتى فعل، وما زلت معه حتى فعل، وتقول: نزلت ببني فلان، وعلى بني فلان. اهـ.

.قال ابن عاشور:

وقوله: {فأثابكم غما} إن كان ضمير {فأثابكم} ضميرَ اسم الجلالةَ، وهو الأظهر والموافق لقوله بعده: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم} [آل عمران: 154] فهو عطف على {صَرَفكم} [آل عمران: 152] أي ترتّب على الصرف إثابتكم.
وأصلُ الإثابة إعطاء الثَّواب وهو شيء يكون جزاء على عطاء أو فعل.
والغمّ ليس بخير، فيكونُ أثابكم إمّا استعارة تهكمية كقول عمرو بن كلثوم:
قَرَينَاكُم فَعَجَّلْنَا قِراكم ** قبيلَ الصبح مِرداة طحونا

أي جازاكم الله على ذلك الإصعاد المقارن للصرف أن أثابكم غمًّا أي قلقَا لكم في نفوسكم، والمراد أن عاقبكم بغمّ كقوله: {فبشّرهم بعذاب أليم} [آل عمران: 21] وفي هذا الوجه بعد: لأنّ المقام مقام ملام لا توبيخ، ومقام معذرة لا تنديم.
وإمّا مشاكلةً تقديرية لأنَّهم لما خرجوا للحرب خرجوا طالبين الثَّواب، فسلكوا مسالك باءوا معها بعقاب فيكون كقول الفرزدق:
أخاف زيادًا أن يكون عطاؤُه ** أدَاهِم سودًا أو مُحَدْرَجَةً سُمرا

وقول الآخر:
قلتُ: اطبُخوا لي جُبَّةً قميصًا

ونكتة هذه المشاكلة أن يتوصّل بها إلى الكلام على ما نشأ عن هذا الغمّ من عبرة، ومن توجّه عناية الله تعالى إليهم بعده.
والباء في قوله: {بغمّ} للمصاحبة أي غمًّا مع غمّ، وهو جملة الغموم الَّتي دخلت عليهم من خيبة الأمل في النَّصر بعد ظهور بَوارقه، ومن الانهزام، ومن قتل من قُتل، وجرح من جرح، ويجوز كون الباء للعوض، أي: جازاكم الله غمًّا في نفوسكم عوضًا عن الغمّ الَّذي نسبتم فيه للرسول وإن كان الضّمير في قوله: {فأثابكم} عائدًا إلى الرسول في قوله: {والرسول يدعوكم}، وفيه بعد، فالإثابة مجاز في مقابلة فعل الجميل بمثله أي جازاكم بغمّ.
والباء في قوله: {بغمّ} باء العوض.
والغمّ الأوّل غمّ نفس الرسول، والغمّ الثَّاني غمّ المسلمين، والمعنى أنّ الرسول اغتمّ وحزن لما أصابكم، كما اغتممتم لما شاع من قتله فكان غمّه لأجلكم جزاءًا على غمّكم لأجله. اهـ.