فصل: قال في صفوة التفاسير:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وبعد هذا بين سبحانه وتعالى أمره الخالد، وهو العدالة المطلقة التي لا تعرف وليا ولا عدوا {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما}. وأمر بعد ذلك سبحانه بالإيمان بالله ورسوله، وبهذا يشير إلى أن العدالة قرين الإيمان.
وبعد هذا البيان الرائع الذي يصور حقيقة الإيمان وعماده أخذ يصور حقيقة النفاق والمنافقين تصويرا قرآنيا، وإن أدق صورة بيانية للنفاق والمنافقين قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا}.
والله سبحانه برحمته التي وسعت كل شيء يفتح باب التوبة حتى للمنافقين.
ثم يقول: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما}.
أدبنا سبحانه وتعالى أدبا عاليا، وهو منع الجهر بالسوء؟ لأن الجهر به دعوة إليه، ولكن رخص للمظلوم أن يتكلم في ظالمه بالحق {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما}، وقد بين سبحانه بعد ذلك أحوال اليهود، فقد فرقوا بين الرسل، آمنوا ببعض وكفروا ببعض، وقد بين تعنت الماضين، مع أنهم أوتوا تسع آيات بينات، ومع ذلك طلبوا أن يروا الله جهرة، ثم اتخذوا العجل إلها من بعد ما جاءتهم البينات، ورفع الجبل فوقهم وأخذت عليهم العهود الموثقة، وأمروا ألا يعدوا في السبت، ومع كل هذا خالفوا، فطبعت قلوبهم على القسوة، وعقولهم على الإنكار، والبينات تجدى طالب الهداية فقط ولم يطلبوها، وقد استمروا على افترائهم فافتروا على مريم البتول، وادعوا أنهم قتلوا المسيح {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم}. وبهذا الظلم وتلك القسوة والجشع المادى حرم الله عليهم طيبات أحلت لهم؟ ليفطم نفوسهم- وليسوا جميعا سواء؟ ولذلك ذكر الله تعالى الراسخين في العلم منهم ومقامهم من الحق والإيمان بهم.
ولقد بين سبحانه وحدة الرسالة الإلهية، فما أوحى إلى النبي هو ما أوحى إلى الأنبياء قبله، إن الله يشهد والملائكة يشهدون بصدق ما جاء به، إن الكافرين صدوا عن سبيله وضلوا وطريقهم إلى جهنم. ثم بين سبحانه ضلال أهل الكتاب، فقد غالوا في أنبيائهم، فقال النصارى: الله ثالث ثلاثة! وذلك ليس الحق {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون}.
ثم بين سبحانه وتعالى أن القرآن حجته فيه، فقال سبحانه: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا}.
وقد ختم سبحانه وتعالى السورة بما ابتدأ به، وهو أمر بعض أحكام الأسرة، لبيان أن الأسرة هي حمى المجتمع وموضع صيانته، فقال سبحانه: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرو هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد فإن كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وإن كانوا إخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم}.
هذه إشارة موجزة إلى ما اشتملت عليه السورة التي تعلو بالإنسانية إلى أعلى مراتبها، قدمناها بين يدى تفسيرها ليكون التفسير تفصيلا لهذه الإشارات، والله تعالى هو الذي يمدنا بعونه وتوفيقه. إنه هو الحكيم العليم. اهـ.

.قال في صفوة التفاسير:

سورة النساء إحدى السور المدنية الطويلة، وهي سورة مليئة بالأحكام الشرعية، التي تنظم الشؤون الداخلية والخارجية للمسلمين، وهي تعنى بجانب التشريع كما هو الحال في السور المدنية، وقد تحدثت السورة الكريمة عن أمور هامة تتعلق بالمرأة، والبيت والأسرة، والدولة، والمجتمع، ولكن معظم الأحكام التي وردت فيها كانت تبحث حول موضوع النساء ولهذا سميت [سورة النساء]!!
تحدثت السورة الكريمة عن حقوق النساء والأيتام- وبخاصة اليتيمات- في حجور الأولياء والأوصياء، فقررت حقوقهن في الميراث والكسب والزواج واستنقذتهن من عسف الجاهلية وتقاليدها الظالمة المهينة.
وتعرضت لموضوع المرأة فصانت كرامتها، وحفظت كيانها، ودعت إلى إنصافها بإعطائها حقوقها التي فرضها الله تعالى لها كالمهر، والميراث، وإحسان العشرة.
كما تعرضت بالتفصيل إلى أحكام المواريث على الوجه الدقيق العادل، الذي يكفل العداله ويحقق المساواه، وتحدثت عن المحرمات من النساء بالنسب، والرضاع، والمصاهرة.
وتناولت السورة الكريمة تنظيم العلاقات الزوجية وبينت أنها ليست علاقة جسد وإنما علاقة إنسانية، وأن المهر ليس أجرا ولا ثمنا، وإنما هو عطاء يوثق المحبة، ويديم العشرة، ويربط القلوب.
ثم تناولت حق الزوج على زوجته، وحق الزوجة على زوجها، وأرشدت إلى الخطوات التي ينبغي أن يسلكها الرجل لإصلاح (الحياة الزوجية)، عندما يبدأ الشقاق والخلاف بين الزوجين، وبينت معني قوامة الرجل وأنها ليست قوامه استعباد وتسخير، وإنما هي قوامة نصح وتأديب، كالتي تكون بين الراعي ورعيته.
ثم انتقلت من دائرة الأسرة إلى دائرة المجتمع فأمرت بالإحساس في كل شيء، وبينت أن أساس الإحسان التكافل والتراحم، والتناصح والتسامح، والأمانة والعدل، حتي يكون المجتمع راسخ البنيان قوي الأركان.
ومن الإصلاح الداخلي انتقلت الآيات إلى الاستعداد للأمن الخارجي الذي يحفظ على الأمة استقرارها وهدوءها، فأمرت بأخذ العدة لمكافحة الأعداء، كفرة كانوا أم منافقين!
ثم وضعت بعض قواعد المعاملات الدولية بين المسلمين والدول الأخرى المحايدة أو المعادية.
واستتبع الأمر بالجهاد حملة ضخمة على المنافقين، فهم نابتة السوء وجرثومة الشر التي ينبغي الحذر منها، وقد تحدثت السورة الكريمة عن مكايدهم وخطرهم.
كما نبهت إلى خطر أهل الكتاب وبخاصة اليهود وموقفهم من رسل الله الكرام.
ثم ختمت السورة الكريمة ببيان ضلالات النصارى في أمر المسيح (عيسى ابن مريم) حيث غالوا فيه حتى عبدوه ثم صلبوه (أي زعموا أنه صلب وقد أحسن من قال: إذا صلب الإله بفعل عبد يهودي فما هذا الإله؟) مع اعتقادهم بألوهيته، واخترعوا فكرة (التثليث) فأصبحوا كالمشركين الوثنيين، وقد دعتهم الآيات إلى الرجوع عن تلك الضلالات، إلى العقيدة السمحة الصافية (عقيدة التوحيد) وصدق الله حيث يقول: {ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد}. اهـ.

.قال أبو عمرو الداني:

سورة النساء مدنية ولا نظير لها في عددها وكلمها ثلاثة آلاف وتسع مائة وخمس وأربعون كلمة وحروفها ستة عشر ألف حرف وثلاثون حرفا وهي مئة وسبعون وخمس آيات في المدنيين والمكي والبصري وست في الكوفي وسبع في الشامي.
اختلافها آيتان {أن تضلوا السبيل} عدها الكوفي والشامي ولم يعدها الباقون {فيعذبهم عذابا أليما} عدها الشامي ولم يعدها الباقون.
حدثنا أبو الفتح شيخنا قال أنا أحمد بن محمد قال أنا أحمد بن شبيب قال أنا الفضل قال أنا خلاد عن عيسى عن حمزة عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة أنه عد في النساء {أن تضلوا السبيل} رأس أربع وأربعين آية.
وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودا بإجماع ستة مواضع:
{فلا تبغوا عليهن سبيلا} {لولا أخرتنا إلى أجل قريب} و{للناس رسولا} {والله يكتب ما يبيتون} {واتبع ملة إبراهيم حنيفا} {ولا الملائكة المقربون}.

.رءوس الآي:

{رقيبا}.
1 {كبيرا}.
2 {تعولوا}.
3 {مريئا}.
4 {معروفا}.
5 {حسيبا}.
6 {مفروضا}.
7 {معروفا}.
8 {سديدا}.
9 {سعيرا}.
10 {حكيما}.
11 {حليم}.
12 {العظيم}.
13 {مهين}.
14 {سبيلا}.
15 {رحيما}.
16 {حكيما}.
17 {أليما}.
18 {كثيرا}.
19 {مبينا}.
20 {غليظا}.
21 {سبيلا}.
22 {رحيما}.
23 {حكيما}.
24 {رحيم}.
25 {حكيم}.
26 {عظيما}.
27 {ضعيفا}.
28 {رحيما}.
29 {يسيرا}.
30 {كريما}.
31 {عليما}.
32 {شهيدا}.
33 {كبيرا}.
34 {خبيرا}.
35 {فخورا}.
36 {مهينا}.
37 {قرينا}.
38 {عليما}.
39 {عظيما}.
40 {شهيدا}.
41 {حديثا}.