فصل: قال ملا حويش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



101 {وَإِذا ضَرَبْتُمْ}: سرتم، أي: استمررتم في السّير كاستمرار الضّرب باليد، ومنه: ضرب المثل، لاستمراره في البلاد، والضّريبة لاستمرارها.
102 {فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً واحِدَةً}: يحملون حملة رجل واحد.
103 {فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ}: رجعتم إلى الموطن وأمنتم.
{كِتابًا مَوْقُوتًا}: فرضا موقّتا.
107 {يَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ}: يجعلونها خائنة.
112 {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً}: ذنبا بينه وبين اللّه، أَوْ إِثْمًا: دينا من مظالم العباد.
113 {يُضِلُّوكَ}: يهلكوك.
115 {نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى}: ندعه وما اختار.
117 {إِلَّا إِناثًا}: ضعافا عاجزين. سيف أنيث: كهام. وإناث كلّ شيء: أراذله.
118 {مَفْرُوضًا}: معلوما.
119 {فَلَيُبَتِّكُنَّ}: يشقّون أذن البحيرة، أو نسيلة الأوثان.
{فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}: دين اللّه. وحمله أنس على خصاء الغنم وكرهه.
122 {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}: أي: لا أحد أصدق من اللّه، وإنّما كان معناه النّفي لأن جوابه لا يتوجه إلّا عليه.
123 {لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ}: ليس ثواب اللّه بأمانيكم.
127 {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ}: في الواجب لهن وما عليهن.
{وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ}: أي: مبيّن، وذلك حذف الخبر.
{وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدانِ}: أي: في المستضعفين، وكانوا لا يورّثونهن.
135 {إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلى بِهِما}: رؤوف بالفقير وأعلم بحال الغنيّ. في فقير وغنيّ اختصما إلى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فقيل: الفقير لا يظلم الغنيّ.
{فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا}: أي: عن الحق، أو لا تتركوا العدل بالهوى.
{وَإِنْ تَلْوُوا}: لوى يلوى ليّا: مطل ودافع، أي: وإن تدفعوا بأداء الشهادة.
ومن قرأ: تلوا فهو أيضا تلووا أبدلت الواو للضمة همزة، ثم حذفت وألقيت حركتها على اللام، كما قيل في «أدؤر»: أدور، ثم «أدر».
{أَوْ تُعْرِضُوا}: تكتموها.
136 {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}: أي: بالأنبياء السابقين، آمَنُوا: بمحمد ودوموا على الإيمان.
137 {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْرًا} الإيمان الأول: دخول المنافقين في الإسلام لحقن الدماء والأموال.
والثاني: نفاقهم بقولهم: آمنا، وازديادهم قولهم: {إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ}.
141 {أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ}: نحط بكم للمعونة ونغلب عليكم بالموالاة، ونمنعكم منهم بما كنا نعلمكم من أخبارهم.
وفي الحديث في الصّلاة: «حاذ عليها بحدودها»، أي: حاطها.
و«الأحوذيّ»: الجاد المتحفظ.
143 {مُذَبْذَبِينَ}: مترددين.
146 {وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ}: حذفت الياء من الخطّ كما حذفت من اللفظ لسكونها وسكون اللام، وكذلك {سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ}، و{يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ}. وأما قوله: {ما كُنَّا نَبْغِ}، وقوله: {يُنادِ الْمُنادِ} فحذفت لثقلها ودلالة الكسرة عليها.
148 {إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}: موضع مِنَ رفع على إعمال المصدر، أي: لا يجهر إلا من ظلم فيدعو على ظالمه أو ينتصر منه.
نزلت في أبي بكر رضي اللّه عنه، شتمه رجل فسكت عنه، ثم ردّ عليه.
155 {فَبِما نَقْضِهِمْ}: فبشيء أو أمر عذبناهم، ونَقْضِهِمْ بدل عنه وتفسير، تنزيها عن لفظ الزيادة.
{بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ}: جعلها كالمطبوع عليها.
قال الحسن: أهل الطبع لا يؤمنون أصلا.
157 {وَما قَتَلُوهُ يَقِينًا}: ما تبينوه علما، تقول: قتلته علما وقتلته ممارسة وتذليلا.
158 {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ}: إلى موضع لا يجري عليه أمر أحد من العباد.
172 {لنْ يَسْتَنْكِفَ}: لن يأنف. من نكفت الدّمع: نحّيته.
وفي الحديث: «فانتكف العرق عن جبينه»، وفي حديث آخر: «جاء جيش لا ينكف آخره».
159 {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ}: بالمسيح قَبْلَ مَوْتِهِ إذا نزل من السماء. أو قبل موت الكتابي عند المعاينة. رواه شهر بن حوشب عن محمد بن الحنفية للحجّاج فقال: أخذته من عين صافية.
162 {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ}: نصب على المدح، وهو أوجه وأولى مما يروى عن عائشة أنها قالت لعروة: يا بني هذا مما أخطأ فيه الكتّاب.
166 {لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ}: إذ قالت اليهود: لا نشهد بما أنزل اللّه، فشهد اللّه بما أنزل وأظهر من المعجزات.
170 {فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ}: أي: يكن خيرا لكم.
176 {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}: أي: لولا تبيينه. وقيل: كراهة أن تضلوا. اهـ.

.قال ملا حويش:

تفسير سورة النساء:
عدد 6 و92 و4.
نزلت بالمدينة بعد سورة الممتحنة، وهي مئة وست وأربعون آية، وثلاثة آلاف وخمس وأربعون كلمة، وسنة عشر الف وثلاثون حرفا، لا يوجد مثلها في عدد الآي، وقدمنا في سورة الممتحنة السور المبدوءة بلفظ يا أيها.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ} نفس آدم عليه السلام {وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها} حواء عليها السلام من ضلع من أضلاعه سئل جراح لم خلقت المرأة من ضلع الرجل؟ فقال إنما أخذت من جانبه لتكون مساوية له، ومن تحت ذراعيه ليحميها، ومن أقرب مكان لقلبه ليحبها ويحترمها، ولم تخلق من رأسه لئلا تتسلط عليه ولا من قدميه لئلا يدوسها عند الغضب.
قال تعالى: {وَبَثَّ مِنْهُما} ما تفرع عنهما بطريق الولادة {رِجالًا كَثِيرًا وَنِساءً} أكثر، وإنما لم يصفهن بالكثرة مع أنهن أكثر من الرجال إشارة إلى الاختفاء المقتضى لهن، وتنبيها على أن الرجال أكمل منهن وأتم وأفضل، وعلى القاعدة بجواز الحذف من الثاني لدلالة الأول وبالعكس ومثله كثير {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ} بين بعضكم كقولك أسألك باللّه أن تفعل كذا وأحلف عليك باللّه وأستشفع إليك باللّه أن تعفو عن كذا وأرجوك باللّه وأستجيرك باللّه من أن تقول كذا وما أشبه ذلك، {وَالْأَرْحامَ} اتقوا اللّه فيهم أيها الناس صلوهم لا تفطعوهم وقربوهم لا تبعدوهم، هذا على قراءة النصب، وعلى قراءة الجر يكون المعنى واتقوا اللّه الذي تساءلون به وبالرحم كما تقول ناشدتك اللّه والرحم، وسألتك باللّه وبالرحم، وكان الناس يعتادون هذا تنبيها لشدة المحافظة على الأرحام ودوام الاعتناء بهم.
روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله اللّه، ومن قطعني قطعه اللّه.
ورويا عن أنس رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: من سرّه أن يبسط له في رزقه وينسا له في اثره فليصل رحمه.
ورويا عن جبير بن مطعم أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع رحم.
{إِنَّ اللَّهَ كانَ} ولمل يزل {عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [1] لا يغيب عنه شيء من أموركم الباطنة والظاهرة قبل أن تقع منكم، فجدير بكم أن تنقوه أيها الناس وتحذروا مخالفته.
قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ} بأعيانها وما تولد منها ونمى عنها عند ما تستأنسون منهم الرشد وإمكان قيامهم بها كما سيأتي في الآية 5.
نزلت هذه الآية في أولياء الأيتام إذ كانوا زمن الجاهلية يبدلون أحسن أموالهم بأقبح ما عندهم، ولهذا قال تعالى: {وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ} أي مال اليتيم وسمي خبيثا مع أنه طيب لأن تناوله حرام ولا أخبث من الحرام {بِالطَّيِّبِ} بمالكم الحلال لأنه مهما كان قبيحا ودنيئا أو خبيثا فهو طيب لأنه حلال ولا أطيب من الحلال {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ} المحرمة عليكم وتضموها {إِلى أَمْوالِكُمْ}.
فتنفقوا منها جميعا، لأنه لا يجوز الإنفاق من مال اليتيم وفي حال خلطها مع أموالكم عدم مبالاة في حفظها ومدعاة للإنفاق منها على أنفسكم دونهم، إذ يجب على ولي اليتيم أن يفرق بين أمواله وأموال يتيمه وأن ينفق على نفسه وغيره من ماله فقط، وعلى اليتامى من أموالهم إنفاقا بالمعروف إذا لم تسمح نفسه بالإنفاق عليهم من ماله وعدهم من جملة عياله {إِنَّهُ} الأكل من مال اليتيم أو تبديله بأحسن منه {كانَ} عند اللّه ولا يزال {حُوبًا كَبِيرًا (2)} إثما عظيما عقابه عظيما عند اللّه.

.مطلب في أخلاق الجاهلية وفوائد السلطان للبلاد والعباد وأكل مال اليتيم:

كان رجل من غطفان معه مال كثير لابن أخيه، فلما بلغ منعه عمه منه، فترافعا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فتلا عليهما هذه الآية فقالا أطعنا اللّه والرسول ونعوذ باللّه من الحوب الكبير، ودفع إلى اليتيم ماله.
هكذا كانت طاعة العرب الذين يسمونهم بعض الناس في خطبهم أجلافا، وما كانوا بأجلاف وإنما هم شم الأنوف، وقد هذبهم الإسلام فألانهم، وإلا فإن الخصال التي كانت عندهم من المروءة والشهامة والكرم ومكارم الآداب والأخلاق والعفو والصفح والعطف، لم تتحل بها أمة من الأمم الراقية لا قبل ولا بعد، وإنما يتأسى بهم من يفعل فعلهم، نعم كانت عندهم عصبية بعضهم لبعض وكان بينهم ظلم وفحش وجور وغلظة وقساوة من مقتضيات عاداتهم الجاهلية التي طبعوا عليها من مئات السنين، وقد محاها الإسلام وحرمها وأبدلها بأضدادها، ورب شيء محمود بالجاهلية مذموم في الإسلام، كما يكون ممدوحا في الشرع ومذموما بالطب وبالعكس، راجع ص17 من حاشية الباجوري على ابن قاسم في كتاب الطهارة، وقد بقي آثار من أعمالهم الجاهلية في البوادي ووصلت إلى القرى، وقد توجد الآن عند بعض الأرياف فإنهم لا يورثون اليتيم ولا المرأة بل يرثونها، وذلك لقلة علمهم وعدم وجود العلماء عندهم وكثرة طمعهم، والقصور كله على الحكومة التي أهملتهم وتركتهم على ما هم عليه، وإلا لو أرسلت إليهم النصاح والمرشدين والمعلمين لما بقي لهذه العوائد من أثر، اللهم بصرهم لينفعوا عبادك وينشروا القسط في بلادك، لأن زمام الأمور بيد السلطان، وانه ليزع به أكثر مما يزع بالقرآن، فهو القطب الذي عليه مدار الدنيا، وقوام الحدود، ونظام الحقوق، وهو حمى اللّه، وظله الممدود على عباده وبلاده، به يمتنع صريخهم، وينتصر مظلومهم، ويقمع ظالمهم، ويأمن خائفهم.
على أن غير العرب في ذلك الزمن كان أكثر وحشية منهم وأشد ظلما وأعظم تكبرا، وحتى الآن توجد فيهم هذه الخصال وأشنع وأقبح وأفظع، كما يذكرونه في جرائدهم.
قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى} الذين هم تحت تربيتكم إذا أردتم الزواج بهن {فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ} غيرهن وزوجوهن لغيركم وتزوجوا من شئتم من غيرهن {مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ} أي اثنتين اثنتين أو ثلاثا ثلاثا أو أربعا أربعا فحسب، أما الزيادة على الأربع فحرام عليكم، وليس لكم أن تقتدوا بحضرة الرسول فيما هو من خصائصه، وهذا هو الحكم الشرعي.
ولا دليل في هذه الآية على التسع بزعم جواز ضم الأعداد الثلاثة أي جمعها لأنها تكون عشرا لا تسعا بضم الواحدة التي قبل الاثنتين، لأنها مبدأ العدد، ولأن الخطاب للجميع، وسبب التكرار ليصيب كل ناكح يريد الجمع الذي أراده من العدد الذي أطلق له، كما إذا قلت لجماعة اقتسموا هذه الألف درهمين درهمين، أو عشرة عشرة، أو مئة مئة، فإن الواحد يناله أحد هذه الأعداد لا مجموعها، تدبر، يدل على هذا ما أخرجه أبو داود عن الحارث بن قيس قال: أسلمت وعندي ثمان نسوة فذكرت ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال اختر أربعا (أي واترك الباقي).