فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفي هذه الآية من التهديد والوعيد ما لا يخفى، ألا فليحذر المخالفون.
قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} زيادة لا يقدر قدرها غيره {وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا} عن عبادته {فَيُعَذِّبُهُمْ عَذابًا أَلِيمًا} لا تطيقه أجسادهم ولا تتصوره عقولهم ولا يخطر كنهه على بالهم ولا يقيهم منه شيء بدا {وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (173)} يتولاهم أو يدفع عنهم شيئا من عقابهم.
قال تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ} هو محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ليبرهن على وحدانيتنا وإبطال الشرك والتثليث ونفي الولد والصاحبة بآيات مبينات تشرح قلب المؤمن بالتصديق وتبهر المنكر بالإعجاز بما أعطيناه من المعجزات الباهرات، ولهذا سماه اللّه برهانا لأن البرهان دليل على إقامة الحق وإبطال الباطل وهو كذلك، لأن اللّه جعله حجة قاطعة لإعذار جميع الخلق {وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ} أيها الناس مع ذلك البرهان الجليل {نُورًا مُبِينًا (174)} قرآنا ظاهرا تبينت فيه الأحكام كما تتبين الأشياء بالنور، وقد سماه نورا لأن المتحير يستضيء به فيزيل حيرته، ولأنه سبب لوقوع نور الإيمان بالقلب الذي هو أعظم الأنوار وأكرم مضغة في الجسد وهو منبع الهداية ومعدن الرشد.
قال تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ} عن كل خلقه فعبدوه وحده {فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ} لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر شيء عظيم من رب عظيم {وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطًا مُسْتَقِيمًا (175)} يسددهم إلى سلوك منهج النعم عليهم ويرشدهم لدينه الذي ارتضاه لهم.
قال تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ} يا سيد الرسل في نوع آخر في الميراث، وهنا حذف المستفتى عنه اغتناء بالجواب المنبئ عنه المبين بقوله عز قوله يا سيد الرسل {قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} تقدم معناها في الآية 11 المارة وقد بينها اللّه بقوله: {إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ} ولا والد ولا حفيد ولا جد {وَلَهُ أُخْتٌ} من أبيه أو شقيقته {فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ} فرضا والنصف الآخر يكون لها ردا عند أبي حنيفة لعدم وجود عصبة لها، وهو كذلك عند عامة أهل العراق، وعند الشافعي يكون لبيت المال، وإذا كان معها بنت كان النصف الآخر للبنت فرضا والنصف العائد لها تأخذه بطريق التعصيب، لأن الأخوات يكنّ مع البنات عصبة، ويسمى هذا التعصب عصبة بغيره، أما الإخوة فهم عصبة بأنفسهم {وَهُوَ} أي الهالك لو هلكت أخته قبله {يَرِثُها} فيأخذ كل مالها {إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ} والأخ الشقيق أو الأب سواء، أما الأخ لأم فقد تقدم حكمه في الآية 12 المارة وهو بأنه يأخذ السدس إذا كان واحدا، والثلث إذا كانوا أكثر ذكورهم وأناثهم سواء فيه.
أما الأخ الشقيق أو لأب فإنه يأخذ كل المال في مثل هذه المسألة، أما الأخ أو الإخوة لأم فما يفضل عن سهامهم يعود لبيت المال إذا لم يكن للميت عصبة أو أرحام غيرهم، وإن كان للهالكة ولد فإنه يأخذ جميع المال وحده في مسألة كهذه، وكذلك إذا كان لها أب فقط فيأخذ المال كله.
{فَإِنْ كانَتَا} الأخوات {اثْنَتَيْنِ} فأكثر وكانتا لأب أو لأبوين {فَلَهُمَا الثُّلُثانِ مِمَّا تَرَكَ} أخوهما والباقي لعصبته إذا كان هناك عصبة من عم أو ابنه أو ابن أخ، وإلّا فيأخذان الباقي بطريق الردّ {وَإِنْ كانُوا} أي الوارثون {إِخْوَةً رِجالًا وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ} من الميراث حظ {مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} كما تقدم في الآية 10 المارة {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ} أيها الناس هذه الأحكام لتعملوا بها خشية {أَنْ تَضِلُّوا} طريق الصواب ومخافة أن تزيغوا عن هذه الأحكام فتكونوا ضلالا لا تعرفون حقكم من حق غيركم فتأكلوه حراما أو تضيعوه حلالا.
فتعلموا هذا وأتقنوه واعملوا به {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176)} واتقوا اللّه ويعلمكم واسترشدوه واجعلوا سركم كعلانيتكم، فإن علمه محيط بكم لا يخفى عليه شيء من أمركم روى البخاري ومسلم عن جابر بن عبد اللّه قال مرضت فأتاني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبو بكر يعودانني ماشيين فأغمي عليّ فتوضأ النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم صبّ علي من وضوئه.
فأفقت فإذا النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقلت يا رسول اللّه كيف أصنع في مالي كيف أقضي في مالي؟ فلم يرد علي شيئا حتى نزلت هذه الآية.
وفي رواية قلت يا رسول اللّه إنما يرثني كلالة، فنزلت.
وفي رواية الترمذي كان لي تسع أخوات فنزلت.
ولأبي ذرّ قال اشتكيت وعندي سبع أخوات فدخل النبي صلّى اللّه عليه وسلم فنفخ في وجهي فأفقت، فقلت يا رسول اللّه ألا أوصي لأخواتي بالثلثين؟ قال أحسن، قلت بالشطر؟
قال أحسن: ثم خرج وتركني، فقال يا جابر لا أراك ميتا من وجعك هذا، وإن اللّه قد أنزل فبين الذي لأخواتك، فجعل لهن الثلثين.
وقد مر أن الوصية بالثلث كثير راجع الآية 18 المارة والآية 182 من سورة البقرة المارة.
قال فكان جابر يقول في أنزلت هذه الآية وهنا معجزة لحضرة الرسول، لأن جابر المذكور لم يمت في مرضه ذلك كما أخبره صلى اللّه عليه وسلم وهو في حالة غلب على ظنّه الوفاة فيها، ولذلك سأل حضرة الرسول عما يوصي به لأخواته.
هذا واللّه أعلم، واستغفر اللّه ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأتباعه أجمعين، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين. اهـ.

.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة النساء مدنية.
و{نساء} تام والأرحام كاف على قراءتي نصبه وجره ووجه نصبه واتقوا الأرحام ووجه جره عطفه على الضمير على مذهب الكوفيين وقيل الوقف على امابه على النصب فبالأغراء وأما على الجر فبالقسم أي ورب الارحام رقيبا حسن بالطيب كاف وكذا إلى أموالكم حوبا كبيرا حسن ورباع صالح أيمانكم حسن أن لا تعولوا كاف نحلة صالح هنيئا مريئا كاف قياما صالح قولا معروفا حسن فادفعوا إليهم أموالهم صالح أن يكبروا حسن وقال أبو عمرو كاف فليستعفف جائز منه بالمعروف كاف فأشهدوا عليهم جائز حسيبا تام وكذا نصيبا مفروضا فرزقوهم منه صالح وقال أبو عمرو كاف قولا معروفا تام خافوا عليهم حسن وقال أبو عمرو كاف سديدا تام نارا كاف سعيرا تام في أولادكم صالح مثل حظ الانثين كاف وكذا ثلثا ما ترك فلها النصف حسن إن كان له ولد كاف وكذا فلأمه الثلث وفلأمه السدس وقوله أو دين وأيهم أقرب لكم نفعا وقال أبو عمرو في أودين في الموضعين تام فريضة من الله مفهوم وقال أبو عمرو كاف عليما حكيما تام لم يكن لهن صالح أو دين حسن إن لم يكن لكم ولد صالح أو دين كاف وقياس نظيره السابق أن يقال حسن فلكل واحد منهما السدس صالح أو دين وهو الاخير ليس بوقف لآن ما بعده حال مما قبله غير مضار صالح وكذا وصية من الله وقال أبو عمرو فيهما كاف والله عليم حكيم حسن وقال أبو عمرو كاف تلك حدود الله حسن وقال أبو عمرو تام خالدين فيها صالح العظيم حسن خالد فيها جائز عذاب مهين تام أربعة منكم كاف سبيلا فآذوهما صالح فأعرضوا عنهما رحيما تام يتوب الله عليهم كاف عليهم حكيما حسن وقال أبو عمرو كاف وهم كفار تام وكذا عذابا أليما كرها كاف إن جعل ما بعده مجزوما بالنهي وليس بوقف إن جعل ذلك منصوبا عصفا على إن ترثوا أي ةلا أن تعضلوهن بفاحشة مبينة صالح وكذا بالمعروف خيرا كثيرا كاف وكذا منه شيئا ومبينا غليظا حسن إلا ما سلف كاف وساء سبيلا تام وبنات الأخت صالح وكذا وأخواتكم من الرضاعة في حجوركم مفهوم دخلتم بهن صالح فلا جناح عليكم مفهوم وكذا من أصلابكم إلا ما قد سلف صالح ورحيما تام إلا ما ملكت أيمانكم كاف.
إن قرئ {وأحل} ببنائه الفاعل وإلا فصالح ومثله فيهما {كتاب عليكم} {غير مسافحين} صالح {فريضة} كاف وكذا {من بعد الفريضة} {عليما حكيما} حسن.
وقال أبو عمرو تام.
{من فتياتكم المؤمنات} كاف {بأيمانكم} جائز {بعضكم من بعض} صالح وكذا {بإذن أهلهن} {أخدان} تام.
{من العذاب} جائز {العنت منكم} وكذا خير لكم رحيم حسن وقال أبو عمرو فيهما تام.
{ويتوب عليكم} كاف عليم حكيم حسن وكذا {عظيما} {أن يخفف عنكم} كاف على قراءة {خلق} بضم الخاء وصالح على قراءة {خلق} بضم الخاء وصالح على قراءته بفتحها ضعيفا تام.
{عن تراض منكم} حسن {أنفسكم} كاف {رحيما} حسن {نصليه نارا} صالح {يسيرا} تم وكذا {كريما} على بعض حسن وقال أبو عمرو كاف {مما اكتسبوا} كاف وكذا {مما اكتسبن} و{من فضله} {عليما} حسن وكذا {والأقربون} وقال أبو عمرو كاف {تصيبهم} كاف {شهيدا} تام.
{من أموالهم} صالح وقال أبو عمرو كاف {بما حفظ الله} كاف وكذا {واضربوهن} و{سبيلا} {كبيرا} حسن {يوفق الله بينهما} كاف {خبيرا} تام.
{شيئا} كاف وكذا {وما ملكت أيمانكم} {فخورا} ليس بوقف إن جعل الذين منصوبا بدلا من من وان جعل مرفوعا مبتدأ خبره {إن الله لا يظلم} كان وقفا تاما {ما آتاهم الله من فضله} صالح وكذا {مهينا} وقال أبو عمرو في الأول كاف {ولا باليوم الآخر} تام وكذا {فساء قرينا} وقال أبو عمرو في الأول كاف {رزقهم الله} كاف عليما تام ومحل هذه الوقوفات الأربعة إذا جعل {الذين يبخلون} منصوبا فأن جعل مرفوعا بالابتداء وخبره {إن الله لا يظلم} لم يكن في هذه الوقوفات كاف ولا تام للفصل بين المبتدأ والخبر بل كلها صالحة لبعد ما بينهما {مثقال ذرة} كاف {عظيما} حسن وقال أبو عمرو تام.
{على هؤلاء شهيدا} كاف {لو تستوي بهم الأرض} إن جعل ما بعده داخلا في التمني وإلا فالوقف عليه حسن حديثا تام.
{تغتسلوا} كاف وكذا {أيديكم} {غفورا} تام السبيل كاف وكذا بأعدائكم بالله وليا جائز نصيرا حسن وقال أبو عمرو كاف ومحلها إذا علق ما بعده بمبتدأ محذوف أي {من الذين هادوا} أناس فأن علق بما قبله كان يقدر {وكفى بالله} ناصر الكم {من الذين هادوا} لم يحسن الوقف على نصير إلا يتجوز لأنه رأس آية {في الدين} صالح وكذا {أقوم} وقال أبو عمرو {فيهما} كاف {إلا قليلا} تام.
{أصحاب السبت} صالح وقال أبو عمرو كاف مفعولا تام.
{لمن يشاء} حسن وقال أبو عمرو: كافاف {عظيما} تام أنفسهم كاف {من يشاء} صالح وقال أبو عمرو كاف {فتيلا} حسن {على الله الكذب} صالح {مبينا} تام.
{سبيلا} حسن وكذا {لعنهم الله} {نصيرا} صالح وكذا {نقيرا} {من فضله} مفهوم {عظيما} كاف وكذا من صدعنه {سعيرا} تام وقال أبو عمرو كاف {نارا} صالح {ليذوقوا العذاب} كاف {حكيما} تام صالح مطهرة جائز {ظليلا} تام.
{أن تحكموا بالعدل} كاف وكذا {يعظكم به} {بصيرا} تام وقال أبو عمرو كاف {وأولي الأمر منكم} كاف وكذا {واليوم الآخر} تأويلا تام وقال أبو عمرو كاف {إلى الطاغوت} صالح وكذا {أن يكفروا به} بعيدا حسن صدودا كاف وان تعلق ما بعده بما قبله لطول الكلام {وتوفيقا} حسن {في قلوبهم} صالح {وعظهم} جائز {بليغا} تام.
{بأذن الله} كاف {رحيما} حسن فلا جائز بناء على انه ردّ لما قبله والذي ابتدأ به هو إلا حسن بني على أنه وطئة للنفي بعده فهو آكد {ويسلموا تسليما} حسن {إلا قليل منهم} كاف {تثبيتا} صالح {مستقيما} تام.
{والصالحين} حسن وقال أبو عمرو كاف {رفيقا} حسن {من الله} كاف {عليما} تام.
{جميعا} حسن وقال أبو عمرو تام.
{ليبطئن} مفهوم {شهيدا} صالح وقال أبو عمرو كاف مودة جائز {فوزا عظيما} حسن وكذا {بالآخرة} و{أجرا عظيما} {الظالم أهلها} مفهوم وقال أبو عمرو كاف {نصيرا} تام.