فصل: قال الدمياطي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وعلى القول الآخر فيالِع. ومما كُسِّر على فَعْلى ثم كسرت فعلى على فَعالى ما رويناه عن أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى في أماليه من قول بعضهم:
مثل القتالى في الهشيم البالي

فهذا تكسير قتيل على قَتْلى، ثم قَتْلى على قَتَالى.
ومن ذلك قراءة عاصم الجحدري: {أَنْ يَصَّلِحَا}.
قال أبو الفتح: أراد: يصطلحا أي يفتعلا، فآثر الإدغام فأبدل الطاء صادًا، ثم أدغم فيها الصاد التي هي فاء، فصارت يصَّلحا، ولم يجز أن تبدل الصاد طاء لما فيها من امتداد الصفير، ألا ترى أن كل واحد من الطاء وأختيها والظاء وأختيها يُدغمن في الصاد وأختيها، ولا يدغم واحدة منهن في واحدة منهن؟ فلذلك لم يجز إلا أن يَطَّلحا، وجاز يصَّلحا.
ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن في رواية عطاء عنه وقراءة عاصم الجحدري أيضًا: {وملائكتِه وكتابِه} على التوحيد.
قال أبو الفتح: اللفظ لفظ الواحد والمعنى معنى الجنس؛ أي: وكتبه، ومثله قوله سبحانه: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [47] أي: كتبنا، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}، وقال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، فلكل إنسان كتاب، فهي جماعة كما ترى، وقد قال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}.
ووقوع الواحد موقع الجماعة فاشٍ في اللغة، قال الله تعالى: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} أي: أطفالًا، وحَسَّن لفظ الواحد هنا شيء آخر أيضًا؛ وذلك أنه موضع إضعاف للعباد وإقلال لهم، فكان لفظ الواحد لقلته أشبه بالموضع من لفظ الجماعة؛ لأن الجماعة على كل حال أقوى من الواحد، فاعرف ذلك.
ومن ذلك قراءة عبد الله بن أبي إسحاق والأشهب العقيلي: {يُرَءُّون الناس}، مثل يُرَعُّون، والهمزة بين الراء والواو من غير ألف.
قال أبو الفتح: معناه يُبصِّرون الناس، ويحملونهم على أن يروهم يفعلون ما يتعاطونه، وهي أقوى معنى من {يُراءُون} بالمد على يفاعِلون؛ لأن معنى يراءونهم يتعرضون لأن يروهم، ويُرَءُّونهم يحملونهم على أن يروهم.
قال أبو زيد: رأت المرأة الرجل المرآة إذا أمسكتها له ليرى وجهه، ويدلك على أن يرائي أضعف معنى من يُرَئِّي قوله:
تَرَى أو تُرَاءَى عند معقد غرزها ** تهاويل من أجلاد هِرٍّ مووَّم

ومن ذلك قراءة ابن عباس وعمرو بن فايد: {مُذَبْذِبِين} بكسر الذال الثانية.
قال أبو الفتح: هو من قوله:
خيالٌ لأمِّ السلسبيل ودونه ** مسيرة شهر للبريد المذبذِب

أي: المهتز القلق الذي لا يثبت في مكان، فكذلك هؤلاء: يخِفُّون تارة إلى هؤلاء وتارة إلى هؤلاء، فهو مثل قوله: {لَا إِلَى هَؤُلاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلاءِ}، وهو من ذَبَّبْتُ عن الشيء: أي صرفت عنه شيئًا يريده إلى غير جهته، وقريب من لفظه، إلا أنه ليس من لفظه، كما يقول البغداديون وأبو بكر معهم؛ وذلك أن ذَبَّبْتُ من ذوات الثلاثة، وذبذب من مكرر الأربعة، فهو كقولهم: عين ثرّة وثرثارة، وهو كثير في معناه. وقد ذكرنا ذلك في كتابنا المنصف.
ومن ذلك قراءة ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم وعبد الأعلى بن عبد الله بن مسلم بن يسار وعطاء بن السائب وابن يسار: {إِلَّا مَنْ ظَلَمَ} بفتح الظاء واللام.
قال أبو الفتح: ظَلَم وظُلِم جميعًا على الاستثناء المنقطع؛ أي: لكن من ظلم فإن الله لا يخفى عليه أمره، ودل على ذلك قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}.
ومن ذلك قراءة مالك بن دينار وعيسى الثقفي وعاصم الجحدري: {والمقيمون} بواو.
ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن في رواية عطاء عنه وقراءة عاصم الجحدري أيضًا: {وملائكتِه وكتابِه} على التوحيد.
قال أبو الفتح: اللفظ لفظ الواحد والمعنى معنى الجنس؛ أي: وكتبه، ومثله قوله سبحانه: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ} [47] أي: كتبنا، ألا ترى إلى قوله تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ}، وقال تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}، فلكل إنسان كتاب، فهي جماعة كما ترى، وقد قال: {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}.
ووقوع الواحد موقع الجماعة فاشٍ في اللغة، قال الله تعالى: {نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} أي: أطفالًا، وحَسَّن لفظ الواحد هنا شيء آخر أيضًا؛ وذلك أنه موضع إضعاف للعباد وإقلال لهم، فكان لفظ الواحد لقلته أشبه بالموضع من لفظ الجماعة؛ لأن الجماعة على كل حال أقوى من الواحد، فاعرف ذلك.
ومن ذلك قراءة عبد الله بن أبي إسحاق والأشهب العقيلي: {يُرَءُّون الناس}، مثل يُرَعُّون، والهمزة بين الراء والواو من غير ألف.
قال أبو الفتح: معناه يُبصِّرون الناس، ويحملونهم على أن يروهم يفعلون ما يتعاطونه، وهي أقوى معنى من يُراءُون بالمد على يفاعِلون؛ لأن معنى يراءونهم يتعرضون لأن يروهم، ويُرَءُّونهم يحملونهم على أن يروهم.
قال أبو زيد: رأت المرأة الرجل المرآة إذا أمسكتها له ليرى وجهه، ويدلك على أن يرائي أضعف معنى من يُرَئِّي قوله:
تَرَى أو تُرَاءَى عند معقد غرزها ** تهاويل من أجلاد هِرٍّ مووَّم

قال أبو الفتح: ارتفاع هذا على الظاهر الذي لا نظر فيه؛ وإنما الكلام في المقيمين بالياء، واختلاف الناس فيه معروف، فلا وجه للتشاغل بإعادته؛ لكن رفعه في هذه القراءة يمنع من توهمه مع الياء مجرورًا؛ أي: يؤمنون بما أَنزل إليك وبالمقيمين الصلاة، وهذا واضح.
ومن ذلك قراءة إبراهيم: {وَكَلَّمَ اللَّهَ مُوسَى} اسم الله نصب.
قال أبو الفتح: يشهد لهذه قوله جل وعز حكاية عن موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}، وغير من الآي التي فيه كلامه لله تعالى.
ومن ذلك قراءة العامة: {سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} بالفتح، وقراءة الحسن: {إِنْ يَكُونُ} بكسر الألف.
قال أبو الفتح: هذه القراءة توجب رفع يكون، ولم يذكر ابن مجاهد إعراب يكون؛ وإنما يجب رفعه لأن إن هنا نفي كقولك: ما يكون له ولد، وهذا قاطع.
ومن ذلك قراءة مسلمة: {فَسَيَحْشُرْهُمْ فَيُعَذِّبْهُم} ساكنة الراء والباء.
قال أبو الفتح: قد سبق نحو هذا، وأنه إنما يسكن استثقالًا للضمة. نعم، وربما كان العمل خَلْسًا فظُن سكونًا، وقد سبقت شواهد السكون بما فيه. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة النساء مدنية آيها مائة وسبعون وخمس حجازي وبصري وست كوفي وسبع شامي اختلافها آيتان أن تضلوا السبيل كوفي وشامي عذابا أليما شامي مشبه الفاصلة ثمانية أحديهن قنطار عليهن سبيلا أجل قريب للناس رسولا لمن ليبطئن يكتب ما يبيتون ملة إبراهيم حنيفا المقربون وعكسه أربعة ألا تعولوا مريئا أجرا عظيما ليهديهم طريقا.
القراءات تقدم الإدغام مع ذهاب صفة الاستعلاء في {خلقكم} [الآية 1] لأبي عمرو بخلفه وكذا يعقوب وإسقاط الغنة لخلف عن حمزة في نفس واحدة وترقيق راء كثيرا للأزرق بخلفه.
واختلف في {تساءلون} [الآية 1] فعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين الأولى أو الثانية على الخلاف وافقهم الحسن والأعمش والباقون بالتشديد على إدغام تاء التفاعل في السين.
واختلف في {والأرحام} [الآية 1] فحمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور في به على مذهب الكوفيين أو أعيد الجار وحذف للعلم به وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها رجوا به الله إلخ وافقه المطوعي والباقون بالنصب عطفا على لفظ الجلالة أو على محل به كقولك مررت به وزيدا وهو من عطف الخاص على العام إذ المعنى اتقوا مخالفته وقطع الأرحام مندرج فيها فنبه سبحانه وتعالى بذلك وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه وأمال {اليتامى} [الآية 2 3] حمزة والكسائي وخلف وقلله بخلفه ورش وأمال فتحة التاء مع الألف بعدها الدوري عن الكسائي من طريق أبي عثمان الضرير اتباعا لإمالة التأنيث وعن ابن محيصن {تبدلوا} [الآية 2] بتاء واحدة مشددة كالبزي في ولا تيمموا وعنه تخفيفها وعنه بتاءين كالباقين.
وعن الحسن {حوبا} [الآية 2] بفتح الحاء لغة تميم في المصدر يقال حاب حوبا وحوبا وحابا وحوبة وحبابة وقيل المفتوح مصدر والمضموم اسم وأصله من حوب الإبل أي زجرها سمي به الإثم لأنه يزجر به ويطلق على الذئب لأنه يزجر عنه وأخفى أبو جعفر النون عند الخاء من وإن خفتم وأمال {طاب} الآية 3 حمزة وفتحه الباقون وأمال مثنى وأدنى حمزة والكسائي وخلف وبالفتح والصغرى الأزرق.
واختلف {فواحدة} الآية 3 فأبو جعفر بالرفع على الابتداء والمسوغ اعتمادها على فاء الجزاء والخبر محذوف أي كافية أو خبر محذوف أي فالمقنع واحدة أو فاعل بمحذوف أي فيكفي واحدة والباقون بالنصب أي فاختاروا أو انكحوا ويوقف لحمزة على هنيئا ومريئا بالإبدال ياء مع الإدغام لزيادة الياء وقرأهما أبو جعفر كذلك في الحالين بخلف عنه من روايتيه وأسقط الهمزة الأولى من السفهاء أموالكم قالون والبزي وأبو عمرو ورويس من طريق أبي الطيب وسهل الثانية الأصبهاني عن ورش وأبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب وبه قرأ الأزرق في أحد وجهيه والثاني عنه إبدالها ألفا مع إشباع المد للساكنين وقرأ قنبل باسقاط الأولى كالبزي من طريق ابن شنبوذ ومن غير طريقه بتسهيل الثانية وبإبدالها ألفا كالأزرق والباقون بتحقيقها.
وعن الحسن {اللاتي} الآية 5 مطابقة للفظ الجمع.
واختلف في {لكم قياما} الآية 5 فنافع وابن عامر بغير ألف هنا وبه قرأ ابن عامر وحده في المائدة وهو قياما للناس على أن قيما مصدر كالقيام وليس مقصورا منه والباقون بالألف فيهما مصدر قام أي التي جعلها الله تعالى سبب قيام أبدانكم أي بقائها وسبق إمالة ألفي اليتامى ونحو كفى وضم هاء عليهم وإليهم وعن الحسن وليخش وفليتقوا وليقولوا بكسر اللام في الثلاثة وعن ابن محيصن بخلف ضعفا بضم الضاد والعين والتنوين وعنه ضم الضاد وفتح العين والمد والهمز بلا تنوين وأمال ضعافا حمزة وكذا {خافوا} الآية 9 بخلف عن خلاد في الأول وفتحهما الباقون.
واختلف في {وسيصلون} الآية 10 فابن عامر وأبو بكر بضم الياء مبنيا للمفعول من الثلاثي وافقهما الحسن والباقون بالفتح من صلى النار لازمها.
واختلف في {وإن كانت واحدة} الآية 11 فنافع وأبو جعفر بالرفع على أن كان تامة والباقون بالنصب على انها ناقصة.
واختلف في (أم) الآية 11 المضاف للمفرد من (فلامه) الآية 11 معا {في أمها} بالقصص الآية 59 {في أم الكتاب} بالزخرف الآية 4 فحمزة والكسائي بكسر الهمزة في الأربعة لمناسبة الكسرة أو الياء ولذلك لا يكسرانها في الأخيرين إلا وصلا فإذا إبتدا ضماها وافقهم الأعمش والباقون بضمها في الحالين وأما المضاف للجمع وذلك في أربعة مواضع في بطون أمهاتكم بالنحل والزمر وبيوت.
أمهاتكم بالنور بطون أمهاتكم بالنجم فكسر الهمزة والميم معا في الأربعة حمزة اتبع حركة الميم حركة الهمزة فكسرت الميم تبع التبع كالإمالة للإمالة ولذا إذا ابتدأ بها ضم الهمزة وفتح الميم وافقه الأعمش وكسر الكسائي الهمزة وحدها والباقون بضم الهمزة وفتح الميم في الأربعة على الأصل وهذا في الدرج أما في الابتداء بهمزة أم وأمهات فلا خلاف في ضمها وخرج بقيد الحصر نحو وعنده أم الكتاب فؤاد أم موسى وأمهاتكم اللاتي فلا خلاف في ضمه.
واختلف في {يوصى} الآية 11 12 في الموضعين فابن كثير وابن عامر وأبو بكر بفتح الصاد فيهما على البناء للمفعول وبها في محل رفع نائب الفاعل وقرأ حفص بالفتح في الأخيرة فقط لاتباع الأثر وافقهم ابن محيصن فيهما والباقون بالكسر فيهما على البناء للفاعل أي يوصى المذكور أو الموروث وبها في محل نصب وعن الحسن {يوصي} بفتح الواو وكسر الصاد مشددة فيهما وعنه والمطوعي (يورث) بفتح الواو وكسر الراء مشددة مبنيا للفاعل وكلالة نصب على الحال إن أريد بها الميت والمفعولان محذوفان أي يورث وارثا ماله حال كونه كلالة وعن الحسن أيضا مضار بغير تنوين وصية بالخفض بالإضافة وقرأه الجمهور بالنصب مصدرا مؤكد أي يوصيكم الله بذلك وصية.