فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{صدقاتهنّ}، جمع صدقة اسم للمهر، وزنه فعلة بفتح فضمّ، وثمّة أسماء أخرى للمهر هي صدقة بفتحتين، وبفتح فسكون وصداق بفتح الصاد وبكسرها.
{نحلة}، مصدر سماعيّ لفعل نحلتها أنحلها باب فتح أي أعطيتها المهر، وزنه فعلة بكسر الفاء.
{طبن}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون لأنه فعل معتلّ أجوف، وأصله طيبن، فلمّا التقى سكونان حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه فلن بكسر فسكون.
{هنيئا}، الغالب في هذا اللفظ أنّه مشتقّ من هنؤ يهنؤ باب كرم على وزن فعيل، وقال العكبري: هو مصدر جاء على وزن فعيل.
{مريئا}، اشتقاقه يطابق اشتقاق {هنيئا}، فهو مثله، وفعله مرأ يمرأ باب فتح، ومرئ يمرأ باب فرح، ومرؤ يمرؤ باب كرم.

.[سورة النساء: آية 5]:

{وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (5)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تؤتوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (السفهاء) مفعول به منصوب (أموال) مفعول به ثان منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (التي) موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لأموال (جعل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، والعائد المحذوف مفعول به أوّل أي جعلها (اللام) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف حال من (قياما)- نعت تقدّم على المنعوت- (قياما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (ارزقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (وهم) ضمير مفعول به (في) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {ارزقوهم} أي منها (الواو) عاطفة في الموضعين (اكسوا، قولوا)، مثل ارزقوا و(هم) ضمير الغائب مفعول به (لهم) مثل لكم متعلّق بـ (قولوا)، (قولا) مفعول به منصوب (معروفا) نعت منصوب جملة: {لا تؤتوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة آتوا النساء في الآية السابقة.
وجملة: {جعل اللّه...} لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: {ارزقوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تؤتوا...
وجملة: {اكسوهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة ارزقوهم.
وجملة: {قولوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة ارزقوهم.

.الصرف:

{تؤتوا}، فيه إعلال بالحذف وإعلال بالتسكين، أصله تؤتيوا، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين.
{السفهاء}، جمع سفيه، صفة مشبّهة وزنه فعيل.
{اكسوهم}، فيه إعلال بالحذف أصله اكسووهم أو اكسيوهم، استثقلت الحركة على حرف العلّة لام الفعل، فسكّن، ونقلت حركة حرف إلى الحرف الذي قبله.. ثمّ حذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين.

.[سورة النساء: آية 6]:

{وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافًا وَبِدارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيبًا (6)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (ابتلوا) مثل ارزقوا (اليتامى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (حتّى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب، (بلغوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (النكاح) مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب إذا (إن) حرف شرط جازم (آنستم) فعل ماض مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير فاعل (من) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (آنستم)، (رشدا)، مفعول به منصوب (الفاء) رابطة لجواب إن (ادفعوا) مثل ابتلوا (إليهم) مثل منهم متعلّق بـ (ادفعوا)، (أموال) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تأكلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... و(ها) مفعول به (إسرافا) مصدر في موضع الحال، (الواو) عاطفة (بدارا) معطوف على (إسرافا) منصوب مثله (أن) حرف مصدريّ ونصب (يكبروا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل.
والمصدر المؤوّل (أن يكبروا) في محلّ نصب مفعول به عامله المصدر بدار، أي مبادرين كبرهم أي مسرعين في تبذيرها قبل أن يكبروا.
(الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كان) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط، واسمه ضمير مستتر تقديره هو يعود على من (غنيّا) خبر كان منصوب (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اللام) لام الأمر الجازمة (يستعفف) مضارع مجزوم بلام الأمر، والفاعل هو (الواو) عاطفة (من... فليأكل) مثل من كان غنيّا فليستعفف (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يأكل أي عادلا (الفاء) استئنافيّة (إذا دفعتم) مثل إذا بلغوا (إليهم) مثل الأول متعلّق بـ (دفعتم)، (أموالهم) مرّ إعرابها في الآية [الفاء] رابطة لجواب الشرط (أشهدوا) مثل ابتلوا (عليهم) مثل إليهم متعلّق بـ (أشهدوا) (الواو) استئنافيّة (كفى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (الباء) حرف جرّ زائد (اللّه) لفظ الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (حسيبا) حال منصوبة.
جملة: {ابتلوا اليتامى} لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم.
وجملة: {بلغوا...} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {إن آنستم..} لا محلّ لها جواب إذا.
وجملة: {ادفعوا...} في محلّ جزم جواب إن مقترنة بالفاء.
وجملة: {لا تأكلوها...} لا محلّ لها معطوفة على جملة ابتلوا.
وجملة: {يكبروا} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ.
وجملة: {من كان غنيّا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان غنيّا...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: {ليستعفف} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {من كان فقيرا} لا محلّ لها معطوفة على جملة من كان غنيّا.
وجملة: {كان فقيرا} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
وجملة: {ليأكل بالمعروف} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: {دفعتم...} في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها.
وجملة: {أشهدوا عليهم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {كفي باللّه حسيبا} لا محلّ لها استئنافيّة.

.الصرف:

{بدارا}، مصدر سماعيّ لفعل بادر الرباعيّ، أمّا القياسيّ فهو مبادرة، وزنه فعال بكسر الفاء.
{حسيبا} صفة مشبّهة لفعل حسب يحسب باب نصر، وزنه فعيل، وهو بمعنى المحاسب.

.البلاغة:

1- {وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} في هذه الآية نوع من أنواع البيان الطريف يطلق عليه اسم قوة اللفظ لقوة المعنى وذلك في قوله: {فليستعفف}.
فإن استعفّ أبلغ من عف كأنه يطلب زيادة العفة من نفسه هضما لها وحملا على النزاهة.

.الفوائد:

1- من التشريع الاجتماعي هاتان الآيتان تحضان على الحفاظ على أموال اليتامى، وتبيان متى يجوز للوصي القيّم على اليتيم أن ينتفع من خلال إشرافه وإدارته مال اليتيم الذي في حوزته.
ومتى عليه أن يستعفف ويتورع عن الدنو منه، وبالتالي متى يجب أن يدفع الوصي مال اليتيم إليه، ووجوب الاشهاد على ذلك.
وهكذا نجد الإسلام دائما يقف إلى جانب الضعيف ليقوى، وإلى جانب صاحب الحق لينال حقه.
2- كفى لها ثلاثة معان، الأول تكون لتأكيد الاكتفاء والمبالغة فيه.
والثاني تكون بمعنى أجزأ والثالث تكون بمعنى وقى.
أما الأول فيكثر دخول الباء على فاعله ويقل دخولها على مفعوله، كالآية الآنفة الذكر، وكقول الشاعر:
كفي بجسمي نحولا أنني رجل ** لولا مخاطبتي إياك لم ترني

وأما الثاني والثالث فيمتنع دخول الباء في فاعلها أو مفعولها فتأمّل.
(3) الفاء الرابطة لجواب الشرط: تدخل على جواب الشرط، سواء أكان جوابا لشرط جازم أو لشرط غير جازم، فإن كان الأول فالجملة في محلّ جزم جواب الشرط وإن كان الثاني فالجملة لا محلّ لها من الأعراب، لأنها جواب لشرط غير جازم.
كما أنها تدخل على جواب الشرط إذا كان فعلا مضارعا، وفي هذه الحالة يجب أن يتقدم لام الأمر على الفعل، كقوله تعالى: {وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ} فيكون الفعل مجزوما بلام الأمر وتكون الجملة في محلّ جزم جواب الشرط.

.[سورة النساء: آية 7]:

{لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (7)}

.الإعراب:

(للرجال) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (نصيب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول، في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف نعت لنصيب (ترك) فعل ماض (الوالدان) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف (الواو) عاطفة (الأقربون) معطوف على (الوالدان) مرفوع مثله وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة (للنساء نصيب...
والأقربون) مثل للرجال... والأقربون (ممّا) مثل الأول متعلّق بما تعلّق به الأول لأنه بدل منه بإعادة الجارّ، (قلّ) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (من) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (قلّ)، (أو) حرف عطف (كثر) مثل قلّ (نصيبا) حال مؤكّدة عاملها الاستقرار في قوله للرجال نصيب، (مفروضا) نعت لـ (نصيبا) منصوب مثله.
جملة: {للرجال نصيب...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {ترك الوالدان} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة: {للنساء نصيب} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: {ترك الوالدان} الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة: {قلّ...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
وجملة: {كثر} لا محلّ لها معطوفة على جملة قلّ.

.الصرف:

{مفروضا}، اسم مفعول من فرض الثلاثيّ باب ضرب، وزنه مفعول.

.[سورة النساء: آية 8]:

{وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا (8)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب (حضر) فعل ماض (القسمة) مفعول به مقدّم منصوب (أولوا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (القربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (اليتامى) معطوف على الفاعل مرفوع مثله وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (المساكين) معطوف على الفاعل بحرف العطف مرفوع مثله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ارزقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هم) ضمير مفعول به (من) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (ارزقوا)، وقد جاء الضمير مذكّرا لأنه يعود على المقسوم المفهوم من قوله (القسمة)، (الواو) عاطفة (قولوا... معروفا) مرّ إعرابها.
جملة: {حضر...} أولوا... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {ارزقوهم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قولوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

.الصرف:

{القسمة}، اسم من الاقتسام، وزنه فعلة بكسر فسكون.

.[سورة النساء: آية 9]:

{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافًا خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافيّة (اللام) لام الأمر (يخش) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة (الذين) موصول مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل (لو) شرط غير جازم (تركوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (من خلف) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تركوا)، و(هم) ضمير مضاف إليه (ذرّيّة) مفعول به منصوب (ضعافا) نعت منصوب (خافوا) مثل تركوا (على) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (خافوا)، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام الأمر (يتّقوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به عامله ليتّقوا... أمّا مفعول ليخش فمحذوف يفسّره لفظ الجلالة المذكور (الواو) عاطفة (ليقولوا) مثل ليتّقوا (قولا) مفعول به منصوب (سديدا) نعت منصوب.
جملة: {ليخش الذين...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {لو تركوا..} خافوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: {خافوا عليهم} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ليتقوا اللّه} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن دخلت الخشية قلوبهم من اللّه فليتقوا اللّه.
وجملة: {ليقولوا...} معطوفة على جملة ليتّقوا اللّه.

.الصرف:

{يخش}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه يفع.
{سديدا}، صفة مشبّهة من سدّ يسدّ باب ضرب وباب فتح أي استوى قولا وفعلا، وهو في معنى الفاعل ومعنى المفعول، وزنه فعيل.

.الفوائد:

1- لو الشرطية: المحنا فيما سبق إلى بعض أحكام لو هذه ولتمام الفائدة نرى أن نستوفي بعض أحكامها التي لم نتعرض لها سابقا. وللنحاة جهود خيرة حول أحكام هذا الحرف، فقد اشتهر لدى النحاة بأنها حرف امتناع لامتناع، ثمّ عمدوا إلى تفصيل ذلك فقالوا: إنها تنقسم إلى قسمين:
الأول أن تختص بزمن المستقبل فتكون بمثابة إن الشرطية كقول أبي صخر الهذلي:
ولو تلتقي أصداؤنا بعد موتنا ** ومن دون رمسينا من الأرض سبب

لظل صدى صوتي وإن كنت رمّة ** لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب

فإذا وليها ماض أوّلناه بالمستقبل نحو قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافًا خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ}.
الثاني أن تتعلق بالماضي، وهو أكثر استعمالاتها، وتستلزم امتناع شرطها لامتناع جوابها وقد وضع النحاة قاعدة لشرطها وجوابها لا تخلو من الطرافة، كما لا تخلو من فائدة:
فإذا دخلت على فعلين ثبوتيين كانا منفيين نحو لو جاءني لأكرمته فمفاده أنه ما جاءني ولا أكرمته. وعلى عكس ذلك إذا دخلت على فعلين منفيين كانا ثبوتيين نحو لو لم يجدّ في العلم لما نال منه شيئا والمراد أنه جدّ ونال من العلم، وأطرف من ذلك أنها إذا دخلت على نفي وثبوت كان النفي ثبوتا والثبوت نفيا نحو: لو لم يهتم بأمر دنياه لعاش عالة على الناس والمعنى أنه اهتم بأمر دنياه ولم يعش عالة على الناس.
وتختص لو الشرطية مطلقا بالفعل، وقد يليها على قلة اسم معمول لفعل محذوف وجوبا يفسره ما بعده، كقول الشاعر:
اخلّاي لو غير الحمام أصابكم ** عتبت ولكن ما على الدهر معتب

وللبحث تتمة حول اختصاصها وجوابها. نجتزئ بما قلناه، وندع ما بقي لمن كان طلعة في علم النحو، فليرجع إليه في مظانه من كتب المطولات.