فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{الجبت}، اسم لما يعبد من دون اللّه صنما كان أم شيئا آخر، وزنه فعل بكسر فسكون.
{أهدى}، اسم تفضيل من هدى يهدي باب ضرب، وزنه أفعل، وفيه إعلال بالقلب، أصله أهدي- بالياء- فلما تحركت الياء بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت برسم الياء لأنها رابعة.
{نقيرا}، هو فعيل بمعنى مفعول إمّا بمعنى النقرة في ظهر النواة، أو ما ينقر في الحجر أو الخشب.

.الفوائد:

1- رأي النحاة بـ «إذن».
للنحاة آراء عديدة حولها نجملها بما يلي:
أ- تأتي حرفا ناصبا للفعل المضارع ويشترط الا يفصل بينها وبين الفعل المنصوب بفاصل سوى القسم كقول الشاعر:
إذن واللّه نرميهم بحرب ** تشيب الطفل من قبل المشيب

ب- إذا سبقت بواو أو فاء: فإذا اعتبرنا الواو والفاء عاطفتين تلغى ويكون الفعل الذي بعدها تابعا للفعل الذي قبلها.
أما إذا اعتبرنا الكلام مستأنفا خاليا من العطف فتكون عاملة والفعل بعدها منصوبا.
ج- إذا سبقت بعامل قبلها أهملت وقدم العامل عليها كقولك: إن تذهب إذن أذهب معك.
د- الأرجح أن تكتب بنون وليس بالألف وفي ذلك تفصيل.

.[سورة النساء: آية 56]:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نارًا كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُودًا غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (56)}

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبه بالفعل {الذين} اسم موصول مبني في محل نصب اسم إنّ {كفروا} فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل {بآيات} جار ومجرور متعلق بـ {كفروا}، و(نا) ضمير مضاف إليه {سوف} حرف استقبال (نصلي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء و(هم) ضمير مفعول به أول والفاعل نحن للتعظيم.
{نارا} مفعول به ثان منصوب {كلما} ظرف للزمان منصوب متضمن معنى الشرط متعلق بـ {بدّلناهم}... وما حرف مصدري، {نضجت} فعل ماض... و(التاء) للتأنيث {جلود} فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {ما نضجت جلودهم} في محل جر مضاف إليه.
{بدّلنا} فعل ماض مبني على السكون... (ونا) فاعل و(هم) ضمير مفعول به أوّل وهو على حذف مضاف أي بدّلنا جلودهم {جلودا} مفعول به ثان منصوب {غير} نعت لجلود منصوب مثله و(ها) مضاف إليه (اللام) لام التعليل {يذوقوا} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل {العذاب} مفعول به منصوب.
والمصدر المؤوّل {أن يذوقوا} في محل جر باللام متعلق بـ {بدّلناهم}.
{إنّ} مثل الأول {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب {كان} فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو {عزيزا} خبر كان منصوب {حكيما} خبر ثان منصوب.
جملة {إنّ الذين كفروا...} لا محل لها استئنافية.
وجملة {كفروا} لا محل لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {سوف نصليهم...} في محل رفع خبر إنّ.
وجملة {نضجت جلودهم} لا محل لها صلة الموصول الحرفي {ما}.
وجملة {بدّلناهم...} لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {يذوقوا...} لا محل لها صلة الموصول الحرفي {أن}.
وجملة {إنّ اللّه كان...} لا محل لها استئنافية.
وجملة {كان عزيزا...} في محل رفع خبر إنّ.

.البلاغة:

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {لِيَذُوقُوا الْعَذابَ}.
التعبير عن ادراك العذاب بالذوق من حيث انه لا يدخله نقصان بدوام الملابسة، أو للاشعار بمرارة العذاب مع إيلامه، أو للتنبيه على شدة تأثيره من حيث أن القوة الذائقة أشد الحواس تأثيرا فقد حذف المشبه به واستعار شيئا من لوازمه وهو الذوق.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُودًا غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ} {كلما} من أدوات الشرط غير الجازمة، وهي: «إذا، لو، لولا، كلما» وهي تفيد معنى الشرط والظرفية، والجملة بعدها في محل جر بالاضافة ويشترط في فعل الشرط وجوابه الخاص بها أن يأتيا بصيغة الماضي لا غير.
وتحسن الإشارة حيال هذه الآية إلى أنه من الإعجاز الفني في القرآن أن يعرض الأفكار مجسّدة ضمن اطار من الحركة والحياة فيتمّلاها الحس والخيال والفكر والشعور وكأنها حياة قائمة مرئية أمام القارئ أو السامع.
ونحن نستحضر لدى سماعنا هذه الآية صور العذاب الدائمة التي لا تنقطع والجلد الذي لا يكاد ينضح حتى يتجدد وهكذا إلى غير انقطاع أو انتهاء.

.[سورة النساء: آية 57]:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًا ظَلِيلًا (57)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة {الذين} اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ {آمنوا} فعل ماضي مبني على الضم... والواو فاعل ومثله {عملوا}، {الصالحات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة {سندخلهم جنّات} مثل سوف نصليهم نارا، وعلامة نصب جنّات الكسرة {تجري} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء {من تحت} جار ومجرور متعلق بـ {تجري}، و(ها) ضمير مضاف إليه {الأنهار} فاعل مرفوع {خالدين} حال منصوبة من ضمير المفعول في {ندخلهم}، وعلامة النصب الياء (في) حرف جر و(ها) ضمير في محل جر متعلق بخالدين، {أبدا} ظرف زمان منصوب متعلق بخالدين {لهم} مثل فيها متعلق بخبر مقدّم و{فيها} الثاني متعلق بالخبر المحذوف {أزواج} مبتدأ مؤخر مرفوع {مطهرة} نعت مرفوع (الواو) عاطفة {ندخلهم} مثل نصليهم، {ظلّا} مفعول به ثان منصوب {ظليلا} نعت منصوب.
جملة {الذين آمنوا...} لا محل لها معطوفة على جملة إنّ الذين كفروا.
وجملة {آمنوا} لا محل لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {عملوا...} لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {سندخلهم...} في محل رفع خبر المبتدأ {الذين}.
وجملة {تجري} في محل نصب نعت لجنّات.
وجملة {لهم فيها أزواج} في محل نصب نعت ثان لجنات، أو حال من ضمير الغائب في {سندخلهم}.
وجملة {ندخلهم...} في محل نصب معطوفة على جملة لهم فيها أزواج.

.الصرف:

{ظلّا}، اسم من ظلّ يظلّ ظلالة باب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون.
{ظليلا}، اسم مشتق صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل.

.[سورة النساء: آية 58]:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)}

.الإعراب:

{إنّ} حرف مشبه بالفعل {اللّه} لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع و(كم) ضمير في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {أن} حرف مصدري ونصب {تؤدّوا} مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل {الأمانات} مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة {إلى أهل} جار ومجرور متعلق بـ {تؤدّوا}، و(ها) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أن تؤدّوا} في محل نصب مفعول به.
(الواو) استئنافية (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمن معنى الشرط متعلق بـ {يأمركم} مقدّرا (حكمتم) فعل ماض وفاعله {بين} ظرف مكان منصوب متعلق بـ {حكمتم}، {الناس} مضاف إليه مجرور {أن تحكموا} مثل أن {أن تؤدوا} {بالعدل} جار ومجرور متعلق بـ {تحكموا}.
والمصدر المؤوّل {أن تحكموا} في محل نصب مفعول به للفعل المقدر يأمركم.
{إنّ اللّه} مثل الأولى {نعم} فعل ماض جامد لإنشاء المدح، وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره هو {ما} نكرة موصوفة مبني في محل نصب تمييز للضمير المستتر، (يعظ) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جر و(الهاء) ضمير في محل جر متعلق بـ {يعظكم}، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره تأدية الأمانة والحكم بالعدل {إنّ اللّه} مثل الأولى {كان} فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو {سميعا} خبر كان منصوب {بصيرا} خبر ثان منصوب.
جملة {إنّ اللّه يأمركم...} لا محل لها استئنافية.
وجملة {يأمركم...} في محل رفع خبر إنّ الأول.
وجملة {تؤدّوا...} لا محل لها صلة الموصول الحرفي {أنّ}.
وجملة {حكمتم...} في محل جر مضاف إليه.
وجملة {يأمركم} المقدرة لا محل لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {تحكموا...} لا محل لها صلة الموصول الحرفي {أن} الثاني.
وجملة {إنّ اللّه نعمّا...} لا محل لها استئنافية.
وجملة {نعمّا يعظكم} في محل رفع خبر إنّ (لثاني).
وجملة {يعظكم به} في محل نصب نعت لـ {ما}.
وجملة {إنّ اللّه كان...} لا محل لها استئنافية.
وجملة {كان سميعا...} في محل رفع خبر إنّ (لثالث)

.الفوائد:

الأمانة العامة:
1- الإنسان وحده قد وكل إلى فطرته وعقله وإرادته وجهده للوصول إلى اللّه بعون منه، وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا، وهذه أمانة حملها الإنسان وعليه أن يؤديها.
ومنها تنبثق سائر الأمانات، أمانة الايمان باللّه، وأمانة التعامل مع الناس، أمانة المعاملات والودائع المادية وأمانة النصيحة للراعي وللرعية، وأمانة القيام على الناشئة.
2- {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}.
{نعمّا} أصلها «نعم ما» أدغمت الميمان معا فأصبحتا ميما مشددة. ونعم فعل ماض لانشاء المدح، أمّا «ما» ففي اعرابها مذاهب: أحدها أن تكون معرفة تامة بمعنى «الشيء» وهي في محل رفع فاعل لنعم.
الثاني: اعتبارها «اسم موصول» بمعنى الذي وهي في محل رفع فاعل لنعم أيضا.
الثالث: اعتبار «ما» نكره موصوفة في محل نصب على التمييز التقدير: نعم شيئا يعظكم به، والفاعل مستتر وجوبا. أو جزنا لك الموضوع وقد نعود لتفصيله ثانية فتدبّر.

.[سورة النساء: آية 59]:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)}

.الإعراب:

{يا} أداة نداء {أيّ} منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب {الذين} اسم موصول مبني في محل نصب نعت لـ {أيّ} أو بدل منه {آمنوا} فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل {أطيعوا} فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل {اللّه} لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة {أطيعوا الرسول} مثل أطيعوا اللّه (الواو) عاطفة {أولي} معطوف على لفظ الجلالة منصوب مثله وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم {الأمر} مضاف إليه مجرور (من) حرف جر و(كم) ضمير في محل جر متعلق بمحذوف حال من {أولي الأمر}، (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم {تنازعتم} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم... و(تم) ضمير فاعل {في شيء} جار ومجرور متعلق بـ {تنازعتم}، (الفاء) رابطة لجواب الشرط {ردّوا} مثل أطيعوا و(الهاء) ضمير مفعول به {إلى اللّه} جار ومجرور متعلق بـ {ردّوه}، (الواو) عاطفة {الرسول} معطوف على لفظ الجلالة مجرور مثله {إن كنتم} مثل إن تنازعتم... و(تم) اسم كان {تؤمنون} مضارع مرفوع... والواو فاعل {بالله} جار ومجرور متعلق بـ {تؤمنون}، {اليوم} معطوف على لفظ الجلالة بالواو مجرور مثله {الآخر} نعت لليوم مجرور (ذا) اسم إشارة مبني في محل رفع مبتدأ و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب {خير} خبر المبتدأ مرفوع {أحسن} معطوف على خير بالواو مرفوع مثله {تأويلا} تمييز منصوب.
جملة النداء {يا أيها الذين} لا محل لها استئنافية.
وجملة {آمنوا} لا محل لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {أطيعوا اللّه} لا محل لها جواب النداء.
وجملة {أطيعوا الرسول} لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة {إن تنازعتم...} لا محل لها معطوفة على جملة جواب النداء.
وجملة {ردّوه...} في محل جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة {كنتم تؤمنون} لا محل لها اعتراضية في معرض الحضّ.
وجملة {تؤمنون...} في محل نصب خبر كنتم... وجواب الشرط (الثاني) محذوف دل عليه ما قبله أي: فردوه إلى اللّه.
وجملة {ذلك خير} لا محل لها تعليل للشرط الأوّل.

.الصرف:

{خير}، {أحسن}، قد يكونان اسمي تفضيل والمفضل عليه محذوف، وقد يكونان صفتين خالصتين من غير تفضيل أي خير وحسن.
وخير وأحسن على المعنى الأول وزنهما أفعل بحذف الهمزة من كلمة خير لكثرة الاستعمال، وخير وحسن وزنهما فعل بفتح فسكون، وفعل بفتحتين على التوالي.

.الفوائد:

1- اخرج مسلم من حديث أم الحصين «ولو استعمل عليكم عبد يقودكم بكتاب اللّه، اسمعوا وأطيعوا» {فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}.
إلى النصوص أولا، فإن لم توجد النصوص، فإلى المبادئ الكلية العامة والمقاصد الشرعية الثابتة التي تغطي كل جوانب الحياة الرئيسية، وفي ذلك احترام للعقل ومنحه مكانا للعمل وهي مهمة العلماء العاملين والفقهاء المجتهدين.