فصل: قال الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأجاب آخرون بأن هذا حكاية عن فعل كانوا يفعلونه في الجاهلية؛ لأنهم كانوا يقولون: أسألك بالله وبالرحم، فمجيء هذا الفعل عنهم في الماضي لا ينافي ورود النهي عنه في المستقبل؛ وأيضًا فالنهي ورد عن الحلف بالآباء فقط، وهاهنا ليس كذلك، بل هو حلف باللهِ أولًا، ثُمَّ قرن بِهِ بَعْدَ ذكر لرحم، وهذا لا ينافي مدلول الحديث.
أيضًا فحمزة أحد القراءة السبعة، الظاهر أنه لم يأتِ بهذه القراءة من عند نفسه، بل رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوجب القطع بصحة اللغة، ولا التفات إلى أقيسة النحاة عند وجود السماع، وأيضًا فلهذه القراءة وجهان:
أحدهما: ما تقدم من تقدير تكرير الجر، وإن لم يجزه البصريون فقد أجازه غيرهم.
والثاني: فقد ورد في الشعر وأنشد سيبويه: [البسيط]
فاليَوْمَ قَرَّبْتَ تَهْجُونَا وتَشْتُمْنَا ** فَاذْهَبْ فَمَا بِكَ والأيَّامِ مِنْ عَجَب

وقال الآخر [الطويل]
تُعَلَّقُ في مِثْلِ السَّوَاري سُيُوفُنَا ** وَمَا بَيْنَهَا والْكَعْبِ غَوْطٌ نَفَانِفُ

وقال آخر [الوافر]
أكُرُّ على الكِتيبَةِ لا أُبالِي ** أفِيهَا كَانَ حَتْفِي أمْ سِوَاهَا

وحمزة بالرتبة السَّنيَّة المانعةِ له من نقلِ قراءة ضعيفة.
قال بن الخطيبِ: والعَجَبُ من هَؤلاء النحاة أنهم يستحسنون إثبات هذه اللغة بهذين البيتين المجهولين، ولا يستحسنوها بقراءة حمزة ومجاهد، مع أنهما كانا من أكابر علماء السلف في علم القرآن.
وقرأ عبد الله أيضًا {والأرحامُ} رفعًا على الابتداء، والخبرُ محذوف فقدَّرَهُ ابن عطية: أهلٌ أنْ توصل، وقَدَّرَهُ الزمخشري: والأرحام مِمَّا يتقي أو مما يتساءل به.
وهذا أحسنُ للدلالة اللفظية، والمعنوية، بخلاف الأول فإنَّه للدلالة المعنوية فقط، وقَدَّرَهُ أبو البقاء: والأرحام محترمة، أي: واجبٌ حرمتها.
وقوله تعالى: {إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} جارٍ مجرى التعليل والرقيب: فَعيل للمبالغة من رَقَبَ يَرْقُبُ رَقْبًا، ورُقوبًا، ورِقْبانًا إذا أحدَّ النَّظَرَ لأمر يريد تحقيقه، والرقيب هو المراقب الذي يحفظ جميع أفعالك، واستعماله في صفات الله تعالى بمعنى الحفيظ قال: [مجزوء الكامل].
كَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ للضْ ** ضُرَبَاءِ أيْدِيهمْ نَوَاهِدْ

وقال: [الكامل]
وَمَعَ الحَبيبِ بِهَا لَقَدْ نِلْتَ المُنَى ** لِي عَقْلَهُ الْحُسَّادُ وَالرُّقَباءُ

والْمَرْقَبُ: المكان العالي المشرف يقف عليه الرقيب، والرقيب أيضًا ضرب من الحيات، والرقيب السهم الثالث من سهام الميسر، وقد تقدمت من البقرة، والارتقاب: الانتظار. اهـ. بتصرف.

.قال الفيروزابادي:

بصيرة في يا ويا أيها:
يا حَرْفٌ لِنداءِ البَعيد حقيقةً أَو حُكمًا، وقد يُنادَى بها القريبُ توكيدًا، وقيل هي مشتركةٌ بينهما أَو بَيْنَهُما وبين المتوسِّط، وهى أَكْثَرُ حروف النِّداءِ استعمالًا، ولهذا لا يُقَدَّر عند الحَذْف سِواها.
نحو: قوله تعالى: {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا}.
ولا يُنادَى اسْمُ الله تعالى إِلاَّ بها، وكذلك الاسمُ المُسْتَغاث؛ وأَيُّها وأَيَّتُها لا يُنادَى إِلاَّ بها، ولا المندوب إِلاَّ بها أَو بِوَا.
وَإِذَا وَلِىَ يا ما لَيْسَ بمنادى كالفعل في قوله تعالى: {أَلاَّ يَسْجُدُواْ} وقولُه:
أَلا يَا اسْقِيانى قَبْلَ غارَة سنجالِ

والحَرْف في نحو: قوله تعالى: {يا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ} ويا رُبَّ كاسِيةٍ في الدنيا عارِية يوم القيامة.
والجُمْلَة الاسْمية نحو:
يا لَعْنَة الله والأَقْوام كلِّهم ** والصَالحين على سَمْعان منْ جار

فهىَ للنِّداءِ والمُنادَى محذوف؛ أَو لمُجَرَّدِ التَّنْبيه لئلاَّ يلزم الإِجحاف بحذف الجمْلة كلِّها، أَو إِنْ وَلِيَها دُعاءٌ أَو أَمْرٌ فللنِّداءِ.
وأَيّها وأَيّتها ويأيّتها متضمّنة معنى النِّداء إِذا كان المنادى معرّفًا بأَل كقوله تعالى: {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ} {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} {ياأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ}.
ويجوز أَن يَجْعل هذا موضع أي فتقول يا هذا، ويجوز أَن يُجْمَع ين الصيغتين فتقول: يا أَيُّهذا الرّجل، والفرق بينهما أَنه يجوز الوقف على هذا من غير ذكر وصف، ولا يجوز الوقف على يا أَيّها، ويجوز أَن يحذف حرف النِّداءِ من يا أَيّها الرّجل.
فتقول أَيُّها الرّجُل، ولا يجوز حذفها من هذا لأَنَّه يبقى غيْر مُفيد للمَعْنَى.
وحروف النِّداءِ خمسة: يا، وأَيا، وهيا وأَى، والهمزة، يَا وأَيَا وهَيَا للبعيد، وأَىْ للقريب المُعرض عن المنادى، والهَمْزَة للقرِيب المُقْبِل، ويا صالحةٌ للقريب والبعيد، والمقبل والمعرض، فلذلك جعلوه أَصلَ حروف النِّداءِ.
والمُنادى المفرد المعرفة مبنىٌّ على الضمّ، قال الله تعالى: {وَقُلْنَا يَاءَادَمُ اسْكُنْ}، {يَاإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ}.
ونَعْتُ المُنادَى المفرد إِذا كان مُفْردًا فأَنت مُخَيَّر بين الرَفْع على الَّلفْظ والنَّصْبِ على المعنى، فتقول: يا زَيْدُ الظَّريفُ والظَّريف.
وأَمّا إِذا كان النعت مُضافًا فلا يجوز إِلاَّ النَّصبُ، نحو يا زَيْدُ أَخانا، ويا عَمْرُو صاحِبَ الدّار.
وأَمّا المَعْطوف على المنادَى المفردِ فجائزٌ فيه الوَجْهان كقوله تعالى: {ياجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} والطَّيْرُ، وقُرئ بهما.
والمنادَى المُضافُ ونَعْتُه وشِبْهُ المُضافِ والمُنادَى المُنْكَّرُ منصوباتٌ، فالمضاف: يا عَبْدَ اللهِ، ونَعْتُه يا عَبْدَ اللهِ الكَرِيمَ، وشبْهُ المُضاف نحو: يا خَيْرًا من زَيْد، ويا حسنًا وَجْهُه.
قال الله تعالى: {يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} ويجوز خُلُوّ المضاف من أَداةِ النداءِ كقوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ}، {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} أي ياذُرِّيَّة ويا فاطِرَ.
وقولُهم في الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ من صِيَغ النِّداءِ أَيضًا لكن حَذَفوا أَداة النِّداءِ من أَوَّلِه وعَوَّضُوا عنها المِيمَ المُشَدَّدَة في آخره.
ويجوز في مثل هذا حَذْف همزة الله فتقولُ: لاَهُمَّ، وذلك في ضرورة الشعْر، وفي الحديث: «لاهُمَّ إِنَّ العَيْشَ عَيْشُ الآخِرَة، فاغْفر للأَنْصار والمُهاجِرَة».
ويجوز إِلحاق ما بها قال:
وما عَلَيْكِ أَنْ تَقُولِى كُلَّما ** سَبَّحْتِ أَوْ صَلَّيْت يا الَّلهُمَّما

ويمتنع أَن تقول: يا أَيُّها الله؛ لأَن هذه الصيغة موضوعة للتنبيه والإِشارة، والله سبحانه مُنَزّه عن ذلك.
وإِذا كان المنادَى الاسم الربّ يَكْثُرُ حَذْف النِّداءِ منه لكثرة الاستعمال كقوله: {رَبَّنَا آتِنَا}.
وفى إِضافته إِلى المتكلِّم خمسةُ أَوْجٌهٍ: حذف ياءِ الإضافة نحو: رَبِّ أَعوذ بك، وإِثبات الياءِ ساكنة: رَبِّى، ومتحرّكة: رَبِّىَ، وإِلحاق الأَلف في آخره: رَبَّا، وإِلحاق هاءٍ بعد الأَلف: يا رَبّاه.
والمنادى بحرف يا ويا أَيّها في التنزيل على خمسين وجهًا:
1- {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا}.
2- {وَقُلْنَا يَاءَادَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} {فَقُلْنَا ياءَادَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ}.
3- {ياإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ}.
4- {يانُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا}.
5- {ياهُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ}.
6- {ياصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا}.
7- {يابُنَيَّ ارْكَبَ مَّعَنَا}.
8- {ياشُعَيْبُ أَصَلَاوتُكَ تَأْمُرُكَ}، {ياشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ}.
9- {يَاإِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَاذَا}.
10- {ياأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ}.
11- {يابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ}.
12- {يَاأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ}.
13- {يَاأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ} {ياأَبَانَا مَا نَبْغِي هذه بِضَاعَتُنَا}.
14- {يابَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ}.
15- {يابَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ}.
16- {يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ}.
17- {يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا}.
18- {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ}.
19- {يامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ}.
20- {فَمَن رَّبُّكُمَا يامُوسَى}.
21- {قَالَ ياهَرُونُ مَا مَنَعَكَ}.
22- {قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي}.
23- {ياهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا}.
24- {يادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ}.
25- {يازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ}.
26- {يايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ}.
27- {ياعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ}، {ياعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ}.
28- {يامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ}، {يامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ}، {ياأُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ}.
29- {يابُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ}.
30- {يابُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ}، {يابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ}.
31- {يانِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ}، {يانِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ}.
32- {ياأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ}، {ياأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ}، {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ}.
33- {ياأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ}.
34- {ياجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ}.
35- {يانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا}.
36- {ياأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَياسَمَاءُ أَقْلِعِي}.
37- {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ}، {يابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ}.
38- {يَابَنِي ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ}، {يَابَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ}.
39- {ياقَوْمَنَا أَجِيبُواْ دَاعِيَ اللَّهِ}.
40- {قُلْ ياعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ}، {ياعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ}.
41- {ياحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}.
42- {يابُشْرَى هذا غُلاَمٌ}.
43- {يَاقَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ}.
44- {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً}.