فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {حتى تعلموا} {حتى} جارَّة بمعنى إلى، فهي مُتعلِّقَةٌ بفعل النَّهْي، والفعل بَعْدَها مَنْصوب بإضمار أن وتقدّم تَحْقِيقُه، وقال بَعْضُهم: إن حَتَّى هنا بمعنى كَيْ فهي تَعْلِيلِيَّة، والمَعْنَى: كي تَعْلَمُوا ما تَقُولُون.
وما يجوز فيها ثَلاَثَة أوْجُه: أن تكون بِمَعْنَى الَّذِي، أو نكرة مَوْصُوفة، والعَائِد على هَذَيْن القَوْلَيْن مَحْذُوف، أي: يَقُولُونَهُ، أو مصدرية، فلا حَذْف إلا عَلَى رأي ابن السَّرَّاج ومن تَبِعَهُ.
قوله: {ولا جنبًا} نصب على أنه مَعْطُوف على الحَالِ قبله، وهو قوله: {وأنتم سكارى} عطف المُفْرَد على الجُمْلَة لمّا كَانَتْ في تأويله، وأعاد معها لا تَنْبيهًا على أنَّ النَّهْي عن قُرْبَان الصَّلاة مع كل واحدٍ من هَذَيْن الحَالَيْن على انْفِدَادَهَما، فالنَّهي عنها مع اجْتِمَاعِ الحَالَيْنِ آكَدَ وأوْلى، والجُنُبُ مشتقٌّ من الجَنَابَة وهو البُعْدُ؛ قال: [الطويل]
فَلا تَحْرِمَنِّي نَائِلًا عَنْ جَنَابَةٍ ** فَإنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القِبَابِ غَريبُ

وسمي الرَّجُل جُنُبًا: لبعده عن الطَّهَارةِ؛ أو لأنهَّ ضَاجَع بِجَنْبِه وَمسَّ به، والمشْهُور أنه يستعمل بِلَفْظٍ واحدٍ كالمُفْرد والمُثَنَّى والمَجْمُوع، والمُضكَّر والمُؤنَّث، ومنه الآية الكَرِيمة.
قال الزمخشري: لجريانه مَجْرَى المصدَرِ الذي هو الإجْنَابُ، ومن العَرَب من يُثَنِّيه فيَقول جُنُبَان ويجمعه جمع سَلاَمة فيقول: جُنُبُون، وتكْسِيرًا فيقول: أجْنَاب، ومثله في ذلك شُلُل، وقد تقدَّم تحقيق ذلك.
قوله: {إلا عابري سبيل} فيه وجهان:
أحدهما: أنه مَنْصُوب على الحَالِ فهو استثْناء مُفَرَّغ، والعامِل فيها فِعْل النَّهْي، والتَّقْدير: لا تقربوا الصلاة في حالة الجنابة إلا في حال السفر أو عُبُور المَسْجِد على حَسَب القَوْلَيْن.
وقال الزَّمَخْشَريّ: {إلا عابري سبيل} استثنَاء من عامَّة أحوال المُخَاطبين، وانتصَابه على الحال.
فإن قُلْت كيف جَمَع بين هذه الحَال، والحَالِ التي قَبْلَها؟.
قلت: كأنه قيل: لا تَقْرَبُوا الصَّلاة في حال الجَنابة: إلا ومَعَكُم حالٌ أخْرَى تَعْتَذِرون فيها: السَّفَر وعُبُور السّبِيل عبارة عَنْه.
والثَّاني: أنه مَنْصُوب على أنه صِفَةٌ لقوله: {جنبًا} بـ {إلاَّ} بمعنى غبر، فظهر الإعْرَاب فيما بَعْدَهَا، وسيأتي لهذا مزيد بَيَانٍ عند قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ الله لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: 22] كأن قيل: لا تقربوها جنبًا غير عابري سبيل، أي: جُنُبًا مُقِيمين غير مَعْذُورين، وهذا معنى وَاضِحٌ على تَفْسير العُبُور بالسَّفر، وهذا قَوْل عَلِيّ وابن عبَّاس، وسَعيد بن جُبَيْرٍ، ومُجَاهِد قالوا: مَعْنَاه إلاَّ أن تكُونُوا مُسَافرين ولا تَجدُون المَاءَ فَتَيَمَّمُوا؛ مَنَع الجُنُب من الصَّلاة حتى يَغْتَسِل، إلا أن يَكُونَ في سَفَر ولا يجدهَا فيصلّي بالتيمم وأمَّا من قدَّر مَوَاضِعَ الصَّلاة فالمعنى عنده: لا تَقْرَبُوا المَساجِد جُنُبًا إلا مُجْتَازين؛ لكونه لا مَمَرَّ سواه، وهو قول عبد الله بن مَسْعُود، وسعيد بن المسيَّب، والحسن، وعِكْرِمَة، والنَّخعِي، والزُّهري، وذلك أن قَوْمًا من الأنْصار، كانت أبوابُهم في المَسْجِد، فتُصيبهم الجَنَابة، ولا مَاء عندهم، ولا مَمَرَّ لهم إلا في المَسْجِد، فَرُخِّصَ لهم في العُبُور، قالوا: والمُراد من الصَّلاةِ؛ لقوله تعالى: {وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ} [الحج: 40] والمعنى: لا تَقْرَبُوا المسجد وأنتم جُنُب، إلا مُجْتازين فيه للخُرُوجِ منه، مثل أن يَنَام في المَسْجِد، فَيَجْنُبُ أو تُصِيبُه جَنَابة والماءُ في المَسْجِد، والعُبُور الجَوَاز؛ ومنه: نَاقَةٌ عُبْرُ الهَوَاجِر قال: [الكامل]
عَيْرَانَةُ سُبُحُ اليَدَيْنِ شِمِلَّةٌ ** عُبْرُ الهَوَاجِرِ كالهِزَفِّ الخَاضِبِ

وقوله: {حتى تغتسلوا}؛ كقوله: {حتى تعلموا} فهي مُتعلَّقة بفعل النَّهِي.
قوله: {أو على سفر} في محلِّ نصبٍ عطفًا على خَبَر كان، وهو المَرْضَى؛ وكذلك قَولُه: {أو جاء أحد منكم} {أو لامستم النساء}، وفيه دليلٌ على مجيء خبر كان فِعْلًا مَاضيًا من غَيْر قَدْ، وادِّعاء حَذْفها تكلُّفٌ لا حَاجَة إلَيْه؛ كذا اسْتَدَلَّ به أبو حيان، ولا دليل فيه؛ لاحْتِمَال أن يَكُون {أو جاء} عَطْفًا على {كنتم} تَقْديره: وإن جَاءَ أحَدٌ، وإليه ذهَب أبُو البَقِاء، وهو أظْهَر من الأوَّل والله أعلم.
و{منكم} في مَحَلِّ رفع؛ لأنه صِفَة لأحد فَيَتعلَّق بمحذوف، و{من الغائط} متعلِّق بـ {جَاءَ} فهو مَفْعُوله، وقرأ الجُمْهُور: {الغائط} بزنة فَاعِل وهو المكان المُطَمْئِن من الأرْضِ وجَمْعُه الغيطان ثم عَبَّر عَن الحَدَثِ كِناية؛ للاستحْيَاء من ذِكْره، وفرَّقت العرب بين الفِعْلَيْن منه، فقالت: غَاطَ في الأرض، أي: ذَهَب وأبْعَد إلى مَكَانِ لا يَراهُ فيه إلا من وَقَف عليه، وتَغَوَّط: إذا أحْدَث.
وقرأ ابن مَسْعُود: {من الغيط} وفيه قَوْلاَن:
أحدهما: وإليه ذهب ابن جني: أنه مُخَفَّف من فَيْعِل؛ كهَيْن، ومَيْت في هَيِّن ومَيِّت.
والثاني: أنه مَصْدر على وَزْن فَعَل قالوا: غَاطَ يَغيطُ غَيْطًا، وغَاطَ يَغُوطُ غَوْطًا.
وقال أبو البَقَاء: هو مَصْدرَ يغوط فكان القياس غوطًا فقلبت الوَاوُ ياءً، وإن سُكِّنت وانْفتح ما قبلها لِخفَّتِها كأنه لم يطَّلِع على أنَّ فيه لُغَة أخْرَى من ذَوَات اليَاءِ حتى ادّعى ذَلِك.
قوله: {أو لامستم النساء} قرأ الأخوان هنا، وفي المَائِدَة: {لمستم}، والباقون: {لامستم} فقيل فَاعَلَ بمعنى فَعَل، وقيل لمس: جامع، ولامَس لِما دُون الجِمَاع.
قال ابن عباس والحسن ومُجَاهِد وقتَادَة: كُنِّي باللَّمْس عن الجِماع؛ لأن اللَّمْسَ يُوصِل إلى الجِمَاع، ولأن اللَّمْس والمَسَّ وردَا في القُرْآن كِناية عن الجَماع في قوله: {مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَآسَّا} [المجادلة: 3]، و{مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ} [البقرة: 237] ولأن الحَدَثَ الأصْغر مَذْكُور في قوله: {أو جاء أحد منكم من الغائطٍ} فلو حُمَل اللمس على الأصْغر، لم يَبْق للحدث الأكْبر ذِكْرٌ، وقال ابن مَسْعُود، وابن عُمَر، والشعبي، والنَّخعِي، هما التقاء البَشَرتَيْن سواءٌ كان بِجِماع أو غير جِمَاع؛ لأن حُكْم الجَنَابَة تقدَّم في قوله: {ولا جنبًا} فلو حَمَلْنَا اللَّمس على الجَنَابةِ، لزم التّكْرَارُ.
قوله: {فلم تجدوا} الفَاء عَطَفت ما بَعْدَها على الشَّرْط، وقال أبُو البَقَاءِ: على {جَاء} لأنه جَعَل {جَاء} عطفًا على {كنتم}، فهو شرْط عنده، والفاءُ في قَوْله: {فتيمموا} هي جَوَاب الشَّرط، والضَّمِير في {تيمموا} لِكُلِّ من تَقَدَّم؛ من مريض ومُسَافرٍ ومُتغوِّط ومُلامِس أوْ لامسِ، وفيه تَغْليبٌ للخطاب على الغَيْبَة؛ وذلك أنَّهُ تقدَّم غَيْبَة في قوله: {أو جاء أحد} وخطاب في {كنتم}، و{لمستم} فغلَّب الخطاب، في قوله: {كنتم} وما بَعْده عليه، وما أحْسَن ما أتي هُنا بالغَيْبَة، لأنه كِنَاية عما يُسْتَحْيَا منه فَلَم يُخَاطِبْهم به، وهذا من مَحَاسِنِ الكَلامِ؛ ونحوه قوله: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80] ووجَد هنا بمعنى لقِيَ فتعدت لِوَاحِدٍ و{صعيدًا} مفعول به لقوله: {تيمموا} أي: اقْصدُوا.
وقيل: هو على إسْقَاطِ حَرْفٍ، أى: بصعيدٍ، وليس بشيءٍ لعدم اقْتِيَاسه، والصَّعيد فَعِيلٌ بمعنى الصَّاعد، قيل: الصَّعيد: وَجْه الأرْضِ ترابًا كَانَ أوْ غيره.
قوله: {فامحسوا بوجوهكم} هذا الجَارُّ متعلِّق بـ {امسحوا} وهذه الباء يُحْتَمَل أن تكون زَائِدة، وبه قال أبُو البَقِاء، ويحتمل أن تكُون مُتعدِّية؛ لأن سيبويْه حكى: مَسَحْتُ رَاسه وبِرأسه، فيكون من بَابِ نَصَحْتُه ونَصَحْتُ له، وحذف المَسْمُوح به، وقد ظَهَر في آية المَائِدة، في قوله: {مِّنْهُ} [المائدة: 6] فحُمِلَ عَلَيْه هذا. اهـ. بتصرف.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)}
أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس والحاكم وصححه عن علي بن أبي طالب قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعامًا، فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذت الخمر منا وحضرت الصلاة، فقدموني فقرأت: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، ونحن نعبد ما تعبدون، فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون}.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي. أنه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر شربوا الخمر، فصلى بهم عبد الرحمن فقرأ {قل يا أيها الكافرون} [الكافرون: 1] فخلط فيها فنزلت {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في الآية قال: نزلت في أبي بكر، وعمر، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، صنع علي لهم طعامًا وشرابًا، فأكلوا وشربوا، ثم صلى علي بهم المغرب، فقرأ {قل يا أيها الكافرون} [الكافرون: 1] حتى خاتمتها فقال: ليس لي دين وليس لكم دين. فنزلت {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي والنحاس والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسخها {إنما الخمر والميسر...} [المائدة: 90] الآية.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال: كان قبل أن تُحَرَّمُ الخمر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في الآية قال: نهوا أن يصلوا وهم سكارى، ثم نسخها تحريم الخمر.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والنحاس عن ابن عباس في قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسختها {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} [المائدة: 6].
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نسخها {إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم} [المائدة: 6].
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى} قال: نشاوى من الشراب {حتى تعلموا ما تقولون} يعني ما تقرؤون في صلاتكم.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في الآية قال: لم يعن بها الخمر، إنما عنى بها سكر النوم.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله: {وأنتم سكارى} قال: النعاس.
وأخرج البخاري عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا نعس أحدكم وهو يصلي فلينصرف، فلينم حتى يعلم ما يقول».
وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن علي في قوله: {ولا جنبًا إلا عابري سبيل} قال: نزلت هذه الآية في المسافر، تصيبه الجنابة فيتيمم ويصلي.
وفي لفظ قال: لا يقرب الصلاة إلا أن يكون مسافرًا، تصيبه الجنابة فلا يجد الماء فيتيمم ويصلي حتى يجد الماء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طرق عن ابن عباس في قوله: {ولا جنبًا إلا عابري سبيل} يقول: لا تقربوا الصلاة وأنتم جنب إذا وجدتم الماء، فإن لم تجدوا الماء فقد أحللت لكم أن تمسحوا بالأرض.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن ابن عباس {ولا جنبًا إلا عابري سبيل} قال: هو المسافر الذي لا يجد ماء فيتيمم ويصلي.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال: لا يمر الجنب ولا الحائض في المسجد، إنما نزلت {ولا جنبًا إلا عابري سبيل} للمسافر، يتيمم ثم يصلي.
وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد في قوله: {ولا جنبًا إلا عابري سبيل} قال: مسافرين لا تجدون ماء.
وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده والقاضي إسماعيل في الأحكام والطحاوي في مشكل الآثار والباوردي في الصحابة والدارقطني والطبراني وأبو نعيم في المعرفة وابن مردويه والبيهقي في سننه والضياء المقدسي في المختارة عن الأسلع بن شريك قال: «كنت أرحل ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فأصابتني جنابة في ليلة باردة، وأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحلة، فكرهت أن أرحل ناقته وأنا جنب، وخشيت أن أغتسل بالماء البارد فأموت أو أمرض، فأمرت رجلًا من الأنصار فرحلها، ثم رضفت أحجارًا فأسخنت بها ماء، فاغتسلت به. فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبًا إلا عابري سبيل} إلى {إن الله كان عفوًا غفورًا}».