فصل: فوائد بلاغية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فوائد بلاغية:

.قال أبو حيان:

وتضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبديع.
فمنها التجنيس المغاير في: يخادعون وخادعهم، وشكرتم وشاكرًا.
والمماثل في: وإذا قاموا.
والتكرار في: اسم الله، وفي: هؤلاء وهؤلاء، وفي: ويرون ويريدون، وفي: الكافرين والكافرين، وفي: أهل الكتاب وكتابًا، وفي: بميثاقهم وميثاقًا.
والطباق في: الكافرين والمؤمنين، وفي: إن تبدوا أو تخفوه، وفي: نؤمن ونكفر، والاختصاص في: إلى الصلاة، وفي: الدرك الأسفل، وفي: الجهر بالسوء.
والإشارة في مواضع.
الاستعارة في: يخادعون الله وهو خادعهم استعار اسم الخداع للمجازاة وفي: سبيلًا، وفي سلطانًا لقيام الحجة والدرك الأسفل لانخفاض طبقاتهم في النار، واعتصموا للالتجاء، وفي: أن يفرقوا، وفي: ولم يفرّقوا وهو حقيقة في الأجسام استعير للمعاني، وفي: سلطانًا استعير للحجة، وفي: غلف وبل طبع الله.
وزيادة الحرف لمعنى في: فبما نقضهم، وإسناد الفعل إلى غير فاعله في: فأخذتهم الصاعقة وجاءتهم البينات وإلى الراضي به وفي: وقتلهم الأنبياء، وفي: وقولهم على مريم بهتانًا وقولهم إنا قتلنا المسيح.
وحسن النسق في: فبما نقضهم ميثاقهم والمعاطيف عليه حيث نسقت بالواو التي تدل على الجميع فقط.
وبين هذه الأشياء أعصار متباعدة فشرك أوائلهم وأواخرهم لعمل أولئك ورضا هؤلاء.
وإطلاق اسم كل على بعض وفي: كفرهم بآيات الله وهو القرآن والإنجيل ولم يكفروا بشيء من الكتب إلا بهما وفي قولهم إنا قتلنا ولم يقل ذلك إلا بعضهم.
والتعريض في رسول الله إذا قلنا أنه من كلامهم.
والتوجيه في غلف من احتمال المصدر جمع غلاف أو جمع أغلف.
وعود الضمير على غير مذكور وهو في ليؤمنن به قبل موته على من جعلهما لغير عيسى.
والنقل من صيغة فاعل إلى فعيل في شهيد.
والحذف في مواضع. اهـ.

.قال الصابوني:

تضمنت الآيات أنواعًا من الفصاحة والبديع نوجزها فيما يلي:
1- الطباق بين {تُبْدُواْ... أَوْ تُخْفُوهُ} وبين {نُؤْمِنُ... وَنَكْفُرُ}.
2- التعريض والتهكم في {قَتَلْنَا المسيح عِيسَى ابن مَرْيَمَ رَسُولَ الله} قالوه على سبيل التهكم والاستهزاء لأنهم لا يؤمنون برسالته.
3- زيادة الحرف لمعنى التأكيد {فَبِمَا نَقْضِهِم} أي فبنقضهم.
4- الاستعارة في {الراسخون فِي العلم} استعار الرسوخ للثبوت في العلم والتمكن فيه وكذلك الاستعارة في {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} استعار الغلاف بمعنى الغطاء لعدم الفهم والإِدراك أي لا يتوصل إِليها من الذكر والموعظة.
5- الاعتراض في {بَلْ طَبَعَ الله عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ} ردًا لمزاعمهم الفاسدة.
6- الإِلتفات في {أولئك سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} والأصل سيؤتيهم وتنكير الأجر للتفخيم.
7- المجاز المرسل في {وَقَتْلَهُمُ الأنبياء} حيث أُطلق الكل وأُريد البعض وكذلك في {كُفْرِهِم بَآيَاتِ الله} لأنهم كفروا بالقرآن والإِنجيل ولم يكفروا بغيرهما. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا (159)}
أخرج الفريابي وعبد بن حميد والحاكم وصححه عن ابن عباس في قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: خروج عيسى ابن مريم.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: قبل موت عيسى.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: يعني أنه سيدرك أناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى، سيؤمنون به.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {وإن من أهل الكتاب} قال: اليهود خاصة {إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: قبل موت اليهودي.
وأخرج الطيالسي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: هي في قراءة أبي قبل موتهم. قال: ليس يهودي أبدًا حتى يؤمن بعيسى. قيل لابن عباس: أرأيت إن خر من فوق بيت؟ قال: يتكلم به في الهواء. فقيل: أرأيت إن ضرب عنق أحدكم؟ قال: يتلجلج بها لسانه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: لو ضربت عنقه لم تخرج نفسه حتى يؤمن بعيسى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس قال: لا يموت يهودي حتى يشهد أن عيسى عبد الله ورسوله، ولو عجل عليه بالسلاح.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: لو أن يهوديًا ألقي من فوق قصر ما خلص إلى الأرض حتى يؤمن أن عيسى عبد الله ورسوله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن ابن عباس في الآية قال: لا يموت يهودي حتى يؤمن بعيسى. قيل: وإن ضرب بالسيف؟ قال: يتكلم به. قيل: وإن هوى؟ قال: يتكلم به وهو يهوي.
وأخرج ابن المنذر عن أبي هاشم وعروة قالا: في مصحف أبي بن كعب {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موتهم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن شهر بن حوشب في قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} عن محمد بن علي بن أبي طالب هو ابن الحنفية، قال: ليس من أهل الكتاب أحد إلا أتته الملائكة يضربون وجهه ودبره، ثم يقال: يا عدو الله إن عيسى روح الله وكلمته، كذبت على الله وزعمت أنه الله، إن عيسى لم يمت وإنه رفع إلى السماء، وهو نازل قبل أن تقوم الساعة، فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا آمن به.
وأخرج ابن المنذر عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج: يا شهر آية من كتاب الله ما قرأتها إلا اعترض في نفسي منها شيء؟ قال الله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} وإني أوتى بالأسارى فأضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيئًا؟ فقلت: رفعت إليك على غير وجهها، وإن النصراني إذا خرجت روحه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره، وقالوا: أي خبيث، إن المسيح الذي زعمت أنه الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، عبد الله، وروحه، وكلمته، فيؤمن حين لا ينفعه إيمانه، وإن اليهودي إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره، وقالوا: أي خبيث، إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته عبد الله، وروحه، فيؤمن به حين لا ينفعه الإيمان، فإذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم.
فقال: من أين أخذتها؟ فقلت: من محمد بن علي. قال: لقد أخذتها من معدنها. قال شهر: وأيم الله ما حدثنيه إلا أم سلمة، ولكني أحببت أن أغيظه.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: إذا نزلت آمنت به الأديان كلها {ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا} أنه قد بلَّغ رسالة ربه، وأقرَّ على نفسه بالعبودية.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: إذا نزل عيسى عليه السلام فقتل الدجال، لم يبق يهودي في الأرض إلا آمن به، فذلك حين لا ينفعهم الإيمان.
وأخرج ابن جرير عن أبي مالك {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: ذلك عند نزول عيسى ابن مريم، لا يبقى أحد من أهل الكتاب إلا آمن به.
وأخرج ابن جرير عن الحسن {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: قبل موت عيسى، والله إنه الآن حي عند الله، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن. أن رجلًا سأله عن قوله: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال: قبل موت عيسى، وإن الله رفع إليه عيسى، وهو باعثه قبل يوم القيامة مقامًا، يؤمن به البر والفاجر.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة خيرًا من الدنيا وما فيها» ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا}.
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكمًا عدلًا، يقتل الدجال، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع الجزية، ويفيض المال، وتكون السجدة واحدة لله رب العالمين، واقرأوا إن شئتم {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} موت عيسى بن مريم، ثم يعيدها أبو هريرة ثلاث مرات».
وأخرج أحمد وابن جرير عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويجمع له الصلاة، ويعطي المال حتى لا يقبل، ويضع الخراج، وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما» قال: وتلا أبو هريرة {وإن من أهل الكتاب إلاَّ ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا} قال أبو هريرة: يؤمن به قبل موت عيسى.
وأخرج أحمد ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ليهلن عيسى بن مريم بفج الروحاء بالحج أو بالعمرة، أو ليثنينهما جميعًا».
وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والبيهقي في الأسماء والصفات قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنتم إذا نزل فيكم ابن مريم، وإمامكم منكم؟».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود وابن جرير وابن حبان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الأنبياء أخوات لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وإني أولى الناس بعيسى بن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه خليفتي على أمتي، وأنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، عليه ثوبان ممصران، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، فيدق الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويدعو الناس إلى الإسلام، ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال، ثم تقع الأمنة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الإبل، والنمار مع البقر، والذئاب مع الغنم، وتلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم، فيمكث أربعين سنة، ثم يتوفى، ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه».