فصل: من فوائد الشعراوي في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}
مصدر الشرف للإنسان أن يحس ويشعر بتجلي الله عليه بعبوديته له، وسبحانه عندما أراد أن يتجلى على نبينا الخاتم صلى الله عليه وسلم ويسري به إلى المسجد الأقصى؛ قال: {سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} [الإسراء: 1]
ولم يقل: سبحان الذي أسرى برسوله ولكنه قال: {سُبْحَانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ}؛ لأن العبودية عطاء علوي من الله، فكأن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم عندما تناهى في العبودية لله نال تناهي الخير، فمن إذن يستنكف أن يكون عبدًا لله؟ لا يستنكف المسيح ذلك، وكذلك الملائكة لا تستنكف أن تكون عبيدًا لله. {وَلاَ الملائكة المقربون} ويسمون ذلك ارتقاء في النفي، مثلما يقول فلاح: لا يستطيع شيخ الخفر أن يقف أمامي ولا العمدة.
إذن فالملائكة في الخلق أحسن من البشر. ولذلك قال الحق: {لَّن يَسْتَنكِفَ المسيح أَن يَكُونَ عَبْدًا للَّهِ وَلاَ الملائكة المقربون} وقال بعض العلماء: إن خواص البشر أفضل من خواص الملائكة، وعوام الملائكة أفضل من عوام البشر والأصل في اللغات أن توضع الألفاظ أولأً لمحسّات، ثم تنتقل من المحسّات إلى المعنويات؛ لأن إلف الإنسان في أول تكوين المدركات له إنما يكون بالحسّ، كما قال الحق: {والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]
إذن مادام سبحانه قد قال: {لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا} فالذي يأتي من بعدها إنما يأتي كوسيلة للعلم، وهي حواس السمع والإبصار والقدرة على تكوين الخبرة. ومثال ذلك عندما ندرس في الفقه موضوع الغصب. والغصب هو أن يأخذ أحد حق غيره قهرًا وعلانية، وهو غير السرقة التي يأخذها السارق خفية. وغير الخطف؛ لأن الخطف هو أن تمتد يد لتشد شيئًا من أمام صاحبه ويجري الخاطف بعيدًا، أما الغصب فهو الأخذ عنوة.
وكلها- الغصب، والسرقة، والخطف- هي أخذ لغير الحق، والغصب مأخوذ من امر حسيّ هو سلخ الجلد عن الشاة. وسُمِّيَ أخذ الحق من صاحبه غصبًا، كأنه أخذ للجلد. ونُقل المعنى من المُحسّات إلى المعنويات. وفي الآية التي نحن بصددها يقول الحق: {لَّن يَسْتَنكِفَ المسيح أَن يَكُونَ عَبْدًا للَّهِ وَلاَ الملائكة المقربون}. ويستنكف مثلها مثل يستفهم، ومثل يستخرج.
إذن فهناك مادة اسمها نكف، والنَّكْف عملية حسّية تتمثل في أن يزيل الإنسان دمعة العين بأصبعه. ولنفرض أن إنسانًا يعلم أن له كرامة في البيت وجاء له ظرف نفسي جعله يبكي، فدخل عليه ابنه أو زوجته، فهو يحاول إزالة الدمع بأصبعه. واستنكف معناها أزال النَّكْف.
والنكف معناه أن يزيل الدمع بأصبعه. وإزالة الدمع بالأصبع تعني أن صاحب الدمع يستكبر أن يراه أحد باكيًا لأنه مقهور على أمر قد كان، وهذه العملية لا تحدث إلا عندما يريد الإنسان أن يستر بكاءه عن أحد.
وانتقلت هذه الكلمة من المعنى الحسيّ إلى أي مجال فيه استعلاء، مثلما يستنكف إنسان أن يسير في طريق إنسان آخر، أو أن يجلس مع آخر، أو يجلس في مقعد أقل من مقعد آخر.
ويشرح ذلك المعنى الدارج بأن المسيح لا يجد غضاضة أن كان عبدًا لله، ولا يستكبر على ذلك بل هو يُشرف به. والملائكة المقربون أيضًا تشرف بهذا الأمر، والملائكة المقربون هم الذين لا يعلمون شيئًا عن هذا العالم وليس لهم عمل إلا التسبيح لله؛ لأنهم عرفوا العبودية لله. وهي عبودية ليست لمن يَسْتَذِل، لكنها لمن يُعزّ، وليست عبودية للذي يأخذ ولكنها للذي يعطي. والذي يستنكف من ذلك لا يعرف قيمة العبودية لله؛ لذلك لا يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله، ولا الملائكة المقربون.
ويضيف الحق: {وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا} المستنكفون؛ أو الذين على طريقة الاستنكاف، ومن يشجعهم على ذلك، كل هؤلاء يصيرون إلى جهنم. اهـ.

.من فوائد ابن العربي في الآية:

قال رحمه الله:
قَوْله تَعَالَى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ}.
هَذَا رَدٌّ عَلَى النَّصَارَى الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ عِيسَى وَلَدُ اللَّهِ، وَرَدٌّ عَلَى مَنْ يَقُولُ: إنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
يَقُولُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَهُمْ: إنَّ مَنْ نَسَبْتُمُوهُ إلَى وِلَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى، مِنْ آدَمِيٍّ وَمَلِكٍ، لَيْسَ بِمُمْتَنِعٍ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ، فَكَيْفَ تَجْعَلُونَهُ وَلَدًا؟ وَلَوْ كَانَ اجْتِمَاعُ الْعُبُودِيَّةِ وَالْوِلَادَةِ جَائِزًا مَا كَانَ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي ذَلِكَ حُجَّةٌ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}.
فَإِنْ قِيلَ: مَا مَعْنَى {يَسْتَنْكِفَ} فِي اللُّغَةِ؟ قُلْنَا: هُوَ يَسْتَفْعِلُ، مِنْ نَكَفْت كَذَا إذَا نَحَّيْته، وَهُوَ مَشْهُورُ الْمَعْنَى.
التَّقْدِيرُ لَنْ يَتَنَحَّى مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَبْعُدُ عَنْهُ، وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
والاسْتنْكَافُ: استفعالٌ من النَّكْفِ، والنَّكْفُ: أن يُقال له سوء، ومنه: وما عليه في هذا الأمْرِ نَكْفٌ ولا وَكْفٌ، قال أبو العباس: واسْتَفْعَلَ هنا بمعنى دفع النَّكْفَ عَنْه، وقال غيره: هو الأنَفَةُ والتَّرفُّع، ومنه: نَكَفْتُ الدَّمْعَ بإصْبَعِي، إذا منعته من الجَرْي على خَدِّك، قال: [الطويل]
فبَانُوا فُلُولًا ما تَذَكَّرُ مِنْهُمُ ** مِنَ الحِلْفِ لَمْ يُنْكَفْ لِعَيْنَيْكَ مَدْمَعُ

وقرأ عَلِيٌّ: عُبَيْدًا على التَّصْغِير، وهو مُنَاسِبٌ للمَقَام، وقرأ الجمهورُ {أن يكُون عَبْدًا لِلَّهِ} بفتح همزة {أنْ}، فهوُ في موضعِ نَصْبٍ، وقرأ الحسن: {إنْ} بكَسْر الهمزة على أنَّها نَفيٌ بمعنى: ما يكون له ولدٌ، فينبغي رفع {يكونُ}، ولم يذكره الرواة؛ نقله القرطبيّ.
وقوله تعالى: {وَلاَ الملائكة} عطف على {المَسِيح}، أي: ولَنْ يَسْتَنْكِفَ الملائكةُ أن يكُونُوا عَبيدًا لله، وقال أبو حيان ما نصُّه: وفي الكلام حَذْفٌ، التقدير: ولا الملائكةُ المقرَّبون أن يكونُوا عبيدًا لله، فإن ضُمِّن {عَبْدًا} معنى مِلْكًا لله، لم يَحْتَجْ إلى هذا التقدير، ويكونُ إذ ذاك {وَلاَ الملائكة} من باب عطف المفردات، بخلاف ما إذا لُحِظَ في عَبْد معنى الوَحْدَة، فإن قوله: {وَلاَ الملائكة} يكون من عطف الجملِ؛ لاختلاف الخبر، وإنْ لُحِظَ في قوله: {وَلاَ الملائكة} معنى: ولا كلُّ واحدٍ مِنَ الملائِكَةِ كان من باب عطف المفردات، وقال الزمخشريُّ: فإن قلتَ: علام عُطِفَ والمَلاَئِكَةُ؟ قلت: إمَّا أن يُعْطَفَ على {المَسِيحُ}، أو اسم {يَكُونُ}، أو على المستتر في {عَبْدًا} لما فيه من معنى الوصْف؛ لدلالته على العبادة، وقولك: مَرَرْتُ بِرَجُلٍ عَبْدٍ أبُوهُ فالعطفُ على المسيحِ هو الظاهرُ؛ لأداء غيره إلى ما فيه بعضُ انحرافٍ عن الغرضِ، وهو أن المسيحَ لا يأنَفُ أن يكون هو ولا من فَوقَهُ موصوفين بالعبودية، أو أن يعبُدَ الله هو ومن فوقه، قال أبو حيان: والانحراف عن الغرضِ الذي أشارَ إليه كونُ الاستنكَافِ يكون مختصًّا بالمسيحِ، والمعْنَى التامُّ إشراكُ الملائكة مع المسيح في انتفاء الاستنكَافِ عن العبوديَّة، ويظهرُ أيضًا مرجوحيَّةُ الوجهين من وجه دخُول لاَ؛ إذ لو أُريدَ العطفُ على الضمير في يكُون أو في عَبْدًا لم تَدْخُل لا، بل كان يكون التركيبُ بدونها، تقول: ما يريدُ زيدٌ أن يكُونَ هُو وأبُوهُ قَائِمَيْن وما يُريدُ زيدٌ أنْ يَصْطَلِحَ هُوَ وعَمْرٌو، فهذان التركيبان لَيْسَا من مَظَنَّةِ دخولِ لا، وإن وُجد منه شيءٌ، أوِّل. انتهى، فتحصَّل في رفع المَلاَئِكَةُ ثلاثة أوجه، أوجَهُهَا الأوَّل.
قوله تعالى: {فَسَيَحْشُرُهُمْ} الفاءُ يجوز أن تكون جوابًا للشَّرْط في قوله: {وَمَن يَسْتَنْكِفْ}، فإن قيل: جوابُ إن الشرطية وأخواتها غير إذا لابد أن يكون محتملًا للوقُوعِ وعدمه، وحشرُهُمْ إليه جميعًا لابد منه، فكيف وقعَ جَوابًا لها؟ فقيل في جوابه وجهان:
أصحهما: أن هذا الكلام تضمَّن الوعد والوعيد؛ لأنَّ حَشْرَهُمْ يقتضي جزاءَهم بالثوابِ أو العقاب، ويَدُلُّ عليه التفصيلُ الذي بعده في قوله: {فَأَمَّا الذِينَ} إلى آخره، فيكونُ التقديرُ: ومن يَسْتَنْكِفْ عن عبادته ويَسْتَكْبِرْ، فيعذبُهُ عند حَشْرِهِ إليه، ومن لم يستنكفْ ولم يستكبر، فيثيبه.
والثاني: أنَّ الجوابَ محذوف، أي: فيجازيه، ثم أخبر بقوله: {فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا}، وليس بالبيِّن، وهذا الموضوعُ محتملٌ أن يكون مِمَّا حُمِلَ على لفظةِ من تارة في قوله: {يَسْتَنْكِف ويَسْتَكْبِر} فذلك أفرد الضمير، وعلى معناها أخرى في قوله: {فَسَيحْشُرُهُم} ولذلك جمعهُ، ويحتمل أنه أعاد الضمير في {فَسَيحْشُرُهُم} على مَنْ وغيرها، فيندرجُ المستنكفُ في ذلك، ويكون الرابطُ لهذه الجملةِ باسم الشرط العمومَ المشارَ إليه، وقيل: بل حَذَفَ معطوفًا لفَهْم المعنى، والتقديرُ: {فسيحشُرُهُمْ} أي: المُسْتنكفينَ وغيرَهُمْ، كقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر} [النحل: 81]، أي: والبَرْدَ.
و{جَميعًا} حالٌ، أو تأكيد عند مَنْ جعلها كـ {كُلّ} وهو الصحيح، وقرأ الحسن: {فَسَنحْشُرهُمْ} بنونِ العظمة، وتخفيف باء {فَيُعَذِبُهُمْ}، وقرئ {فَسَيَحْشِرُهُمْ} بكسر الشين، وهي لغةٌ في مضارع {حَشَرَ}. اهـ. باختصار.

.تفسير الآية رقم (173):

قوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما عم بالحشر المستكبرين وغيرهم جاء التفصيل إلى القسمين فقال: {فأما الذين آمنوا} أي أذعنوا الله تعالى وخضعوا له {وعملوا الصالحات} تصديقًا لإقرارهم بالإيمان {فيوفيهم أجورهم} أي التي جرت العادات بينكم أن يُعطَوها وإن كانوا في الحقيقة لا يستحقونها، لأن الله تعالى هو الذي وفقهم لها، فهي فضل منه عليهم {ويزيدهم} أي بعد ما قضيت به العادات {من فضله} أي شيئًا لا يدخل تحت الحصر لأنه ذو الفضل العظيم {وأما الذين استنكفوا واستكبروا} أي طلبوا كلًا من الإباء والكبر {فيعذبهم عذابًا أليمًا} أي بما وجدوا من لذاذة الترفع والكبر، وآلموا بذلك أولياء الله {ولا يجدون لهم} أي حالًا ولا مآلًا {من دون الله} الذي لا أمر لأحد معه {وليًا} أي قريبًا يصنع معهم ما يصنع القريب {ولا نصيرًا} أي وإن كان بعيدًا، وفي هذا أتم زاجر عما قصده المنافقون من موالاة أهل الكتاب، وأعظم نافٍ لما منّوهم إياه مما لهم وزعموا من المنزلة عند الله، المقتضية أن يقربوا من شاؤوا، ويبعدوا من شاؤوا، وهو من أنسب الأشياء لختام أول الآيات المحذرة منهم {وكفى بالله وليًا وكفى بالله نصيرًا} [النساء: 45]. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما ذكر أنه يحشر هؤلاء المستنكفين المستكبرين لم يذكر ما يفعل بهم بل ذكر أولًا ثواب المؤمنين المطيعين.
فقال: {فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مّن فَضْلِهِ} ثم ذكر آخرًا عقاب المستنكفين المستكبرين.
فقال: {وَأَمَّا الذين استنكفوا واستكبروا فَيُعَذّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مّن دُونِ الله وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا} والمعنى ظاهر لا إشكال فيه، وإنما قدم ثواب المؤمنين على عقاب المستنكفين لأنهم إذا رأوا أولًا ثواب المطيعين ثم شاهدوا بعده عقاب أنفسهم كان ذلك أعظم في الحسرة. اهـ.