فصل: قال مجد الدين الفيروزابادي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال مجد الدين الفيروزابادي:

قوله: {وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ} بحذف الياءِ، وكذلك {وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ} وفى البقرة وغيرها {وَاخْشَوْنِى} بإِثبات الياءِ، لأَنَّ الإِثبات هو الأَصل، وحذف و{وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ} من الخطِّ لمَّا حذف من اللفظ، وحذف {وَاخْشَوْنِ} و(لا) موافقة لما قبها.
قوله: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ثمّ أَعاد فقال: {وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} لأَنَّ الأَوّل وقع على النِّيَّة، وهى ذات الصّدور، والثانى على العمل.
وعن ابن كَثير أَنَّ الثانية نزلت في اليهود، وليس بتكرار.
قوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} وقال في الفتح {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} وقع ما في هذه السّورة موافقة لفواصل الآى، ونصب ما في الفتح موافقة للفواصل أَيضًا، ولأَنَّه مفعول (وعد)، وفى مفعول (وعد) في هذه السّورة أَقوال: أَحدها محذوف دلَّ عليه (وَعَد)، وفى مفعلو (وعد) في هذه السّورة أَقوال: أَحدها محذوف ودلَّ عليه (وَعَد) خلاف ما دل عليه أَوْعَدَ أَى خيرًا.
وقيل: محذوف، وقوله: {لَهُم مَّغْفِرَةٌ} تفسيره.
وقيل: {لَهُم مَّغْفِرَةٌ} جملة وقعت مَوْقع المفرد، ومحلَّها نصب، كقول الشَّاعر:
وجدنا الصَّالحين لهم جزاءٌ ** وجنَّات وعينا سلسبيلًا

فعطف {جنَّات} على {لهم جزاءٌ}.
وقيل: رفع على الحكاية، لأَنَّ الوعد قول؛ وتقديره قال الله: لهم مغفرة.
وقيل: تقديره: أَن لهم مغفرة، فحذف (أَنَّ) فارتفع ما بعده.
قوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} وبعده {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَّوَاضِعِهِ} لأَنَّ الأُولى في أَوائل اليهود، والثَّانية فيمن كانوا في زمن النبي صلَّى الله عليه وسلم، أَى حرّفوها بعد أَن وضعها الله مواضعها، وعرفوها وعملوا بها زمانًا.
قوله: {وَنَسُواْ حَظَّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ} كرّر لأَنَّ الأُولى في اليهود والثانية في حَقِّ النَّصارى.
والمعنى: لن ينالوا منه نصيبًا.
وقيل: معناه: تركوا بعض ما أُمروا به.
قوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ} ثمّ كرّرها، فقال: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ} لأَنَّ الأُولى نزلت في اليهود حين كتموا (صفات النبي صلى الله عليه وسلم، وآية الرجم من التوراة، والنصارى حين كتموا) بشارة عيسى بمحمّد صلَّى الله عليه وسلم في الإِنجيل، وهو قوله: {يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ} ثمّ كرّر فقال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} فكرّر {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ} أَى شرائعكم فإِنكم على ضلال لا يرضاه الله، {عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} أَى على انقطاع منهم ودُرُوس ممّا جاءُوا به.
قوله: {وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ}، ثم كرّر فقال: {وَللَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} لأَنَّ الأُولى نزلت في النَّصارى حين قالوا: إِنَّ الله هو المسيح بن مريم، فقال: ولله ملك السّموات والأَرض وما بينهما ليس فيهما معه شريك، ولو كان عيسى لاقتضى أَن يكون معه شريكًا، ثمّ من يذُبّ عن المسيح وأُمِّه وعَمّن في الأَرض جميعًا إِن أَراد إِهلاكَهم، فإِنَّهم مخلوقون له، وإِنَّ قدرته شاملة عليهم، وعلى كل ما يريد بهم.
والثانية نزلت في اليهود والنصارى حين قالوا: نحن أَبناءُ الله وأَحبّاؤُه فقال: ولله ملك السّموات والأَرض وما بينهما، والأَب لا يملك ابنه ولا يعذِّبه، وأَنتم مصيركم إِليه، فيعذِّب من يشاءُ منكم، ويغفر لمن يشاءُ.
قوله: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُواْ} وقال في سورة إِبراهيم {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ} لاَنَّ تصريح اسم المخاطب مع حرف الخطاب يدُلُّ على تعظيم المخاطب به و[لمَّا] كان ما في هذه السّورة نِعمًا جسامًا ما عليها من مزيد وهو قوله: {جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكًا وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ} صرّح، فقال: يا قوم، ولموافقة ما قبله وما بعده من النداءِ وهو {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا} {يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا} {يَامُوسَى إِنَّا} ولم يكن ما في إِبراهيم بهذه المنزلة فاقتصر على حرف الخطاب.
قوله: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} كرّره ثلاث مرّات، وختم الأُولى بقوله: الكافرون، والثانية بقوله: الظَّالمون، والثالثة بقوله: الفاسقون، قيل: لأَنَّ الأُولى نزلت في حكَّام المسلمين، والثانية في اليهود، والثالثة في النَّصارى.
وقيل: الكافر والظَّالم والفاسق كلَّها بمعنى واحد، وهو الكفر، عُبِّر عنه بأَلفاظ مختلفة؛ لزيادة الفائدة، واجتناب صورة التكرار.
وقيل: ومن لم يحكم بما أَنزل الله إِنكارًا له فهو كافر، ومن لم يحكم بالحقِّ جهلًا وحَكمَ بضدّه فهو فاسق، ومن لم يحكم بالحق مع اعتقاده وحكم بضدّه فهو ظالم، وقيل: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فهو كافر بنعمة الله، ظالم في حكمه، فاسق في فعله.
قوله: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} كرّر لأَنَّ النَّصارى اختلفت أَقوالهم، فقالت اليعقوبيّة: الله تعالى ربّما تجلَّى في بعض الأَزمان في شخص، فتجلَّى يومئذ في شخص عيسى، فظهرت منه المعجزات، وقالت الملكانيّة الله اسم يجمع أبًا وابنا وروح القدس، اختلف بالأَقانيم والذاتُ واحدة.
فأَخبر الله عزَّ وجلَّ أَنَّهم كلَّهم كفَّار.
قوله: {لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذلك الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ذكر في هذه السّورة هذه الخلال جملة؛ لأَنها أَوّل ما ذكِرت، ثمّ فُصِّلت. اهـ.

.قال الكرمانى:

سورة المائدة:
81- قوله: {واخشون اليوم } 3 بحذف الياء وكذلك {واخشون ولا تشتروا } 44 وفي البقرة وغيرها {واخشوني } 150 بالإثبات لأن الإثبات هو الأصل وحذفت الياء من {واخشون اليوم } من الخط لما حذفت من اللفظ وحذفت من {واخشون ولا تشتروا } موافقة لما قبلها.
82- قوله: {واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور} 7 ثم أعاد فقال: {واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون} 8 لأن الأول وقع على النية وهي {بذات الصدور } والثاني على العمل وعن ابن كثير أن الأولى نزلت في اليهود وليس بتكرار.
83- قوله: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم} 9 وقال في الفتح: {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} 29 رفع ما في هذه السورة موافقة لفواصل الآي ونصب ما في فتح موافقة للفواصل أيضا ولأنه في الفتح مفعول وعد.
وفي مفعول وعد في هذه السورة أقوال أحدها محذوف دل عليه وعد خلاف ما دل عليه أو أوعد أي خيرا وقوله: {لهم مغفرة } يفسره وقيل لهم مغفرة جملة وقعت موقع المفرد ومحلها نصب كما قال الشاعر:
وجدنا الصالحين لهم جزاء ** وجنات وعينا سلسبيلا

فعطف جنات على محل لهم جزاء وقيل رفع على الحكاية لأن الوعد قول وتقديره قال الله: {لهم مغفرة } وقيل تقديره إن لهم مغفرة فحذف إن فارتفع ما بعده.
84- قوله: {يحرفون الكلم عن مواضعه } 13 وبعده: {يحرفون الكلم من بعد مواضعه } 41 لأن الأولى في أوائل اليهود والثانية فيمن كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أي حرفوها بعد أن وضعها الله مواضعها وعرفوها وعملوا بها زمانا.
85- قوله: {ونسوا حظا مما ذكروا به } 13، 14 كرر لأن الأولى في اليهود والثانية في حق النصارى والمعنى لم ينالو منه نصيبا وقيل معناه ونسوا نصيبا وقيل معناه تركوا بعض ما أمروا به.
86- قوله: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم} 15 ثم كررها فقال: {يا أهل الكتاب } 19 لأن الأولى نزلت في اليهود حين كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم من التوراة والنصارى حين كتموا بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم في الإنجيل وهو قوله: {يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب} 15 ثم كرر فقال: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤهْ 18 فكرر: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم} أي شرائعكم فإنكم على ضلال لا يرضاه الله {على فترة من الرسل } 19 على انقطاع منهم ودروس مما جاءوا به والله أعلم.
87- قوله: {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء} 17 ثم كرر فقال: {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما وإليه المصير} 18 كرر لأن الأولى نزلت في النصارى حين قالوا: {إن الله هو المسيح ابن مريم } 17 فقال: {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما } ليس فيهما معه شريك ولو كان عيسى إلها لاقتضى أن يكون معه شريكا ثم من يذب عن المسيح وأمه وعمن في الأرض جميعا إن أراد إهلاكهم فإنهم كلهم مخلوقون له وإن قدرته شاملة عليهم وعلى كل ما يريد بهم.
والثانية نزلت في اليهود والنصارى حين قالوا: {نحن أبناء الله وأحباؤه } 18 فقال: {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما } 18 والأب لا يملك ابنه ولا يهلكه ولا يعذبه وأنتم مصيركم إليه فيعذب من يشاء منكم ويغفر لمن يشاء.
88- قوله: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا} 20 وقال في سورة إبراهيم: {وإذ قال موسى لقومه اذكروا} 5 لأن تصريح اسم المخاطب مع حرف الخطاب يدل على تعظيم المخاطب به ولما كان ما في هذه السورة نعما جساما ما عليها من مزيد وهو قوله: {جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين} 20 صرح فقال يا قوم ولموافقته ما قبله وما بعده من النداء وهو قوله: {يا قوم ادخلوا } 21 {يا موسى إنا } 24 ولم يكن ما في إبراهيم بهذه المنزلة فاقتصر على حرف الخطاب.
89- قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله } كرره ثلاث مرات وختم الأولى بقوله: {فأولئك هم الكافرون } 44 والثانية بقوله: {فأولئك هم الظالمون } 45 والثالثة بقوله: {فأولئك هم الفاسقون } 47 قيل لأن الأولى نزلت في حكام المسلمين والثانية في حكام اليهود والثالثة في حكام النصارى وقيل الكافر والفاسق والظالم كلها بمعنى واحد وهو الكفر عبر عنه بألفاظ مختلفة لزيادة الفائدة واجتناب سورة التكرار.
وقيل ومن لم يحكم بما أنزل الله إنكارا له فهو كافر ومن لم يحكم بالحق مع اعتقاده حقا وحكم بضده فهو ظالم ومن لم يحكم بالحق جهلا وحكم بضده فهو فاسق وقيل ومن لم يحكم بما أنزل الله فهو كافر بنعمه الله ظالم في حكمه فاسق في فعله.
90- قوله: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} 73 كرر لأن النصارى اختلفت أقوالهم فقالت اليعقوبية إن الله تعالى ربما تجلى في بعض الأزمان في شخص فتجلى يومئذ في شخص عيسى فظهرت منه المعجزات وقالت الملكية إن الله اسم يجمع أبا وابنا وروح القدس اختلفت بالأقانيم والذات واحدة فأخبر الله عز وجل أنهم كلهم كفار.
91- قوله: {لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم} 119 ذكر في هذه السورة هذه الخلال جملة ثم فصل لأنها أول ما ذكرت. اهـ.

.الناسخ والمنسوخ:

في هذه السّورة تسع آيات {لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ} م {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} ن {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} م {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ} ن للعموم {فَإِن جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ} م {وَأَنِ احْكُم} ن للتخيير: وقيل: هي محكمة {مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ} م آية السّيف ن {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} م آخر الآية ن جُمع فيها الناسخ والمنسوخ وهى من نوادر آيات القرآن {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} في السّفر من الدين م {وَأَشْهِدُواْ ذَوَي عَدْلٍ مِّنكُمْ} ن نسخت لشهاداتهم في السّفر والحضر {فَإِنْ عُثِرَ} م ذَوَىْ عدل منكم ن {ذلك أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ} م شهادة أَهل الإِسلام ن. اهـ.