فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



يقول: شاهدان أو وصيّان، وقد اختلف فيه. ورفع الاثنين بالشهادة، أي ليشهدكم اثنان من المسلمين.
{أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} من غير دينكم. هذا في السّفر، وله حديث طويل.
إلا أنّ المعنى في قوله: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ} فمن قال: الأوليان أراد وليّى الموروث يقومان مقام النصرانيّين إذا اتّهما أنهما اختانا، فيحلفان بعد ما حلف النصرانيّان وظهر على خيانتهما، فهذا وجه قد قرأ به علىّ، وذكر عن أبىّ بن كعب. حدّثنا الفراء قال حدّثنى قيس بن الربيع عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس أنه قال الأولين يجعله نعتا للذين. وقال أرأيت إن كان الأوليان صغيرين كيف يقومان مقامهما. وقوله: {اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ} معناه: فيهم كما قال: {وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ} أي في ملك، وكقوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} جاء التفسير: على جذوع النخل. وقرأ الحسن {الأوّلان} يريد: استحقّا بما حقّ عليهما من ظهور خيانتهما. وقرأ عبد اللّه بن مسعود الأولين كقول ابن عباس. وقد يكون الْأَوْلَيانِ هاهنا النصرانيّين- واللّه أعلم- فيرفعهما بـ{استحقّ}، ويجعلهما الأوليين باليمين لأن اليمين كانت عليهما، وكانت البيّنة على الطالب فقيل الأوليان بموضع اليمين. وهو على معنى قول الحسن.
وقوله: {أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ} غيرهم على أيمانهم فتبطلها.
وقوله: {قالُوا لا عِلْمَ لَنا... (109)}
قالوا: فيما ذكر من هول يوم القيامة. ثم قالوا: إلا ما علمتنا، فإن كانت على ما ذكر فـ(ما) التي بعد (إلا) في موضع نصب لحسن السكوت على قوله: {لا علم لنا}، والرفع جائز.
وقوله: {إِذْ أَيَّدْتُكَ... (110)}
على فعّلتك كما تقول: قوّيتك. وقرأ مجاهد {آيدتك} على أفعلتك. وقال الكسائىّ: فاعلتك، وهى تجوز. وهى مثل عاونتك.
وقوله: {فِي الْمَهْدِ} يقول: صبيّا وَكَهْلًا فردّ الكهل على الصفة كقوله دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِدًا أَوْ قائِمًا.
وقوله: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي... (111)}
يقول: ألهمتهم كما قال: {وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا} أي ألهمها.
وقوله: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ... (112)}
بالتاء والياء. قرأها أهل المدينة وعاصم بن أبى النجود والأعمش بالياء: {يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} وقد يكون ذلك على قولك: هل يستطيع فلان القيام معنا؟
وأنت تعلم أنه يستطيعه، فهذا وجه. وذكر عن علىّ وعائشة رحمهما اللّه أنهما قرآ هل تستطيع ربّك بالتاء، وذكر عن معاذ أنه قال: أقرأنى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هل تستطيع ربّك بالتاء، وهو وجه حسن. أي هل تقدر على أن تسأل ربك أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ.
وقوله: {تَكُونُ لَنا عِيدًا... (114)}
(وتكن لنا). وهى في قراءة عبد اللّه تكن لنا عيدا بغير واو. وما كان من نكرة قد وقع عليها أمر جاز في الفعل بعده الجزم والرفع. وأمّا المائدة فذكر أنها نزلت، وكانت خبزا وسمكا. نزلت- فيما ذكر- يوم الأحد مرّتين، فلذلك اتخذوه عيدا. وقال بعض المفسّرين: لم تنزل لأنه اشترط عليهم أنه إن أنزلها فلم يؤمنوا عذّبهم، فقالوا: لا حاجة لنا فيها.
وقوله: {يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ (116)} عِيسَى في موضع رفع، وإن شئت نصبت. وأمّا ابْنَ فلا يجوز فيه إلا النصب. وكذلك تفعل في كل اسم دعوته باسمه ونسبته إلى أبيه كقولك:
يا زيد بن عبد اللّه، ويا زيد بن عبد اللّه. والنصب في (زيد) في كلام العرب أكثر.
فإذا رفعت فالكلام على دعوتين، وإذا نصبت فهو دعوة. فإذا قلت: يا زيد أخا تميم، أو قلت: يا زيد ابن الرجل الصالح رفعت الأوّل، ونصبت الثاني كقول الشاعر:
يا زبرقان أخا بنى خلف ** ما أنت ويل أبيك والفخر

وقوله: {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ (119)} ترفع (اليوم) بـ(هذا)، ويجوز أن تنصبه لأنه مضاف إلى غير اسم كما قالت العرب: مضى يومئذ بما فيه. ويفعلون ذلك به في موضع الخفض قال الشاعر:
رددنا لشعثاء الرسول ولا أرى ** كيومئذ شيئا تردّ رسائله

وكذلك وجه القراءة في قوله: {مِنْ عَذابِ يَوْمِئِذٍ} وَ{مِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ} ويجوز خفضه في موضع الخفض كما جاز رفعه في موضع الرفع. وما أضيف إلى كلام ليس فيه مخفوض فافعل به ما فعلت في هذا كقول الشاعر:
على حين عاتبت المشيب على الصبا ** وقلت ألمّا تصح والشيب وازع

وتفعل ذلك في يوم، وليلة، وحين، وغداة، وعشيّة، وزمن، وأزمان وأيام، وليال. وقد يكون قوله: {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} كذلك. وقوله: {هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ} فيه ما في قوله: {يَوْمُ يَنْفَعُ} وإن قلت {هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ} كما قال اللّه: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ} تذهب إلى النكرة كان صوابا.
والنصب في مثل هذا مكروه في الصفة وهو على ذلك جائز، ولا يصلح في القراءة. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة المائدة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ}
قال: {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ} {أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} {غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ} نصب (غيرَ) على الحال.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
وقال: {لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ} واحدها شعيرة.
وقال: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ} فالشَنَئانُ متحرك مثل الدَرَجان والمَيَلان، وهو من شَنِئْتُه فأنا أشنَؤه شَنَئانًا. وقال: {لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} أي: لا يُحِقَّنَّ لَكُمْ. لأَنَّ قوله: {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ الْنَّارَ} انما هو حَقٌّ أَنَّ لَهُمْ النّارَ. قال الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد الثمانون بعد المائة]:
وَلَقَدْ طَعَنْتُ أَبّا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً ** جَرَمَتْ فَزارَةُ بَعْدَها أَنْ يَغْضَبُوا

أي: حُقَّ لَهٌا.
وقوله: {أَن صَدُّوكُمْ} يقول: «لأَن صَدُّوكُم» وقد قُرئت {إِنْ صَدُّوكُم} [101ء] على معنى «إنْ هُمْ صَدُّوكُم» أي: «إنْ هُمْ فَعَلُوا» أي: إنْ هَمُّوا ولم يكونوا فعلوا. وقد تقول ذلك أيضًا وقد فعلوا كأنك تحكي ما لم يكن؛ كقول الله تعالى: {قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ} وقد كان عندهم قد وقعت السرقة.
وقال: {أَن تَعْتَدُواْ} أي: لا يُحِقَنَّ لَكُمْ شَنَئانُ قَوْم أَنْ تَعْتَدُوا. أي: لا يَحْمِلَنَّكُم ذلكَ علَى العُدْوانِ. ثم قال: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}.
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذالِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وقال: {وَالْمَوْقُوذَةُ} من (وُقِذَتْ) فهِيَ مَوْقُوذَةٌ.
{وَالنَّطِيحَةُ} فيها الهاء لأنها جعلت كالاسم مثل أَكِيلَةِ الأَسَدِ. وانما تقول: هِيَ أَكِيلٌ وهِيَ نَطِيحٌ لأَنَّ كل ما فيه مَفْعُولَة فالفَعِيل فيه بغير الهاء نحو القَتيِل والصَريع اذا عنيت المرأة وهِيَ جَريحٌ لأَنَكَ تقول مَجْرُوحَةٌ.
وقال: {وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ} ولغة يخففون السَبْع.
{وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} وجميعه: الأنْصاب.
{وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ} يقول: وَحُرِّمَ ذلك وواحدها زُلَم وزَلَمَ.
وقال: {مَخْمَصَةٍ} تقول: خَمَصَهُ الجُوع نحو المَغْضَبَة لأنَّه أَرادَ المصدر.
وقال: {يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} مهموزة الياء الثانية وهي من فَعِل يَفْعِل وكسر الياء الأولى لغة نحو لِعْبَ ومنهم من يكسِر اللام والعين ويسكنون العين ويفتحون اللام أيضًا ويكسرونها وكذلك يئس. وذلك أنَّ فعل اذا كان ثانيه احد الحروف الستة كسروا أوله وتركوه على الكسر، كما يقولون ذلك في فعيل نحو شِعير وصِهيل. ومنهم من يسكن ويكسر الأولى نحو رِحْمَهُ اللهُ فلذلك تقول: يِئْسَ تسكر الياء وتسكن الهمزة. وقد قرئت هذه الآية {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ} على تلك اللغة التي يقولون فيها لِعِبَ. وأُناس يقولون نَعِمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ فقد يجوز كسر هذه النون التي في نَعِمَ لأن التي بعدها من الحروف الستة كما كسر لِعِب. وقولهم: إن العين ساكنة من نِعِمّا اذا ادغمت خطأ لأنه لا يجتمع ساكنان. ولكن اذا شئت أخفيته فجعلته بين الادغام والاظهار فيكون في زنة متحرك كما قرئت {إِنِّي لَيَحْزُنُنِي} يشمون النون الأولى الرفع.
وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} لأَّنَّ الاسلام كان فيه بعض الفرائض فلما فرغ الله مما أراد منه قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} {وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِينًا} لا على غير هذه الصفة.
وقال: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} كأنه قال: فإِنَّ اللهُ لَهُ غَفُورٌ رَحِيم. كما تقول: عبدُ اللهِ ضَرَبْتُ تريد: ضربته. قال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد الحادي والثمانون بعد المائة]:
ثَلاثٌ كُلُّهُنَّ قتلتُ عَمْدًا ** فَأَخْزَى اللهُ رابعَةً تَعُود

وقال الآخر: [من الرجز وهو الشاهد الثاني والثمانون بعد المائة]:
قدْ أَصْبَحَتْ أُمُ الخِيارِ تَدَّعي ** عَلَيَّ ذَنْبًا كُلَّهُ لَمْ أَصْنعِ

{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}
وقال: {مَاذَا أُحِلَّ} فان شئت جعلت ذا بمنزلة الذي وان شئت جعلتها زائدة كما قال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد الثالث والثمانون بعد المائة]:
يا خُزْرَ تَغْلِبَ ماذا بالُ نِسْوَتِكُم ** لا يَسْتَفِقنَ الى الدَيْرَيْنَ تَحْنانا

فذا لا تكون هاهنا إلاَّ زائدة. إذ لو قلت: ما الذي بال نسوتكم لم يَكُن كَلامًا.
وقال: {الْجَوَارِحِ} وهي الكَواسِبُ كما تقول: فُلانٌ جارِحَةُ أَهْلِهِ ومالَهُمْ جارِحَةٌ أي: مالَهُم مَمَالِيكُ ولا حافِرَةْ.
وقال: {كُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} فأدخل {مِنْ} كما أدخله في قوله: كانَ مِنْ حَديث وقَدْ كانَ مِنْ مَطَرٍ. وقوله: {وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ} و{يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ}. وهو فيما فسر يُنَزِّلُ منَ السَّماءِ جِبالًا فيها بَرَدٌ. وقال بَعْضُهُم {وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ} أي: في السَّماءِ جبالٌ مِنْ بَرَد. أي: يَجْعَلْ الجِبالَ مِنْ بَرَدٍ في السَّماء، ويجعل الإِنزال منها.
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
وقال: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ} فيعني به الرجال.
وقال: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} (وَ) أُحِلَّ {لَكُمْ المُحْصنات} من النساء {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ} أي: أُحِلَّ لَكُمْ في هاذِهِ الحالِ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ ولكن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}