فصل: قال ابن قتيبة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}
وقال: {ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ} ولم يقل ثُمَّ عَمِيَ وَصَمَّ وهو فعل مقدم لأنه أخبر عن قوم انهم عَمُوا وصَمُّوا، ثم فسر كم صنع ذلك منهم كما تقول رأيتُ قَوْمَك ثُلُثَيْهِم ومثل ذلك {وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ} وإن شئت جعلت الفعل للآخر فجعلته على لغة الذين يقولون أَكَلُوني البَراغِيثُ كما قال: [من الطويل وهو الشاهد الخامس والثمانون بعد المائة]:
ولكِنْ دِيافِيٌّ أَبُوهُ وأُمُّهُ ** بِحَوْراَنَ يَعْصُرْنَ السَّلِيطُ أَقارِبُه

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ اله إِلاَّ اله وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وقال: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} وذلك انهم جعلوا معه عِيْسى ومَرْيَمَ. كذلك يكون في الكلام اذا كان واحد مع اثنين قيل ثالِثُ ثلاثَةٍ كما قال: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ} وانما كان معه واحد. ومن قال: ثالثَ اثْنَيْنِ دخل عليه أنْ يقول: ثَانِيَ واحِدٍ. وقد يجوز هذا في الشعر وهو في القياس صحيح. قال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد السادس والثمانون بعد المائة]:
وَلكِنْ لا أَخُونُ الجارَ حَتّىَ ** يُزيلُ اللهُ ثالِثَةَ الأَثافِي

ومن قال: ثانِيَ اثْنَيْنِ وثالثُ ثَلاثَةٍ قال: حاديَ أَحَدَ عَشَرَ اذا كان رجل مع عشرة. ومن قال ثالثُ اثْنَيْنِ قال: حاديَ عَشْرَةَ فأمّا قَوْلُ العَرَبِ: حاديَ عَشَرَ وثانيَ عَشَر فهذا في العدد اذا كنت تقول: ثانِي وثالث ورابع وعاشر من غير ان تقول: عاشرَ كَذَا وكَذَا، فلما جاوز العشرةَ أرادَ أَنْ يقول: حادي وثاني فكان ذلك لا يعرف معناه الا بذكر العشرة فضم إليه شيئا من حروف العشرة.
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذلك فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وقال: {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ} على القسم أي: واللهِ لَيَبْلُوَنَّكُمْ. وكذلك هذه اللام التي بعدها النون لا تكون الا بعد القسم.
{يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذلك صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}
وقال: {فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} أي: فعليه جزاء مثل ما قتل من النعم.
وقال: {يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْيًا} انتصب على الحال {بَالِغَ الْكَعْبَةِ} من صفته وليس قولك [106] {بَالِغَ الْكَعْبَةِ} بمعرفة لأن فيه معنى التنوين لأنه اذا قال هذا ضاربُ زَيْدٍ في لغة من حذف النون ولم يفعل بعد فهو نكرة. ومثل ذلك {هذا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا} ففيه بعض التنوين غير انه لا يوصل اليه من أجل الاسم المضمر.
ثم قال: {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} أيْ: أوْ عليه كفارةٌ. رفعٌ منون ثم فسر فقال هِيَ طعامُ مساكين وقال بعضهم {كَفّارَةُ طَعَامِ مَساكِينَ} باضافة الكفارة اليه.
وقال: {أَو عَدْلُ ذلك صِيَامًا} يريد: أَوْ عَلَيْهِ مثلُ ذلكَ من الصيام. كما تقول: عَليْها مثلُها زُبْدًا. وقال بعضهم {أَوْ عِدلُ ذلك صياما} فكسر وهو الوجه لأن العِدْلَ: المِثْل. وأَمَّا العَدْل فهو المصدر تقول: عَدَلْتُ هذا بهذا عَدْلًا حَسَنا، والعَدْل أَيْضاَ: المِثْلُ. وقال: {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ} أي: مِثْلٌ ففرقوا بين ذا وبين عدل المتاع كما تقول: امرأَةٌ رَزانٌ وحَجَرٌ رَزِينٌ.
{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذلك لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
وقال: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} وقال: {وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ} أي: وجَعَلَ لكُمْ الهَدْيَ والقَلائِدَ.
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
وقال: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضِرْكُمْ} خفيفة، فجزم لأن جواب الامر جزم فجعلها من ضَارَ يَضِير. وقال بضعهم {يُضِرَّكُمْ} و{يَضُرُّكْمْ} فجعل الموضع جزما فيهما جميعا، الا انه حرك لأن الراء ثقيلة فأولها ساكن فلا يستقيم اسكان آخرها فيلتقي ساكنان وأجود ذلك {لا يَضُرُّكُمْ} رفع على الابتداء لأنه ليس بعلة لقوله: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} وانما أخبر انه لا يَضُرُّهُم.
{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآَثِمِينَ}
وقال: {شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ} ثم قال: {اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ} أيْ: شهادة بينِكم شهادةُ اثنين. فلما القى الشهادة قام الاثنان مقامها وارتفعا بارتفاعها كما قال: {وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ} يريد: أَهْلَ القريةِ. وانتصب (القريةَ) بانتصاب الأَهْلِ وقامت مقامه. ثم عطف {أَوْآخَرَانِ} على الاثنين.
{فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِن شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}
وقال: {مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ} أيْ: من الأَوَّلَيْنِ الذينَ استْحَقَّ* عليهم. وقال بعضهم {الأَوْلَيَانِ} وبها نقرأ. لأنَّه حين قال: {يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ} كان كأنه قد حدهما حتى صارا كالمعرفة في المعنى فقال: {الأَوْلَيَانِ} فأجرى المعرفة علهيما بدلا. ومثل هذا مما يجري على المعنى كثير. قال الراجز: [وهو الشاهد السابع والثمانون بعد المائة]:
عَلَيَّ يومَ تَملكُ الأُمُورَا ** صَوْمُ شُهورٍ وَجَبَتْ نُذُورا

وَبَدَنًا مُقَلَّدًا مَنْحُورا

فجعله على أَوْجَبَ لأنه في معنى قَدْ أَوْجَبَ.
{قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}
وقال: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} فجعل {تكونُ} من صفة المائدة كما قال: {هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي} رفع إذا جعله صفة وجزم اذا جعله جوابا كما تقول: أَعْطِني ثَوْبًا يَسَعُني إذا أردت واسعا ويَسَعِْني اذا جعلته جوابا كأنك تشترط أنه يسعك.
وقال: {وَآيَةً مِّنْكَ} عطف على العيد كأنه قال: يكونُ عِيدًا وآيَةً وذكر ان قراءة ابن مسعود {تَكُنْ لَنَا عِيدًا}.
وليس قولهم {هَلْ يَسْتَطِيعُ} [112] لأنهم ظنوا انه لا يطيق. ولكنه كقول العرب: أَتَسْتَطيعُ أَنْ تَذْهَبَ في هذهِ الحاجَةِ وتدَعَنا من كَلامِكَ، وتقول: أَتَسْتَطيعُ أَنْ تَكُفَّ عَنّي فإِنِّي مَغْمُوم. فليس هذا لأنه لا يستطيع ولكنه يريد كُفَّ عَنِّي ويذكر له الاستطاعة ليحتج عليه أَيْ: إِنَّكَ تستطيعُ. فاذا ذكّره إِياها علم أَنها حجة عليه. وانما قرئت {هَلْ تَسْتَطيعُ رَبَّكَ} فيما لَدَيّ لغموض هذا المعنى الآخر والله أعلم. وهو جائز كأنه أضمر الفعل فأراد هلْ تَستَطيعُ أَنْ تدعوَ رَبَّكَ أَوْ هلْ تَستَطيعُ رَبَّكَ أَنْ تَدْعُوَهُ، فكل هذا جائز.
والمائِدَةُ الطعام. وفَعَلْتُ منها: مِدْتُ أَمِيدُ. قال الشاعر: [من الرجز وهو الشاهد الثامن والثمانون بعد المائة]:
نُهْدِى رُؤوسَ المُجْرِمينَ الأَندادْ ** إلى أمِيرِ المؤمِنِينَ المُمْتاد

والمُمْتاد هو مُفْتَعِلٌ من مِدْتُ. اهـ.

.قال ابن قتيبة:

سورة المائدة مدنية كلها.
1- {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} أي بالعهود. يقال: عقد لي عقدا، أي جعل لي عهدا، قال الحطيئة:
قوم إذا عقدوا عقدا لجارهم ** شدوا العناج وشدوا فوقه الكربا

ويقال: هلأ الفرائض التي ألزموها.
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ الإبل والبقر والغنم والوحوش كلها.
{إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} مما حرّم.
{غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} واحدهم حرام. والحرام والمحرم سواء.
ثم تلا ما حرم عليهم وهو الذي استثناه فقال: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ} [سورة المائدة: 3].
2- وكذا شَعائِرَ اللَّهِ ما جعله علما لطاعته. واحدها شعيرة مثل الحرم. يقول: لا تحلّوه فتصطادوا فيه، وأشباه ذلك.
وَلَا الشَّهْرَ الْحَرامَ فتقاتلوا فيه.
وَلَا الْهَدْيَ وهو ما أهدي الى البيت. وهو من الشّعائر. وإشعاره أن يقلّد ويجلّل ويطعن في سنامه ليعلم بذلك أنه هدي. يقول: فلا تستحلوه قبل أن يبلغ محلّه.
وَلَا الْقَلائِدَ وكان الرجل يقلّد بعيره من لحاء شجر الحرم فيأمن بذلك حيث سلك.
وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يعني العامدين إلى البيت. واحدهم آمّ.
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ أي يريدون فضلا من اللّه أي رزقا بالتجارة.
وَرِضْوانًا بالحج وَإِذا حَلَلْتُمْ أي خرجتم من إحرامكم فَاصْطادُوا على الإباحة.
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ أي لا يكسبنكم. يقال: فلان جارم اهله: أي كاسبهم. وكذلك جريمتهم. وقال الهذليّ ووصف عقابا:
جريمة ناهض في رأس نيق ** ترى لعظام ما جمعت صليبا

والناهض: فرخها. يقول هي تكسب له وتأتيه بقوته.
شَنَآنُ قَوْمٍ أي: بعضهم يقال: شنأته أشنؤه: إذا أبغضته.
يقول: لا يحملنكم بغض قوم نازلين بالحرم على أن تعتدوا فتستحلوا حرمة الحرم.
3- وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ أي ذبح لغير اللّه، وذكر عند ذبحه غير اسم اللّه. واستهلال الصّبيّ منه، أي صوته. وإهلال الحج منه، أي التّكلّم بإيجابه والتلبية.
وَالْمُنْخَنِقَةُ التي تختنق.
وَالْمَوْقُوذَةُ التي تضرب حتى توقذ، أي تشرف على الموت. ثم تترك حتى تموت، وتؤكل بغير ذكاة. ومنه يقال: فلان وقيذ. وقد وقذته العبادة.
{وَالْمُتَرَدِّيَةُ} الواقعة من جبل أو حائط أو في بئر. يقال: تردّي: إذا سقط. ومنه قوله تعالى: {وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى} [سورة الليل آية: 11] أي تردّي في النار.
{وَالنَّطِيحَةُ} التي تنطحها شاة أخرى أو بقرة. فعيله بمعنى مفعوله.
{وَما أَكَلَ السَّبُعُ} أي افترسه فأكل بعضه.
{إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ} يقول: إلا ما لحقتم من هذا كلّه وبه حياة فذبحتموه.
{وَما ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} وهو حجر أو صنم، منصوب كانوا يذبحون عنده يقال له: النّصب والنّصب. وجمعه أنصاب.
{وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ} وهي القداح. واحدها. زلم وزلم.
والاستقسام بها: أن يضرب بها ثم يعمل بما يخرج فيها من أمر أو نهي.