فصل: فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

سورة المائدة:
قوله تعالى: {فسوف يؤتيه} {وأولئك سنؤتيهم} يقرآن بالنون والياء وقد تقدم القول في أمثاله بما يغني عن إعادته قوله تعالى: {لا تعدوا في السبت} يقرا بإسكان العين والتخفيف وبفتحها والتشديد فالحجة لمن فتح وشدد أنه أراد تعتدوا فنقل حركة التاء إلى العين وادغم التاء في الدال فالتشديد لذلك وأصله تفتعلوا من الاعتداء ومثله تخطف وتهدي والحجة لمن أسكن وخفف أنه أراد لا تفعلوا من العدوان وروى عن نافع إسكان العين وتشديد الدال وهو قبيح لجمعه بين ساكنين ليس أحدهما بحرف مد ولين في كلمة واحدة فالحجةله أنه أسكن وهو يريد الحركة وذلك من لغة عبد القيس لأنهم يقولون اسل زيدا فيدخلون ألف الوصل على متحرك لأنهم يريدون فيه الإسكان فعلى ذلك أسكن نافع وهو ينوي الحركة قوله تعالى: {وآتينا داود زبورا} يقرأ بفتح الزاي وضمها فالحجة لمن فتح أنه أراد واحدا مفردا والحجة لمن ضم أنه أراد الجمع فالأول كقولك عمود والثاني كقولك عمد والزبر الكتب تقول العرب زبرت الكتاب بالزاي كتبته وذبرته بالذال قرأته فأما زبر الحديد فواحدتها زبرة كقولك سدفة وسدف ومن سورة المائدة قوله تعالى: {شنآن قوم} يقرأ بإسكان النون وفتحها فالحجة لمن أسكن أنه بنى المصدر على أصله قبل دخول الألف والنون عليه والحجة لمن فتح أنه أتى به على ما تأتي أمثاله من المصادر المزيد فيها كقولك الضربان والهملان ومعنى قوله ولا يجرمنكم يريد لا يكسبنكم من قولهم فلان جريمة أهله أي كاسبهم قوله تعالى: {أن صدوكم} يقرأ بفتح الهمزة وكسرها فالحجة لمن فتح أنه أراد لا يكسبنكم بعض قوم لأن صدوكم أي لصدهم إياكم والحجة لمن كسر أنه جعلها حرف شرط وجعل الماضي بعدها بمعنى المضارع قوله تعالى: {وأرجلكم} يقرأ بالنصب والخفض فالحجةلمن نصب أنه رده بالواو على أول الكلام لأنه عطف محدودا على محدود لأن ما أوجب الله غسله فقد حصره بحد وما أوجب مسحه أهمله بغير حد والحجة لمن خفض أن الله تعالى أنزل القرآن بالمسح على الرأس والرجل ثم عادت السنة للغسل ولا وجه لمن أدعى أن الأرجل مخفوضة بالجوار لأن ذلك مستعمل في نظم الشعر للاضطرار وفي الأمثال والقرآن لا يحمل على الضرورة وألفاظ الأمثال قوله تعالى: {قلوبهم قاسية} يقرأ بإثبات الألف والتخفيف وبطرحها والتشديد فالحجة لمن خفف أنه قال أصله قاسوة لأنه من القسوة فانقلبت ياء لكسرة السين والحجة لمن شدد أنه قال أصلها قسيوة فلما اجتمعت الياء والواو والسابق ساكن قلبوا الواو ياء وأدغموها فالتشديد لذلك وقال بعض اللغويين معنى قاسية شديدة ومعنى قسية رديئة من قولهم درهم قسى أي بهرج وقيل معناهما لا يرق بالرحمة.
قوله تعالى: {واخشون ولا تشتروا} يقرا بإثبات الياء وحذفها فالحجة لمن أثبت أنه أتى به على الأصل والحجة لمن حذف أنه اتبع الخط وهذا في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع في البقرة واخشوني وصله ووقفه بالياء وفي المائدة واخشون اليوم وصله ووقفه بغير ياء وفيها واخشوني ولا تشتروا قرئ وصلا بالياء ووقفا بغير ياء قوله تعالى: {من أجل ذلك} أجمع القراء على إسكان النون وتحقيق الهمزة إلا ما رواه ورش عن نافع من فتح النون وحذف الهمزة وطرح حركتها على النون والحجة له أنه استثقل الهمزة محققة فلما وقع قبلها ساكن استروح إلى نقل حركتها إليه وإلقائها لأنه قد صار عليها دليل من حركة الساكن ومثله في قراءته قد أفلح ومعنى من أجل ذلك من أجل قتل ابن آدم أخاه قوله تعالى: {السحت} يقرأ بضم الحاء وإسكانها وقد ذكرنا الحجة للقارئ بها فيما سلف قوله تعالى: {أن النفس بالنفس} يقرأ بنصب النفس فقط ورفع ما بعدها وبنصب النفس وما بعدها إلى آخر الكلام وبنصب النفس وما بعدها إلى قوله والجروح قصاص فإنه رفع فالحجة لمن نصب النفس ورفع ما بعدها أن النفس منصوبة بأن وبالنفس خبرها وإذا تمت أن باسمها وخبرها كان الاختيار فيما أتى بعد ذلك الرفع لأنه حرف دخل على المبتدأ وخبره ودليله على ذلك قوله تعالى: {أن الله بريء من المشركين ورسوله} والحجة لمن نصب إلى آخر الكلام أن أن وإن كانت حرفا فهي شبيهة بالفعل الماضي لبنائها على فتح آخرها كبنائه وصحة كناية الاسم المنصوب فيها كصحة كنايته في الفعل إذا قلت ضربني وأنني فلما كانت بهذه المنزلة وكان الاسم الأول منصوبا بها كان حق المعطوف بالواو أن يتبع لفظ ما عطف عليه إلى انتهائه والحجة لمن نصب الكلام ورفع الجروح أن الله تعالى كتب في التوراة على بني إسرائيل أن النفس بالنفس إلى قوله والسن بالسن ثم كأنه قال والله أعلم ومن بعد ذلك الجروح قصاص والدليل على انقطاع ذلك من الأول أنه لم يقل فيه والجروح بالجروح قصاص فكان الرفع بالابتداء أولى لأنه لما فقد لفظ أن استأنف لطول الكلام قوله تعالى: {والأذن بالأذن} يقرأ بضم الذال وإسكانها فالحجة لمن ضم أنه أتى ذلك ليتبع الضم الضم والأصل عنده الإسكان ومن أسكن فالحجة له أنه خفف لثقل توالي الضمتين والأصل عنده الضم ويمكن أن يكون الضم والإسكان لغتين قوله تعالى: {وليحكم أهل الإنجيل} يقرا بإسكان اللام وكسرها فالحجة لمن أسكن أنه جعلها لام الأمر فجزم بها الفعل وأسكنها تخفيفا وإن كان الأصل فيها الكسر والحجة لمن كسر أنه جعلها لام كي فنصب بها الفعل وتقدير الكلام وآتيناه الإنجيل ليحكم أهله بما أنزل الله فيه والوجه أن يكون لام الأمر لأنها في حرف عبد الله وأبي وأن ليحكم قوله تعالى: {أفحكم الجاهلية يبغون} يقرأ بالتاء والياء فالحجة لمن قرأ بالتاء أن معناه والله أعلم قل يا محمد للكفرة إذا كنتم لا تحكمون بما في كتب الله عز وجل أفتبغون حكم الجاهلية والحجة لمن قرأه بالياء أنه إخبار من الله تعالى عنهم في حال الغيبة فدل بالياء على ذلك قوله تعالى: {ويقول الذين آمنوا} يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه ابتدأ بالفعل فأعربه بما وجب له بلفظ المضارعة والحجة لمن نصب أنه رده على قوله أن يأتي وأن يقول قوله تعالى: {من يرتد منكم} تقرأ بالإدغام والفتح وبالإظهار والجزم فالحجة لمن أدغم أنه لغة أهل الحجاز لأنهم يدغمون الأفعال لثقلها كقوله تعالى: {إنما نعد لهم عدا} ويظهرون الأسماء لخفتها كقوله عدد سنين ليفرقوا بذلك بين الاسم والفعل والحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلام على الأصل ورغب مع موافقة اللغة في الثواب إذ كان له بكل حرف عشر حسنات قوله تعالى: {والكفار أولياء} يقرأ بالنصب والخفض فالحجة لمن نصب أنه رده على قوله لا تتخذوا الذين أتخذوا دينكم والكفار لأن معنى الألف واللام في الكفار بمعنى الذي ويجوز أن يكون معطوفا على موضع من في قوله من الذين لأن موضعه نصب فيكون كقول الشاعر معاوي إننا بشر فأسجح فلسنا بالجبال ولا الحديدا فعطف الحديد على موضع الباء والجبال لأن موضعهما نصب بخبر ليس والحجة لمن خفض أنه عطفه على قوله من الذين لفظا يريد ومن الكفار لأنه كذلك في حرف عبد الله وأبي والحجة لمن أماله كسر الراء في آخره والحجة لمن فخمه أنه جمع والجمع يستثقل فيه ما يستخف في الواحد قوله تعالى: {وعبد الطاغوت} يقرا بفتح الباء ونصب التاء وبضم الباء وخفض التاء فالحجة لمن فتح الباء أنه جعله فعلا ماضيا مردودا على قوله من لعنه الله ومن عبد الطاغوت والحجة لمن ضم الباء أنه جعله جمع عبد واضافه إلى الطاغوت وعبد يجمع على ثمانية أوجه هذا أقلها وقال الفراء ويجوز أن يكون عبد هاهنا واحدا ضمت الباء منه دلالة على المبالغة كما قالوا حذر ويقظ ومعناه وخدم الطاغوت والطاغوت يكون واحدا وجمعا ومذكرا ومؤنثا وشاهد ذلك في القرآن موجود قوله تعالى: {فما بلغت رسالته} وحيث يجعل رسالته وعلى الناس برسالتي يقرأ ن بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه جعل الخطاب للرسول عليه السلام والحجة لمن جمع أنه جعل كل وحي رسالة فالاختيار في قوله حيث يجعل رسالته الجمع لقوله مثل ما أوتي رسل الله قوله تعالى: {وحسبوا أن لا تكون} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل لا بمعنى ليس لأنها يجحد بها كما يجحد ب لا فحالت بين أن وبين النصب وقال البصريون أن هذه مخففة من المشددة وليست أن التي وضعت لنصب الفعل فلا تدخل عليه إلا بفاصلة إما ب لا أو بالسين ليكون لك عوضا من التشديد وفاصلة بينها وبين غيرها ومنه قوله تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى} {أفلا يرون ألا يرجع} لم يختلف القراء في رفعه ولا النحويون أنها مخففة من الشديدة وأن الأصل فيه أنه لا يرجع وأنه سيكون والحجة لمن نصب أنه جعل أن الناصبة للفعل ولم يحل ب لا بينها وبين الفعل كما قال تعالى ما منعك أن تسجد وألا تسجد قوله تعالى: {بما عاقدتم} يقرأ بإثبات الألف وبالتخفيف وبطرحها والتشديد فالحجة لمن أثبتها أنه فعل من اثنين فما زاد والحجة لمن خفف أنه أراد فعلتم ذلك من العقد والحجة لمن شدد أنه اراد أكدتم وقد ذكر في النساء بأبين من هذا وكذلك قيما وقياما أيضا قوله تعالى: {فجزاء مثل ما قتل} يقرأ بالتنوين ورفع مثل وبطرح التنوين وإضافة مثل فالحجة لمن نون أنه جعل قوله فجزاء مبتدأ وجعل قوله مثل الخبر أو برفعه بإضمار يريد فعليه جزاء ويكون مثل بدلا من جزاء والحجة لمن أضاف أنه رفعه بالابتداء والخبر قوله من النعم وما هاهنا على وجهين أحدهما أن يكون بمعنى مثل الذي قبل والثاني أن يكون بمعنى مثل المقتول قوله تعالى: {أو كفارة طعام} يقرأ بالتنوين ورفعهما وبطرح التنوين والإضافة فالحجة لمن رفع الطعام أنه جعله بدلا من الكفارة لأنه هي في المعنى وهذا بدل الشيء من الشيء وهو هو وفيه أنه بدل معرفة من نكرة والحجة لمن أضاف أنه أقام الاسم مقام المصدر فجعل الطعام مكان الإطعام قوله تعالى: {هل يستطيع ربك} يقرأ بالياء والرفع وبالتاء والنصب فالحجة لمن قرأ بالرفع أنه جعل الفعل لله تعالى فرفعه به وهم في هذا السؤال عالمون أنه يستطيع ذلك فلفظه لفظ الاستفهام ومعناه معنى الطلب والسؤال والحجة لمن قرأ بالنصب أنه أراد هل تستطيع سؤال ربك ثم حذف السؤال وأقام ربك مقامه كما قال واسأل القرية يريد أهل القرية ومعناه سل ربك أن يفعل بنا ذلك فإنه عليه قادر قوله تعالى: {إن هذا إلا سحر مبين} بإثبات الألف وطرحها في أربعة مواضع هاهنا وفي أول يونس وفي هود وفي الصف فالحجة لمن أثبت الألف أنه أراد به اسم الفاعل والحجة لمن حذفها أنه أراد المصدر قوله تعالى: {من الذين استحق} يقرأ بضم التاء وكسر الحاء وبفتحها فالحجة لمن ضم أنه جعله فعل ما لم يسم فاعله والحجة لمن فتح أنه جعله فعلا لفاعل قوله تعالى: {الأوليان} يقرأ بالتثنية والجمع فالحجة لمن قرأه بالتثنية أنه رده على قوله وآخران فأبدله منهما دلالة عليهما والحجة لمن قرأه بالجمع أنه رده على قوله يأيها الذين آمنوا قوله تعالى: {إني منزلها} يقرأ بالتشديد والتخفيف فالحجة لمن شدد أنه أخذه من نزل فهو منزل والحجة لمن خفف أنه أخذه من أنزل فهو منزل قوله تعالى: {فتكون طيرا} يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبت أنه اراد الواحد من هذا الجنس والحجة لمن طرح أنه أراد الجمع قوله تعالى: {هذا يوم ينفع} يقرا بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه جعل هذا مبتدأ ويوم ينفع الخبر والحجة لمن نصب أنه جعله ظرفا للفعل وجعل هذا إشارة إلى ما تقدم من الكلام يريد والله أعلم هذا الغفران والعذاب في يوم ينفع الصادقين صدقهم أو يكون اليوم هاهنا مبنيا على الفتح لإضافته إلى أسماء الزمان لأنه مفعول فيه فإن قيل فالأفعال لا تضاف ولا يضاف إليها فقل إن الفعل وإن أضيف هاهنا إلى أسماء الزمان فالمراد به المصدر دون الفعل. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

5- سورة المائدة:
{ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا}
قرأ نافع في رواية إسماعيل وابن عامر وأبو بكر شنئان قوم بإسكان النون مثل سرعان ووشكان.
وقرأ الباقون شنآن بفتح النون وهو الاختيار لأن المصادر مما أوله مفتوح جاء أكثرها محركا مثل غلى غليانا وضرب ضربانا والإسكان قليل وإنما يجيء في المضموم والمكسور مثل شكران وكفران وحرمان قال الفراء الشنآن بالإسكان الاسم والشنآن المصدر.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو إن صدوكم بالكسر وحجتهما أن الآية نزلت قبل فعلهم وصدهم قال اليزيدي معناه لا يحملنكم بغض قوم أن تعتدوا إن صدوكم يقول إن صدوكم فلا يحملنكم بغضهم على أن تعتدوا.