فصل: (سورة المائدة: آية 12)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة المائدة: آية 12]

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (12)}.

.الإعراب:

«الواو» استئنافيّة «اللام» لام القسم لقسم مقدّر «قد» حرف تحقيق {أخذ} فعل ماض {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {ميثاق} مفعول به منصوب {بني} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم {إسرائيل} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف «الواو» عاطفة {بعثنا} فعل ماض مبني على السكون.. و«نا» ضمير فاعل «من» حرف جرّ و«هم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من اثني عشر {اثني} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بالمثنّى {عشر} جزء عدديّ مبني على الفتح لا محلّ له من الإعراب {نقيبا} تمييز منصوب «الواو» عاطفة {قال} فعل ماض {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع «إنّ» حرف مشبّه بالفعل و«الياء» ضمير في محل نصب اسم إنّ «مع» ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ و«كم» ضمير مضاف إليه «اللام» موطّئة للقسم «إن» حرف شرط جازم {أقمتم} مثل بعثنا وهو في محلّ جزم فعل الشرط {الصلاة} مفعول به منصوب «الواو» عاطفة {آتيتم الزكاة} مثل أقمتم الصلاة «الواو» عاطفة {آمنتم} مثل بعثنا «برسل» جارّ ومجرور متعلّق بـ {آمنتم}، و«الياء» ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة «عزّرتم» مثل بعثنا و«الواو» زائدة هي إشباع حركة الميم و«هم» ضمير مفعول به «الواو» عاطفة {أقرضتم اللّه} مثل أقمتم الصلاة {قرضا} مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر فهو اسم مصدر، {حسنا} نعت منصوب «اللام» واقعة في جواب القسم «أكفّرنّ» مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع.. و«النون» نون التوكيد، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا «عنكم» مثل منهم متعلق بـ«أكفرنّ»، «سيّئات» مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة و«كم» ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة «لأدخلنّ» مثل {لأكفّرنّ}، و«كم» ضمير مفعول به {جنّات} مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة {تجري} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء {من تحتها} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تجري}، و«ها» ضمير مضاف إليه، {الأنهار} فاعل مرفوع.
«الفاء» استئنافيّة «من» اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ {كفر} مثل أخذ في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو {بعد} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {كفر}، «ذا» اسم إشارة مبني في محلّ جرّ مضاف إليه و«اللام» للبعد و«الكاف» للخطاب {منكم} مثل منهم متعلّق بحال من فاعل كفر «الفاء» رابطة لجواب الشرط «قد» حرف تحقيق {ضلّ} فعل ماض والفاعل هو يعود على من {سواء} مفعول به منصوب {السبيل} مضاف إليه مجرور.. وفي الأصل: السبيل السويّ.
جملة {أخذ اللّه}: لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
وجملة {بعثنا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ.
وجملة {قال اللّه}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ.
وجملة {إنّي معكم}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {إن أقمتم...}: لا محلّ لها استئنافيّة.. وهي داخلة في حيّز القول.
وجملة {آتيتم الزكاة}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة {آمنتم برسلي}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة {عزّرتموهم}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة {أقرضتم}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أقمتم الصلاة.
وجملة {أكفّرنّ...}: لا محلّ لها جواب القسم.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
وجملة {أدخلنّكم}: لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة {تجري... الأنهار}: في محلّ نصب نعت لجنّات.
وجملة {من كفر}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {كفر}: في محلّ رفع خبر المبتدأ {من}.
وجملة {ضلّ سواء...}: في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء.

.الصرف:

{نقيبا}، صفة مشبّهة باسم الفاعل وهي فعيل بمعنى فاعل، مشتقّ من التنقيب وهو التفتيش، وسمي بذلك لأنه يفتش عن أحوال القوم وأسرارهم، ويجوز أن يكون مبالغة اسم الفاعل كعليم وخبير.

.البلاغة:

1- إظهار الاسم الجليل: في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ} لتربية المهابة وتفخيم الميثاق وتهويل الخطب في نقضه.
2- الالتفات: في قوله تعالى: {وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} فهو التفات من الغيبة إلى التكلم وذلك للجري على سنن الكبرياء. أو لأن البعث كان بواسطة موسى عليه السلام.
3- تقديم الجار والمجرور: على المفعول الصريح لما مر مرارا من الاهتمام بالمقدم والتشويق إلى المؤخر.
4- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: {وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} حيث شبه الإنفاق في سبيل الخير أو التصدق بالصدقات المندوبة بالقرض، على سبيل المجاز.
5- الكناية الإيمائية: في قوله تعالى: {وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي} فهو كناية إيمائية عن المجاهدة ونصرة دين اللّه تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ} ولقد: اختلف في الواو فمنهم من قال بأنها حرف قسم وجر والمقسم به محذوف، أي واللّه لقد وهذا الوجه الأقرب إلى الصواب، لأنه يؤول حسب أصل الكلام وأما الوجه الثاني فهو اعتبار الواو استئنافيّة، والقسم محذوف على تقدير واللّه لقد. وهذا الوجه فيه تكلف في التأويل ومن المعلوم أن اللام واقعة في جواب قسم مقدر والجملة بعدها جواب القسم لا محل لها من الإعراب.
2- إعراب الاسم بعد العدد:
1- يأتي المعدود بعد الأعداد من 11- 99 مفردا منصوبا ويعرب تمييزا، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} و{هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} فكل من كوكبا ونعجة: تمييز منصوب.
2- يعرب مضافا إليه بعد الأعداد من 3- 10 ويأتي جمعا مجرورا كقوله تعالى: {سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}.
3- يعرب مضافا إليه ويأتي مفردا مجرورا بعد المائة والألف كقوله تعالى: {بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عامٍ} وقوله: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ}.

.[سورة المائدة: آية 13]

{فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13)}.

.الإعراب:

«الفاء» استئنافيّة «الباء» حرف جرّ سببيّ «ما» زائدة «نقض» مجرور بالباء متعلق بـ {لعنّاهم}، و«هم» ضمير مضاف إليه «ميثاق» مفعول به للمصدر نقض و«هم» ضمير مضاف إليه «لعنّا» فعل ماض مبني على السكون.. و«نا» ضمير فاعل و«هم» ضمير مفعول به «الواو» عاطفة {جعلنا} مثل لعنّا «قلوب» مفعول به منصوب {قاسية} مفعول به ثان منصوب {يحرّفون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {الكلم} مفعول به منصوب «عن مواضع» جارّ ومجرور متعلّق بـ {يحرّفون}، و«الهاء» ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة {نسوا} فعل ماض مبني على الضم. والواو فاعل {حظا} مفعول به منصوب «من» حرف جر «ما» اسم موصول مبني في محل جر متعلّق بنعت لـ {حظّا}، {ذكّروا} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضمّ.. والواو ضمير متصل مبني في محلّ رفع نائب فاعل «الباء» حرف جرّ و«الهاء» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ «ذكّروا»، «الواو» عاطفة {لا} نافية {تزال} مضارع ناقص مرفوع، واسمه ضمير مستتر تقديره أنت {تطّلع} مضارع مرفوع، والفاعل أنت {على خائنة} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تطّلع}، «من» حرف جرّ و«هم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بنعت لخائنة {إلا} أداة استثناء {قليلا} منصوب على الاستثناء من الضمير في {منهم}، {منهم} مثل الأول متعلّق بنعت لـ {قليلا}.
«الفاء» رابطة لجواب شرط مقدّر «اعف» فعل أمر مبنّي على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {عنهم} مثل منهم متعلّق بـ «اعف»، «الواو» عاطفة {اصفح} مثل اعف مبني على السكون {إنّ اللّه} حرف مشبّه بالفعل واسمه {يحبّ} مضارع مرفوع، والفاعل هو {المحسنين} مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة {لعناهم}: لا محلّ استئنافيّة.
وجملة {جعلنا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة لعنّاهم.
وجملة {يحرّفون...}: في محلّ نصب حال من ضمير الغائب في {لعنّاهم}.
وجملة {نسوا...}: في محلّ نصب معطوفة على جملة يحرّفون.
وجملة {ذكّروا به}: لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة {لا تزال...}: في محلّ نصب معطوفة على جملة يحرّفون.
وجملة {تطّلع...}: في محلّ نصب خبر لا تزال.
وجملة {اعف عنهم}: في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن تابوا وأصلحوا فاعف عنهم.
وجملة {إنّ اللّه يحبّ...}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {يحبّ المحسنين}: في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{قاسية}، مؤنّث قاس، اسم فاعل من قسا يقسو وزنه فاعل، وفي «قاس» إعلال بالقلب وبالحذف أصله قاسو بكسر السين، قلبت الواو ياء لمجيئتها بعد كسر فأصبح قاسي.. ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين بالتنوين فأصبح قاس.
{نسوا}، فيه إعلال بالتسكين والقلب، أصله نسيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة إلى السين وسكّنت الياء- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين- سكون الياء وسكون واو الجماعة- فأصبح نسوا وزنه فعوا.
{تطّلع}، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله تطتلع، وهذا الإبدال مطّرد في كلّ حال تأتي فيه تاء الافتعال بعد الطاء، وزنه تفتعل.
{خائنة}، إمّا اسم فاعل والتاء للمبالغة أي شخص خائن، أو التاء للتأنيث على معنى طائفة أو نفس أو فعلة خائنة، وإمّا هو مصدر كالعاقبة لأن ثمّة قراءة على {خيانة}. والألف في خائنة منقلبة عن واو لأن الفعل خان يخون. وفي الكلمة إبدال حرف العلّة همزة بعد الألف شأن كلّ فعل معتلّ أجوف حيث يقلب حرف العلّة فيه همزة.
{اعف}، في الكلمة إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.

.[سورة المائدة: آية 14]

{وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (14)}.

.الإعراب:

{من} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بـ {أخذنا}، {قالوا} فعل ماض مبني على الضمّ.. والواو فاعل «إنّ» حرف مشبّه بالفعل و«نا» ضمير في محلّ نصب اسم إنّ {نصارى} خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف {أخذنا} فعل ماض وفاعله «ميثاق» مفعول به منصوب و«هم» ضمير مضاف إليه «الفاء» عاطفة {فنسوا حظّا ممّا ذكّروا به} مرّ إعرابها، «الفاء» عاطفة «أغرينا» مثل أخذنا «بين» ظرف مكان منصوب متعلّق بـ «أغرينا»، و«هم» ضمير مضاف إليه {العداوة} مفعول به منصوب {البغضاء} معطوف على العداوة بالواو منصوب {إلى يوم} جارّ ومجرور متعلّق بـ «أغرينا»، {القيامة} مضاف إليه مجرور «الواو» استئنافيّة {سوف} حرف استقبال «ينبئ» مضارع مرفوع و«هم» ضمير مفعول به {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع «الباء» حرف جرّ «ما» اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بـ «ينبّئ»، {كانوا} فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم كان {يصنعون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
جملة {أخذنا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذ اللّه ميثاق.
وجملة {قالوا...}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {إنّا نصارى}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {نسوا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذنا.
وجملة {ذكّروا به}: لا محلّ لها صلة الموصول «ما».
وجملة {أغرينا}: لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا.
وجملة {ينبّئهم اللّه}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {كانوا...}: لا محلّ لها صلة الموصول «ما» الثاني.
وجملة {يصنعون}: في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة المائدة: الآيات 15- 16]

{يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)}.

.الإعراب:

«يا» أداة نداء {أهل} منادى مضاف منصوب {الكتاب} مضاف إليه مجرور {قد} حرف تحقيق «جاء» فعل ماض و«كم» ضمير مفعول به «رسول» فاعل مرفوع و«نا» ضمير مضاف إليه {يبيّن} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «اللام» حرف جرّ و«كم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ{يبيّن}، {كثيرا} مفعول به منصوب «من» حرف جرّ «ما» اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بنعت لـ {كثيرا}، {كنتم} فعل ماض ناقص. و«تم» ضمير اسم كان {تخفون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {من الكتاب} جارّ ومجرور متعلّق بحال من الضمير المحذوف في فعل تخفون أي: تخفونه من الكتاب «الواو» عاطفة {يعفو} مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الواو، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {عن كثير} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يعفو}، {قد جاءكم} مثل الأول {من اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ«جاء»، {نور} فاعل مرفوع «الواو» عاطفة {كتاب} معطوف على نور مرفوع مثله {مبين} نعت لكتاب مرفوع.
جملة النداء {يا أهل...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {قد جاءكم رسولنا}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {يبيّن...}: في محلّ نصب حال من رسول.
وجملة {كنتم تخفون}: لا محلّ لها صلة الموصول «ما».
وجملة {تخفون...}: في محلّ نصب خبر كنتم.
وجملة {ويعفو...}: في محلّ نصب معطوفة على جملة يبيّن.
وجملة {قد جاءكم... نور}: لا محلّ لها استئنافيّة.
{يهدي} مثل يعفو، و«الباء» حرف جرّ و«الهاء» ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بـ {يهدي}، {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {من} اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به أوّل {اتّبع} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو «رضوان» مفعول به منصوب و«الهاء» ضمير مضاف إليه {سبل} مفعول به ثان عامله يهدي منصوب، {السلام} مضاف إليه مجرور «الواو» عاطفة «يخرج» مثل يعفو و«هم» ضمير مفعول به {من الظلمات} جارّ ومجرور متعلّق بـ «يخرج»، {إلى النور} مثل من الظلمات «بإذن» جارّ ومجرور متعلّق بـ «يخرج» والباء سببيّة و«الهاء» ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة «يهدي» مثل الأول و«هم» ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو {إلى صراط} جارّ ومجرور متعلّق بـ{يهديهم}، {مستقيم} نعت لصراط مجرور.
وجملة {يهدي به اللّه}: في محلّ رفع نعت ثان لكتاب.
وجملة {اتّبع رضوانه}: لا محلّ لها صلة الموصول «من».
وجملة {يخرجهم...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، وجاء الضمير العائد جمعا لمعنى «من».
وجملة {يهديهم...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.

.الصرف:

{السلام}، مصدر سماعيّ لفعل سلم يسلم باب فرح، وزنه فعال بفتح الفاء.

.البلاغة:

الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: {قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ}.
شبه النور بإنسان يهدي الناس إلى الخير بجامع الهداية في كل، وحذف المشبه به، واستعار في النفس لفظ المشبه به المحذوف للمشبه، ورمز إليه بشي ء من لوازمه وخصائصه وهو المجي ء.
الاستعارة التصريحية الأصلية: في قوله تعالى: {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ} أي من فنون الكفر والضلال إلى الإيمان، والعلاقة المشابهة، وقد لفظ المشبه وأستعير بدله لفظ المشبه به، ليقوم مقامه ولما كان المشبه به مصرحا به في هذا المجاز سميت الاستعارة تصريحية، وسميت أصلية لأنها جارية في الاسم.

.الفوائد:

{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} و{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ...} آخر الآية {وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}.
ومن ضمانات السلام في مجتمع الإسلام {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ} وأيضا {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا} وهذا غيض من فيض من القواعد الأخلاقية والقيم التي أرساها القرآن الكريم والسنة الشريفة لإقامة السلام في المجتمع.