فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

{جبارين}، جمع جبّار وهو صفة مشتقّة من «أجبرت» الرباعيّ. قال الأزهريّ: جعل «جبّارا» في صفة اللّه تعالى أو في صفة العباد من الإجبار وهو القهر والإكراه لا من جبر. ونقل عن الفرّاء قوله: لم أسمع فعّالا من أفعل إلا في حرفين، وهو جبّار من أجبرت ودرّاك من أدركت. وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين وهو من أبنية المبالغة.
{داخلون}، جمع داخل، اسم فاعل من دخل الثلاثيّ وزنه فاعل.

.[سورة المائدة: آية 23]

{قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)}.

.الإعراب:

{قال} فعل ماض {رجلان} فاعل مرفوع {من} حرف جرّ {الذين} اسم موصول مبني في محلّ جرّ متعلّق بنعت لـ {رجلان}، {يخافون} مضارع مرفوع.. والواو فاعل {أنعم} مثل قال: {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع «على» حرف جرّ و«هم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {أنعم}، {ادخلوا} فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل {عليهم} مثل عليهما متعلّق بـ {ادخلوا}، {الباب} مفعول به منصوب «الفاء» عاطفة «إذا» ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بمضمون الجواب «دخلتم» فعل ماض مبني على السكون.. و«تم» ضمير فاعل و«الواو» زائدة هي إشباع حركة الميم و«الهاء» ضمير مفعول به «الفاء» رابطة لجواب الشرط «إنّ» حرف مشبّه بالفعل و«كم» ضمير في محلّ نصب اسم إنّ {غالبون} خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو «الواو» عاطفة {على اللّه} جارّ ومجرور متعلّق بـ «توكّلوا»، «الفاء» رابطة لجواب شرط مقدّر، سمّاها أبو حيّان جواب أمر محذوف تقديره تنبهوا فتوكلوا «توكّلوا» مثل ادخلوا {إن} حرف شرط جازم {كنتم} فعل ماض ناقص مبني في محلّ جزم فعل الشرط.. و«تم» ضمير اسم كان {مؤمنين} خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة {قال رجلان...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {يخافون}: لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة {أنعم اللّه...}: في محلّ رفع نعت ثان لـ {رجلان}.
وجملة {ادخلوا...}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {دخلتموه}: في محلّ جرّ مضاف إليه.. والشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة {إنكم غالبون}: لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {توكّلوا}: في محلّ جزم جواب شرط مقدّر.. أي إن كنتم مؤمنين فتوكّلوا.
وجملة {كنتم مؤمنين}: لا محلّ لها تفسيريّة، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله وهو قوله فتوكّلوا على اللّه.

.البلاغة:

قوله تعالى: {قالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا} أورد ابن هشام أوجها في إعراب جملة أنعم اللّه عليهما فقال: تحتمل الدعاء فتكون معترضة «أي اعترضت بين القول ومقوله»، والإخبار فتكون صفة ثانية لرجلين، ويضعف من حيث المعنى أن تكون حالا ولا يضعف في الصناعة لوصفها.
ما يقوله أبو البقاء العكبري:
أما العكبري فقد أورد في إعرابها عدة أوجه هي: صفة أخرى لرجلين، ويجوز أن تكون حالا وقد مقدرة أي {قد أنعم اللّه عليهما} وصاحب الحال رجلان أو الضمير في الذين، وأظهر هذه الأوجه وأقواها أن نجعلها صفة ثانية لـ {رجلان}.
وهذا ما رجحه العكبري، لأن هذا الإعراب هو أول ما يتبادر إلى الذهن ويناسب المعنى ولا يحتاج إلى تأويل وتقدير، لأنه إذا استوى إعراب كلمة بعدة أوجه أحدها يحتاج إلى تقدير والآخر لا يحتاج إلى تقدير فعدم التقدير أولى كما أفاد علماء أصول النحو.

.[سورة المائدة: آية 24]

{قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَدًا ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ (24)}.

.الإعراب:

{قالوا يا موسى} مرّ إعرابها وكذلك {إنّا لن ندخلها}، {أبدا} ظرف زمان منصوب متعلّق بـ {ندخلها}، {ما} حرف مصدريّ {داموا} فعل ماض ناقص مبني على الضمّ.. والواو اسم ما دام «في» حرف جرّ و«ها» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بخبر ما دام.
والمصدر المؤوّل {ما داموا فيها} في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانيّة متعلّق بـ{ندخلها}، وهذا الظرف من نوع البدل ممّا قبله بدل بعض من كلّ.
«الفاء» رابطة لجواب شرط مقدّر «اذهب» فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {أنت} ضمير منفصل مبني في محلّ رفع توكيد لضمير المستتر فاعل اذهب «الواو» عاطفة «ربّ» معطوف على الضمير المستتر أنت تبعه في الرفع و«الكاف» ضمير مضاف إليه «الفاء» عاطفة «قاتلا» فعل أمر مبني على حذف النون.. و«الألف» ضمير فاعل «إنّ» حرف مشبّه بالفعل و«نا» ضمير في محلّ نصب اسم إنّ «ها» حرف تنبيه «هنا» اسم إشارة ظرف مكان مبني في محلّ نصب متعلّق بـ{قاعدون} وهو خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة {قالوا...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {يا موسى...}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {إنّا لن ندخلها...}: لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة {ندخلها}: في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة {اذهب...}: في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أردت قتالا فاذهب.
وجملة {قاتلا}: في محل جزم معطوفة على جملة اذهب.
وجملة {إنّا هاهنا قاعدون}: لا محلّ لها تعليليّة.

.[سورة المائدة: آية 25]

{قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (25)}.

.الإعراب:

{قال} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي موسى {ربّ} منادى مضاف محذوف منه أداة النداء منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف وهي مضاف إليه {إنّي} مثل إنّا، {لا} نافية {أملك} مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا {إلا} أداة حصر {نفسي} مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة {أخي} معطوف على نفسي ويعرب مثله «الفاء» عاطفة لربط المسبّب بالسبب «افرق» فعل أمر والفاعل أنت «بين» ظرف مكان منصوب متعلّق بـ «افرق»، و«نا» ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة {بين} مثل الأول {القوم} مضاف إليه مجرور {الفاسقين} نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة {قال...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة النداء {ربّ}: لا محلّ لها اعتراضيّة للاسترحام.
وجملة {إنّي لا أملك}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {لا أملك...}: في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة {افرق بيننا}: في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

.الفوائد:

قوله تعالى: {قالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي} ما أورده أبو البقاء العكبري في إعراب {وأخي}.
في موضعه وجهان:
1- النصب عطفا على نفسي باعتبارها مفعولا به أو على اسم إن.
2- الرفع عطفا على الضمير المستتر في أملك أي ولا يملك أخي إلا نفسه ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك.
ولكن الأظهر والأقوى هو النصب عطفا على نفسي لأن هذا الوجه أقرب الوجوه إلى الذهن وألصق بالمعنى وأوضح.

.[سورة المائدة: آية 26]

{قالَ فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ (26)}.

.الإعراب:

{قال} فعل ماض والفاعل هو أي اللّه «الفاء» رابطة لجواب شرط مقدّر «إنّها محرّمة» حرف مشبّه بالفعل واسمه وخبره «على» حرف جرّ و«هم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ {محرّمة}، {أربعين} ظرف زمان منصوب متعلّق بمحرّمة، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم {سنة} تمييز منصوب {يتيهون} مضارع مرفوع والواو فاعل {في الأرض} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يتيهون}. «الفاء» رابطة لجواب شرط مقدّر «لا» ناهية جازمة {تأس} مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت {على القوم} جارّ ومجرور متعلّق بـ {تأس}، {الفاسقين} نعت للقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
جملة {قال...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {إنّها محرّمة}: في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت ضيّقا بهم فإنّها محرّمة، وجملة الشرط المقدّر مع الجواب في محلّ نصب مقول القول..
وجملة {يتيهون}: في محلّ نصب حال من الضمير المجرور في {عليهم}.
وجملة {لا تأس...}: في محل جزم جواب شرط مقدّر أي: إن عظم لديك هذا العقاب فلا تأس.

.الصرف:

{محرّمة}، مؤنّث محرّم، اسم مفعول من حرّم.. انظر الآية 85 من سورة البقرة. {تأس}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع بفتح التاء والعين.

.[سورة المائدة: آية 27]

{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْبانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27)}.

.الإعراب:

«الواو» استئنافيّة {اتل} فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت «على» حرف جرّ و«هم» ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ{اتل}، {نبأ} مفعول به منصوب {ابني} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء {آدم} مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف {بالحقّ} جارّ ومجرور متعلّق بحال من فاعل اتل، {إذ} ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلّق بـ {نبأ}، {قرّبا} فعل ماض.. و«الألف» فاعل {قربانا} مفعول به منصوب «الفاء» عاطفة «تقبّل» فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القربان «من أحد» جارّ ومجرور متعلّق بـ«تقبّل»، و«هما» ضمير مضاف إليه «الواو» عاطفة {لم} حرف نفي وجزم وقلب {يتقبّل} مضارع مبني للمجهول مجزوم، ونائب الفاعل هو {من الآخر} جارّ ومجرور متعلّق بـ{يتقبّل}، {قال} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي من لم يتقبّل منه «اللام» لام القسم لقسم مقدّر «أقتلنّ» مضارع مبني على الفتح في محلّ رفع و«النون» نون التوكيد و«الكاف» ضمير مفعول به، والفعل ضمير مستتر تقديره أنا {قال} مثل الأول والفاعل هو من تقبّل منه {إنما} كافّة ومكفوفة لا عمل لها {يتقبّل} مضارع مرفوع {الله} لفظ الجلالة فاعل مرفوع {من المتّقين} جارّ ومجرور متعلّق بـ {يتقبّل} وعلامة الجرّ الياء.
جملة {اتل عليهم}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {قرّبا...}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {تقبّل...}: في محلّ جرّ معطوفة على جملة قرّبا.
وجملة {لم يتقبّل...}: في محلّ جرّ معطوفة على جملة قرّبا.
وجملة {قال...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {أقتلنّك}: لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {قال} الثانية: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {يتقبّل اللّه...}: في محلّ نصب مقول القول.

.الصرف:

{اتل}، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.

.البلاغة:

الكلام الجامع المانع في قوله تعالى: {إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} فقد جمعت هذه الجملة الكثير من المعاني بكلام مختصر، فقد اشتملت على فحوى القصة من أولها إلى آخرها. وخلاصة المعنى أن اللّه تعالى لا يقبل طاعة إلا من مؤمن متق.

.الفوائد:

النفس الطيبة والنفس البغيضة:
1 {فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما} الفعل مبني للمجهول، ليشير بناؤه هكذا إلى أن أمر القبول أو عدمه موكول إلى قوة غيبية وكيفية غيبية، وهذه الصياغة تفيدنا في أمرين:
أولهما: ألا نبحث نحن عن كيفية هذا التقبل ولا نخوض فيه كما خاضت كتب التفسير في روايات يرجح أنها مأخوذة من أساطير «العهد القديم».
ثانيهما: الإيحاء بأن الذي قبل قربانه لا جريرة له توجب الحفيظة عليه وتبييت قتله، فالأمر لم يكن له يد فيه، فليس هناك مبرر ليحقد الأخ على أخيه، وخاطر القتل هو أبعد ما يرد على النفس المستقيمة في هذا المجال، مجال العبادة والتقرب.
2 {قالَ لَأَقْتُلَنَّكَ} يبدو هذا القول- بهذا التأكيد المنبئ عن الإصرار- نابيا مثيرا للاستنكار لأنه ينبعث من غير موجب، اللهم إلا ذلك الشعور الخبيث المنكر، شعور الحسد الأعمى، الذي لا يعمر نفسا طيبة.

.[سورة المائدة: الآيات 28- 29]

{لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ (29)}.