فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

الطباق بين السموات والأرض وبين تبدون وتكتمون. هذا وإن الطباق من الألفاظ التي خالفت مضمونها ولذلك سماه بعضهم التضاد والتكافؤ وهو الجمع بين معنيين متضادين ولا مناسبة بين معنى المطابقة لغة واصطلاحا فإنها في اللغة الموافقة. يقال: طابقت بين الشيئين إذا جعلت أحدهما على حذو الآخر. وابن الأثير يعجب لأنه لا يعرف من أين اشتقت هذه التسمية إذ لا مناسبة بين الاسم ومسمّاه، وقدامة يسميه التكافؤ، ولا فرق بين أن يكون التقابل حقيقيا أو اعتباريا أو تقابل السلب والإيجاب. ومن طباق السلب قول السوءل:
وننكر إن شئنا على الناس قولهم ** ولا ينكرون القول حين نقول

فقد طابق بين ننكر وهو إيجاب، وبين ولا ينكرون وهو سلب ويصبح الطباق مقابلة حين يؤتى بمعنيين أو أكثر ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب كقول البحتري:
فإذا حاربوا أذلوا عزيزا ** وإذا سالموا أعزّوا ذليلا

وما زال الناس يعجبون من جمع البحتري بين ثلاث مطابقات في قوله:
وأمة كان قبح الجور يشحطها ** دهرا فأصبح حسن العدل يرضيها

حتى جاء أبو الطيب فزاد عليه مع عذوبة اللفظ ورشاقة الصنعة وطابق بين خمسة وخمسة:
أزورهم وسود الليل يشفع لي ** وأنثني وبياض الصبح يغري بي

فقد طابق بين الزيارة والانثناء وبين السواد والبياض وبين الليل والصبح وبين يشفع ويغري وبين لي وبي.

.[سورة البقرة: الآيات 34- 36]:

{وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (34) وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (36)}.

.اللغة:

{إِبْلِيسَ} اختلف فيه أهو مشتق أم لا؟ والصحيح أنه علم أعجميّ ولهذا لم ينصرف للعلمية العجمية ولو كان مشتقا من الإبلاس أي اليأس لا نصرف وقد تقدمت الاشارة إلى ذلك.
{رَغَدًا} يقال: رغد العيش بالضم رغادة اتسع ولان فهو رغيد ورغد بالكسر رغدا بفتحتين فهو راغد.
{فَأَزَلَّهُمَا} يحتمل معنيين أولهما: أظهر زلّتهما وثانيهما أبعدهما.

.الإعراب:

{وَإِذْ} الواو حرف عطف وإذ ظرف لما مضى من الزمن {قُلْنا} فعل وفاعل والجملة الفعلية في محل جرّ بإضافة الظرف إليها {لِلْمَلائِكَةِ} جار ومجرور متعلقان بقلنا {اسْجُدُوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول: {لِآدَمَ} جار ومجرور متعلقان باسجدوا {فَسَجَدُوا} الفاء عاطفة وسجدوا فعل وفاعل {إِلَّا} أداة استثناء {إِبْلِيسَ} مستثنى بإلا متصل إن كان إبليس في الأصل من الملائكة وقبل منقطع لأنه ليس منهم {أَبى} فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والجملة الفعلية في محل نصب على الحال أي حال كونه رافضا للأمر مستكبرا له كافرا به {وَاسْتَكْبَرَ} الواو حرف عطف واستكبر فعل ماض معطوف على أبى {وَكانَ} الواو حرف عطف وكان فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو {مِنَ الْكافِرِينَ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كان {وَقُلْنا} الواو حرف عطف وقلنا فعل وفاعل معطوف على قلنا واختلاف الزّمانين ليس علة مانعة من عطف الفعل على الفعل {يا آدَمُ} يا حرف نداء للمتوسط وآدم منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب {اسْكُنْ} فعل أمر وفاعله ضمير مستتر تقديره أنت {أَنْتَ} تأكيد للفاعل المستتر في اسكن {وَزَوْجُكَ} الواو حرف عطف وزوجك معطوف على الضمير المستكن في اسكن وحسن عطف الظاهر على الضمير توكيده بالضمير المنفصل {الْجَنَّةَ} مفعول به على السعة {وَكُلا} الواو حرف عطف وكلا فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل في محل رفع فاعل {مِنْها} الجار والمجرور متعلقان بكلا {رَغَدًا} صفة لمصدر محذوف أي أكلا رغدا فهو مفعول مطلق ويجوز أن يعرب حالا مؤوّلة بالمشتق أي راغدين هانئين {حَيْثُ} ظرف مكان مبني على الضم متعلق بكلا وقد أطلق لهما الأكل والرغد في الجنة حتى يقطع عليهما منافذ العذر إذا خطرت لهما شجرة واحدة معينة وفي أشجار الجنة الكثيرة مندوحة عنها {شِئْتُما} الجملة الفعلية في محل جر بإضافة ظرف المكان إليها {وَلا تَقْرَبا} الواو حرف عطف ولا ناهية وتقربا فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والألف فاعل {هذِهِ} اسم اشارة في محل نصب مفعول به {الشَّجَرَةَ} بدل من اسم الاشارة {فَتَكُونا} الفاء فاء السببية وتكونا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية والألف ضمير متصل في محل رفع اسم تكونا {مِنَ الظَّالِمِينَ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر تكونا {فَأَزَلَّهُمَا} الفاء عاطفة على محذوف مقدر يقتضيه سياق الكلام أي فأكلا من الشجرة عينها وأزلهما فعل ماض مبني على الفتح والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به والميم والألف حرفان دالّان على التثنية {الشَّيْطانُ} فاعل أزلّ {عَنْها} الجار والمجرور متعلقان بأزلهما أو بمحذوف حال {فَأَخْرَجَهُما} عطف على أزلهما {مِمَّا} جار ومجرور متعلقان بأخرجهما {كانا} فعل ماض ناقص والألف اسمها {فِيهِ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كانا {وَقُلْنَا} معطوف على ما تقدم وجملة: {كان} لا محل لها لأنها صلة الموصول {اهْبِطُوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة مقول القول: {بَعْضُكُمْ} مبتدأ {لِبَعْضٍ} متعلق بقوله: {عَدُوٌّ} وهو خبر المبتدأ أو متعلق بمحذوف حال لأنه كان في الأصل صفة لعدو وتقدمت عليه. وجملة: {بعضكم}. إلخ. جملة اسمية في محل نصب حال أي متعادين {وَلَكُمْ} الواو حرف عطف ولكم متعلقان بمحذوف خبر مقدم.
{فِي الْأَرْضِ} متعلقان بالاستقرار الذي تعلق به الخبر أو بمحذوف حال {مُسْتَقَرٌّ} مبتدأ مؤخر {وَمَتاعٌ} عطف على مستقر {إِلى حِينٍ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لمتاع أي ممتد إلى يوم القيامة.

.الفوائد:

{أَبى} من الأفعال الواجبة التي معناها النفي ولهذا يفرغ ما بعد إلا معها كما يفرغ الفعل المنفي قال تعالى: {ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره} ولا يجوز ضربت إلا زيدا على أن يكون استثناء مفرغا لأن إلا لا تدخل في الواجب.

.[سورة البقرة: الآيات 37- 38]:

{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)}.

.الإعراب:

{فَتَلَقَّى} الفاء استئنافية وتلقى فعل ماض مبني على الفتح المقدّر {آدَمُ} فاعل {مِنْ رَبِّهِ} الجار والمجرور متعلقان بتلقّى {كَلِماتٍ} مفعول به ونصب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم {فَتابَ} الفاء حرف عطف على محذوف يقتضيه المقام أي فقالها فتاب {عَلَيْهِ} متعلقان بتاب {إِنَّهُ} إن واسمها {هُوَ} ضمير فصل أو عماد لا محل له ويجوز أن يكون مبتدأ {التَّوَّابُ} خبر إن الاول {الرَّحِيمُ} خبر إن الثاني ويجوز أن يكونا خبرين لهو والجملة الاسمية خبر لأن {قُلْنَا} فعل وفاعل {اهْبِطُوا} الجملة الفعلية مقول القول: {مِنْها} متعلقان باهبطوا {جَمِيعًا} حال من الواو وجملة: {قلنا اهبطوا} تابعة لجملة وقلنا اهبطوا تأكيدا لها ولتناط بها زيادة جديدة {فَإِمَّا} الفاء عاطفة وإن شرطية وما زائدة للتأكيد {يَأْتِيَنَّكُمْ} فعل الشرط مجزوم وبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به {مِنِّي} الجار والمجرور متعلقان بيأتينكم {هدًى} فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين {فَمَنْ} الفاء رابطة لجواب الشرط ومن اسم شرط جازم في محلّ مبتدأ {تَبِعَ} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والفاعل مستتر تقديره هو {هُدايَ} مفعول تبع وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المضافة إلى هدى والفاء ومدخولها في محل جزم جواب الشرط {فَلا} الفاء رابطة لجواب الشرط وهو من ولا نافية {خَوْفٌ} مبتدأ وساغ الابتداء به وهو نكرة لتقدم النفي عليه وهو أحد مسوّغات الابتداء بالنكرة {عَلَيْهِمْ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر خوف ولك أن تعمل لا عمل ليس فيكون خوف اسمها وعليهم خبرها {وَلا} عطف على لا الأولى و{هُمْ} مبتدأ أو اسم لا العاملة عمل ليس {يَحْزَنُونَ} الجملة الفعلية في محل رفع أو نصب خبرهم أو خبر لا وجملة فعل الشرط وجوابه خبر من.

.الفوائد:

الراجح عند النحاة أن اسم الشرط إذا وقع مبتدأ وذلك إذا وقع بعده فعل لازم نحو: من يذهب أذهب معه، أو فعل متعدّ استوفى مفعوله نحو: {من يعمل سوءا يجز به} فالخبر هو جملة فعل الشرط وهناك من النحاة من يجعل جملة الجواب هي الخبر ومنهم من يجعل الخبر جملة فعل الشرط وجوابه معا وهذا ما وقع اختيارنا عليه.

.[سورة البقرة: الآيات 39- 41]:

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (39) يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)}.

.اللغة:

{إِسْرائِيلَ} اختلفوا فيه والأصح أنه علم أعجمي ولهذا منع من الصرف وهو مركب تركيب الاضافة فإن إسرا هو العبد بالعبرية وإيل هو اللّه وقد تصرّفت العرب فيه بلغات أصحها لغة القرآن، وهو لقب ليعقوب وقرأ أبو جعفر والأعمش إسرائيل بياء بعد الألف من غير همز وروي عن ورش اسرائل بهمزة بعد الألف دون ياء واسرال بألف محضة بين الراء واللام وتروى قراءة عن نافع: اسرائين ابدلوا من اللام نونا كأصيلان، هذا وتتعاقب اللام والنون في كلمات مسموعة منها: عنوان الكتاب وعلوانه وأبّنت وأبّلته إذا أثنيت عليه بعد موته وغيرها.

.الإعراب:

{وَالَّذِينَ} الواو حرف عطف والذين مبتدأ والجملة معطوفة على قوله في الآية السابقة فمن تبع هداي لأنها قسيمه وكان مقتضى التقسيم أن يقول: ومن لم يتبع هداي، ولكنه عدل عنه ليبرز القسيم مسجلا عليه الكفر {كَفَرُوا} الجملة الفعلية لا محل لها لأنها صلة الموصول {وَكَذَّبُوا} معطوف على كفروا داخل في حيّز الصلة {بِآياتِنا} الجار والمجرور متعلقان بكذبوا {أُولئِكَ} اسم اشارة مبتدأ ثان {أَصْحابُ النَّارِ} خبر أولئك والجملة الاسمية خبر الذين {هُمْ} ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {فِيها} الجار والمجرور متعلقان بخالدون {خالِدُونَ} خبرهم والجملة الاسمية في محل رفع خبر ثان للمبتدأ الذي هو أولئك ويحتمل أن تكون في محل نصب على الحال وأعربها بعضهم مفسرة لا محل لها لقوله: {أولئك أصحاب النار} لبيان أن صحبتهم للنار ليست لمجرد الاقتران بل هي للديمومة والخلود وهو إعراب سائغ وجميل {يا بَنِي} يا حرف نداء وبني منادى مضاف وعلامة نصبه الياء نيابه عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وقد تغيّر بناء مفرده وأصل ابن واويّ والبنوّة دليل عليه وقيل: أصله يائيّ لأنه مشتق من البناء وهو وضع الشيء على الشيء والابن فرع عن الأب فهو موضوع عليه وجمع جمع تكسير فقالوا أبناء وجمع جمع سلامة فقالوا بنون {إِسْرائِيلَ} مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة نيابة على الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة {اذْكُرُوا} فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة والواو فاعل {نِعْمَتِيَ} مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم والياء مضاف إليه {الَّتِي} اسم موصول في محل نصب نعت لنعمتي {أَنْعَمْتُ} فعل وفاعل {عَلَيْكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بأنعمت وجملة: {أنعمت} لا محل لها لأنها صلة الموصول {وَأَوْفُوا} عطف على اذكروا {بِعَهْدِي} الجار والمجرور متعلقان بأوفوا {أُوفِ} فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب {بِعَهْدِكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بأوف {وَإِيَّايَ} الواو عطف وإياي ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم لا رهبوا مقدّر لاستيفاء فارهبون مفعوله وهو الياء المقدرة والأصل فارهبوني {فَارْهَبُونِ} الفاء في هذا التركيب الذي تكرّر في القرآن كثيرا فيها قولان: أحدهما أنها جواب مقدّر تقديره تنبّهوا أو نحوه كقولك: الكتاب فخذ، أي تنبّه فخذ الكتاب ثم قدم المفعول إصلاحا للّفظ لئلا تقع الفاء صدرا، وثانيهما: أنها زائدة {وَآمِنُوا} عطف على ما تقدم {بِما} الجار والمجرور متعلقان بآمنوا {أَنْزَلْتُ} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {مُصَدِّقًا} حال من اسم الموصول {لِما} اللام حرف جر مقويّة للتعدية وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بمصدقا {مَعَكُمْ} ظرف مكان متعلق بمحذوف لا محلّ له من الإعراب لأنه صلة الموصول {وَلا} الواو حرف عطف ولا ناهية {تَكُونُوا} فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون والواو اسمها {أَوَّلَ} خبر تكونوا {كافِرٍ} مضاف إليه {بِهِ} متعلقان بكافر {وَلا تَشْتَرُوا} عطف على ولا تكونوا {بِآياتِي} الجار والمجرور متعلقان بتشتروا {ثَمَنًا} مفعول به لتشتروا {قَلِيلًا} صفة {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} تقدم اعراب هذا التركيب.

.البلاغة:

في قوله تعالى: {أوف بعهدكم} فن يقال له التعطف وفحواه إعادة اللفظة بعينها في الجملة من الكلام ويسميه بعضهم فن المشاركة، ويدخل في عموم العهد عهد اللّه الذي أخذه عليهم وعلى البشر كافة وهو التدبّر، ووزن كل ما يعرض لهم في حياتهم بميزان العقل والنظر وهو ميزان لا يطيش، لا بميزان الهوى والغرور وهو ميزان طائش.

.الفوائد:

انطوت هذه الآيات الآنفة على فوائد متعددة ندرجها فيما يلي:
1- مقتضى القياس أن يقول: أول كافرين به ليطابق الواو في قوله: تكونوا ولكنه عدل عن ذلك لأسباب هي:
آ- أنه على حذف الموصوف والتقدير أول فريق كافر به.
ب- النكرة المضاف إليها اسم التفضيل يجب افرادها نحو:
أنت أفضل رجل وأنتما أفضل رجل وأنتم أفضل رجل.
2- نحو قوله: {واياي فارهبون} هو من باب الاشتغال وايا فيه منصوبة بفعل محذوف يفسره المذكور ولا يصح أن يكون الضمير مفعولا مقدما للفعل الذي يليه لأن الفعل نصب الضمير الذي بعد نون الوقاية والمحذوف للتخفيف.

.[سورة البقرة: الآيات 42- 43]:

{وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)}.

.اللغة:

{وَلا تَلْبِسُوا} يقال: لبست الشيء بالشيء: خلطته به والمصدر اللّبس بفتح اللام المشددة.

.الإعراب:

{وَلا تَلْبِسُوا} الواو حرف عطف ولا ناهية وتلبسوا: فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو فاعل {الْحَقَّ} مفعول به {بِالْباطِلِ} الجار والمجرور متعلقان بتلبسوا والباء للملابسة أو للاستعانة {وَتَكْتُمُوا} الواو عاطفة وتكتموا فعل مضارع مجزوم عطفا على تلبسوا داخلة تحت حكم النهي ولك أن تجعلها للمعية وتكتموا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعدها وهي مسبوقة بالنهي {الْحَقَّ} مفعول به {وَأَنْتُمْ} الواو حالية وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {تَعْلَمُونَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل وجملة: {تعلمون} الفعلية خبر أنتم وجملة: {وأنتم تعلمون} الاسمية حالية {وَأَقِيمُوا} الواو عاطفة وأقيموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {الصَّلاةَ} مفعول به {وَآتُوا الزَّكاةَ} عطف على أقيموا الصلاة {وَارْكَعُوا} عطف أيضا {مَعَ} ظرف ظرف مكان متعلق باركعوا {الرَّاكِعِينَ} مضاف اليه.