فصل: (سورة البقرة: الآيات 44- 46):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: الآيات 44- 46]:

{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (46)}.

.اللغة:

{بِالْبِرِّ} البر بكسر الباء الصلة والطاعة والصلاح والصدق والبر بفتح الباء الصحراء والبر بضمها القمح والواحدة برّة.
{الْخاشِعِينَ} الخشوع: الخضوع والذل ومن مجاز هذه المادة أرض خاشعة أي متطامنة وخشعت الجبال وخشعت دونه الابصار.

.الإعراب:

{أَتَأْمُرُونَ} الهمزة للاستفهام الإنكاريّ بل تجاوز هنا الإنكار إلى التوبيخ والتقريع والتعجب من حال هؤلاء اليهود لأنه ليس هناك أقبح في العقول من أن يأمر الإنسان غيره بخير وهو لا بأتيه، وتأمرون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل {النَّاسَ} مفعول به {بِالْبِرِّ} الجار والمجرور متعلقان بتأمرون {وَتَنْسَوْنَ} عطف على تأمرون {أَنْفُسَكُمْ} مفعول به {وَأَنْتُمْ} الواو واو الحال وأنتم ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {تَتْلُونَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون وجملة: {تتلون} الفعلية خبر أنتم وجملة: {وأنتم} الاسمية حالية من فاعل تنسون {الْكِتابَ} مفعول به {أَفَلا} الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء حرف عطف ولا نافية {تَعْقِلُونَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل وسيأتي سر هذا التركيب {وَاسْتَعِينُوا} عطف على ما تقدم {بِالصَّبْرِ} جار ومجرور متعلقان باستعينوا {وَالصَّلاةِ} عطف على الصبر {وَإِنَّها} الواو حالية وإن واسمها {لَكَبِيرَةٌ} اللام هي المزحلقة وكبيرة خبر إن {إِلَّا} أداة حصر {عَلَى الْخاشِعِينَ} الجار والمجرور متعلقان بكبيرة فهو استثناء مفرّغ لأن ما قبل إلا ليس فيه ما يتعلق بكبيرة لتستثنى منه فهو كقولك هو كبير عليّ ولأن الكلام مؤول بالنفي أي وإنها لا تخف ولا تسهل إلا على الخاشعين فتنبه لهذا فإنه من الدقائق {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة للخاشعين {يَظُنُّونَ} فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {أَنَّهُمْ} أن واسمها {مُلاقُوا} خبرها {رَبِّهِمْ} مضاف إليه وإن وما في حيزها سدت مفعولي يظنون {وَأَنَّهُمْ} عطف على أنهم {إِلَيْهِ} جار ومجرور متعلقان براجعون {راجِعُونَ} خبر انهم.

.البلاغة:

في قوله: {وأنتم تتلون الكتاب} فقد صدّر الكلام بالضمير زيادة في المبالغة وتسجيلا للتبكيت والتوبيخ عليهم بعد أن عبّر عن تركهم فعلهم البر بالنسيان زيادة في مبالغة الترك أي فكأن البرّ لا يخالج نفوسهم ولا يدور لهم في خلد لأن نسيان الشيء يترتب عليه تركه أو استعمال السبب في المسبب.

.الفوائد:

1- القاعدة في العربية أن ضمير الغائب لا يعود على غير الأقرب إلا بدليل وقد كان مقتضى الظاهر أن يعود الضمير في قوله: إنها على الصلاة لأنها الأقرب جريا على مقتضى الظاهر وكف عن خبر الأول لعلم المخاطب بأن الأول داخل ضمنا فيما دخل فيه الآخر وهو مطرّد في كلامهم. قال الانصاري:
نحن بما عندنا وأنت بما ** عندك راض والأمر مختلف

أراد نحن راضون وأنت بما عندك راض فكف عن خبر الأول إذ قام دليل على معناه. ومنه قول الآخر:
إن شرخ الشباب والشعر الأسود ما لم يعاص كان جنونا وقيل يعود على المصدر المفهوم من قوله واستعينوا أي الاستعانة.
2- إذا اجتمعت همزة الاستفهام وحرف العطف ففيها مذهبان:
آ- مذهب سيبويه وهو أن الهمزة في نية التأخير عن حرف العطف ولما كان لها صدر الكلام قدمت عليه وذلك بخلاف هل.
ب- مذهب الزمخشري وهو أن الواو والفاء وثم بعد الهمزة واقعة موقعها وليس في الأمر تقديم ولا تأخير ويجعل بين الهمزة وحرف العطف جملة مقدرة يصح العطف عليها وتلائم سياق الكلام فيقدر هنا: أتفعلون فلا تعقلون ولا نرى مرجحا لأحد المذهبين على الآخر.
3- اللام المزحلقة: هي لام الابتداء زحلقت إلى الخبر لدخول إن عليها وقد تزحلق إلى الاسم نحو: «إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا».

.[سورة البقرة: الآيات 47- 48]:

{يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (47) وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)}.

.اللغة:

{عَدْلٌ} بفتح العين وهو الفداء لأنه معادل للمفديّ قيمة وقدرا وإن لم يكن من جنسه، وبكسر العين هو المساوي في الجنس والجرم ويقال: عدل وعديل.

.الإعراب:

{يا} حرف نداء للمتوسط {بَنِي إِسْرائِيلَ} منادى مضاف وقد تقدم القول فيها قريبا {اذْكُرُوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {نِعْمَتِيَ} مفعول به {الَّتِي} اسم موصول في محل نصب صفة لنعمتي {أَنْعَمْتُ} فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الاعراب لأنها صلة الموصول {عَلَيْكُمْ} جار ومجرور متعلقان بأنعمت وقد تقدمت هذه الجملة بنصها وإنما أعيدت رور متعلقان بفضّلتكم وال في العالمين للعهد لا للجنس لئلا يلتزم تفضيلهم على جميع الناس والمراد على عالمي زمانهم {وَاتَّقُوا} الواو حرف عطف واتقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل {يَوْمًا} مفعول به على حذف مضاف أي عذاب يوم أو هول يوم ويجوز نصبه على الظرفية والمفعول به محذوف تقديره اتقوا العذاب يوما {لا} نافية {تَجْزِي} فعل مضارع {نَفْسٌ} فاعل تجزي والجملة الفعلية في محل نصب صفة ليوما {عَنْ نَفْسٍ} الجار والمجرور متعلقان بتجزي {شَيْئًا} مفعول به ويجوز أن يكون انتصابه على المصدر أي لا تجزي شيئا من الجزاء فيه وفيه إشارة إلى القلة والضآلة {وَلا} الواو حرف عطف ولا نافية {يُقْبَلُ} فعل مضارع مبني للمجهول {مِنْها} جار ومجرور متعلقان بتقبل {شَفاعَةٌ} نائب فاعل {وَلا} عطف على ما تقدم {يُؤْخَذُ} فعل مضارع مبني للمجهول {مِنْها} جار ومجرور متعلقان بيؤخذ {عَدْلٌ} نائب فاعل {وَلا} عطف أيضا {هُمْ} ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {يُنْصَرُونَ} فعل مضارع مبني للمجهول والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والجملة الفعلية خبرهم.

.البلاغة:

أتى بالجملة المعطوفة الأخيرة وهي {ولا هم ينصرون} اسمية مع أن الجمل التي قبلها فعلية للمبالغة والدلالة على الثبات والدّيمومة أي أنهم غير منصورين دائما ولا عبرة بما يصادفونه من نجاح مؤقت.

.[سورة البقرة: آية 49]:

{وإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)}.

.اللغة:

{يَسُومُونَكُمْ} من سامه خسفا إذا أولاه ظلما. قال عمرو بن كلثوم:
إذا الملك سام الناس خسفا ** أبينا أن نقرّ الذّلّ فينا

وأصله من سام السلعة إذا طلبها.
{بَلاءٌ} محنة واختبار.

.الإعراب:

{وَإِذْ} الواو عاطفة، وإذ: ظرف لما مضى من الزّمن متعلق بأذكر مقدرة وقد تقدم القول فيها {نَجَّيْناكُمْ} فعل ماض مبني على السكون ونا ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها {مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} الجار والمجرور متعلقان بنجيناكم وفرعون مضاف إليه وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة وفرعون يطلق على كل من ملك العمالقة بمصر كقيصر لملك الروم وكسرى لملك الفرس {يَسُومُونَكُمْ} الجملة في محل نصب على الحال.
ويحتمل أن تكون مستأنفة {سُوءَ الْعَذابِ} مفعول به ثان لأن سام يتعدى لاثنين ويحتمل أن تكون منصوبة على المصدرية فهي صفة لمصدر محذوف أي يسومونكم سوما سوء العذاب {يُذَبِّحُونَ} الجملة تفسيرية لا محل لها ولك أن تجعلها بدلا من جملة يسومونكم {أَبْناءَكُمْ} مفعول به {وَيَسْتَحْيُونَ} عطف على يذبحون والاستحياء:
الاستبقاء {نِساءَكُمْ} مفعول يستحيون والنساء جمع نسوة ونسوة جمع امرأة من حيث المعنى وقيل النسوة والنساء جمعان لامرأة على المعنى {وَفِي ذلِكُمْ} الواو مستأنفة والجار والمجرور خبر مقدم {بَلاءٌ} مبتدأ مؤخر {مِنْ رَبِّكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة لبلاء {عَظِيمٌ} صفة ثانية لبلاء.

.[سورة البقرة: الآيات 50- 52]:

{وإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50) وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)}.

.اللغة:

{واعَدْنا} ووعدنا بمعنى واحد وليس هو من باب المفاعلة التي تقتضي المشاركة مثل قولك: عافاه اللّه وعاقبت اللص.
{مُوسى} علم أعجمي لا ينصرف وهو في الأصل مركب والأصل موشى بالشين المعجمة لأن الماء بالعبرية يقال له مو والشجر يقال له شا فعربته العرب وقالوا: موسى، أما موسى الحلق المعروفة فهي مشتقة من ماس يميس إذا تبختر في مشيته وقلبت الياء واوا لأنها وقعت بعد ضم كموقن لأن الموسى تتحرك عند الحلق بها وقيل: هي مشتقة من اوسيت رأسه إذا حلقته والموسى تذكّر وتؤنث وتجمع على مواسي وموسيات.

.الإعراب:

{وَإِذْ} تقدم إعرابها كثيرا {فَرَقْنا} فعل وفاعل والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها {بِكُمُ} الجار والمجرور متعلقان بفرقنا أو بمحذوف حال أي فصلناه ملتبسا بكم والمعنى أن فرق البحر حصل بدخولكم إياه {الْبَحْرَ} مفعول به {فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنا} عطف أيضا {آلَ فِرْعَوْنَ} مفعول به وفرعون مضاف إليه {وَأَنْتُمْ} ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ {تَنْظُرُونَ} الجملة الفعلية في محل رفع خبر أنتم والجملة الاسمية في محل نصب على الحال من الكاف في أنجيناكم {وَإِذْ} عطف على وإذا الأولى {واعَدْنا} الجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها {مُوسى} مفعول به أول {أَرْبَعِينَ} مفعول به ثان ولا يجوز أن ينصب على الظرفية لفساد المعنى إذ ليس وعده في أربعين ليلة وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم {لَيْلَةً} تمييز ملفوظ والعامل في هذا النوع اسم العدد قبله {ثُمَّ} حرف عطف للترتيب مع التراخي {اتَّخَذْتُمُ} معطوف على واعدنا {الْعِجْلَ} مفعول به أول والمفعول الثاني محذوف لأنه مفهوم من سياق الكلام أي إليها {مِنْ بَعْدِهِ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال {وَأَنْتُمْ} الواو حالية وأنتم مبتدأ {ظالِمُونَ} خبره والجملة الاسمية في محل نصب على الحال {ثُمَّ عَفَوْنا} عطف على ما تقدم {عَنْكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بعفونا {مِنْ بَعْدِ ذلِكَ} الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال والاشارة إلى المصدر المفهوم من اتخذ أي من بعد ذلك الاتخاذ {لَعَلَّكُمْ} لعل واسمها {تَشْكُرُونَ} الجملة الفعلية في محل رفع خبر لعل وجملة الرجاء حالية.

.[سورة البقرة: الآيات 53- 54]:

{وإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)}.

.اللغة:

{لِقَوْمِهِ} القوم: اسم جمع لا واحد له من لفظه وإنما واحده امرؤ وقياسه أن لا يجمع وشذّ جمعه قالوا: أقوام وجمع جمعه قالوا:
أقاويم قيل: يختص بالرجال قال تعالى: {لا يسخر قوم من قوم} {ولا نساء من نساء} وقال زهير:
وما أدري وسوف إخال أدري ** أقوم آل حصن أم نساء

وقيل: لا يختص بالرجال بل يطلق على الرجال والنساء قال تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه} والقول الأول أصوب واندراج النساء في القوم هنا على سبيل الاتساع وتغليب الرجال على النساء وسمّوا قوما لأنهم يقومون بالأمور.
{بارِئِكُمْ} البارئ: الخالق يقال: برأ اللّه الخلق، أي خلقهم وأصل مادة برأ يدل على انفصال شيء وتميّزه عنه يقال: برأ المريض من مرضه إذا زال عنه المرض وانفصل، وبرئ المدين من دينه إذا زال عنه الدّين وسقط، ومنه البارئ في أوصاف اللّه تعالى لأنه الذي أخرج الخلق من العدم وفصلهم عنه إلى الوجود.

.الإعراب:

{وَإِذْ} تقدم القول فيها {آتَيْنا} فعل وفاعل والجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها {مُوسَى} مفعول به أول {الْكِتابَ} مفعول به ثان {وَالْفُرْقانَ} الواو حرف عطف والفرقان معطوف على الكتاب والمراد بالكتاب التوراة والفرقان ما يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلالة عطف عليه وإن كان المعنى واحدا {لَعَلَّكُمْ} لعل واسمها {تَهْتَدُونَ} الجملة الفعلية خبر لعل وجملة الرجاء حالية {وَإِذْ قالَ مُوسى} عطف على ما تقدم {لِقَوْمِهِ} الجار والمجرور متعلقان بقال: {يا قَوْمِ} يا حرف نداء وقوم منادى مضاف لياء المتكلم المحذوفة {إِنَّكُمْ} إن واسمها {ظَلَمْتُمْ} الجملة الفعلية خبر إن {أَنْفُسَكُمْ} مفعول به {بِاتِّخاذِكُمُ} الجار والمجرور متعلقان بظلمتم والباء للسببية أي بسبب اتخاذكم {الْعِجْلَ} مفعول به للمصدر: اتخاذ {فَتُوبُوا} الفاء تعليلية لأن الظلم سبب التوبة وتوبوا فعل أمر مبني على حذف النون {إِلى بارِئِكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بتوبوا {فَاقْتُلُوا} الفاء للعطف والتعقيب {أَنْفُسَكُمْ} مفعول به وسيأتي معنى القتل في باب البلاغة {ذلِكُمْ} اسم إشارة مبتدأ {خَيْرٌ} خبر {لَكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بخير لأنه اسم تفضيل على غير القياس إذا القياس أخير ومثله شر والقياس أشر {عِنْدَ} ظرف متعلق بمحذوف حال {بارِئِكُمْ} مضاف إليه {فَتابَ} الفاء عاطفة على محذوف والتقدير ففعلتم ما أمركم فتاب {عَلَيْكُمْ} الجار والمجرور متعلقان بتاب {إِنَّهُ} إن واسمها {هُوَ} ضمير فصل أو عماد لا محل له {التَّوَّابُ} خبر إن الاول {الرَّحِيمُ} خبر إن الثاني أو هو مبتدأ خبراه التواب الرحيم والجملة الاسمية خبر إن.

.البلاغة:

1- في قوله تعالى: {فاقتلوا أنفسكم} مجاز مرسل علاقته اعتبار ما يئول إليه أي أسلموها للقتل تطهيرا لها أي لينفذ هذا الحكم الصادر وهذا أحد الأقوال في القتل وقيل المراد بقتل الأنفس تذليلها وكبح جماحها فإن القتل يرد بمعنى التذليل ومنه قول حسان بن ثابت في وصف الخمر:
إن التي ناولتني فرددتها ** قتلت قتلت فهاتها لم تقتل

أراد مزجها بالماء لتذهب سورتها.
2- الالتفات في قوله: {فتاب عليكم} والالتفات هنا من التكلم الذي يتطلبه سياق الكلام إذ كان مقتضى المقام أن يقول: فوفقتكم فتبت عليكم.