فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله: {ولا يجرمنكم شنآن قوم} قال: لا يحملنكم بغض قوم.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله: {ولا آمين البيت الحرام} قال: الذين يريدون الحج {يبتغون فضلًا من ربهم} قال: التجارة في الحج {ورضوانًا} قال: الحج {ولا يجرمنكم شنآن قوم} قال: عداوة قوم {وتعاونوا على البر والتقوى} قال: البر. ما أمرت به، والتقوى. ما نهيت عنه.
وأخرج أحمد وعبد بن حميد في هذه الآية والبخاري في تاريخه عن وابصة قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا لا أريد أن أدع شيئًا من البر والإثم إلا سألته عنه، فقال لي «يا وابصة أخبرك عما جئت تسأل عنه أم تسأل؟ قلت: يا رسول الله أخبرني! قال: جئت لتسأل عن البر والاثم، ثم جمع أصابعه الثلاث فجعل ينكت بها في صدري، ويقول: يا وابصة استفت قلبك، استفت نفسك، البر: ما اطمأن اليه القلب واطمأنت اليه النفس، والإثم: ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في الأدب ومسلم والترمذي والحاكم والبيهقي في الشعب عن النوّاس بن سمعان قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم، فقال «ما حاك في نفسك فدعه قال: فما الإيمان؟ قال: من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن».
وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن مسعود قال: الإثم حوّاز القلوب.
وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: الاثم حوّاز القلوب، فإذا حز في قلب أحدكم شيء فليدعه.
وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الإثم حوّاز القلوب، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مطمع».
وأخرج أحمد والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما من رجل ينعش لسانه حقًا يعمل به إلا أجرى عليه أجره إلى يوم القيامة، ثم بوَّأه الله ثوابه يوم القيامة».
وأخرج البيهقي عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أن داود عليه السلام قال فيما يخاطب ربه عز وجل: يا رب، أي عبادك أحب إليك أحبه بحبك؟ قال: يا داود أحب عبادي إليّ نقي القلب، نقي الكفين، لا يأتي إلى أحد سوءًا، ولا يمشي بالنميمة، تزول الجبال ولا يزول، أحبني وأحب من يحبني، وحببني إلى عبادي، قال: يا رب إنك لتعلم إني أحبك وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى عبادك؟! قال: ذكرهم بآلائي وبلائي ونعمائي، يا داود إنه ليس من عبد يعين مظلومًا، أو يمشي معه في مظلمته، إلا أُثَبِّتُ قدميه يوم تزل الأقدام».
وأخرج أحمد عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».
وأخرج ابن ماجة عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة، لقي الله مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله».
وأخرج الطبراني في الأوسط والحاكم عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أعان ظالمًا بباطل ليدحض به حقًا فقد برئ من ذمة الله ورسوله».
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أعان على خصومة بغير حق كان في سخط الله حتى ينزع».
وأخرج البخاري في تاريخه والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن أوس بن شرحبيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام».
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضادّ الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال».
وأخرج البيهقي من طريق فسيلة. أنها سمعت أباها وهو واثلة بن الأسقع يقول: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أمن المعصية أن يحب الرجل قومه؟ قال «لا، ولكن من المعصية أن يعين الرجل قومه على الظلم».
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من مشى مع قوم يرى أنه شاهد وليس بشاهد فهو شاهد زور، ومن أعان على خصومة بغير علم كان في سخط الله حتى ينزع، وقتال المسلم كفر، وسبابه فسوق».
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أعان قومًا على ظلم فهو كالبعير المتردي، فهو ينزع بذنبه». ولفظ الحاكم: «مثل الذي يعين قومه على غير الحق كمثل البعير يتردى، فهو يمد بذنبه». اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
وقَرَأ عَبْدُ الله وَمَنْ تبعَهُ: {ولا آمِّي الْبَيْتِ الْحَرَامِ} بِحَذْفِ النّونِ، وإضَافَةِ اسْمِ الفَاعِلِ إلى مَعْمُولِهِ، والْبَيْتُ نُصِبَ على المفْعُولِ بِهِ بـ {آمين} أيْ: قاصِدِينَ الْبَيْتَ، وَلَيْسَ ظَرْفًا.
وَقولُهُ: {يَبْتَغُونَ} حالٌ مِنَ الضَّميرِ في {آمِّينَ}، أيْ: حَالَ كَوْنِ «الآمِّينَ» مُبْتَغِينَ فَضْلًا، وَلاَ يَجُوزُ أنْ تكُونَ هَذِهِ الجملةُ صِفَةٌ لـ {آمِّين}؛ لأنَّ اسْمَ الفَاعِلِ مَتَى وُصِفَ بَطَلَ عَمَلُهُ على الصَّحيحِ.
وخَالَف الكُوفيُّونَ فِي ذلِكَ.
وأعْرَبَ مَكي هذه الجملة صِفَةً لـ {آمين}، ولَيْسَ بِجيِّدٍ لما تقدَّمَ، وكأنَّهُ تَبعَ في ذَلِكَ الكُوفِيِّين.
وهَاهُنَا سُؤالٌ، وهَوَ أنَّهُ لم لا قيل بجوازِ إعْمَالِهِ قَبْلَ وَصْفِهِ كَمَا فِي هَذِهِ الآيَةِ قِيَاسًا على المصْدَرِ، فإنَّه يعملُ قَبْلَ أنْ يُوصَفَ، نَحْو: يُعْجِبُنِي ضَرْبٌ زيدًا شديدٌ.
والجُمْهُورُ عَلى {يَبْتَغُونَ} بيَاءِ الْغَيْبَةِ، وقَرَأ حُمَيْدُ بنُ قَيْسٍ، والأعْرَجُ {تَبْتَغُونَ} بِتَاءِ الخِطَابِ، على أنَّه خطابٌ للمؤمنينَ، وهي قلقَةٌ، لقوله: {مِنْ ربِّهمْ} وَلَوْ أُريد خطَابُ المؤمنينَ، لكانَ تَمامُ المناسَبَةِ {تَبْتَغُون فَضْلًا مِنْ ربِّكُم} و{من ربِّهمْ}، يجُوزُ أن يتعلَّقَ بِنَفْسِ الْفَعْلِ، وأنْ يتعلَّقَ بمَحْذُوفٍ على أنَّهُ صِفَةٌ لـ {فَضْلًا}، أيْ: فَضْلًا كَائِنًا {مِنْ ربِّهِمْ}.
وقد تَقَدَّمَ الخلافُ في ضَمِّ رَاءِ {رُضْوَان} في آلِ عمران.
وإذا عَلَّقْنَا {مِنْ ربِّهمْ} بِمَحْذُوفٍ على أنَّهُ صِفَةٌ لـ {فَضْلًا}، فَيَكُون قَدْ حَذَفَ صِفَةَ {رِضْوَان} لِدلالَةِ ما قَبْلَهُ عَلَيْهِ، أيْ: وَرِضْوَانًا مِنْ رَبِّهِم.
وَإذَا عَلَّقْنَاهُ بِنَفْسِ الفِعْلِ لَمْ يَحْتَجْ إلَى ذَلِكَ.
قوله تعالى: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فاصطادوا} وقُرِئ {أحْلَلْتُم} وهي لُغَةٌ في {حَلَّ}، يُقَالُ: أحلَّ مِنْ إحْرَامِهِ، كما يُقَالُ: حَلَّ.
وَقَرَأَ الحَسَنُ بْنُ عِمْران وأبُو وَاقِدٍ والجَرَّاح بِكَسْرِ الْفَاءِ العَاطِفَةِ وهِيَ قَراءَةٌ ضَعِيفَةٌ مُشْكِلَةٌ.
وَخَرَّجَهَا الزَّمَخْشَرِيُّ عَلَى أنَّ الكَسْرَ فِي الْفَاءِ بَدَلٌ مِنْ كَسْرِ الْهَمْزَةِ في الابْتِدَاءِ.
وقال ابْنُ عَطِيَّةَ: هِيَ قِرَاءةٌ مُشْكِلَةٌ، وَمنْ توجيهها أنْ يكُونَ راعَى كَسْرَ ألف الوَصْلِ إذَا ابْتَدَأ فَكَسَر الْفَاءَ مُرَاعَاةً، وتَذَكُّرًا لِكَسْرِ ألِفِ الْوَصْلِ.
وقال أبُو حَيَّان: وليس هُو عِنْدي كَسْرًا مَحْضًا، بَلْ هو إمالةٌ مَحْضَةٌ لتوهُّمِ وُجُودِ كَسْرِ هَمْزَةِ الْوَصْلِ، كَمَا أمَالُوا {فإذَا} لِوُجُودِ كَسْرِ الهَمْزَة.
قوله سبحانه وتعالى: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ} قرأ الجمهور: {يَجْرمنكم} بفتحِ اليَاءِ مِنْ {جَرَمَ} ثُلاثيًا، وَمَعْنَى جَرَمَ عِنْدَ الكِسَائِيِّ وثَعْلَبٍ حَمَلَ، يقال: جَرَمَهُ على كَذا، أيْ: حَمَلَهُ علَيْهِ.
قال الشاعر: [الكامل]
وَلَقَدْ طَعَنْت أبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَة ** جَرَمَتْ فَزَارَة بَعْدَها أنْ يَغْضَبُوا

فَعَلى هذا التَّفْسِير يتعدَّى جَرَم لِوَاحدٍ، وهو الكافُ والميمُ، ويكونُ قولُهُ: {أَن تَعْتَدُواْ} عَلَى إسْقَاطِ حَرْفِ الخَفْضِ، وهو {عَلَى} أيْ: وَلاَ يَحْمِلنَّكُمْ بُغْضُكُمْ لِقَوْمٍ على اعْتِدَائِكُم عليْهِم، فَيَجِيءُ في مَحَلِّ «أنْ» الخلافُ المشْهُورُ، وإلى هذا المعْنَى ذَهَب ابنُ عبَّاسٍ وقَتَادَةُ.
ومَعْنَاهُ عِنْدَ أبِي عُبَيْدَةَ والفَرَّاءِ: كسب، وَمِنْهُ فُلانٌ جَريمةُ أهْلِهِ أيْ: كَاسِبُهُم.
وعَنِ الكِسَائيّ- أيضًا- أنَّ جَرَمَ وأجْرَمَ بِمَعْنَى: كَسَبَ غَيْرَهُ فَالْجَرِيمَةُ والجَارِمُ بِمَعْنَى الْكَاسِبِ، وأجْرَمَ فُلانٌ أيْ: اكْتَسَبَ الإثْمَ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ: [الوافر]
جرِيمَةُ ناهِضٍ في رَأْسِ نِيقٍ ** تَرَى العِظَام ما جَمَعتْ صَلِيبا

أيْ: كَاسِبٌ قُوَّةً، والصَّلِيبُ الوَدَكُ.
قال ابنُ فَارِسٍ: يُقَالُ جَرَمَ وأجْرَمَ، ولا جَرَمَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ: لابد وَلاَ مَحَالَةَ وأصْلُه مِنْ جَرَمَ أيْ: كَسَبَ، فَعَلَى هَذَا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:
أحدهُمَا: أنَّهُ مُتَعَدٍّ لِوَاحِدٍ.
والثاني: أنَّهُ مُتَعَدٍّ لاثْنَيْنِ، كما أنَّ «كَسَبَ» كَذلِكَ، وأمَّا في الآية الكريمة فلا يكون إلاَّ مُتَعَدِّيًا لاثْنَيْن: أوَّلُهمَا: ضَمِيرُ الْخطَابِ، والثَّانِي: {أنْ تَعْتَدُوا} أيْ: لا يَكْسِبَنَّكُمْ بُغْضُكَمْ لقوم الاعْتِدَاءَ عَلَيْهِمْ.
وَقَرَأ عَبْدُ الله {يُجْرِمَنَّكُمْ} بِضَمِّ الياءِ مِنْ «أجْرَمَ» رُبَاعِيًّا.
وقيل: هو بمعنى «جَرَم» كما تقدم عن الكِسَائِي.
وقيل: «أجْرَمَ» مَنْقُولٌ مِنْ «جَرَم» بهمزة التَّعْدِية.
قال الزَّمَخْشَرِيّ: «جَرَمَ»؛ يجري مَجْرَى «كَسَبَ» في تعْدِيَتهِ إلى مَفْعُولِ وَاحِدٍ وإلى اثْنَيْن، تقولُ: جَرَمَ ذَنْبًا أيْ كَسَبَهُ، وجرَمْتَهُ ذَنْبًا، أيْ كَسَبْتَهُ إيَّاهُ، ويقال أجْرَمْتُه ذَنْبًا على نقل المُتَعَدِّي إلى مفعولٍ بالهمزةِ إلى مَفْعُولَيِْنِ كقولك: أكْسَبْتُهُ ذَنْبًا، وعليه قراءةُ عبْدِ الله {وَلاَ يُجْرمَنَّكُمْ} وأوَّلُ المفعوليْنِ على القراءتين ضَمِيرُ المُخَاطَبِينَ.
وثانيهما: {أَنْ تَعْتَدُوا}. اهـ.
وقال ابن عادل:
وأصلُ هذه المادةِ- كما قال ابنُ عيسَى الرُّمَّانِي- القطعُ، فَجَرَمَ حُمِلَ عَلَى الشَّيءِ لِقَطْعِهِ عَنْ غيره، وجَرَمَ كَسَبَ لانْقِطَاعِهِ إلى الكَسْبِ، وجَرَمَ بِمَعْنَى حَقَّ؛ لأنَّ الحَقَّ يُقْطَعُ عَلَيْهِ.
قَالَ الخَلِيلُ: {لاَ جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النار} [النحل: 62] أيْ: لقد حَقَّ هكذا قاله الرُّمانيُّ، فجعل بين هذه الألفاظ قَدْرًا مُشْتركًا، وليس عنده مِنْ باب الاشْتِراكِ اللَّفْظِيّ.
و{شَنآن} معناه: بُغْض، وهو مَصْدَرُ شَنىءَ، أيْ: أبْغَضَ.
وقرأ ابْنُ عَامِرٍ وأبُو بَكرٍ عَنْ عَاصِمٍ {شَنْآنُ} بسُكونِ النُّونِ، والباقون بِفَتْحِهَا، وجَوَّزُوا فِي كُلٍّ منهما أنْ يكونَ مَصْدرًا، وأنْ يكُونَ وَصْفًا حَتَّى يُحْكى عَن أبِي عَلِيٍّ أنَّهُ قال: مَنْ زَعَمَ أنَّ «فَعلاَن» إذَا سُكِّنَتْ عَيْنُهُ لَم يكُنْ مَصْدَرًا فَقَدْ أخْطَأ، لأنَّ «فَعْلان» بِسُكُونِ الْعَيْنِ قَلِيلٌ في المصَادِرِ، نحو: لَوْيتُه دَيْنَه لَيَّانًا، بَلْ هُوَ كَثير في الصِّفَاتِ نَحْوُ: سَكْرَان وَبَابُهُ و«فَعَلاَن» بالْفَتْحِ قليلٌ في الصفاتِ، قالُوا: حِمَارٌ قَطَوَان، أي: عَسِرُ السير، وتَيْسٌ عَدَوَان.
قال: [الطويل]
كَتَيْس ظِبَاءِ الْحُلَّبِ العَدَوَانِ

ومِثْلُهُ قولُ الآخَرِ، أنْشَدَهُ أبُو زَيْدٍ: [الطويل]
وقَبْلَكَ مَا هَابَ الرِّجَالُ ظُلاَمَتي ** وَفَقَّأتُ عَيْنَ الأشْوَسٍ الأبَيَانِ

بِفَتْحِ الباء واليَاء، بل الكثيرُ أنْ يكُونَ مَصْدَرًا، نحو: الغَلَيَان والنَّزَوَان، فإن أريد بـ «الشَّنْأنَ» السَّاكِن الْعَيْنِ الوصْفُ، فالمعْنَى: وَلاَ يَجرمنكُمْ بَغيضُ قَوْمٍ، وَبَغيضٌ بِمَعْنَى: مُبْغِضٍ، اسمُ فاعِلٍ من «أبْغَضَ»، وهو مُتعدٍّ، فَفَعِيلٌ بمعنى الفاعِلِ كقَدِير ونَصِير، وإضافَتُه لـ «قوْمٍ» على هذا إضَافَةُ بيانٍ، أيْ: إنَّ البغيض مِنْ بَيْنِهم، وليس مَضَافًا لفاعِل ولا مَفْعولٍ، بخلاف ما إذَا قَدَّرْتَهُ مَصْدرًا فإنه يكون مُضَافًا إلى مَفْعُولِهِ أوْ فَاعِلِه كما سيأتي.