فصل: بحث نفيس لأحد العلماء بعنوان: حقيقة المسيح عليه السلام كما ذكرها القرآن:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولكي يتّضح لنا مفهوم هذه الجملة، يجب أن نعرف أنّ للمسيحيين عدّة دعاوي باطلة بالنسبة إِلى الله سبحانه وتعالى.
فهم أوّلا: يعتقدون بالآلهة الثلاث (أي الثالوث) وقد أشارت الآية (171) من سورة النساء إِلى هذا الأمر حيث قالت: {لا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرًا لكم إِنّما الله إِله واحد}.
وثانيًا: إنّهم يقولون: إِنّ خالق الكون والوجود هو واحد من هؤلاء الآلهة الثلاث ويسمونه بالإِله الأب والقرآن الكريم يبطل هذا الإِعتقاد- أيضًا- في الآية (73) من سورة المائدة حيث يقول: {لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة وما من إِله إِلاّ إِله واحد} وسيأتي بإِذن الله تفسير هذه الآية قريبًا في نفس هذا الجزء.
وثالثًا: إِنّ المسيحيين يقولون: إِنّ الآلهة الثلاث مع تعددهم الحقيقي هم واحد، حيث يعبرون عن ذلك أحيانًا بـ «الوحدة في التثليث»، وهذا الأمر أشارت إِليه الآية الأخيرة حيث قالت حكاية عن دعوى المسيحيين: {إِنّ الله هو المسيح ابن مريم} وقالوا: إِنّ المسيح ابن مريم هو الله! وإِن هذين الإِثنين يشكلان مع روح القدس حقيقة واحدة في ذوات ثلاثة متعددة!
وقد ورد كل جانب من جوانب عقيدة التثليث، الذي يعتبر من أكبر إنحرافات المسيحيين في واحدة من الآيات القرآنية، ونفي نفيًا شديدًا (راجع تفسير الآية 171- من سورة النساء من تفسيرنا هذا وفيه التوضيح اللازم في بيان بطلان عقيدة التثليث).
ويتبيّن- ممّا سلف- أنّ بعض المفسّرين مثل «الفخر الرازي» قد توهّموا في قولهم بعدم وجود أحد من النصارى ممن يصرح باعتقاده في اتحاد المسيح بالله، وذلك لعدم إِلمام هؤلاء المفسّرين بالكتب المسيحية، مع أنّ المصادر المسيحية المتداولة تصرح بقضية «الوحدة في التثليث» ومن المحتمل أن مثل هذه الكتب لم تكن متداولة في زمن الرازي، أو أنّها لم تصل إِليه وإِلى أمثاله الذين شاركوه.
1- لقد مضى تفسير هذه الآية في بداية هذا الجزء من تفسيرنا.
2- نقرأ في المصادر المسيحية أنّ «الإله الأب» هو خالق جميع الكائنات (قاموس الكتاب المقدس، الصفحة 345) كما نقرأ أنّ الرّب هو الموجود بنفسه، وإن هذا هو اسم خالق جميع المخلوقات وحاكم كلّ الكائنات، وإِنّه هو الروح اللامتناهية الأزلية الأبدية... (قاموس الكتاب المقدس، ص 344).
في هذا الرأي.
بعد ذلك ولكي تبطل الآية الكريمة عقيدة أُلوهية المسيح عليه السلام تقول: {قل فمن يملك من الله شيئًا إِن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأُمّه ومن في الأرض جميعًا} وهذه إِشارة إِلى أنّ المسيح عليه السلام إنّما هو بشر كأُمه وكسائر أفراد البشر، وعلى هذا الأساس فهو يعتبر- لكونه مخلوقًا- في مصاف المخلوقات الأُخرى يشاركها في الفناء والعدم، ومن حاله كهذا كيف يمكنه أن يكون إِلهًا أزليًا أبديًا؟!
وبتعبير آخر: لو كان المسيح عليه السلام إِلهًا لإِستحال على خالق الكون أن يهلكه، وتكون نتيجة ذلك أن تتحدد قدرة هذا الخالق، ومن كانت قدرته محدودة لا يمكن أن يكون إِلهًا، لأنّ قدرة الله كذاته لا تحدّها حدود مطلقًا (تدبّر جيدًا).
إِنّ ذكر عبارة «المسيح بن مريم» بصورة متكررة في الآية، قد يكون إِشارة إِلى هذه الحقيقة، وهي إعتراف المسيحيين ببنوّة المسيح عليه السلام لمريم، أي أنّه ولد من أُم وأنّه كان جنينًا في بطن أُمّه قبل أن يولد، وحين ولد طفلا احتاج إِلى النموّ ليصبح كبيرًا، فهل يمكن أن يستقر الإِله في محيط صغير كرحم الأُمّ، ويتعرض لجميع تحولات الوجود والولادة ويحتاج للأُمّ حين كان جنيًا وحين الرضاعة؟!
والجدير بالإِنتباه أنّ الآية الأخيرة تذكر بالإِضافة إِلى اسم المسيح عليه السلام اسم أُمّه وتذكرها بكلمة «أُمه» وبهذه الصورة تميز الآية أُمّ المسيح عليه السلام عن سائر أفراد البشر، ويحتمل أن يكون هذا التعبير بسبب أنّ المسيحيين أثناء ممارستهم للعبادة، يعبدون أُمّ المسيح أيضًا، والكنائس الموجودة اليوم تشتمل على تماثيل لأُم المسيح، حيث يقف المسيحيون أمامها تعظيمًا وتعبدًا.
وإِلى هذا الأمر تشير الآية (116) من سورة المائدة فتقول: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأُمي إِلهين من دون الله} وهذا الخطاب حكاية عمّا يحصل من حوار في يوم القيامة.
وفي الختام ترد الآية الكريمة على أقوال اُولئك الذين اعتبروا ولادة المسيح من غير أب دليلا على أُلوهيته فتقول: {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير}.
فالله قادر على أن يخلق إِنسانًا من غير أب ومن غير أُم كما خلق آدم عليه السلام، وهو قادر أيضًا على أن يخلق إِنسانًا من غير أب كما خلق عيسى المسيح عليه السلام، وقدرة الله هذه كقدرته في خلق البشر من آبائهم وأمّهاتهم، وهذا التنوع في الخلق دليل على قدرته، وليس دليلا على أي شيء آخر سوى هذه القدرة. اهـ.

.بحث نفيس لأحد العلماء بعنوان: حقيقة المسيح عليه السلام كما ذكرها القرآن:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
عرض القرآن الكريم صورة المسيح الحقيقية، من لحظة ولادته إلى نهاية وجوده على وجه الأرض، موضحًا حقيقة هذه الشخصية، وهدف دعوتها، وأركان رسالتها، وما أختصها الله سبحانه وتعالى بالمعجزات. وذلك على النحو التالي:
1- عيسى ابن مريم عليه السلام هو بشر مخلوق، وعبد للخالق عز وجل، وليس هو إله، ولا بابن إله، وأمه امرأة طاهرة ظهرت براءتها على لسان رضيعها، وكانت هذه هي الحقيقة الأولى التي نطق بها المسيح وهو في المهد، حيث انطقه الله بقدرته العظيمة، وذلك قوله سبحانه وتعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم 29-30].
فالمسيح ليس إلا بشرًا مخلوقًا، ونبيًا مرسلًا، كما قال الله سبحانه وتعالى عنه: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ} [الزخرف: 59].
والمسيح عليه السلام لن يستكبر عن الخضوع لخالقه، بل يتشرف في كونه عبدًا للخالق العظيم سبحانه وتعالى، وهذا مصداق قوله سبحانه وتعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} [النساء: 172].
وما كانت ولادته عليه السلام بهذا الشكل المعجز، إلا لأنه آية للناس، على قدرة الله سبحانه وتعالى في الخلق.
ولقد سبقه في هذه الطريقة المعجزة التي خلق بها، في تميزها وغرابتها، مثل قديم، وهو آدم أبي البشر عليه السلام، قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59].
2- عيسى ابن مريم عليه السلام نبي ورسول من عند الله عز وجل، كغيره من الأنبياء والمرسلين، جاء ليدعو إلى توحيد الخالق سبحانه وتعالى، ويصحح انحراف اليهود عن دينهم، وبعدهم عن شريعتهم {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المائدة: 75].
وقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}[الزخرف: 63].
وقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253].
وقوله تعالى: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ} [الحديد: 27].
3- عيسى ابن مريم عليه السلام إنسان بار بوالدته، ليس بجبار ولا شقي.
قال الله سبحانه وتعالى على لسانه: {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا} [مريم: 32].
وهذه الحقيقة القرآنية تنفي بوضوح كل ما جاء في الإنجيل الحالي، من أن المسيح عليه السلام كان إنسانًا مستهترًا بأمه، يناديها بكل لا مبالاة قائلًا: «مالي ولك يا امرأة؟!» [يوحنا 2: 4]..
4- عيسى ابن مريم عليه السلام في القرآن الكريم هو قدوة صالحة، وأنموذج رائع للإيمان والعبادة والإخلاص لله سبحانه وتعالى، يقول الله تعالى على لسانه: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 30 _ 31].
5- حقيقة رسالة المسيح عليه السلام، ومحدوديتها، إذ بعثه الله تعالى إلى طائفة محددة من البشرية، فليست رسالته عامة لكافة الناس، وإنما هو نبي مرسل إلى بني إسرائيل، وفقط، والآيات القرآنية واضحة في هذه النقطة، حيث تبين محدودية رسالة المسيح، واختصاصها ببني إسرائيل وحدهم، يقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ} [الصف: 6].
وقوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} [آل عمران: 48].
وإن محدودية رسالة المسيح عليه السلام واختصاص دعوته ببني إسرائيل، أمر واضح تمامًا في الأناجيل المعتمدة عند المسيحيين حاليًا، فقد صرح بذلك المسيح نفسه، في قوله: «لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة». ومن الثابت في اللغة أن «إلا» هي أداة تفيد الحصر فقد حصر المسيح رسالته ببني إسرائيل.
6- يعرض القرآن الكريم حقيقة المسيح عليه السلام ومهمته التي جاء لأجلها، وأن له وقتًا محددًا سوف يمضي فيه بدعوته إلى الله تعالى، حيث سيبلغ رسالة ربه المتمثلة في الإنجيل، وليتابع شريعة وسيرة التوراة، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [المائدة: 46].
7- يذكر القرآن الكريم إحدى أهم وظائف المسيح عليه السلام وهي الإخبار والتبشير بمجيء النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ} [الصف: 6].
8- المسيح عليه السلام هو كلمة الله تعالى، يقول الله عز وجل: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وكيلًا} [النساء: 171].
والمقصود بالكلمة هنا: الأمر الإلهي، الذي صدر عن الله تعالى بلفظ {كن}، من غير واسطة أب، فالمسيح مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة.
قال الله سبحانه وتعالى: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 47].
فالخالق العظيم وهو اللَّه يَخْلُق مَا يَشَاء {إذَا قَضَى أَمْرًا} أَرَادَ خَلْقه {فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كُنْ فَيَكُون} أَيْ فَهُوَ يَكُون.
وتعني الكلمة أيضًا بشارة الله تعالى، وهديته، وذلك في قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ المقربين} [آل عمران: 45].
9- المسيح عليه السلام هو روح من الله تعالى، يقول الله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وكيلًا} [النساء: 171].