فصل: الفرق بين الله ويسوع:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم اعلم أيها القارئ الكريم:
إن المسيح أقر بأن القوة والمسؤولية التي كانت له، ليست بفضله هو وإنما جاءت له من الله فهو يقول: «الحق الحق أقول لكم: لا يستطيع الابن أن بفعل شيئًا من عنده بل لا يفعل إلا ما يرى الآب يفعله».
ويقول المسيح: «أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئا... لأني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني» [يوحنا 5: 19]، [يوحنا 5: 30].
لقد أقر المسيح بأن القدرة أو السلطان الذي يمتلكه إنما هو مدفوع له من الله رب العالمين فهو يقول:
«دفع إلي كل سلطان» [متى 28: 18] فقد أعطاه الله سلطان إبراء الأكمه والأبرص وسلطان إحياء الموتى ومغفرة الخطايا و... إلخ.
نعم أيها القارئ الكريم أن المجد لله سبحانه وتعالى الذي منح المسيح هذه المعجزات ولا شك أن المانح غير الممنوح له.
وهذا ما كانت تشهد به الجموع في كل مرة، حينما كان المسيح يصنع المعجزات أمامهم فكانوا يفرقون بين الله وبين يسوع فكانوا يمجدون الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا وفي نفس الوقت يشهدون للمسيح بالنبوة. لوقا [7: 16] فعندما رأى الجموع أعظم معجزة للمسيح وهي قيامه بإحياء الميت ما كان منهم سوى أنهم مجدوا الله قائلين: «قد قام فينا نبي عظيم».
وفي لوقا [5: 26] عندما رأوا الخرس يتكلمون والعرج يمشون... ما كان منهم سوى أنهم مجدوا إله إسرائيل. وهذا ما يذكره إنجيل متى أيضًا [9: 8].

.الفرق بين الله ويسوع:

إن أحد الاستنتاجات الواضحة من العلاقة بين الرب والمسيح، نجدها في رسالة بولس إلى تيموثاوس [2: 5] فهو يقول: «لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والإنسان يسوع المسيح».
إن التمعن في هذه الكلمات المشار إليها أعلاه، يوصلنا إلى الاستنتاجات التالية:
لأنه يوجد إله واحد فقط، فلا يمكن أن يكون المسيح إله. وإذا كان الأب هو الرب، والمسيح هو رب أيضا، فسوف نكون أمام إلهين. «لكن لنا إله واحد وهو الأب» [الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 8: 6]. لذلك كان من غير المعقول ان يكون هناك كيان آخر، يسمى «الله الابن» كما يزعم أصحاب مقولة الثالوث الكاذبة. «أليس لنا أب واحد لكلنا، أليس إله واحد خلقنا» سفر ملاخي [2: 10].
ونجد في العهد القديم أيضًا وصف مماثل «ليهوه» بأنه رب واحد وهو الأب: اشعياء [63: 16، 64: 8].
فبالإضافة إلى هذا الرب الواحد، يوجد وسيط. انه الرجل يسوع المسيح «ووسيط واحد» ولاحظ عزيزي القارئ أن حرف الواو «و» يشير إلى أن المسيح يختلف عن الرب.
وأن المقصود بـ «الوسيط» هو أن المسيح يتوسط بين الإنسان والرب. ولا يعقل أن يكون الرب وسيطًا وإنما يجب أن يكون إنسانا ذو طبيعة إنسانية. وان قول بولس: «الإنسان يسوع المسيح» لا يترك مجالا للشك في صحة هذا التفسير.
ورغم أن المسيح كان «ابن إنسان». وقد جاء في العهد الجديد ذكره مرارا بـ: «الإنسان يسوع المسيح». إلا انه سمي «ابن العلي» [انجيل لوقا 32:1] وبما أن الله هو «العلي» فتكون له وحده العلياء الاختياري. وبما أن يسوع هو «ابن العلي» فهذا يعني انه لا يمكن أن يكون الرب بذاته. وان الاستعمال اللغوي للاب والابن عن الرب وعن المسيح، يوضح أنهما ليسا ذات الكيان. في حين يتشابه الابن مع أباه إلا أنهما لا يمكن أن يكونا ذاتًا واحدة.
وقد جاءت في الأناجيل فروق واضحة بين الله والمسيح، وهذه الفروقات تظهر بكل وضوح بأن يسوع لم يكن الرب بذاته:
- كتب يوحنا في [3: 35]: «الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يده».
فلا يمكن أن يكون الابن إله أزلي مساوي للآب في كل شيء والآب هو الذي دفع بيد الابن كل شيء.
- وجاء في يوحنا كذلك الإصحاح الخامس قول المسيح: «الحق أقول لكم، لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئًا إلا ما ينظر الآب يعمل».
وهنا نجد أن الابن لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئًا.
- وأورد يوحنا في [12: 49] قول المسيح: «لم أتكلم من نفسي، لكن الأب الذي أرسلني، هو أعطاني وصية ماذا أقول، وبماذا أتكلم».
وهنا يصرح الابن بأنه لا يتكلم من نفسه بل الآب الذي أرسله هو الذي أعطاه الكلام وأوصاه ماذا يقول!
ونجد الابن نفسه يصرح قائلًا: «والكلام الذي تسمعونه، ليس لي، بل للأب الذي أرسلني» يوحنا [12: 24].
فأي عاقل يقول بعد هذا أن الابن مساوي للأب؟
- وقد جاء في أعمال الرسل [1: 7]: قول المسيح «ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه».
فقد نفى الابن عن نفسه السلطان وأثبته للآب!
- «لأن الله غير مجرب» [رسالة يعقوب 1: 13] والمسيح «مجرب في كل شيء مثلنا» [الرسالة إلى العبرانيين 4: 15].
- الله لا يمكنه أن يموت والمسيح مات ثلاثة أيام كما يزعمون.
- ولا يمكن للناس أن يشاهدوا الرب «الله لم ينظره أحد قط» يوحنا [1: 18] وقد شاهد الناس المسيح.
-قال بولس عن يسوع المسيح في رسالته إلى العبرانيين [1: 4]: «بعدما صنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي، صائرًا أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسمًا أفضل منهم».
وهنا نسأل أليس في قول بولس أن المسيح صار أعظم من الملائكة دليل على أن المسيح لم يكن أعظم منهم ثم صار أعظم منهم؟ فلو كان يسوع المسيح هو الله، فكيف يصير أعظم من الملائكة؟
هل المسيح مشترك مع الله في الطبيعة؟
إليك أيها القارئ الكريم النصوص الإنجيلية التي تبطل ادعاء بعض المسيحيين بأن المسيح كان مشتركًا مع الله في طبيعته:
وقبل أن نبدأ بسرد الأدلة سنجعل كلمة «الرب» بدلا من المسيح، لكي تظهر سخافة بعض الطوائف المسيحية التي تدعي بأن يسوع هو الله وانه مشترك مع الله في طبيعته.
كان «الرب» من ثمرة صلب داود:
«لأَنَّ دَاوُدَ كَانَ نَبِيًّا، وَعَارِفًا أَنَّ اللهَ أَقْسَمَ لَهُ يَمِينًا بِأَنْ يَجِيءَ الْمَسِيحُ مِنْ نَسْلِهِ وَيَجْلِسَ عَلَى عَرْشِهِ» (أعمال الرسل 2: 30).
«الرب» ملفوف بقماط وملقى في مذود للبقر:
«فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ، وَلَفَّتْهُ بِقِمَاطٍ، وَأَنَامَتْهُ فِي مِذْوَدٍ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مُتَّسَعٌ فِي الْمَنْزِلِ». لوقا (2: 7).
سلسلة نسب «الرب»:
«كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم». (متي 1: 1).
جنس «الرب»:
«وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيُخْتَنَ الطِّفْلُ، سُمِّيَ يَسُوعَ، كَمَا كَانَ قَدْ سُمِّيَ بِلِسَانِ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ يُحْبَلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ». (لوقا 2: 21).
وهذا يعني أن مريم عليها السلام مرت بكل مراحل الحمل الطبيعية التي تمر بها أي امرأة من حمل ومخاض وولادة، ولم يكن في ولادتها أي اختلاف عن أي امرأة أخرى منتظرة لوليدها!
«الرب» ينجس أمه 40 يومًا:
«ثُمَّ لَمَّا تَمَّتِ الأَيَّامُ لِتَطْهِيرِهَا «أي مريم» حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدَا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ «أي المولود» لِيُقَدِّمَاهُ إِلَى الرَّبِّ، كَمَا كُتِبَ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ: كُلُّ بِكْرٍ مِنَ الذُّكُورِ يُدْعَى قُدْسًا لِلرَّبّ» لوقا (2: 22).
«الرب» رضع من ثدي امرأة:
(وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا، رَفَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَيْنِ الْجَمْعِ صَوْتَهَا قَائِلَةً لَهُ: طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذِي حَمَلَكَ، وَالثَّدْيَيْنِ اللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا!) (لوقا 11: 27).
البلد الذي نشأ فيه «الرب»:
«وَبَعْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمٍ الْوَاقِعَةِ فِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى عَهْدِ الْمَلِكِ هِيرُودُسَ» (متي 2: 1).
عمل «الرب»:
(أَلَيْسَ هُوَ ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعًا عِنْدَنَا؟) (متى 13: 55).
وسائل تنقل «الرب» وتجواله:
(بَشِّرُوا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ: هَا هُوَ مَلِكُكِ قَادِمٌ إِلَيْكِ وَدِيعًا يَرْكَبُ عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ!) (متي 21: 25)، «وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْهِ». (يوحنا 12: 14).
«الرب» يأكل ويشرب الخمر:
«ثُمَّ جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ، فَقُلْتُمْ: هَذَا رَجُلٌ شَرِهٌ سِكِّيرٌ، صَدِيقٌ لِجُبَاةِ الضَّرَائِبِ وَالْخَاطِئِينَ». (لوقا 7: 34) و(متي 11: 19).
«الرب» فقير:
«فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجَارٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، أَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ، فَلَيْسَ لَهُ مَكَانٌ يُسْنِدُ إِلَيْهِ رَأْسَهُ» (متي 8: 20).
كان «الرب» يهوديًا، ومتعبدًا!!:
«وَفِي الْيَوْمِ التَّالِي، نَهَضَ بَاكِرًا قَبْلَ الْفَجْرِ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَانٍ مُقْفِرٍ وَأَخَذَ يُصَلِّي هُنَاكَ». (مرقس 1: 35).
كان «الرب» يدفع الضريبة بانتظام كبقية الرعية:
«وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ، جَاءَ جُبَاةُ ضَرِيبَةِ الدِّرْهَمَيْنِ لِلْهَيْكَلِ إِلَى بُطْرُسَ، وَقَالُوا: أَلاَ يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟ فَأَجَابَ: بَلَى». (متي 17: 24).
كان «الرب» ابن يوسف النجار:
«وَجَدْنَا الَّذِي كَتَبَ عَنْهُ مُوسَى فِي الشَّرِيعَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ فِي كُتُبِهِمْ وَهُوَ يَسُوعُ ابْنُ يُوسُفَ مِنَ النَّاصِرَةِ» (يوحنا 1: 45).
أخوة «الرب»:
(ولما جاء إلى وطنه وكان يعلمهم في مجتمعهم حتى بهتوا وقالوا... أَلَيْسَ هُوَ ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ أَوَ لَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعًا عِنْدَنَا؟)(متي 13: 55).
النشأة الروحية للـ «رب»:
«وَكَانَ الطِّفْلُ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى، مُمْتَلِئًا حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ». (لوقا 2: 40).
النشأة الطبيعية والذهنية والخلقية للـ «الرب»:
«أَمَّا يَسُوعُ، فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ، وَفِي النِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ». (لوقا 2: 52).
لقد كان عمر «الرب» عندما أخذه أبواه إلى أورشليم اثنا عشر عاما:
(فَلَمَّا بَلَغَ سِنَّ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ، صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَالْعَادَةِ فِي الْعِيدِ. وَبَعْدَ انْتِهَاءِ أَيَّامِ الْعِيدِ، رَجَعَا، وَبَقِيَ الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ،). (لوقا 2: 41).