فصل: اغتيال رابين والصراع بين اليهود:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



يستخدم اليهود لمحاربة الإسلام صورا عديدة وأشكالا متباينة:
ومن هذه الصور: هدم الأسرة وتدمير الأخلاق وبرغم ما بذله اليهود في هذا المجال من جهد، وقدموه من إغراء يتمثل في إغراق بلاد المسلمين بالأفلام الخليعة الماجنة، ونشر العرى والاختلاط، ومحاربة الفضيلة، ومسخ بعض العقول المسلمة- أقوال برغم ذلك كله فقد صمدت الفئة المؤمنة في وجه المؤامرة يعصمها كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم بينما استسلم الغرب وأمريكا لليهود، فلم تستطيع فرنسا أن تقاوم في الحرب العالمية الثانية أكثر من أسبوعين؟ لأن جيلا كاملا من الفرنسيين قد ماتت رجولتهم ومعنوياتهم بسبب التخنث والميوعة التي نشرها اليهود في فرنسا، وأما عما فعله اليهود في أمريكا فحدث ولا حرج.
وبعد أن فشل اليهود في تدمير أخلاق الشعوب المسلمة بقوة الاغراء والتزيين أخذوا يحاولون القضاء عليها بقوة القانون!!
فركبوا سيارات الأمم المتحدة، ورفعوا أعلامها، وجاءوا إلي القاهرة في مؤتمر السكان، وقد أجمعوا أمرهم وهم يمكرون، وكان كثير من الوفود المشاركة في هذا المؤتمر تفكر بعقول اليهود؟ وذلك بعد أن اخترق هؤلاء عقولهم وسرقوها فأصبحت رؤسهم كجماجم الأموات لم يبق منها إلا عظامها!!
وأعداء الإسلام يعرفون دائما: من أين تؤكل الكتف؟
قال قائل منهم: «إن مطيتنا لإبعاد المسلمين عن دينهم المرأة وجهلة المسلمين، فهم يقدمون لنا أدوارا تفوق جهودمنا، وما نبذله من أموال في التبشير بالمسيحية».
وبعد أن فشلت المؤامرة في القاهرة تحرك الركب اليهودى إلي بكين ومن خلفه الجماجم الخاوية، وأعلام الأمم المتحدة ترفرف فوق رؤسهم لتلطف من حرارة الحقد الذي ملأ قلوبهم، وأرسل عدد من البلاد الإسلامية وفودا تشارك في مؤتمر بكين في محاولة لمنع هذا الدمار أو التخفيف من آثاره.
وفى بكين ظهرت التطبيقات العملية لبروتوكولات حكماء صهيون وفيها إلحاح اليهود على تدمير أخلاق العالم بأسره، واستخدام المرأة مطية لإفساد البشر.
وكان من أبرز النقاط التي اشتمل عليها برنامج بكين:
1. مطالبة الوالدين: بالتغاضي عن النشاط الجنسي للأبناء المراهقين عن غير طريق الزواج، واعتبار هذا النشاط أمرا شخصيا لا يحق لأي منهما التدخل فيه!!؟
2. مفهوم الأسرة: الذي يقره الدين ليس إلا مفهومًا عقيما، لأنه لا يتقبل العلاقات الجنسية بين مختلف الأعمار ويشترط: أن تكون بين ذكر وأنثى فقط، وفى داخل الإطار الشرعي!! ولذلك ينبغي هدم الأسرة، وإطلاق الحريات الجنسية.
3. ضرورة منح الشواذ حقهم في تكوين أسرة من بينهم... وهذا يعنى أنه يمكن تكوين أسرة من رجلين بينهما علاقة جنسية «لواط» أو امرأتين بينهما علاقة جنسية «سحاق»!
وهذا يعنى أيضا أن اليهود يكفرون بجميع الرسل وجميع الرسالات.
4. المساواة بين المرأة والرجل: في الوظائف والمواريث، وسائر شئون الحياة مع تغيير القانون الذي يقف دون ذلك أيا كان مصدره! ويعنون بذلك القرآن الكريم.
إن هذه التوصيات تدل في صراحة ووقاحة على أن اليهود يعلمون ليل نهار لتدمير البشرية، وضرب المسلمين في عقيدتهم وأخلاقهم وهذا ليس بعجيب ولا غريب؛ لأنهم أثمة الشياطين، وأعداء رب العالمين، وقتلة المرسلين.
أما الذي لا ينقضى منه العجب؛ فهو هذه الغفلة، وذلك النوم العميق الذي أصاب جيلا كاملًا من أمتنا حتى أصبحنا أداة في أيدي أعدائنا لتخريب بيوتنا!!
أيها القارئ الكريم:
لا شك أنك قد وقفت على الحقيقة، وأدركت حجم المؤامرة على الدين والعرض، فماذا أنت فاعل؟!
إن الأسرة التي يريد أعداء الإسلام تدميرها هي أسرتك التي أوجب عليك الإسلام أن ترعاها وتصونها.
وإن حماية الأسرة وتربية الأبناء على الكتاب والسنة غاية يسعى إلي تحقيقها الآباء المؤمنون، والأمهات المؤمنات.
بقيت حقيقة أخيرة نسوقها إلي الكرام القارئين:
(من عقائد اليهود الفاسدة أنهم يظنون أنفسهم شعب الله المختار، ويسعون بشتى السبل للسيطرة على غيرهم من شعوب العالم وهم في ذلك لا يتورعون عن استخدام أقذر الوسائل لإحكام سيطرتهم على أمم الأرض بالديون الباهظة، فمن محاولة السيطرة على اقتصاديات الدول عن طريق اشعال الحروب إلي محاولة استخدام السحر والشعوذة في السيطرة على الأفراد والمجتمعات.
والخلاصة:
أن اليهود هم أساس البلاد، فعقيدتهم الباطلة مبينة على الإضرار بالآخرين ولا حياة لهم الا بذلك.
{وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ}.

.اغتيال رابين والصراع بين اليهود:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن اليهود ينفردون بخصائص وصفات ليست في غيرهم من البشر، وقد نبه القرآن الكريم على ذلك في مواضع كثيرة من سورة وآياته.
ومن هذه الصفات قول الحق سبحانه عنهم {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر: 14]، وهذا يعنى أنك تنظر إلى اليهود فتعتقد أنهم على قلب رجل واحد، وهم في الواقع يتصارعون صراعًا مريرًا فيما بينهم، كما قال الله عنهم: {بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ} [الحشر: 14].
وفى ضوء هذه الحقيقة سنلقى الضوء على هذا الحادث الأخير- اغتيال رابين- الذي يعكس بوضوح حجم الصراع بين هؤلاء القوم الذين يسرون غير ما يعلنون، ويبطنون غير ما يظهرون، إن ثمة حقيقة هامة تقول: إن قاتل رابين ليس متطرفا، ولا إرهابيا! بل هو منفذ- كما يقول- لأوامر الله!؟ وهو يعنى بذلك النصوص المحرفة في التوراة، والتي كتبها علماء اليهود بأيديهم، ثم قالوا: هي من عند الله- ففي سفر التكوين- في توراة اليهود-: «في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام «إبراهيم» ميثاقًا قائلًا: لِنَسْلِك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات»!!
وبناء على هذا النص أعلن علماء الدين اليهود «الحاخامات»، وزعماء وقادة اليهود وحزب الليكود والأحزاب الدينية أن فلسطين قد أعطاها لنا الرب!! وقد أعلن بعض هؤلاء بعد اغيتال رابين أنه خائن مستحق للقتل، لأنه تنازل عن جزء من أرض فلسطين للعرب.
إن رابين قد أعلن قبل موته بدقائق معدودة إن على حزب الليكود وزعيمه أن يكف عن تحريض الجماهير على العنف، ووقف عملية السلام بالفعل المباشر.
والحزب المشار إليه هو حزب إرهابى متطرف كان يحكم إسرائيل قبل حكومة رابين، وقد تم التفاوض والصلح مع مصر في عهد هذه الحكومة الإرهابية، مما يعنى إنه يمكننا التفاوض والحوار مع الإرهاب في صورة أفراد أو تنظيمات.
إن هذا القدر الذي ذكرناه عن اغتيال رابين بين لنا بوضوح وجلاء أن الإرهاب والتطرف عند اليهود عقيدة راسخة عند رجال الدين اليهود والأحزاب اليمينية ومعظم اليهود! وقد أجرى التلفزيون الإسرائيلي مقابلة مع أحد اليهود في إسرائيل وسأله عن مشاعره بعد اغتيال رابين، فأجاب بأنه سعيد ومسرور جدًا بهذا النبأ!! وكان الشعور بالسعادة موجودا عند الكثيرين، وليس هذا الرجل فقط، ولم تنقل وسائل الإعلام من ذلك إلا شيئًا يسيرًا.
ومع ذلك فقد نادى بعض المسئولين عندنا بضرورة التعاون للقضاء على الإرهاب في المنطقة، وهذا لا يمكن أن يتم بالطبع؛ لأنه يعنى ببساطة قتل علماء وزعماء اليهود، ومعهم أكثر من (60 %) من الشعب اليهودى، لأنهم إرهابيون، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
وبعد قتل رابين حذر بعض المسئولين في إسرائيل من خطر اندلاع حرب أهلية بين اليهود، وهذا التصريح يعكس حجم وخطورة الصراع بين اليهود.
وإذا كان ذلك كذلك، فإن هذا يثير تساؤلا عن حقيقة هذا الصراع، وضرورة إلقاء الضوء عليه.
إن مؤسس دولة إسرائيل هو دافيد بن جوريون، وقد كان رئيسا للحكومة منذ قيام إسرائيل عام (1948م) وقد استمر ثلاثة عشر عامًا، وقد حاول بن جوريون أن يعزل الدين عن الدولة وأن يقيم حكومة علمانية؛ وفى ذلك يقول: «كنت مصمما على أن تكون إسرائيل دولة علمانية، تحكمها حكومة علمانية، وليست دينية، وحاولت أن أبقى الدين بعيدا عن الحكومة والسياسة بقدر المستطاع».
ومنذ اللحظة الأولى لقيام إسرائيل بدأ الصراع بين الحكومة ورجال الدين. فقد صرح بن جوريون منذ البداية بقوله: «على اليهودي من الأن فصاعدا ألا ينتظر التدخل الإلهي! لتحديد مصيره، بل عليه أن يلجأ إلى الوسائل الطبيعية العادية مثل الفانتوم والنابالم» وفى مناسبة أخرى قال بن جوريون: «إن الجيش الإسرائيلي هو خير مفسر للتوراة».
وهاجم بن جوريون الدين ونادى بعزله عن الحياة السياسية فقال: «إن الدين هو وسيلة مواصلات فقط، ولذلك يجب أن نبقى فيها بعض الوقت لا كل الوقت».
كما هاجم رجال الدين اليهودى، وشوه صورتهم فقال: «إن حياة اليهود لو تركت لحاخامات اليهود لظلوا حتى الآن كلابا ضالة في كل مكان، يضربهم الناس بالأقدام، ويحتمى اليهود من أقدام الأغلبية الساحقة لهم في كل مكان بأحلام العودة إلى أرض الميعاد والأجداد».
ومنذ قيام إسرائيل دبَّ الصراع واستمر بين الصهيونية العلمانية، والصهيونية الدينية، وأخذ الصراع في داخل إسرائيل محاور مختلفة بسبب اختلاف الدين والجنسية والانتماء والفكر.
وقد حدد الدكتور حامد ربيع أستاذ السياسة المعروف- رحمه الله- محاور الصراع داخل إسرائيل كما يلى:
صراع بين العرب واليهود.
صراع اليهودى الأوربى الشرقى ضد اليهودى الأوربى الغربى.
صراع اليهودي الذي ولد بإسرائيل وعاش فيها ضد اليهودي المهاجر الجديد الذي أتى إليها في سنوات الفخر والنجاح.
واستمر هذا الصراع بين اليهود إلى أن فاز حزب الليكود الإسرائيلى اليمينى المتطرف بانتخابات الكنيست عام (1977م)، وأصبح مناحم بيجين الإرهابى العالمى رئيسا لوزراء إسرائيل، وحكمت إسرائل حكومة متطرفة، وفى عهدها تم الصلح مع مصر، وفى عهد مناحم بيجين حصلت الصهيونية الدينية على مكاسب لا حصر لها كان من أهمها: بناء المستوطنات اليهودية في الأراضى المحتلة تحت شعار نص التوراة الذي ذكرناه في صدر المقال، واستعاد حزب العمل بقيادة رابين الحكومة من حزب الليكود المتطرف عن طريق الانتخابات، واستمر الصراع بين هؤلاء وهؤلاء إلى أن وقع الحادث الأخير، والذى يمكن تفسيره الآن بسهولة كاملة.
ويبقى أمر أخير لا يقل أهمية عما سبق من البيان: أن رابين هو الذي قتل فتحى الشقاقى أمير الجهاد الإسلامى بفلسطين، وقتل قبله كثيرين من أبناء فلسطين المخلصين، والله عز وجل يدافع عن أوليائه، وينتقم من أعدائه، فهذه واحدة.
وأما الثانية، فإن القدس الشريف هو حرم الله، ومسرى رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيه المسجد الأقصى الذي تشد الرحال إليه، وتهفو قلوب المسلمين إليه. هذا القدس قد استولى عليه اليهود منذ سنوات طوال، وعندما أراد اليهود أن ينفذوا بقية المؤامرة بنقل السفارة الأمريكية إليه أخذ الله زعيمهم أخذ عزيز مقتدر، لأن الله يغار على دينه ويغار على حرمه.
فإذا لم ينصر المسلمون القدس فقد نصره الله، وهذه الثانية.
وأما الثالثة والأخيرة: فقد جعل الله مصارع الظالمين موضع العبرة والعظة، وقد أهلك الله قوما من الظالمين، ثم بين سبحانه أن هذا المصير ينتظر كل ظالم، فقال: {مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} [هود: 83].
نسأله الله العفو والعافية.