فصل: الأصابع الخفية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الأصابع الخفية:

إن السياسة العالمية وكذلك النظام العالمي الجديد يرتكزان على النفاق وسوء الأخلاق؛ إذ أن السياسة المعاصرة لا يمكن أن تلتقي أو تجتمع مع الأخلاق الفاضلة!! وثمة علامات استفهام كثيرة في أمور شتى قد لا يعرف لها المسلم المعاصر تفسيرًا ولا تأويلا!!
وأحداث كثيرة تقع في مجتمعنا وفى العالم من حولنا يكتنفها الغموض الشديد! ونكسة عظيمة في بلاد الإسلام مقرونة بالإًصرار على الباطل، والإعراض عن الحق!!.
والكثير من الناس على عقيدة باطلة، وأخلاق سافلة، والقليل أصحاب قلوب مخلصة قد نور الله بصائرهم، وأصلح بالهم.
والمتدبر في القرآن الكريم يرى أنه قد أبان- في وضوح وجلاء- أصناف البشر، وذكر أنهم ليسوا سواء!! فتحدث عن الكافرين والمشركين والمجوس واليهود والنصارى والمسلمين.
وهذه الأصناف- ما عدا المسلمين- بينها عموم وخصوص، وقد أخبرنا القرآن الكريم عن الصفات والخصائص التي تتميز بها كل طائفة، وتختص بها دون غيرها.
وحينما يجهل المسلم هذا الجانب من المعرفة القرآنية فإنه لا يستطيع أبدا أن يقف على حقيقة ما يحدث في عالم اليوم، ولن يجد جوابا صحيحا دقيقا لما يراه أو يسمع به!.
لقد تحدث القرآن عن اليهود كأحد أصناف البشر، فوصفهم بصفات قبيحة ذميمة تجعلها أقرب ما يكون عالم القردة والخنازير، وأبعد ما يكون عن الجنس البشرى لولا أنهم ينتسبوا إلى آدم عليه السلام! ومع ذلك فقد قالوا عن أنفسهم: {نحن أبناء الله وأحباؤه}.
وتحدث اليهود عن أنفسهم ففصلوا ما أجمله القرآن عنهم، ووضعوا خطة محكمة لإذلال العالم بأسره، واتخاذ الجنس البشرى عبيدا، وخدما للأقلية اليهودية المشردة، وارتفعت صيحات التحذير من اليهود في دول كثيرة في أمريكا، وفى دول أوربا، وفى بلاد الإسلام.
وشاءت إرادة الله أن تنكشف «بروتوكولات حكماء صهيون» وتطبع في كتاب بعدة لغات مختلفة. وقد عقد اليهود لأجل صياغة هذه النصوص ثلاثة وعشرين مؤتمرا بدأت بمؤتمر في مدينة القدس!!
وقبل أن نسوق هنا نصوصًا من كلام أحبار وحكماء اليهود فإننا نثبت أولا هذه العبارات التي كتبها مترجم الكتاب إلى اللغة العربية الأستاذ محمد خليفة التونسى مصدرا بها طبعته الأولى، يقول المترجم عن خطورة الكتاب:
هذا الكتاب هو أخطر كتاب ظهر في العالم، ولا يستطيع أن يقدره حق قدره إلا من يدرس البروتوكولات كلها كلمة كلمة في أناة وتبصر، ويربط بين أجزاء الخطة التي رسمتها على شرط أن يكون بعيد النظر، فقيها بتيارات التاريخ وسنن الإجتماع، وأن يكون ملمًا بحوادث التاريخ اليهودى والعالمي بعامة لاسيما الحوادث الحاضرة وأصابع اليهود من ورائها، ثم يكون خبيرًا بمعرفة الاتجاهات التاريخية والطبائع البشرية، وعندئذ فحسب ستنكشف له مؤامرة يهودية جهنمية تهدف إلى إفساد العالم وانحلاله لإخضاعه كله لمصلحة اليهود ولسيطرتهم دون سائر البشر.
ولو توهمنا أن مجتمعًا من أعتى الأبالسة الأشرار قد انعقد ليتبارى أفراده أو طوائفه منفردين أو متعاونين في ابتكار أجرم خطة لتدمير العالم واستبعاده، إذن لما تفتق عقل أشد هؤلاء الأبالسة إجراما وخسة وعنفا عن مؤامرة شر من هذه المؤامرة التي تمخض عنها المؤتمر الأول لحكماء صهيون سنة (1897م)، وفيه درس المؤتمرون خطة إجرامية لتمكين اليهود من السيطرة على العالم، وهذه البروتوكولات توضح أطرافا من هذه الخطة.
وبعد هذا البيان فإنه من حق القراء علينا أن نسوق لهم- هنا- جملة من نصوص الخطة الماكرة التي جاءت في «بروتوكولات حكماء صهيون»، وعددها الذي تم اكتشافه أربعة وعشرون، والله يعلم ما يسرون وما يعلنون!
وقد تحدث حكماء اليهود في البروتوكول الأول عن استبدال سلطة الدين بسلطة الذهب!!
فقالوا: «لقد طغت سلطة الذهب على الحكام المتحررين، ولقد مضى الزمن الذي كانت فيه الديانة هي الحاكمة.. وإن الاستبدال المالى- والمال كله في أيدينا- سيمد إلى الدولة عُودًا لا مفر لها من التعلق به؛ لأنها إذا لم تفعل ستغرق في اللجة لا محالة».
ثم تحدث اليهود في نفس البروتوكول عن دورهم الخطير في إفساد أخلاق الأمم والشعوب.
فقالوا: ومن المسيحيين أناس قد أضلتهم الخمر، وانقلب شبانهم مجانين! بالموسيقى، والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا، ومعلمونا، وخدمنا في البيوتات الفنية! وكتبتنا ومن إليهم ونساؤنا في أماكن لهوهم! وإليهن أضيف من يُسمَّين: «نساء المجتمع» يعنى: «سيدات المجتمع» أو «علية النساء».
ثم تحدث حكماء اليهود- في نفس البروتوكول الأول- عن العنف والشر.
فقالوا: يجب أن يكون العنف هو الأساس... إن هذا الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى هدف الخير. ولذلك يتحتم ألا نتردد لحظة واحدة في أعمال الرشوة والخديعة والخيانة إذا كانت تخدمنا في تحقيق غايتنا.
وقبل أن ننتقل إلى البرتوكول الثانى نَوَد أن نلفت الأنظار بشدة إلى أن الواقع يدل دلالة قاطعة على أن اليهود قد نفذوا فينا- وفى النصارى من قبلنا- نص ما جاء في البروتوكول الأول؛ فتحقق لهم احتكار الذهب، والتحكم في اقتصاد العالم والأخطر منه أنهم أفسدوا أخلاقنا وأخلاق النصارى من قبلنا بالخمر والموسيقى والنساء والرشوة والخديعة والخيانة.
ولم يكن نجاحهم في ذلك مستمدًا من قوتهم أو ذكائهم، وإنما كان مستمدا من ضعف إيماننا، وبعدنا عن الله، وقد أورثنا ذلك ذلًا ومهانة نتقلب فيهما، ولا يرتفعان عنا إلا بالتوبة والعودة إلى الله، فهل نحن فاعلون؟!
وأما البرتوكول الثانى فأهم ما فيه أمران في غاية الخطر:
الأول: جاء فيه: «إن الطبقات المتعلمة ستختال زهوًا أمام أنفسها بعلمها، وستأخذ جزافًا في مزاولة المعرفة التي حصلتها من العلم الذي قدمه اليها وكلاؤنا رغبة في تربية عقولهم حسب الاتجاه الذي توخيناه». اهـ.
والواقع يشهد بأن فينا من وقع في الفخ الذي نصبه حكماء صهيون.
وأما الأمر الثانى فقد قال عنه أحبار اليهود:
إن الصحافة التي في أيدي الحكومة القائمة هي القوة العظيمة التي بها نحصل على توجيه الناس، فالصحافة تبين المطالب الحيوية للجمهور، وتعلن شكاوى الشاكين وتولد الضجر أحيانا بين الغوغاء، وإن تحقيق حرية الكلام قد ولد في الصحافة، غير أن الحكومات لم تعرف كيف تستعمل هذه القوة بالطريقة الصحيحة، فسقطت في أيدينا، ومن خلال الصحافة أحرزنا نفوذا، وبقينا نحن وراء الستار، وبفضل الصحافة كدسنا الذهب، ولو أن ذلك كلفنا أنهارا من الدم، فقد كلفنا التضحية بكثير من جنسنا، ولكن كل تضحية من جانبنا تعادل آلافًا من الأممين «غير اليهود» أمام الله.
أما الأمر الثالث من هذه الوثيقة الخطيرة فهو يبدأ ببيان أن هدف اليهود أن تكون كل دول أوربا محصورة بأغلال لا تكسر!!
والواقع يشهد أن كل أو جل الدول الأوروبية تحت سيطرة اليهود.
ويؤكد حكماء صهيون أنه ينبغى تدبير المكائد والدسائس دائما بين الحكومات والشعوب، يقول البروتوكول:
وقد فصلنا القوة المراقبة «الحكومة» عن قوة الجمهورية العمياء «الشعب»، لأنهما حين انفصلتا صارتا كأعمى فقد عصاه!
ويبين اليهود ان رفع شعار «حقوق البشر» لا وجود له في الواقع، وإنما يتبنى اليهود هذا الشعار لإثارة القلاقل والفتن والواقيعة بين المجتمعات البشرية.
ويسوق أبناء صهيون- هنا- مجموعة من الوسائل التي يصلون بها إلي السيطرة على العالم شرقه وغربه على السواء:
«نحن على الدوام نتبنى الشيوعية، ونحتضنها متظاهرين بأننا نساعد العمال طوعًا لمبدأ الأخوة والمصلحة العامة للإنسانية، وهذا ما تبشر به الماسونية»؟!
«وسنخلق أزمة اقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا، وبمساعدة الذهب الذي هو كله في أيدينا».
ونحن الآن- كقوة دولية- فوق المتناول، لأنه لو هاجمتنا أحدى الحكومات لقامت بنصرنا أخريات؟؟!!
* وفى البرتوكول الرابع يرتكز على ثلاثة محاور كفيلة بتدمير العقيدة والأخلاق لكل شعوب الأرض!!
أولها: «إن المحفل الماسونى المنتشر في كل أنحاء العالم ليعمل في غفلة كقناع لأغراضنا»، ونوادى الروتارى داخلة في هذا النص.
والمحور الثاني: «يتحتم علينا- أي اليهود- أن ننزع فكرة الله ذاتها من عقول المسيحيين! وأن نضع مكانها عمليات حسابية وضرورية مادية، ثم لكي نحول عقول المسيحيين عن سياستنا سيكون حتما علينا أن نبقيهم منهمكين في الصناعة والتجارية، وهكذا ستنصرف كل الأمم إلى مصالحها، ولن تفطن في هذا الصراع العالمي إلى عدوها المشترك»!!
وأما الثالث وهو أيضا في غاية الخطورة: (إن الصراع من أجل التفوق، والمضاربة في عالم الأعمال ستخلقان مجتمعا أنانيًا غليظ القلب منحل الأخلاق، هذا المجتمع سيصير منحلًا ومبغضًا للدين والسياسة، وستكون شهوة الذهب رائده الوحيد.
وسيكافح هذا المجتمع من أجل الذهب متخذًا اللذات المادية التي يستطيع أن يمده بها الذهب مذهبًا أصيلا.
وأما البروتوكول الخامس فلا يمكن اختصاره أو تلخيصه لخطورة المؤامرة التي اشتمل عليها كل لفظ من ألفاظه!! لكنه بوجه عام يستمد خطورته من اعتقاد راسخ عند اليهود بأنهم شعب الله المختار كما يزعمون، وذلك في قوله: «إننا نقرأ في شريعة الأنبياء أننا مختارون من الله لنحكم الأرض».
وفى سبيل ذلك الهدف يلجأ اليهود إلي أخس الوسائل التي تحقق هذه الغاية؛ فيعملون جاهدين على إثارة النعرات القبلية والقومية؛ ويخلصون من ذلك إلي نتيجة هامة، وهى أن أى حكومة منفردة لن تجد لها سندا من جاراتها حين تدعوها العربية اليوم- بخاصة- والإسلامية بعامة.
ويوجب اليهود على أنفسهم ضرورة على أنفسهم ضرورة احتكار مطلق الصناعة والتجارة للتحكم في رأس المال العالمى.
وفى سبيل تحقيق الهدف النهائي لليهود «حكم العالم»، فإنهم يؤكدون على ضرورة أن يقوم الحكام بسحر عقول العامة بالكلام الأجوف لأن الشعوب قلما تلاحظ ما إذا كان الوعد قابلًا للوفاء فعلًا أم لا؟ ولضمان الرأي العام والسيطرة عليه يجب أن نحيره كل الحيرة بتغيرات من جميع النواحي لكل أساليب الآراء المتناقضة بحيث يقتنع الرأي العام أنه لا يصلح لإبداء رأيه في المسائل السياسية فيسهل توجيهه وإقناعه والسيطرة عليه!!.
كل ذلك يفعله اليهود سعيا إلى تشكيل حكومة عالمية عليا تحكم العالم بأسره:
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [الأنفال: 30].
ويسعى البرتوكول السادس إلى: تخريب صناعة وزراعة دول العالم، وذلك من خلال تشجيعه حب الترف المطلق مما يعنى استنزاف مبالغ طائلة في هذا الباب «الترف» بغير فائدة.