فصل: اليهود أكثر الناس قتلًا للأبرياء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فإذا عقد المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب فإنه سيكون برئاسة أمريكا راعية الإرهاب في العالم، حتى لو كان المؤتمر تحت مظلة الأمم المتحدة، فإنه مجرد ستار وغطاء وهل استطاع مجلس الأمن أن يلزم إسرائيل بقراراته، أو يفرض عليها عقوبات من أى نوع أو يخضعها للتفتيش كما يحدث مع العراق، أو يجبرها على تسليم مجرمى الحرب، كما فعل مع الصرب، او تسليم من قتلوا ودمروا، كما يحاولون مع ليبيا؟!!
إذن هذا المؤتمر لن يحل مشكلة الإرهاب في العالم، ولكنه سيعالج ويناقش مساحة محدودة من الإهاب، وهو المتعلق بالأفراد فقط أو التنظيمات، أما إرهاب الدولة الذي تمارسه الحكومات، فلن يدرج في جدول الأعمال!
وستبقى روافد الإرهاب ومنابعه مادام الظلم باقيًا وقائمًا، وأمريكا عندما تمارس الإرهاب فإنها لا تتبع سياسة واحدة مع كل الدول، بل أنها تغازل الدول القوية- وإن كانت مسلمة- كما تفعل مع إيران ومصر، وتهاجم الدول الضعيفة، كما فعلت مع السودان وأفغانستان.
لكن العجيب- أيضًا- في علاقة الدول الإسلامية بأمريكا هو ذلك التناقض والتباين بين موقف الحكومات الإسلامية من امريكا وموقف الشعوب المسلمة منها.
وفى هذه المسألة يقول الأستاذ صلاح الدين حافظ في مقالة بالأهرام / 1998م): بقدر قوة العلاقات الرسمية- يعنى بين الحكومات الإسلامية وأمريكا- بقدر اتساع الكراهية الشعبية- يعنى كراهية الشعوب المسلمة لأمريكا.
ثم يذكر الأسباب المحتملة لتفسير هذه الظاهرة فيقول: فهل ذلك يرجع إلى نضج الحكومات أكثر من الشعوب؛ أو يرجع إلى تفوق الشعوب على حكوماتها في فهم مصالحها الحقيقة، ومعرفة أعدائها من أصدقائها، ثم هل يرجع أيضًا إلى غياب الفهم المتبادل بين الشعوب والحكومات العربية والإسلامية؟ أم يرجع إلى الإصرار الأمريكى والغربى عمومًا على قهر العرب والمسلمين في كل وقت وحين! وراثة عن عداءٍ قديم يتجدد، وصولًا إلى فرض إسرائيل شرطيًا على المنطقة العربية؛ مربيًا ومؤدبًا للساحة الإسلامية باسم الغرب الأوروبى الأمريكى المتغطرس!! نحسب أن السبب هو جماع كل ذلك. أهـ.

.اليهود أكثر الناس قتلًا للأبرياء:

لقد باركت أمريكا دائمًا كل ما فعله اليهود من سفك لدماء الأبرياء! ولأن الأرقام لغة ناطقة، فإننا نسوق هنا أمثلة من الوقائع المؤكدة ذات الدلالة القاطعة على إرهاب اليهود بإقرار الحكومة الأمريكية وسكوتها:
1- في عام (1948م) وكذلك (1956م) قام اليهود بقتل الأسرى من الضباط والجنود المصريين!.
2- ارتكب اليهود (42) مجزرة بشعة ضد المواطنين الفلسطينيين في الفترة من عام (1948م إلى 1956م).
3- في عام (1970م) قصفت إسرائيل مدرسة بحر البقر بالشرقية وقتلت (45) طفلًا، وجرحت (36) آخرين من الأبرياء!!.
4- في عام (1982م) ارتكب اليهود مذبحةً بشعة في صبرا وشاتيلا راح ضحيتها (3296) من النساء والأطفال والشيوخ!!
5- في عام (1994م) قام مستوطن يهودى (ضابط احتياطى) بالهجوم على المسجد الإبراهيمى وقتل (29) مسلمًا وهم يصلون!!
6- في عام (1996م) قامت إسرائيل بمذبحة «عناقيد الغضب» التي دكت جنوب لبنان، وقتل فيها (106) مواطنًا لبنانيًا من الأبرياء.
7- يقوم جهاز المخابرات الإسرائيلى «الموساد» بالتصفيات الجسدية واغتيال علماء الذرة العرب، والقيادات الإسلامية الفلسطينية، مثل: يحيى عياش، وهانى العابد، وكذلك محاولة اغتيال خالد مشغل.
والعجيب والغريب، بل المريب أن أحدًا لم يربط بين هذا الإرهاب بجميع صوره المذكورة، والديانة التي ينتمى إليها فاعلوه! فلم يتحدث أحد عن التوراة المحرفة وعلاقتها بهذا الإرهاب، ولم تكتب صحف أوروبا وأمريكا عن الديانة اليهودية الإرهابية!!
ولا يوجد على ظهر الأرض ربط بين الدين والإرهاب، إلا إذا نسب الحادث إلى مسلمين.
أما إذا نفذ الحوادث الإرهابية يهود أو نصارى أو غيرهم، فإن وسائل الإعلام العالمى تتحدث- حينئذ- عن جنسية الفاعل، لا عن ديانته!!.
وبعبارة أخرى: كل إرهابى مسئول عن فعله إذا لم يكن مسلمًا! أما إذا كان مسلمًا فالدين الإسلامى- عندهم- هو المسئول!! وهذا هو عين الظلم الذي حرمه الله.
ومن الأدلة على هذا، ما جاء في هذا الإحصاء:
تقرير عن حوادث الإرهاب المنفذة في أمريكا في الفترة من (1982 إلى 1995م).
إجمالى الحوادث 169.
عدد الحوادث... الجهة المنفذة
16... متطرفون يهود!!
3... عناصر عربية وشرق أوسطية
129... الجماعات اليمينية المتطرفة غير المسلمين.
21... الجماعات اليسارية غير المسلمين.
إن هذه الإحصائية تكشف بوضوح الكذب والإفتراء الذي تمارسه وسائل الإعلام في تضليل الرأى العام وتشويه صورة الإسلام.والله من ورائهم محيط.

.كيف يفكر اليهود؟

ان الواقع المعاصر يفرض على المسلم ان يعرف عدوه معرفة صحيحة، وان يرى ببصيرته- قبل بصره- حجم المؤامرة التي يدبرها اليهود لأمته، معتصما في كل ذلك بالله، ومستعينا به، على ضوء من الكتاب والسنة، ونور من الله: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} [النور:40].
إن علماء السياسة يذكرون ان سياسة اليهود تجاه مصر- بصفة خاصة- منذ توقيع اتفاقية السلام تقوم على ثلاثة أمور:
أولًا: تخريب مصر من الداخل!!
ثانيا: عزل مصر عن العالم العربى!!
ثالثا: تقليص دور مصر الاقليمى في المنطقة كدولة ذات وزن وتأثير.
أما المحور الأول: وهو تخريب مصر من الداخل، فإن اليهود قد جعلوه جزءًا من عقيدتهم! وكتبوه في التوراة المحرفة ليتقربوا إلى الله به!!
*تقول التوراة في سفر أشعياء النبي (19/ 1: 10):
«وحى من جهة مصر، هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلي مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها، وأهيج مصريين على مصريين!! «تأمَّل» فيحارب كل واحد أخاه، وكل واحد صاحبه! مدينة مدينة، ومملكة مملكة، وتهراق روح مصر داخلها، وأفنى مشورتها فيسألون الأوثان والعارفين وأصحاب التوابع والعرافين، وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيتسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجر مكتئبى النفس»!
وفى سبيل تحقيق هذا الهدف فإن إسرائيل تسعى إلي تدمير ركائز القوة في المجتمع المصرى المسلم، وهى: الشباب، والعقول، والقيادات.
فهى تحاول ضرب الشباب المسلم في مصر عن طريق توفير جميع وسائل الانحراف الخلقى والدينى والاجتماعى.. إلخ بواسطة عملائها في الداخل، كما أنها تحرض الشباب ضد حكومته والحكومة ضد أبنائها، ويسعى اليهود إلي اغتيال العقول المصرية الرائدة؛ وذلك بالوقوف في وجهها وعرقلة تفوقها، بل وقتل أصحابها، وأما القيادات فإن إسرائيل تنفث سمومها دائما لزعزعة الأمن والاستقرار، بحيث تشغل القيادة والحكومة المصرية بمواجهة شعبها بدلًا من عدوها.
وأما المحور الثانى: وهو عزل مصر عن المحيط العربى، فقد نجح اليهود بعد تحقيقه بعد اتفاقية السلام المزعومة نجاحًا كبيرًا.
وقد استطاع اليهود لسنوات طويلة ان يزرعوا بذور العداوة بين مصر والدول العربية بصورة لم يسبق لها مثيل.
وبهذا نجح اليهود في تفكيك الوحدة العربية ووجدت كل دولة من دول المواجهة نفسها تواجه إسرائيل منفردة.
المحور الثالث: وهو ضرب دور مصر الاقليمى في المنطقة، وتحويلها إلي دول هامشية ليس لها وزن في منطقة الشرق الأوسط، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف سعت إسرائيل إلي إقامة تحالفات مع كل من: طهران، وانقرة، وأديس أبابا.
ويصور خبراء السياسة خطة اليهود في هذا التحالف على النحو التالى:
- علاقات ثنائية بين تل أبيب وكل من هذه العواصم.
- إقامة تجانس بين مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل مع الدول الثلاث إيران، تركيا، اثيوبيا.
«لاحظ وجود دولتين مسلمتين بين الدول الثلاث».
- إقامة تكتل ثلاثى ضد المنطقة العربية بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة!!
على ان يتم هذا التكتل بصورة منفصلة تشمل: «تل أبيب، واشنطن، طهران» ثم «تل ابيب، واشنطن، وانقرة» ثم «تل أبيب، واشنطن، اديس أبابا!».
حاول ان تربط بين هذه الخطة والواقع العملى:
تقارب مع ايران، قضاء على الحكم الإسلامى في تركيا وإعادة العلمانية، تلاحم مع أديس أبابا مع توفير البديل في اريتريا.
وتري إسرائيل ان تجعل هذه الدول الثلاث مساندة لها في التدخل في المنطقة العربية: الحبشة في قرن افريقيا، وحوض النيل «مصر والسودان» ولقد كنا- وما زلنا- نعتقد ان محاولة الاعتداء على الرئيس مبارك في اثيوبيا قد خطط لها اليهود لتقريب هذا الهدف!
«إثارة مشاكل سياسية تحقق مواجهة عسكرية بين مصر واثيوبيا والسودان».
وكذلك تسخر إسرائيل تركيا في المواجهة والتدخل في العراق وسوريا وايران في منطقة الخليج، والواقع يؤكد هذا ويشهد عليه، وتسعى إسرائيل إلي محاصرة الدول العربية وإحكام السيطرة عليها من خلال هذه الدول الثلاث.
ومن نظر إلي خريطة المنطقة فهم ذلك بوضوح وجلاء.
وأخطر سلاح يستعمله اليهود للوصول إلي أهدافهم هو غسل عقول الطبقة المثقفة في مصر، وإيجاد جيل مثقف لا يعرف الإسلام ولا يعمل للإسلام، ولا يدافع عنه، ولا يحتكم إليه.
وساهمت وسائل الإعلام المصرية مساهمة كبيرة وفعالة في هذا المجال! وتهيئة العقول لقبول السلام الوهمى مع اليهود، وهو سلام من طرف واحد، لأن اليهود لم ولن يجنحوا للسلم، فسعادتهم في سفك الدماء، ونعيمهم في زعزعة أمن واستقرار غيرهم، وهذا الحديث يفرض علينا تساؤلًا هامًا:
هل إسرائيل تريد السلام؟
والجواب: أن إسرائيل ترفع شعار السلام لتخدير مشاعر الأمة، ولأن ديننا يأمرنا بالاخلاص، وينهانا عن النفاق، فحكامنا وأولوالأمر فينا يتحدثون عن السلام من قلوبهم؛ بينما يتحدث عنه اليهود من لسانهم! أما قلوبهم فتعد العدة لحرب قادمة شاملة مدمرة! ونحن ننام في أوهام السلام!!
يقول اللواء أ. ح. د فوزى طايل: «قامت إسرائيل على أيدى مقاتلى عصابات مسلحة، وأقامت هيكل الدولة على أساس أنها «أمة مسلحة» ومزجت في المستعمرات بين «الزراعة والدفاع» وجعلت من «نظرية الأمن» أسلوبا لإدارة الدولة، وأقامت نظامًا للحكم يوصف بأنه «ديمقراطية الدولة المعسكر»، وجعلت اقتصادها اقتصادًا عسكريًا قلبًا وقالبًا، وجعلت من فكرة «الخطر الدائم» الوسيلة الرئيسية لإحداث التماسك الاجتماعى وإفراز مجتمعها «نخبة عسكرية خالصة»، وربطت بين الهجرة والاستيطان والاغتصاب بالقوة».اهـ.