فصل: اليهود وألمانيا:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.اليهود وألمانيا:

يزعم اليهود ويعلنون ويكررون ان هتلر- قائد الحكم النازى في ألمانيا- قد أباد ستة ملايين يهودى في معسكرات الإبادة والاعتقال، وكان الهدف من وراء ذلك هو استئصال اليهود من على وجه الأرض، والعجيب ان المؤرخين السياسيين يؤكدون أنه لا توجد اى وثائق يقينية تدل على وجود هذه الإبادة الجماعية بهذا الشكل الذي ذكره اليهود... إذن ما هو الهدف؟
لقد أطلق اليهود هذه الشائعة القوية قبل سنة (1948 م) حتى ينالوا عطف العالم عليهم في إقامة دولة لهم بفلسطين تضمن لهم البقاء وعدم التشرد، حتى لا تتكرر الإبادة المزعومة ولا المذابح الوهمية... ولقد استطاع اليهود من خلال هذه الدعاية استزاف الأموال الطائلة من ألمانيا بصفة دورية متكررة منذ أكثر من خمسين عامًا وحتى الان، تعويضا لهم عما حدث!!
بل تمكن اليهود من الضغط على الحكومة الفرنسية وكسب تعاطف الرأى العام حتى صدر في باريس سنة (1990م) قانون يعرف باسم «قانون جيسو» يقضى بالسجن على كل من يشكك في رقم الستة ملايين يهودى الذي يقال: أن هتلر وأعوانه قد أبادوهم.
أرأيت كيف يفكر اليهود؟

.اليهود والمستقبل:

يعتقد البعض أن الصراع مع اليهود يتعلق بفلسطين المحتلة والقدس الشريف... وهذا غير صحيح.
ويعتقد آخرون أن اليهود- كما هو معلن- يريدون إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وهذا غير دقيق، أما الحقيقة التي في عقول اليهود، فهى أنهم يريدون- لو استطاعوا- إقامة حكومة عالمية تحكم العالم بأسره، وتحقق استعلاء اليهود على سائر البشر، وسيطرتهم على كل حكومات العالم!!
والطريقة التي يفكر بها اليهود تؤكد هذه الحقيقة، فهم يخططون لمشاريع خيالية نسوق منها هذا المثال:
يخطط اليهود لتحويل تل أبيب إلي عاصمة سياحية ومصرفية لمنطقة الشرق الأوسط، بل وفى ربط هذه المنطقة بالقارات الثلاث، وكلمة العاصمة السياحية تعنى ربط تل أبيب بالعالم القديم من خلال أربعة خطوط حديدية:
أحدهما: يتجه إلي طهران عبر بغداد.
والثانى: يخترق صحراء سيناء ليصل إلي الرباط، على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط الافريقى.
والثالث: يدور حول البحر الأحمر مخترقا شبه الجزيرة العربية شرقا، وحوض وادى النيل غربا لتجميع هذه الروافد الثلاثة في تل أبيب.

.اليهود والسادات:

لقد استطاع هنرى كسينجر- وزير خارجية أمريكا- أن ينقذ إسرائيل سنة (1973م) من هزيمة ساحقة، مستغلا في ذلك مكر اليهود وضعف المفاوض المصرى- الرئيس السادات- بشهادة وزراء خارجية مصر.
يقول محمد إبراهيم كامل- وزير خارجية مصر-: «قدرة السادات التفاوضية من خلال التجربة التي حدثت في كامب ديفيد كانت غير موفقة وسيئة للغاية! فقد اعتمد- أى السادات- على عناصر معينة على أمل أن تدفع بالمبادرة إلى طريق النجاح، دون أن يدرس حدود إمكانيات الشخصيات التي واجهها، سواء مناحم بيجين، أو الرئيس الأمريكى كارتر، الذي اعتمد عليه اعتمادا كليا في كامب ديفيد» اهـ.
ويزيد محمود رياض- وزير خارجية مصر- الأمر توضيحا فيقول: «وكان ضعف السادات يتمثل في فشله في حرب أكتوبر 1973م في تحقيق مكاسب سياسية، وتحويل الميزان لصالح إسرائيل عام 1978م، في حين تناقصت قوة الجيش المصرى بشكل ملحوظ عن عام 1973م، كما تخلى السادات عن الاختيار العسكرى بتوقيعه اتفاق فض الاشتباك في عام 1975م، وتعهده بعدم استخدام القوة».
ثم يضيف قائلا: «فتاريخ السادات معروف لدى بالكامل...الرجل لم يمارس سياسة خارجية، هذا فضلا على أنه- وإن كان يقرأ- إلا أنه ليس بمقدار إطلاع عبد الناصر!! ولم تكن لديه التجربة الشخصية على التفاوض، وتدهش إذا سمعت وقرأت رأى كيسنجر في أنور السادات وقدرته التفاوضية، فلقد عقد كيسنجر مقارنة بين القدرات التفاوضية لكل من الملك فيصل والرئيس الأٍسد والرئيس السادات، وكانت النتجية أن السادات أضعفهم!! فليست لديه قدرة على التفاوض، ويروى كيسنجر أنه حين ذهب لإسرائيل قدموا له مشروعا ليقدم للسادات، فقال لهم: لا، قدموا له مشروعا متشددا حتى إذا ما رفضه فإنه يوافق على مشروع متشدد آخر، وكانت النتيجة موافقة السادات على المشروع المتشدد بمنتهى السهولة!».
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
فما زال الحديث موصولا في هذه الحلقة الأخيرة عن اليهود وما يتعلق بتفكيرهم وخطتهم لضرب الإسلام وإبادة المسلمين لو استطاعوا!
ومن المعلوم الذي لا يخفى أن معرفة العدو وطبيعته شيء مهم قبل المواجهة، ولقد ذكر المحللون والخبراء أن اليهود تسيطر عليهم في سلوكهم وتصرفاتهم عناصر ثلاثة:
الأول: هو الكراهية الذاتية!
والثانى: هو الجبن والخوف!
والثالث: هو السلوك العدوانى!
فالعنصر الأول: «الكراهية الذاتية» يعنى ان اليهودى يكره نفسه!! وهذه الكراهية العجيبة تؤثر على سلوكه، فهو ينشر المخدرات، ويشجع الإباحية تعبيرا عن هذه الكراهية! ولقد أثبتت الدراسات أن اليهود هم الذين نشروا الإباحية في غرب أوروبا وامريكا، وأن زعماء الصهيونية قادوا حركة المخدرات في العالم، وأن قادة إسرائيل يقفون خلف الارهاب الدولى!!
وأما العنصر الثانى: فهو يعنى أن اليهودى في قناعة نفسه خائف جبان، وهذا الذي نبه إليه القرآن الكريم: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} [الحشرة:14]، ولهذا فإنه ينبغى ألا يخدعنا حديث اليهود وتظاهرهم بالقوة والقدرة، فاليهودى يخاف من كل شيء، حتى من نفسه!!
ومع استقراء التاريخ وتتبعه لا نرى وصفًا لأى يهودى بالشجاعة على مر الدهور، لقد عاش اليهود دائما في ذل وهوان وخوف واستعباد، وليس لهم في تاريخ البشرية بطولة ثابتة وهذا أيضا قد نبه إليه القرآن الكريم، إذ قال على لسانهم: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} [المائدة:22].
بعد أن قال لهم موسى: {يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ} [المائدة:21].
وفى حرب الأيام الستة عام (1967م) كان قائد الدبابة الاسرائيلى يربط فيها بالسلاسل حتى لا يفر، ولقد ذكر مراسل إحدى الصحف الألمانية ان قادة اليهود كانوا إذا نزلوا من المركبات المصفحة أصابهم الرعب والخوف حتى بال بعضهم على نفسه أو تبرز!!
وأما العنصر الثالث: «السلوك العدوانى» فهو نتيجة للعنصرين السابقين، فهو يستر به الجبن والخوف المسيطر على نفسه.
ولذلك فإن اليهود لا يؤمنون الا بالقوة، فهم يستأسدون في ظاهر الأمر مع كل دولة ضعيفة، ويجبنون ويرتعدون أمام الدولة القوية، وفق نظرية الديوك المتصارعة!!
ففى إحدى الجامعات أجريت تجربة معملية على مجموعات متعددة من الديوك التي تتميز بالشراسة، ولكن في مستويات مختلفة من حيث القوة البدنية، فلوحظ ان الأقوى يتجه إلي الأقل قوة ويضربه ويصيبه بعنف.
وهذا المضروب لا يحاول الدفاع عن نفسه، أو مقاومة من اعتدى عليه لشدة خوفه منه، وانما يبحث عن ديك آخر أضعف منه فيضربه ويصيبه!! وهكذا الأقوى يضرب الأضعف، والأضعف يضرب الأكثر ضعفا منه، وهكذا يفعل اليهود!!
بقيت ثلاث حقائق تحمل في ثناياها بشارات عظيمة:
- الحقيقة الأولى: اليهود لا يقبلون أن يدخل معهم أحد في دينهم!!
فمن رحمة الله بعباده، وفضله على الناس جميعا ان يعتقد اليهود اعتقادا باطلًا خلاصته: أن الدين اليهودى- بزعمهم- شرف لا يستحقه ولا يناله غير اليهود! ولذلك فإن دينهم حكرٌ عليهم، لا يدعون إليه غيرهم، ولا يرغبون الناس بالدخول فيه، وليس لهم مكاتب تبشير كالنصارى، ولذلك فإن أى زيادة في معدل وفيات اليهود عن معدل مواليدهم تعنى انقراض الجنس اليهودى من على وجه الأرض لو استمر الحال كذلك، نسأل الله ذلك!!
وهذا يفسر لنا الخوف الشديد والهلع والفزع الذي يصيب اليهود في جنوب لبنان بصفة خاصة، وعند قتل يهودى بصفة عامة.
- الحقيقة الثانية: فشل مخطط اليهود:
فى سنة (1897م) عقد المؤتمر الصهيونى الذي ضم قادة الحركة الصهيونية في العالم، وذلك في مدينة بال بسويسرا، ووضع المؤتمرون خطة محكمة لقيام دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلي الفرات، على ان تقوم هذه الدولة المزعومة بعد مئة سنة من تاريخ المؤتمر؛ اى في سنة (1997م)، ونحن الآن في سنة (1999م)، ولم يحدث شيء مما تمناه اليهود، ولن يحدث بإذن الله.
- الحقيقة الثالثة: خوف اليهود من الجهاد الإسلامى ووعد الله للمؤمنين بالنصر والتمكين.
ان كلمة «أمن إسرائيل» التي يرددها اليهود ليل نهار تعنى ان يتخلى العرب والمسلمون عن عقيدة الجهاد، فإن إسرائيل تعلم علم اليقين أنها لن تنعم بالأمن في ظل وجود عقيدة الجهاد، حتى لو تخلى المسلمون عن واجبهم في القيام بهذه الفريضة ما دامت في كتبهم وقلوبهم!!
وقد صرحت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية بهذا في وضوح وجلاء فقالت: «إننى أطالب رئيس السلطة الفلسطينية بالوفاء بتعهداته لنا من تدمير للبنية الأساسية للجهاد الإسلامى».
وبعد، فقد وعدنا الله بالنصر في مثل قوله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف:8]، وقوله: {...وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}[النساء:141].
وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ * كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [المجادلة:20، 21].
وقول رسوله الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، حتى ان اليهودى ليختبىء وراء الشجر والحجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم يا عبد الله، هذا يهودى فاقتله».
نحن نؤمن بوعد الله، ونرجو نصر الله، ونلتزم منهج الله القائل: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173- 174].