فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشعراوي:

{قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ (113)}.
وكأنهم أرادوا أن يتشبهوا بسيدنا إبراهيم خليل الرحمن عندما سأل الله عن كيفية إحياء الموتى ليطمئن قلبه. لقد آمنوا بعلم اليقين، ويريدون الآن الانتقال إلى عين اليقين؛ لذلك سألوا عن المائدة التي صارت بعد ذلك حقيقة واضحة.
وهكذا نعرف أن هناك فارقا بين أن يؤمن الإنسان بذاته، وأن يشهد بالإيمان عند غيره. فالذي يشهد بالإيمان عند غيره يحتاج إلى يقين أعمق. اهـ.

.قال سيد قطب:

هذا الدرس بطوله بقية في تصحيح العقيدة؛ وتقويم ما دخل عليها عند النصارى من انحرافات أخرجتها عن أصلها السماوي عند قاعدتها الأساسية. إذ أخرجتها من التوحيد المطلق الذي جاء به عيسى عليه السلام كما جاء به كل رسول قبله، إلى ألوان من الشرك، لا علاقة لها أصلًا بدين الله.
ومن ثم فإن هذا الدرس كذلك يستهدف تقرير حقيقة الألوهية وحقيقة العبودية- كما هي في التصور الإسلامي- تقرير هذه الحقيقة من خلال هذا المشهد العظيم الذي يعرضه؛ والذي يقرر فيه عيسى عليه السلام على ملأ من الرسل، ومن البشر جميعًا، أنه لم يقل لقومه شيئا مما زعموه من ألوهيته ومن تأليه أمه؛ وأنه ما كان له أن يقول من هذا الشرك كله شيئًا!
والسياق القرآني يعرض هذه الحقيقة في مشهد تصويري من «مشاهد القيامة» التي يعرضها القرآن الكريم عرضًا حيًا ناطقًا، موحيًا مؤثرًا، عميق التأثير، يهتز له الكيان البشري وهو يتلقاه كأنما يشهده اللحظة في الواقع المنظور. الواقع الذي تراه العين، وتسمعه الأذن. وتتجلى فيه الانفعالات والسمات النابضة بالحياة فها نحن أولاء أمام المشهد العظيم: {يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب}: يوم يجمع الله الرسل الذين فرقهم في الزمان فتتابعوا على مداره؛ وفرقهم في المكان فذهب كل إلى قريته؛ وفرقهم في الأجناس فمضى كل إلى قومه.. يدعون كلهم بدعوة واحدة على اختلاف الزمان والمكان والأقوام؛ حتى جاء خاتمهم صلى الله عليه وسلم بالدعوة الواحدة لكل زمان ومكان وللناس كافة من جميع الأجناس والألوان..
هؤلاء الرسل إلى شتى الأقوام، في شتى الأمكنة والأزمان.. ها هو ذا مرسلهم فرادى، يجمعهم جميعًا؛ ويجمع فيهم شتى الاستجابات، وشتى الاتجاهات. وها هم أولاء.. نقباء البشرية في حياتها الدنيا؛ ومعهم رسالات الله إلى البشرية في شتى أرجائها، ووراءهم استجابات البشرية في شتى أعصارها. هؤلاء هم أمام الله.. رب البشرية سبحانه في مشهد يوم عظيم.
وها هو ذا المشهد ينبض بالحياة: {يوم يجمع الله الرسل. فيقول ماذا أجبتم}.
{ماذا أجبتم}.. فاليوم تجمع الحصيلة، ويضم الشتات، ويقدم الرسل حساب الرسالات، وتعلن النتائج على رؤوس الأشهاد.
{ماذا أجبتم}.. والرسل بشر من البشر؛ لهم علم ما حضر، وليس لديهم علم ما استتر.
لقد دعوا أقوامهم إلى الهدى؛ فاستجاب منهم من استجاب، وتولى منهم من تولى.. وما يعلم الرسول حقيقة من استجاب إن كان يعرف حقيقة من تولى. فإنما له ظاهر الأمر وعلم ما بطن لله وحده.. وهم في حضرة الله الذي يعرفونه خير من يعرف؛ والذي يهابونه أشد من يهاب؛ والذي يستحيون أن يدلوا بحضرته بشيء من العلم وهم يعلمون أنه العليم الخبير.
إنه الاستجواب المرهوب في يوم الحشر العظيم، على مشهد من الملأ الأعلى، وعلى مشهد من الناس أجمعين. الاستجواب الذي يراد به المواجهة.. مواجهة البشرية برسلها؛ ومواجهة المكذبين من هذه البشرية خاصة برسلهم الذين كانوا يكذبونهم. ليعلن في موقف الإعلان، أن هؤلاء الرسل الكرام إنما جاءوهم من عند الله بدين الله؛ وها هم أولاء مسؤولون بين يديه سبحانه عن رسالاتهم وعن أقوامهم الذين كانوا من قبل يكذبون.
أما الرسل فهم يعلنون أن العلم الحق لله وحده؛ وأن ما لديهم من علم لا ينبغي أن يدلوا به في حضرة صاحب العلم، تأدبًا وحياء، ومعرفة بقدرهم في حضرة الله:
فأما سائر الرسل- غير عيسى عليه السلام- فقد صدق بهم من صدق، وقد كفر بهم من كفر؛ ولقد انتهى أمرهم بهذا الجواب الكامل الشامل، الذي يدع العلم كله لله، ويدع الأمر كله بين يديه. سبحانه.. فما يزيد السياق شيئًا في هذا المشهد عنهم.. إنما يلتفت بالخطاب إلى عيسى بن مريم وحده، لأن عيسى بن مريم هو الذي فتن قومه فيه، وهو الذي غام الجو حوله بالشبهات، وهو الذي خاض ناس في الأوهام والأساطير حول ذاته، وحول صفاته، وحول نشأته ومنتهاه.
يلتفت الخطاب إلى عيسى بن مريم- على الملأ ممن ألهوه وعبدوه وصاغوا حوله وحول أمه- مريم- التهاويل.. يلتفت إليه يذكره نعمة الله عليه وعلى والدته؛ ويستعرض المعجزات التي آتاها الله إياه ليصدق الناس برسالته، فكذبه من كذبه منهم أشد التكذيب وأقبحه؛ وفتن به وبالآيات التي جاءت معه من فتن؛ وألهوه مع الله من أجل هذه الآيات، وهي كلها من صنع الله الذي خلقه وأرسله وأيده بالمعجزات:
{إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك. إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا. وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل. وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرًا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني. وإذ تخرج الموتى بإذني. وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين. وإذا أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون}..
إنها المواجهة بما كان من نعم الله على عيسى بن مريم وأمه.. من تأييده بروح القدس في مهده، وهو يكلم الناس في غير موعد الكلام؛ يبرئ أمه من الشبهة التي أثارتها ولادته على غير مثال؛ ثم وهو يكلمهم في الكهولة يدعوهم إلى الله.. وروح القدس جبريل عليه السلام يؤيده هنا وهناك.. ومن تعليمه الكتاب والحكمة؛ وقد جاء إلى هذه الأرض لا يعلم شيئًا، فعلمه الكتابة وعلمه كيف يحسن تصريف الأمور، كما علّمه التوراة التي جاء فوجدها في بني إسرائيل، والإنجيل الذي آتاه إياه مصدقًا لما بين يديه من التوراة.
ثم من إيتائه خارق المعجزات التي لا يقدر عليها بشر إلا بإذن الله. فإذا هو يصور من الطين كهيئة الطير بإذن الله؛ فينفخ فيها فتكون طيرًا بإذن الله- لا ندري كيف لأننا لا ندري إلى اليوم كيف خلق الله الحياة، وكيف يبث الحياة في الأحياء- وإذا هو يبرئ المولود أعمى- بإذن الله- حيث لا يعرف الطب كيف يرد إليه البصر- ولكن الله الذي يهب البصر أصلًا قادر على أن يفتح عينيه للنور- ويبرئ الأبرص بإذن الله، لا بدواء- والدواء وسيلة لتحقيق إذن الله في الشفاء، وصاحب الإذن قادر على تغيير الوسيلة، وعلى تحقيق الغاية بلا وسيلة- وإذا هو يحيي الموتى بإذن الله- وواهب الحياة أول مرة قادر على رجعها حين يشاء- ثم يذكره بنعمة الله عليه في حمايته من بني إسرائيل إذ جاءهم بهذه البينات كلها فكذبوه وزعموا أن معجزاته هذه الخارقة سحر مبين! ذلك أنهم لم يستطيعوا إنكار وقوعها- وقد شهدتها الألوف- ولم يريدوا التسليم بدلالتها عنادًا وكبرًا.. حمايته منهم فلم يقتلوه- كما أرادوا ولم يصلبوه. بل توفاه الله ورفعه إليه.. كذلك يذكره بنعمة الله عليه في إلهام الحواريين أن يؤمنوا بالله وبرسوله؛ فإذا هم ملبون مستسلمون، يشهدونه على إيمانهم وإسلامهم أنفسهم كاملة لله:
{وإذ أوحيت إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي. قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون}..
إنها النعم التي آتاها الله عيسى بن مريم، لتكون له شهادة وبينة. فإذا كثرة من أتباعه تتخذ منها مادة للزيغ؛ وتصوغ منها وحولها الأضاليل- فها هو ذا عيسى يواجه بها على مشهد من الملأ الأعلى، ومن الناس جميعًا، ومنهم قومه الغالون فيه.. ها هو ذا يواجه بها ليسمع قومه ويروا؛ وليكون الخزي أوجع وأفضح على مشهد من العالمين!
ويستطرد السياق في معرض النعم على عيسى بن مريم وأمه، إلى شيء من نعمة الله على قومه، ومن معجزاته التي أيده الله بها وشهدها بها الحواريون: {إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين. قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين. قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين}..
ويكشف لنا هذا الحوار عن طبيعة قوم عيسى.. المستخلصين منهم وهم الحواريون.. فإذا بينهم وبين أصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم فرق بعيد..
إنهم الحواريون الذين ألهمهم الله الإيمان به وبرسوله عيسى. فآمنوا. وأشهدوا عيسى على إسلامهم.. ومع هذا فهم بعدما رأوا من معجزات عيسى ما رأوا، يطلبون خارقة جديدة. تطمئن بها نفوسهم. ويعلمون منها أنه صدقهم. ويشهدون بها له لمن وراءهم.
فأما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فلم يطلبوا منه خارقة واحدة بعد إسلامهم.. لقد آمنت قلوبهم واطمأنت منذ أن خالطتها بشاشة الإيمان. ولقد صدقوا رسولهم فلم يعودوا يطلبون على صدقه بعد ذلك البرهان. ولقد شهدوا له بلا معجزة إلا هذا القرآن..
هذا هو الفارق الكبير بين حواريي عيسى عليه السلام- وحواريي محمد صلى الله عليه وسلم ذلك مستوى، وهذا مستوى.. وهؤلاء مسلمون وأولئك مسلمون.. وهؤلاء مقبولون عند الله وهؤلاء مقبولون.. ولكن تبقى المستويات متباعدة كما أرادها الله..
وقصة المائدة- كما أوردها القرآن الكريم- لم ترد في كتب النصارى. ولم تذكر في هذه الأناجيل التي كتبت متأخرة بعد عيسى عليه السلام بفترة طويلة، لا يؤمن معها على الحقيقة التي تنزلت من عند الله. وهذه الأناجيل ليست إلا رواية بعض القديسين عن قصة عيسى عليه السلام وليست هي ما أنزله الله عليه وسماه الإنجيل الذي آتاه..
ولكن ورد في هذه الأناجيل خبر عن المائدة في صورة أخرى: فورد في إنجيل متى في نهاية الإصحاح الخامس عشر: «وأما يسوع فدعا تلاميذه، وقال: إني أشفق على الجميع، لأن لهم الآن ثلاثة أيام يمشون معي، وليس لهم ما يأكلون. ولست أريد أن أصرفهم صائمين لئلا يخوروا في الطريق. فقال له تلاميذه: من أين لنا في البرية خبز بهذا المقدار حتى يشبع جمعًا هذا عدده؟ فقال لهم يسوع: كم عندكم من الخبز؟ فقالوا: سبعة وقليل من صغار السمك. فأمر الجموع أن يتكئوا على الأرض؛ وأخذ السبع خبزات والسمك، وشكر وكسر، وأعطى تلاميذه، والتلاميذ أعطوا الجمع، فأكل الجمع وشبعوا، ثم رفعوا ما فضل من الكسر سبعة سلال مملوءة، والآكلون كانوا أربعة الآف، ما عدا النساء والأولاد»... وورد مثل هذه الرواية في سائر الأناجيل..
وبعض التابعين- رضوان الله عليهم- كمجاهد والحسن- يريان أن المائدة لم تنزل. لأن الحواريين حينما سمعوا قول الله سبحانه: {إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين}.. خافوا وكفوا عن طلب نزولها:
قال ابن كثير في التفسير: روى الليث بن أبى سليم عن مجاهد قال: «هو مثل ضربة الله ولم ينزل شيء». (رواه ابن أبي حاتم وابن جرير).
ثم قال ابن جرير: حدثنا الحارث، حدثنا القاسم- هو ابن سلام- حدثنا حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال: مائدة عليها طعام أبوها حين عرض عليهم العذاب إن كفروا، فأبوا أن تنزل عليهم.. وقال أيضا؛ حدثنًا أبو المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، أنه قال في المائدة: إنها لم تنزل.. وحدثنا بشر، حدثنا يزيد، حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: كان الحسن يقول: لما قيل لهم: {فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين} قالوا: لا حاجة لنا فيها، فلم تنزل.
ولكن أكثر آراء السلف على أنها نزلت. لأن الله تعالى قال: {إني منزلها عليكم}. ووعد الله حق. وما أورده القرآن الكريم عن المائدة هو الذي نعتمده في أمرها دون سواه..
إن الله سبحانه يذكر عيسى بن مريم- في مواجهة قومه يوم الحشر وعلى مشهد من العالمين- بفضله عليه: {إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}..
لقد كان الحواريون- وهم تلاميذ المسيح وأقرب أصحابه إليه وأعرفهم به- يعرفون أنه بشر.. ابن مريم.. وينادونه بما يعرفونه عنه حق المعرفة. وكانوا يعرفون أنه ليس ربا وإنما هو عبد مربوب لله. وأنه ليس ابن الله، إنما هو ابن مريم ومن عبيدالله؛ وكانوا يعرفون كذلك أن ربه هو الذي يصنع تلك المعجزات الخوارق على يديه، وليس هو الذي يصنعها من عند نفسه بقدرته الخاصة.. لذلك حين طلبوا إليه، أن تنزل عليهم مائدة من السماء، لم يطلبوها منه، فهم يعرفون أنه بذاته لا يقدر على هذه الخارقة. وإنما سألوه: {يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}..
واختلفت التأويلات في قولهم: {هل يستطيع ربك}.. كيف سألوا بهذه الصيغة بعد إيمانهم بالله وإشهاد عيسى عليه السلام على إسلامهم له. وقيل إن معنى يستطيع ليس (يقدر) ولكن المقصود هو لازم الاستطاعة وهو أن ينزلها عليهم. وقيل: إن معناها: هل يستجيب لك إذا طلبت. وقرئت: {هل تستطيع ربك}. بمعنى هل تملك أنت أن تدعو ربك لينزل علينا مائدة من السماء..
وعلى أية حال فقد رد عليهم عيسى عليه السلام محذرًا إياهم من طلب هذه الخارقة.. لأن المؤمنين لا يطلبون الخوارق، ولا يقترحون على الله.
{قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين}..
ولكن الحواريين كرروا الطلب، معلنين عن علته وأسبابه وما يرجون من ورائه: {قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين}.
فهم يريدون أن يأكلوا من هذا الطعام الفريد الذي لا نظير له عند أهل الأرض. وتطمئن قلوبهم برؤية هذه الخارقة وهي تتحقق أمام أعينهم؛ ويستيقنوا أن عيسى عليه السلام قد صدقهم، ثم يكونوا شهودًا لدى بقية قومهم على وقوع هذه المعجزة.
وكلها أسباب كما قلنا تصور مستوى معينًا دون مستوى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهؤلاء طراز آخر بالموازنة مع هذا الطراز!
عندئذ اتجه عيسى عليه السلام إلى ربه يدعوه: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين}. اهـ.