فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{والله غفور} لمن تاب من طلب علوم الحقائق بالقال: {حليم} لمن يطلب بالحال فيصدر عنه في أثناء الطلب سؤال {قد سألها قوم من قبلكم} كقدماء الفلاسفة أعرضوا عن متابعة الأنبياء وأقبلوا على مجرد القيل والقال، فوقعوا في أودية الشبهات والضلال {ما جعل الله من بحيرة} قال الشيخ المحقق نجم الدين: المعروف بداية هم الحيدرية والقلندرية يشقون آذانهم وذكورهم ويجعلون فيها حلق حديد ويحلقون لحيتهم {ولا سائبة} هم الذين يضربون في الأرض خليعي العذار بلا لجام الشريعة وقيد الطريقة ويدعون أنهم أهل الحقيقة {ولا وصيلة} هم أهل الإباحة الذين يتصلون بالأجانب بطريق المؤاخاة والاتحاد ويرفضون صحبة الأقارب لأجل العصبية والعناد {ولا حام} وهو المغرور بالله يظن أنه بلغ مقام الحقيقة فلا يضره مخالفات الشريعة. {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله} من الأحكام {وإلى الرسول} لمتابعته {قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا} أي مشايخنا وأهل صحبتنا {أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئًا} من الشريعة والطريقة {ولا يهتدون} إلى الحقيقة. {عليكم أنفسكم} أي اشتغلوا أوّلًا بتزكية نفوسكم ثم بإرشاد الغير فإن الفريق الذي لم يتعلم السباحة إذا تشبث به مثله هلكا معًا {إلى الله مرجعكم جميعًا} فللطالبين بجذبات العناية وللمضلين بسلاسل القهر والنكاية {إذا حضر أحدكم الموت} أي النفس تموت عن صفاتها الذميمة بالرياضة والمجاهدة فتوصي بصفاتها لورثتها وهم القلب وأوصافه والوصيان {اثنان ذوا عدل منكم} هما العقل والسر من الروحانيات، {أو آخران} من غير الروحانيات هما الوهم والخيال من النفسانيات. فالعقل والسر يشهدان الحق وإن كان على ذي قرابة الروحانيات، والوهم والخيال شهادتهما الصدق والكذب. {إن أنتم ضربتم في الأرض} أي سافرتم في السفليات {فأصابتكم مصيبة الموت} أي فتصيب النفس جذبة الحق فتموت {تحبسونهما} إن كنتم في بعد من الروحانيات {من بعد الصلاة} من بعد حضورهما مع الله وتوجيههما إلى الحق ومراقبة تامة، فيشدد على الشاهدين بالقسم والتخويف بالله أن يؤديا شهادة الحق ويدفعا تركة النفس وهي صفاتها إلى ورثتها وهم القلب وصفاته، ولا يصرفانها في شيء من السفليات فإن كل خلق إذا استعملته النفس كان صفة ذميمة، فإذا استعمله القلب صار وصفًا محمودًا كالحرص إذا استعملته النفس في طلب الدنيا ولذتها كان وصفًا مذمومًا، وإذا استعمله القلب في طلب العلوم والكمالات صار ممدوحًا. {فإن عثر على أنهما استحقا إثمًا} بأن مالا إلى حظ من الحظوظ السفلية {فآخران} من صفات القلب هما: التذكر والفكر الصائب ينظران في عواقب الأمور ويشهدان على أن الآخرة خير من الدنيا والباقي خير من الفاني {لشهادتنا أحق من شهادتهما} لأن الوهم والخيال مالا إلى الحظوظ بكتمان الحقوق، والتذكر والتفكر مالا إلى حفظ الحقوق بترك الحظوظ.
{أن يأتوا بالشهادة على وجهها} أي العقل والسر يأتيان في بدو الأمر باستعمال صفات النفس في السعادات الأخروية، أو يخافان عواقب الأمور بأن يشددوا على أنفسهم بالاستمهال وتضييع الأعمال وإفساد الاستعداد، ثم بالتفكر والتذكر يردّ الأمر إلى وجوب رعاية الحقوق فيحتاجان إلى كثرة الرياضة. {ماذا أجبتم قالوا} وهم مستغرقون في بحر الشهود. {لا علم لنا} اي ببواطن الأمور وحقائقها. {وإذ أوحيت إلى الحواريين} أي في عالم الأرواح يوم الميثاق قالوا بسبب ذلك التعارف في عالم الأشباح آمنا. إن بعض الحواريين المقلدين في الإيمان قالوا {يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك} فما راعوا الأدب مع نبيهم حيث لم يقوموا يا رسول الله أو يا روح الله، ولا مع ربهم حيث تشككوا في كمال قدرته. ثم أظهروا دناءة همتهم حيث طلبوا بواسطة مثل عيسى من واهب المواهب مائدة جسمانية لا فائدة روحانية فقال عيسى {اللهم ربنا أنزل علينا مائدة} الأسرار والحقائق من سماء العناية عليها أطعمة الهداية {تكون لنا} أي لأهل الحق والصدق {عيدًا} نفرح بها {لأولنا وآخرنا} أي لأول أنفاسنا وآخرها فإن أهل الحق يراقبون الأنفاس لتصعد مع الله وتهوي مع الله: {وأنت خير الرازقين} لأن الذي ترزق رزق منك والذي يرزق ظاهرًا من غيرك فهو أيضًا منك بالواسطة، وما بالذات خير مما بالواسطة. {فمن يكفر بعد منكم} بأن لا يقوم بحقها ويجعلها شبكة يصطاد بها الدنيا فأني أرده من المراتب الروحانية إلى المهالك الحيوانية وهو المسخ الحقيقي، ويوم القيامة أيضًا بحيث يحشرون على صفاتهم التي ماتوا عليها كما قال صلى الله عليه وسلم «يموت المرء على ما عاش فيه ويحشر على ما مات عليه» {أأنت قلت للناس} الخطاب مع الأمة إلا أن من سنته سبحانه أن لا يكلم الكفار فكلم عيسى بدلًا منهم، أو المراد بالقول أمر التكوين فالمعنى أأنت خلقت فيهم اتخاذك وأمك الهين أم أنا خلقت ذلك فيهم خذلانًا لهم؟ {إنك أنت علام الغيوب} الغيب ما غاب عن الخلق. ويحتمل أن سيعلمه الخلق، وغيب الغيب ما غاب عنهم ولا يمكنهم أن يعلموه، والله حسبي ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير. اهـ.

.قال الألوسي:

ومن باب الإشارة في الآيات: {جَعَلَ الله الكعبة البيت الحرام} هي عندهم حضرة الجمع المحرمة على الأغيار، وقيل: قلب المؤمن، وقيل: الكعبة المخصوصة لا باعتبار أنها جدران أربعة وسقف بل باعتبار أنها مظهر جلال الله تعالى.
وقد ذكروا أنه سبحانه يتجلى منها لعيون العارفين كما يشير إليه قوله عز شأنه على ما في التوراة «جاء الله تعالى من سينا فاستعلن بساعير وظهر من فاران» {قِيَامًا لّلنَّاسِ} من موتهم الحقيقي لما يحصل لهم بواسطة ذلك {والشهر الحرام} وهو زمن الوصول أو مراعاة القلب أو الفوز بذلك التجلي الذي يحرم فيه ظهور صفات النفس أو الالتفات إلى مقتضيات القوى الطبيعية أو نحو ذلك {والهدى} وهي النفس المذبوحة بفناء حضرة الجمع أو الواردات الإلهية التي ترد القلب أو ما يحصل للعبد من المنن عند ذلك التجلي {والقلائد} وهي النفس الشريفة المنقادة أو هي نوع مما يحصل للعبد من قبل مولاه يقوده قسرًا إلى ترك السوي {ذلك لِتَعْلَمُواْ} بما يحصل لكم {أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا في السموات وَمَا فِي الأرض وَأَنَّ الله بِكُلّ شيء عَلِيمٌ}[المائدة: 97] أي يعلم حقائق الأشياء في عالمي الغيب والشهادة وعلمه محيط بكل شيء {قُل لاَّ يَسْتَوِى الخبيث} [المائدة: 100] من النفوس والأعمال والأخلاق والأموال {والطيب} من ذلك {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الخبيث} بسبب ملاءمته للنفس فإن الأول موجب للقربة دون الثاني {ذَلِكَ بِأَنَّ الذين كَفَرُواْ} الإيمان البرهاني {لاَ تَسْأَلُواْ} من أرباب الإيمان العياني {عَنْ أَشْيَاء} غيبية وحقائق لا تعلم إلا بالكشف {إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} تهلككم لقصوركم عن معرفتها فيكون ذلك سببًا لإنكاركم والله سبحانه غيور وإنه ليغضب لأوليائه كما يغضب الليث للحرب.
وفي هذا كما قيل تحذير لأهل البداية عن كثرة سؤالهم من الكاملين عن أسرار الغيب وإرشاد لهم إلى الصحبة مع التسليم {يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ} الجامع للظاهر والباطن المتضمن لما سئلتم عنه {تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101] بواسطته {مَا جَعَلَ الله مِن بَحِيرَةٍ} وهي النفس التي شقت أذنها لسماع المخالفات {وَلاَ سَائِبَةٍ} وهي النفس المطلقة العنان السارحة في رياض الشهوات {وَلاَ وَصِيلَةٍ} وهي النفس التي وصلت حبال آمالها بعضًا ببعض فسوفت التوبة والاستعداد للآخرة {وَلاَ حَامٍ} [المائدة: 103] وهو من اشتغل حينًا بالطاعة ولم يفتح له باب الوصول فوسوس إليه الشيطان، وقال: يكفيك ما فعلت وليس وراء ما أنت فيه شيء فارح نفسك فحمى نفسه عن تحمل مشاق المجاهدات.
ونقل النيسابوري عن الشيخ نجم الدين المعروف بداية أن البحيرة إشارة إلى الحيدرية والقنلدرية يثقبون آذانهم ويجعلون فيها حلق الحديد ويتركون الشريعة، والسائبة إشارة إلى الذين يضربون في الأرض خالعين العذار بلا لجام الشريعة وقيد الطريقة ويدعون أنهم أهل الحقيقة، والوصيلة إشارة إلى أهل الإباحة الذين يتصلون بالأجانب بطريق المؤاخاة والاتحاد ويرفضون صحبة الأقارب لأجل العصبية والعناد، والحام إشارة إلى المغرور بالله عز وجل يظن أنه بلغ مقام الحقيقة فلا يضره مخالفة الشريعة، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إلى مَا أَنزَلَ الله} من الأحكام {وَإِلَى الرسول} لمتابعته {قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا} من الأفعال التي عاشوا بها وماتوا عليها {أَوْ لَّوْ كَانَ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ} من الشريعة والطريقة {وَلاَ يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104] إلى الحقيقة.
{يا أَيُّهَا الذين ءامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} فاشتغلوا بتزكيتها {لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ} عما أنتم فيه فأنكر عليكم {إِذَا اهتديتم} [المائدة: 105] وزكيتم أنفسكم، وإنما ضرر ذلك على نفسه.
وقوله تعالى: {يِأَيُّهَا الذين ءامَنُواْ شهادة بَيْنِكُمْ} [المائدة: 106] الآيتين لم يظهر للعبد فيه شيء يصلح للتحرير، وقد ذكر النيسابوري في تطبيقه على ما في الأنفس ما رأيت الترك له أنفس {يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل} وهو يوم القيامة الكبرى {فَيَقُولُ} لهم {مَاذَا أَجَبْتُمُ} حين دعوتم الخلق {قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا} بذلك {إِنَّكَ أَنتَ علام الغيوب} [المائدة: 109] فتعلم جواب ما سئلنا، وهذا على ما قيل عند تراكم سطوات الجلال وظهور رداء الكبرياء وإزار العظمة ولهذا بهتوا وتاهوا وتحيروا وتلاشوا ولله سبحانه تجليات على أهل قربه وذوي حبه فيفنيهم تارة بالجلال ويبقيهم ساعة بالجمال ويخاطبهم مرة باللطف ويعاملهم أخرى بالقهر وكل ما فعل المحبوب محبوب.
وقال بعض أهل التأويل: يجمع الله تعالى الرسل في عين الجمع المطلق أو عين جمع الذات فيسألهم هل اطلعتم على مراتب الخلق في كمالاتهم حين دعوتموهم إليّ؟ فينفوا العلم عن أنفسهم ويثبتوه لله تعالى لاقتضاء مقام الفناء ذلك {إِذْ قَالَ الله ياعيسى عِيسَى ابن مَرْيَمَ اذكر} للأحباب والمريدين {نِعْمَتِى عَلَيْكَ وعلى والدتك} لتزداد رغبتهم في واشكر ذلك لأزيدك مما عندي فخزائني مملوءة بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر {إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ القدس} وهو الروح الذي أشرق من صبح الأزل وهي روحه الطاهرة، وقيل: المراد أيدتك بجبرائيل حيث عرفك رسوم العبودية {تُكَلّمُ الناس في المهد} أي مهد البدن أو المهد المعلوم والمعنى نطقت لهم صغيرًا بتنزيه الله تعالى وإقرارك له بالعبودية {وَكَهْلًا} أي في حال كبرك، والمراد أنك لم يختلف حالك صغرًا وكبرًا بل استمر تنزيهك لربك ولم ترجع القهقرى {وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الكتاب} وهو كتاب الحقائق والمعارف {والحكمة} وهي حكمة السلوك في الله عز وجل بتحصيل الأخلاق والأحوال والمقامات والتجريد والتفريد {والتوراة} أي العلوم الظاهرة والأحكام المتعلقة بالأفعال وأحوال النفس وصفاتها {والإنجيل} العلوم الباطنة ومنها علم تجليات الصفات والأحكام المتعلقة بأحوال القلب وصفاته {وَإِذْ تَخْلُقُ} بالتربية أو بالتصوير {مِنَ الطين} وهو الاستعداد المحض أو الطين المعلوم {كَهَيْئَةِ الطير} أي كصورة طير القلب الطائر إلى حضرة القدس أو الطير المشهور {فَتَنفُخُ فِيهَا} من الروح الظاهرة فيك {فَيَكُونُ طَيْرًا} نفسًا مجردة طائرة بجناح الصفاء والعشق أو طيرًا حقيقة {بِإِذْنِى} حيث صرت مظهرًا لي {وَتُبْرِىء الأكمه} أي المحجوب عن نور الحق {والأبرص} أي الذي أفسد قلبه حب الدنيا وغلبة الهوى {بِإِذْنِى وَإِذْ تُخْرِجُ الموتى} بداء الجهل من قبور الطبيعة {بِإِذْنِى وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِى إسرائيل} وهي القوى النفسانية أو المحجوبين عن نور تجليات الصفات {عَنكَ} فلم ينقصك كيدهم شيئًا {إِذْ جِئْتَهُمْ بالبينات} [المائدة: 110] وهي الحجج الواضحة أو القوى الروحانية الغالبة {وَإِذْ أَوْحَيْتُ} بطريق الإلهام {إِلَى الحواريين} وهم الذين طهروا نفوسهم بماء العلم النافع ونقوا ثياب قلوبهم عن لوث الطبائع {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى} إيمانًا حقيقيًا بتوحيد الصفات {وَبِرَسُولِى} [المائدة: 111] برعاية حقوق تجلياتها على التفصيل.
وذكر بعض السادة أن الوحي يكون خاصًا ويكون عامًا فالخاص ما كان بغير واسطة والعام ما كان بالواسطة من نحو الملك والروح والقلب والعقل والسر وحركة الفطرة وللأولياء نصيب من هذا النوع.
ولوحي الخاص مراتب وحي الفعل ووحي الذات.
فوحي الذات يكون في مقام التوحيد عند رؤية العظمة والكبرياء، ووحي الفعل يكون في مقام العشق والمحبة وهناك منازل الأنس والانبساط {إِذْ قَالَ الحواريون ياعيسى عِيسَى ابن مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} أي المربي لك والمفيض عليك ما كملك {أَن يُنَزّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً} أي شريعة مشتملة على أنواع العلوم والحكم والمعارف والأحكام {مّنَ السماء} أي من جهة سماء الأرواح {قَالَ اتقوا الله} أي اجعلوه سبحانه وقاية لكم فيما يصدر عنكم من الأفعال والأخلاق {إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [المائدة: 112] ولا تسألوا شريعة مجددة {قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا} بأن نعمل بها {وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} فإن العلم غداء {وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا} في الإخبار عن ربك وعن نفسك {وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشاهدين} [المائدة: 113] فنعلم بها الغائبين وندعوهم إليها {قَالَ الله إِنّى مُنَزّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ} بهامنكم ويحتجب عن ذلك الدين {بَعْدَ} أي بعد الإنزال {فَإِنّى أُعَذّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذّبُهُ أَحَدًا مّنَ العالمين} [المائدة: 511] وذلك بالحجاب عني لوجود الاستعداد ووضوح الطريق وسطوع الحجة والعذاب مع العلم أشد من العذاب مع الجهل.
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ الله يا عِيسَى ابن مَرْيَمَ أأنت قُلتَ لِلنَّاسِ اتخذونى} الخ كلام الشيخ الأكبر قدس سره وكلام الشيخ عبد الكريم الجيلي فيه شهير منتشر على ألسنة المخلصين والمنكرين فيما بيننا.
والله تعالى أعلم بمراده نسأل الله تعالى أن ينزل علينا موائد كرمه ولا يقطع عنا عوائد نعمه ويلطف بنا في كل مبدأ وختام بحرمة نبينا عليه أفضل الصلاة وأكمل السلام. اهـ.