فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وإن من شركهم أن يذبحوا الذبائح باسم الأصنام فنهى الله تعالى المؤمنين عن أن يأكلوا مما لم يذكر اسم الله تعالى عليه، بل إنهم يأكلون ما ذكر اسم الله تعالى عليه، ولا يصح أن يوجد ما يمنعهم إلا من يكون في حال اضطرار، والله أعلم بالمعتدين، وعلى المؤمنين أن يذروا ظاهر الإثم وباطنه، وألا ياكلوا مما لم يذكر عليه اسم الله تعالى، ولا شك أن المشركين سيجادلون في تحريم هذا وإحلال غيره، وعلى المؤمنين ألا يطيعوهم، وإلا كانوا مشركين مثلهم، وإنه لا يتساوى الميت مع الحى، وكذلك لا يتساوى الضال الذي هو كالميت مع المؤمن الذي يحيا حياة طيبة وله نور يمشى به في الظلمات، ولكن زين لهم سوء أعمالهم. وإنه ليس بغريب أن يناوئ محمدا أكابر من قريش، فإن كل قرية يكون فيها اكابر مجرميها، يمكرون فيها ويسيطرون عليها، والعاقبة عليهم وما يشعرون، وهم يحسدون رسل الله تعالى فيطلبون أن يؤتوا مثل ما أوتى رسل الله، وذلك شرط لإيمانهم، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وسيصيبهم صغار بسبب إجرامهم وعذاب شديد بسبب كفرهم ومكرهم السيئ لخفض كلمة الله تعالى. ومن يرد الله تعالى الخير له يشرح صدره للإيمان، ومن يرد غير ذلك منه يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء من شدة ضيق صدره وتوالى آنفاسه، وبذلك يكون عليه الرجس وعلى الذين لا يؤمنون، وهذا صراط الله تعالى مستقيما قد فصلنا الآيات وبيناها لقوم يذكرون.
ولقد بين سبحانه وتعالى اختصاص المؤمنين، فذكر أن لهم دار الأمن والاطمئنان والسلام عند ربهم الذي خلقهم وهو وليهم، وذلك جزاء عملهم، وإن الله تعالى يوم يجمعهم جميعا يناديهم يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس، وأولياؤهم من الإنس يقولون قد استمتع بعضنا ببعض، وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا، فذكر سبحانه أن النار هي المثوى الذي ينتهون إليه، وكذلك يمكن بعض الظالمين من بعض بسبب ما كانوا يكسبونه، ثم في هذا الجمع الجامع ينادى رب البرية {يا معشر الجن والإنس...} هو، ويذكرهم بمن بعث إليهم من رسل يذكرون لهم آياته سبحانه، وينذرونهم لقاء يومهم هذا، فيشهدون على أنفسهم، ولكن غرتهم الدنيا وزخرفها، وأطغاهم أن الله تعالى لا يهلك القرى بسبب ظلمها، وأهلها غافلون. ولكل درجات بسبب أعمالهم، والله لا يترك عمل عامل، وهو الغنى ذو الرحمة إن شاء يذهبهم، ويستخلف من بعدهم قوما غيرهم، وما وعد به سبحانه آت لا محالة لأنه لا يعجزه أحد، وأمر الله نبيه أن يدعو قومه إلى أن يعملوا ما فيه رفعة مكانتهم واجعل نفسك قدوة لهم في العمل، وستعلمون من تكون له عاقبة الدار.
وذكر سبحانه وهما من أوهامهم إذ جعلوا لله تعالى مما خلق من الإبل والبقر والغنم نصيبا وجزءا لما يزعمون آلهة، فما يجعلونه للشركاء يكون لهم، وما يكون لله لا يصل إليه، ويصل إلى شركائهم، وساء ما يحكمون به في هذه القضية وغيرها.
ومنهم من كان قد زين لهم الشيطان قتل أولادهم بوهم للالهة التي يزعمون، فأردوهم، ولبسوا عليهم دينهم ولو شاء ربك ما فعلوه وهو افتراء فذرهم أيها الرسول بعد أن بينت، وحرموا على أنفسهم بأوهامهم، فجعلوا بعض الأنعام للأكل والحرث وأنعام لا يطعمها كل الناس، وأنعام ممنوعة، وأنعام حرم ركوبها، وأنعام يأكلونها من غير ذكر اسم الله، وكل ذلك افتراء سيجزيهم الله تعالى عليه، وقالوا: ما في بطون هذه الأنعام للذكور منا، ويحرم على أزواجنا، هان يكن ميتة فهم فيه شركاء وسيجزيهم الله تعالى على ذلك، إنه حكيم عليم.
وكانوا يقتلون أولادهم سفها بغير علم، ويحرمون ما رزقهم الله افتراء على الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين.
ولقد بين سبحانه أنه أباح الطيبات وهو الذي خلقها وأنشأها للناس، فذكر أنه أنشأ جنات معروشات كالأعناب وغير معروشات كالبرتقال وغيره، والنخل والزرع مختلنما أكله من قمح وشعير وفول وبقول والزيتون والرمان متشابها آحاده وأنواعه وغير متشابه، وخلق ليؤكل، كلوا من ثمره، واتوا ما عليه من زكوات يوم حصاده ولا تسرفوا في الأخذ حتى لا تطغوا إن الله لا يحب المسرفين، وبعد أن بين النعم فيما تخرجه الأرض بين نعمه، فمن الأنعام حمولة تحملكم من أرض إلى أرض أنتم وأمتعتكم وتتخذون من جلودها وأشعارها وأوبارها فرشا، ولا تتبعوا خطوات الشيطان في طعامها وتحريم بعضها، وتحليل بعضها، فسبب التحريم ليس متحققا فيها، فهى ثمانية أزواج؟ من الضأن اثنين، ومن المعز اثنين، ومن الإبل اثنين، ومن البقر اثنين، فما سبب التحريم الذي تبتدعونه في بعضها فهل في الذكورة، فتحرموا كل الذكور؟ أم في الأنوثة فتحرموا كل الإناث؟ أم فيهما فتحرم كلها؟ وأنتم تحرمون بعض الذكور دون بعض، فلا مبرر للتحريم، والتحريم ظلم وافتراء، ومن أظلم ممن افترى على الله ليضل الناس بغير علم، إن الله لا يهدى القوم الظالمين، ثم أمر رسوله بان يبين المحرمات من الأنعام وهى: الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير وكل هذا رجس قذر، وما أهل لغير الله وهو فسق، وذلك كله حرام على المختار فمن اضطر غير متعد، ولا متجاوز حد الضرورة فإن الله غفور رحيم، ثم بين سبحانه ما حرمه على اليهود لغلظ قلوبهم، فذكر أنه حرم عليهم كل ذى ظفر من البهائم، وحرم من البهائم شحومها إلا ما حملت ظهورها أو الحوايا أو ما اختلط من الشحوم بالعظم، وكان تهذيبا لنفوسهم الشرهة، وجزاء لبغيهم.
وذكر سبحانه أن المشركين يكلون شركهم إلى تقدير ربهم، أي يأثمون، ولا يحملون أنفسهم إثمهم، وكذلك كل الفاسقين حتى يروا بأس الله تعالى يوم القيامة- وهل عندهم علم سوغ أن يحملوا غيرهم إثم فعلهم، فيحرموا ما حرموا؟ إن يتبعون إلا الظن الكاذب والوهم، والله عنده الحجة البالغة، وهاتوا شهداء يشهدون أنه حرم ما حرموه على أنفسهم، فإن شهدوا فلا تشهد معهم، ولا تتبع أهواء الذين كانوا بأدلة الله يكذبون، ولا يؤمنون بالآخرة، وهم بربهم يعدلون، ويجعلون معه شركاء.
وبعد أن ذكر سبحانه ما حرموه على أنفسهم، وبطلان ادعائهم أمر رسوله أن يبين لهم ما حرم عليهم وهم فيه واقعون وهو...
{ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون}.
وقد بين سبحانه بعد ذلك أن هذا هو صراطه المستقيم، عليهم أن يتبعوه، ولا يتبعوا السبل، فتفرق بهم عن سبيله، فغيرها مثارات الشيطان، وطرائقه، وتلك وصيته رجاء أن تتقوه فاتبعوها؟ ويبين سبحانه أن هذه المحرمات جاءت في شريعته صلى الله عليه وسلم وفى كتابه، وقد سجلت في التران، فكانت شرعا لله، فاتبعوها واتقوا الله لعلكم ترحمون، ولا تعرضوا عنها بأن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين هم اليهود والنصارى من قبلنا ونحن غافلون عن دراستهم، أو تعرضوا قائلين لو أنزل علينا الكتاب لكئا أهدى منهم فها هو ذا أنزل عليكم من ربكم فيه بينة وهدى ورحمة، وإنكم من بعد تظلمون بتكذيبكم بايات الإعجاز فيه، وتصدفون عنها، وجزاؤكم على ذلك الظلم سوء العذاب.
هذه حجج قاطعة فإذا كنتم تعرضون عنها، فهل تنتظرون أن تأتيكم الملائكة أو يأتى ربك، أو يأتى بعض آيات ربك القاصمة لظهوركم، {يوم يأتي بعض آيات} وهو يوم القيامة {... لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون}.
وإن الذين فرقوا دينهم من اليهود والنصارى وكانوا شيعا لست منهم في شيء، إنما أمرهم إلى ثم أنبئهم، بما كانوا يفعلون، ثم بين سبحانه الجزاء فجزاء الحسنة عشرة أمثالها، وجزاء السيئة مثلها، وطالبه صلى الله عليه وسلم أن يكون قدوة فأمره أن يقول: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء} وبين أن كل نفس وما تفعل، فلا تزر وازرة وز أخرى، ولا تكسب كل نفس إلا عليها، وإلى الله مرجع الجميع، فينبئهم بما كانوا فيه يختلفون.
وبين سبحانه منزلة الإنسان في هذا الوجود، فقال تعالت كلماته: {وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم}. اهـ.

.قال ابن عاشور:

سورة الأنعام:
ليس لهذه السورة إلا هذا الاسم من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى الطبراني بسنده إلى عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزلت علي سورة الأنعام جملة واحدة وشيعها سبعون ألفا من الملائكة لهم زجل بالتسبيح والتحميد».
وورد عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وابن مسعود، وأنس ابن مالك، وجابر بن عبد الله، وأسماء بنت يزيد بن السكن، تسميتها في كلامهم سورة الأنعام.
وكذلك ثبتت تسميتها في المصاحف وكتب التفسير والسنة.
وسميت سورة الأنعام لما تكرر فيها من ذكر لفظ الأنعام ست مرات من قوله: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا} إلى قوله: {إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا} [الأنعام: 136- 144].
وهي مكية بالاتفاق فعن ابن عباس: أنها نزلت بمكة ليلا جملة واحدة، كما رواه عنه عطاء، وعكرمة، والعوفي، وهو الموافق لحديث ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدم آنفا.
وروي أن قوله تعالى: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الأنعام: 52] الآية نزل في مدة حياة أبي طالب، أي قبل سنة عشر من البعثة، فإذا صح كان ضابطا لسنة نزول هذه السورة.
وروى الكلبى عن ابن عباس: «أن ست آيات منها نزلت بالمدينة»، ثلاثا من قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91] إلى منتهى ثلاث آيات، وثلاثا من قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى قوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الأنعام: 152،151].
وعن أبي جحيفة أن آية: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ} [الأنعام: 111] مدنية.
وقيل نزلت آية: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ} [الأنعام: 93] الآية بالمدينة، بناء على ما ذكر من سبب نزولها الآتي.
وقيل: نزلت آية: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ} [الأنعام: 20] الآية، وآية: {فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ} [العنكبوت: 47] الآية، كلتاهما بالمدينة بناء على ما ذكر من أسباب نزولهما كما سيأتي.
وقال ابن العربي في أحكام القرآن عند قوله تعالى: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا} [الأنعام: 145] الآية: «أنها في قول الأكثر نزلت يوم نزول قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] الآية، أي سنة عشر، فتكون هذه الآيات مستثناة من مكية السورة ألحقت بها».
وقال ابن عطية في تفسير قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية من هذه السورة [91]: «إن النقاش حكى أن سورة الأنعام كلها مدنية».
ولكن قال ابن الحصار: لا يصح نقل في شيء نزل من الأنعام في المدينة.
وهذا هو الأظهر وهو الذي رواه أبو عبيد، والبيهقي، وابن مردويه، والطبراني، عن ابن عباس؛ وأبو الشيخ عن أبي بن كعب.
وعن ابن عباس أنها نزلت بمكة جملة واحدة ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب فكتبوها من ليلتهم.
وروى سفيان الثوري، وشريك عن أسماء بنت يزيد الأنصارية: نزلت سورة الأنعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم جملة وهو في مسير وأنا آخذة بزمام ناقته إن كادت من ثقلها لتكسر عظام الناقة.
ولم يعينوا هذا المسير ولا زمنه غير أن أسماء هذه لا يعرف لها مجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هجرته ولا هي معدودة فيمن تابع في العقبة الثانية حتى يقال: إنها لقيته قبل الهجرة، وإنما المعدودة أسماء بنت عمرو بن عدي.
فحال هذا الحديث غير بين.
ولعله التبس فيه قراءة السورة في ذلك السفر بأنها نزلت حينئذ.
قالوا: ولم تنزل من السور الطوال سورة جملة واحدة غيرها.
وقد وقع مثل ذلك في رواية شريك عن أسماء بنت يزيد كما علمته آنفا، فلعل حكمة إنزالها جملة واحدة قطع تعلل المشركين في قولهم: {لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} [الفرقان: 32].
توهما منهم أن تنجيم نزوله يناكد كونه كتابا، فأنزل الله سورة الأنعام.
وهي في مقدار كتاب من كتبهم التي يعرفونها كالإنجيل والزبور، ليعلموا أن الله قادر على ذلك، إلا أن حكمة تنجيم النزول أولى بالمراعاة.
وأيضا ليحصل الإعجاز بمختلف أساليب الكلام من قصر وطول وتوسط، فإن طول الكلام قد يقتضيه المقام، كما قال قيس بن خارجة يفخر بما عنده من الفضائل: وخطبة من لدن تطلع الشمس إلى أن تغرب إلخ.
وقال أبو دؤاد بن جرير الأيادي يمدح خطباء إياد:
يرمون بالخطب الطوال وتارة ** وحي الملاحظ خيفة الرقباء

واعلم أن نزول هذه السورة جملة واحدة على الصحيح لا يناكد ما يذكر لبعض آياتها من أسباب نزولها، لأن أسباب نزول تلك الآيات إن كان لحوادث قبل الهجرة فقد تتجمع أسباب كثيرة في مدة قصيرة قبل نزول هذه السورة، فيكون نزول تلك الآيات مسببا على تلك الحوادث، وإن كان بعد الهجرة جاز أن تكون تلك الآيات مدنية ألحقت بسورة الأنعام لمناسبات.
على أن أسباب النزول لا يلزم أن تكون مقارنة لنزول آيات أحكامها فقد يقع السبب ويتأخر تشريع حكمه.
وعلى القول الأصح أنها مكية فقد عدت هذه السورة الخامسة والخمسين في عد نزول السور.
نزلت بعد سورة الحجر وقبل سورة الصافات.
وعدد آياتها مائة وسبع وستون في العدد المدني والمكي، ومائة وخمس وستون في العدد الكوفي، ومائة وأربع وستون في الشامي والبصري.