فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- استعارة أحد الضدين للآخر: في قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ}.
فكلمة قد لتأكيد العلم بما ذكر المفيد لتأكيد الوعيد كما في قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ} بإخراجه إلى معنى التكثير. جريا على سنن العرب عن قصد الإفراط في التكثير تقول لبعض قواد العساكر كم عندك من الفرسان فيقول رب فارس عندي يريد بذلك التمادي في تكثير فرسانه ولكنه يروم إظهار براءته عن التزيد وإبراز أنه يقلل كثير ما عنده فضلا عن تكثير القليل وعليه قوله عز وجل، {رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ} وهذه طريقة إنما تسلك عند كون الأمر من الوضوح بحيث لا تحول حوله شائبة ريب حقيقة.
2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: {وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} أي ولكنهم بآياته تعالى يكذبون، فوضع المظهر موضع المضمر تسجيلا عليهم بالرسوخ في الظلم الذي جحودهم هذا فن من فنونه.
3- الالتفات البديع: من ضمير الغيبة إلى ضمير المتكلم في قوله تعالى: {حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا} للإشارة إلى الاعتناء بشأن النصر، ولو جرى الكلام على نسقه لقيل: نصره.

.الفوائد:

1- من لطائف هذه اللغة وعوامل حيويتها أننا نجد للحرف الواحد من حروف المعاني عدة دلالات أو عدة معان يمكن التعبير بالحرف الواحد عنها وموضوع هذه اللطيفة من لطائف اللغة اللام ولها ستة معان نجتزئ لك تسميتها خشية الاطالة: وهي لام الجر، ولام الأمر، ولام الابتداء، ولام البعد، ولام الجواب، واللام الموطئة للقسم.
وقد وردت لام الابتداء في هذه الآية بموضعين هما: وللدار الآخرة، و{إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ} فقد تزحلقت لوجود إن في أول الكلام.
2- من النحاة من يرى أن لام الابتداء عند ما تدخل على الفعل الماضي هي لام القسم، وأن القسم محذوف، وقد جاء جوابه مصحوبا باللام. مثال ذلك، {لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ} وقوله تعالى: {لَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} الآية.
3- للام الابتداء فائدتان:
الأولى: توكيد مضمون الجملة المثبتة ولذا تسمى لام التوكيد وسميت لام الابتداء لأنها في الأصل تدخل على المبتدأ أو لأنها تقع في ابتداء الكلام.
الثانية: تخليصها الخبر للحال لذا كان المضارع بعدها خالصا للزمان الحاضر بعد أن كان محتملا للحال والاستقبال.

.[سورة الأنعام: آية 36]

{إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36)}.

.الإعراب:

(إنما) كافة ومكفوفة (يستجيب) مضارع مرفوع (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع فاعل (يسمعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون... والواو فاعل (الواو) عاطفة (الموتى) مبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الألف (يبعث) مثل يستجيب و(هم) ضمير مفعول به (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ثمّ) حرف عطف (إلى) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (يرجعون) وهو مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل.
جملة {يستجيب الذين...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يسمعون} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {الموتى يبعثهم الله} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {يبعثهم الله} في محلّ رفع خبر.
وجملة {يرجعون} في محلّ رفع معطوفة على جملة يبعثهم الله.

.الصرف:

(الموتى)، جمع الميت... انظر الآية (28) من سورة البقرة.

.[سورة الأنعام: آية 37]

{وَقالُوا لولا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (37)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (قالوا) فعل ماض وفاعله (لولا) حرف تحضيض بمعنى هلّا (نزل) فعل ماض مبني للمجهول (على) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (نزّل)، (آية) نائب فاعل مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق بـ (نزّل)، و(الهاء) مضاف إليه (قل) فعل أمر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (إنّ) حرف مشبه بالفعل (اللّه) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (قادر) خبر إنّ مرفوع (على) مثل الأول (أن) حرف مصدري ونصب (ينزّل) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آية) مفعول به منصوب.
والمصدر المؤول (أن ينزل) في محلّ جر بـ (على) معلق بقادر.
(الواو) عاطفة (لكن) حرف مشبه بالفعل للاستدراك (أكثر) اسم لكن منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة {قالوا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {لولا نزل عليه آية} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {قل...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {إن الله قادر} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {ينزل...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
وجملة {لكن أكثرهم لا يعلمون} في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة {لا يعلمون} في محلّ رفع خبر لكن.

.الصرف:

(قادر)، اسم فاعل من قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وباب فرح، وزنه فاعل.

.الفوائد:

1- لولا: في هذه الآية وردت للتنديم والتنديم قسم من التحضيض.
وللتفرقة بين التحضيض والتنديم:
فقد فرق النحاة بين الاثنين فقالوا إذا دخلت لولا على الفعل المضارع فهي للتحضيض وإن دخلت على الفعل الماضي فهي للتنديم.

.[سورة الأنعام: آية 38]

{وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (ما) نافية مهملة (من) حرف جر زائد (دابة) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ (في الأرض) جار ومجرور متعلق بنعت لدابة (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (طائر) معطوف على دابة مجرور مثله لفظا (يطير) مضارع مرفوع، والفاعل هو (بجناحي) جار ومجرور متعلق بـ (يطير)، وعلامة الجر الياء و(الهاء) ضمير مضاف إليه (إلا) أداة حصر (أمم) خبر مرفوع (أمثال) نعت لأمم مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (ما) نافية (فرّطنا) فعل ماض وفاعله (في الكتاب) جار ومجرور متعلق بـ (فرّطنا)، (من) مثل الأول (شيء) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (ثم) حرف عطف (إلى رب) جار ومجرور متعلق بـ (يحشرون)، و(هم) ضمير مضاف إليه (يحشرون) مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو نائب فاعل.
جملة {ما من دابة...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يطير...} في محلّ جر- أو رفع- نعت لطائر.
وجملة {ما فرطنا...} لا محلّ لها اعتراضية لتقرير مضمون ما قبلها.
وجملة {يحشرون} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الصرف:

(طائر)، اسم جامد للحيوان المعروف، وزنه فاعل على وزن اسم الفاعل لأنه في الأصل كذلك ثم نقل إلى الجامد، مشتق من طار يطير باب ضرب.
(جناحيه)، مثنى جناح، اسم جامد لعضو الطائر المعروف، وزنه فعل بفتح الفاء، مأخوذ من جنح يجنح من الأبواب نصر وضرب وفتح.

.البلاغة:

1- فن الانفصال لزيادة التعميم والشمول:
وهو أن يقول المتكلم ما هو معلوم ظاهر، ولكنه ينطوي على أمر وراء ذلك، وهو أبعد غاية وأسمى منالا، وذلك في قوله تعالى: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ} فإن لقائل أن يقول: هلا قيل: وما من دابة ولا طائر إلا أمم أمثالكم؟ وما معنى زيادة قوله: {فِي الْأَرْضِ} و{يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ} قلت: معنى ذلك زيادة التعميم والإحاطة، كأنه قيل: وما من دابة قط في جميع الأرضين السبع، وما من طائر قط في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها. فإن قلت: فما الغرض في ذلك؟ قلت الدلالة على عظم قدرته، ولطف علمه، وسعة سلطانه وتدبيره تلك الخلائق المتفاوتة الأجناس، المتكاثرة الأصناف.
وهو حافظ لما لها وما عليها، مهيمن على أحوالها.

.[سورة الأنعام: آية 39]

{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (39)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (الذين) اسم موصول مبني في محلّ رفع مبتدأ (كذّبوا) فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل (بآيات) جار ومجرور متعلق بـ (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (صمّ) خبر مرفوع (الواو) عاطفة (بكم) معطوف على صمّ مرفوع (في الظلمات) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير في بكم، (من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يشأ) مضارع مجزوم فعل الشرط وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (يضلل) مضارع مجزوم جواب الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، و(الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (من يشأ يجعله) مثل نظيرتها المتقدمة (على صراط) جار ومجرور متعلق بـ (يجعله)، (مستقيم) نعت لصراط مجرور مثله.
جملة {الذين كذّبوا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {كذّبوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {من يشأ...} لا محلّ لها استئنافية جاءت لتقرير حال الذين كذّبوا.
وجملة {يشأ الله...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة {يضلله} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة {من يشأ} الثانية لا محلّ لها معطوفة على جملة من يشأ (الأولى).
وجملة {يشأ...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة {يجعله...} لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.

.البلاغة:

2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ} فالكلام من التشبيه البليغ على القول الأصح في أمثاله. أي انهم كالصم وكالبكم فلا يسمعون الآيات سماعا تتأثر منه نفوسهم ولا يقدرون على أن ينطقوا بالحق ولذلك لا يستجيبون ويقولون في الآيات ما يقولون.

.الفوائد:

1- يجوز تعدد الخبر شريطة أن يكون في التعدد مغايرة كاملة، كما إذا قلنا: أحمد كريم شجاع وليس منه قولك أحمد طويل قصير لأن اجتماع الصفتين تدلان على صفة واحدة وهو أنه معتدل القامة.

.[سورة الأنعام: آية 40]

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (40)}.

.الإعراب:

(قل) فعل أمر، والفاعل أنت (الهمزة) للاستفهام (رأيت) فعل وفاعل و(كم) حرف خطاب لا محلّ له... والفعل بمعنى أخبروني، ومفعول رأيت ضمير مستتر تقديره إيّاه يعود على العذاب الآتي، وفي الكلام تنازع بين الفعلين: رأيت- أتى. (إن) حرف شرط جازم (أتى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف في محلّ جزم فعل الشرط و(كم) ضمير مفعول به (عذاب) فاعل أتى مرفوع، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أو) حرف عطف (أتتكم الساعة) مثل أتاكم عذاب... والتاء الثانية للتأنيث (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (غير) مفعول به مقدم منصوب (الله) مثل الأول (تدعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (إن) مثل الأول (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط... و(تم) ضمير اسم كان (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
جملة {قل...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {أرأيتكم...} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {إن أتاكم عذاب...} لا محلّ لها اعتراضية تقرر معنى الرؤية... وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن أتاكم عذاب الله فأخبروني عنه أتدعون غير الله لكشفه.
وجملة {أتتكم الساعة...} لا محلّ لها معطوفة على جملة أتاكم عذاب.
وجملة {تدعون} في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل أرأيتكم.
وجملة {كنتم صادقين} لا محلّ لها استئنافية... وجواب الشرط محذوف تقديره فادعوا غير الله.

.البلاغة:

1- خروج الاستفهام عن معناه الأصلي: في قوله تعالى: {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ} وأصل اللفظ الاستفهام عن العلم أو العرفان أو الأبصار إلا أنه تجوز به عن معنى أخبرني ولا يستعمل إلا في الاستخبار عن حالة عجيبة لشيء.

.[سورة الأنعام: آية 41]

{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (41)}.

.الإعراب:

(بل) للإضراب والابتداء (إياه) ضمير منفصل مبني على الضم في محلّ نصب مفعول به مقدم (تدعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (الفاء) عاطفة لربط المسبب بالسبب، (يكشف) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به، (تدعون) مثل الأول (إلى) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (تدعون) أي إلى كشفه، فالضمير يعود إلى الموصول (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل هو (الواو) عاطفة (تنسون) مثل تدعون (ما) مثل الأول (تشركون) مثل تدعون.
جملة {تدعون} الأولى لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يكشف...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {تدعون} الثانية لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {شاء...} لا محلّ لها اعتراضية... وجواب الشرط محذوف أي: إن شاء أن يكشف كشف.
وجملة {تنسون...} لا محلّ لها معطوفة على جملة يكشف.
وجملة {تشركون...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.[سورة الأنعام: آية 42]

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (اللام) واقعة في جواب قسم مقدر (قد) حرف تحقيق (أرسلنا) فعل ماض وفاعله- والمفعول مقدر أي رسلا- (إلى أمم) جار ومجرور متعلق بـ (أرسلنا)، (من قبل) جار ومجرور متعلق بـ (أرسلنا) و(الكاف) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (أخذنا) مثل (أرسلنا) و(هم) ضمير مفعول به (بالبأساء) جار ومجرور متعلق بـ (أخذناهم) بتضمينه معنى عاقبناهم (الواو) عاطفة (الضراء) معطوف على البأساء مجرور (لعلّ) حرف مشبه بالفعل للترجي و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعل (يتضرعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة {أرسلنا...} لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
وجملة {أخذناهم...} لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدرة أي فكذبوهم فأخذناهم.
وجملة {لعلهم يتضرعون} لا محلّ لها استئناف بياني أو تعليلية.
وجملة {يتضرعون} في محلّ رفع خبر لعل.

.الصرف:

(البأساء) اسم للشدة والفقر، وهي صيغة تأنيث لا مذكر لها فلا يقال أبأس إلا للتفضيل، وزنه فعلاء مأخوذ من بئس يبأس باب فرح.
(الضراء)، اسم للشدة والمرض- نقيض السراء- وهي صيغة تأنيث لا مذكر لها، فلا يقال أضرّ إلا للتفضيل، وزنه فعلاء من ضر يضر باب نصر.

.[سورة الأنعام: آية 43]

{فَلولا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (43)}.

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (لولا) حرف توبيخ وندامة، (إذ) ظرف للزمن الماضي مبني في محلّ نصب متعلق بـ (تضرعوا)، (جاء) فعل ماض و(هم) ضمير مفعول به (بأسنا) فاعل مرفوع، ومضاف إليه (تضرعوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (قست) فعل ماض... والتاء للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (زيّن) مثل جاء (اللام) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (زيّن)، (الشيطان) فاعل مرفوع (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به، (كانوا) فعل ماض ناقص مبني على الضم... والواو ضمير في محلّ رفع اسم كان (يعملون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة {جاءهم بأسنا} في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة {تضرّعوا} لا محلّ لا استئناف بياني.
وجملة {قست قلوبهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة تضرّعوا.
وجملة {زيّن... الشيطان} لا محلّ لها معطوفة على جملة قست قلوبهم.
وجملة {كانوا يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {يعملون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.[سورة الأنعام: آية 44]

{فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذا فَرِحُوا بِما أُوتُوا أَخَذْناهُمْ بَغْتَةً فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)}.

.الإعراب:

(الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمن معنى الشرط متعلق بـ (فتحنا)، (نسوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (ذكروا) فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم... والواو نائب فاعل (الباء) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر بالباء متعلق بـ (ذكّروا)، (فتحنا) فعل ماض مبني على السكون وفاعله (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (فتحنا)، (أبواب) مفعول به منصوب (كلّ) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (حتى) حرف ابتداء (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبني في محلّ نصب متعلق بـ (أخذناهم)، (فرحوا) مثل نسوا (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (فرحوا)، (أوتوا) مثل ذكّروا (أخذنا) مثل فتحنا، و(هم) ضمير مفعول به (بغتة) مصدر في موضع الحال، (الفاء) عاطفة (إذا) فجائية (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مبلسون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة {نسوا...} في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة {ذكّروا...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {فتحنا...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {فرحوا...} في محلّ جر مضاف إليه.
وجملة {أوتوا...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة {أخذناهم...} لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة {هم مبلسون} لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب.

.الصرف:

(نسوا)، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله نسيوا بضم الياء، استثقلت الضمة على الياء فسكنت ونقلت الحركة إلى السين- إعلال بالتسكين- ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح نسوا، وزنه فعوا- إعلال بالحذف-.
(مبلسون)، جمع مبلس، اسم فاعل من الرباعي أبلس، وهو اليائس المنقطع رجاؤه، وزنه مفعل بضم الميم وكسر العين. وفي المختار أبلس من رحمة الله يئس.

.الفوائد:

{فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ}:
1- ذهب البصريون ومنهم الكسائي إلى أن إذا ظرف زمان متعلق بالخبر الذي يليه.
2- ذهب الكوفيون إلى أنها حرف لا تحتاج إلى تعليق وسنعود إليها في مواطن أخرى.