فصل: البلاغة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- تحلو الإشارة هنا إلى ما ورد في هذه الآية من فنون البيان الذي شأى فيه القرآن الكريم شأوا واسعا يكاد لا تدركه مدارك البلغاء وتقصر عن تحقيقه لغة الضاد إلا في كلام الله الذي أعجز كل معجز وتحدّى كل ناثر أو شاعر. فنحن نجد في هذه الآية فنّ المشاكلة وفنّ الاستعارة التمثيلية في قوله: {فالق الإصباح} فقد أتى باسم الفاعل مشاكلة لقوله تعالى: {فالق الحب والنوى}.
واستعمل فلق الإصباح تشبيها له بفلق الحبة أو النوى على طريق الاستعارة التمثيلية فقد شبه انشقاق عمود الفجر وانصداع الفجر بفلق الإصباح.
2- تشبيه الليل بالسكن: وفي تشبيه الليل بالسكن إعجاز يتجسد فيه عجز الإنسان.
3- الاستعارة: في قوله تعالى: {لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} أي مشتبهات الطرق عبر عنها بالظلمات على طريقة الاستعارة.
4- التعريض بمن لا يتدبر آيات اللّه ولا يعتبر بمخلوقاته: حيث خص العلم بالآيات المفصلة والتفقه فيها بقوم، فأشعر أن قوما غيرهم لا علم عندهم ولا فقه واللّه الموفق.
1- الالتفات: في قوله تعالى: {فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ} حيث التفت الى التكلم إظهارا لكمال العناية بشأن ما أنزل الماء لأجله، وذكر بعضهم نكتة خاصة لهذا الالتفات غير ما ذكر وهي أنه سبحانه لما ذكر فيما مضى ما ينبهك على أنه الخالق اقتضى ذلك التوجه إليه حتى يخاطب، واختيار ضمير العظمة دون ضمير المتكلم وحده لإظهار كمال العناية أي فأخرجنا بعظمتنا بذلك الماء مع وحدته نبات كل شيء.

.[سورة الأنعام: آية 100]

{وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ (100)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (جعلوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (لله) جار ومجرور متعلق بحال من شركاء- نعت تقدم على المنعوت، (شركاء) مفعول به ثان منصوب مقدم (الجن) مفعول به أول منصوب (الواو) حالية (خلق) فعل ماض، والفاعل هو و(هم) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (خرقوا) مثل جعلوا (اللام) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (خرقوا)، (بنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكر السالم (الواو) عاطفة (بنات) معطوف على بنين منصوب وعلامة النصب الكسرة فهو ملحق بجمع المؤنّث السالم (بغير) جار ومجرور، في محلّ نصب حال من فاعل خرقوا أي خرقوا له بنين وبنات جاهلين (علم) مضاف إليه مجرور (سبحان) مفعول مطلق منصوب لفعل محذوف و(الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (تعالى) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل هو (عن) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (تعالى) والعائد محذوف (يصفون) مضارع مرفوع والواو فاعل.
جملة {جعلوا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {خلقهم} في محلّ نصب حال بتقدير (قد).
وجملة {خرقوا} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة (نسبح) {سبحانه} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {تعالى...} لا محلّ لها معطوفة على جملة نسبّح.
وجملة {يصفون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).

.الصرف:

(يصفون)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة ياء المضارعة وكسر عين الفعل، فهو معتل مثال... وزنه يعلون.

.[سورة الأنعام: آية 101]

{بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}.

.الإعراب:

(بديع) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (السموات) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (أنى) اسم استفهام مبني في محلّ نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر مقدم للفعل الناقص، (يكون) مضارع ناقص ناسخ مرفوع (اللام) حرف جر و(الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق بحال من ولد- نعت تقدم على المنعوت- (ولد) اسم يكون مرفوع، (الواو) حالية (لم) نافية (تكن) يخرج مثل يكون وهو مجزوم (له) مثل الأول متعلق بخبر مقدم- أو متعلق بالفعل التام- (صاحبة) مثل ولد في الحالتين (الواو) عاطفة (خلق) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (كلّ) مفعول به منصوب (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة (هو) ضمير منفصل مبتدأ (بكلّ) جار ومجرور متعلق بعليم (شيء) مثل الأول (عليم) خبر المبتدأ هو مرفوع.
جملة (هو) {بديع...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يكون له ولد} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {لم تكن له صاحبة} في محلّ نصب حال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها وجملة {خلق...} في محلّ نصب معطوفة على جملة الحالية.
وجملة {هو... عليم} في محلّ نصب معطوفة على جملة خلق.

.الصرف:

(صاحبة)، مؤنث صاحب، اسم فاعل من صحب الثلاثي، وزنه فاعلة.

.الفوائد:

1- وردت كلمة {بديع} بمعنى مبدع وهي من استعمال الصفة المشبهة مكان اسم الفاعل وقد وردت هذه الصيغة في القرآن الكريم مرة بمعنى الجدّة أي إنشاء الشيء ابتداء وعلى غير مثال سابق.
ومرة بمعنى البراعة المعجبة. ومنه قول عمر بن أبي ربيعة:
فأتتها فأخبرتها بعذري ** ثم قالت أتيت أمرا بديعا

.[سورة الأنعام: الآيات 102- 103]

{ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103)}.

.الإعراب:

(ذلكم) اسم إشارة مبني مبتدأ و(اللام) للبعد (وكم) للخطاب (الله) لفظ الجلالة خبر مرفوع (رب) خبر ثان مرفوع، (لا) نافية للجنس (إله) اسم لا مبني على الفتح في محلّ نصب (إلا) للاستثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، (خالق) خبر رابع مرفوع، (كل) مضاف إليه مجرور (شيء) مضاف إليه مجرور (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (هو على كل شيء وكيل) مثل هو بكل شيء عليم.
جملة {ذلكم الله...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {لا إله إلا هو} في محلّ رفع خبر ثالث للإشارة (ذلكم).
وجملة {اعبدوه} جواب شرط مقدر أي إن كانت هذه صفات الله فاعبدوه.
وجملة {هو... وكيل} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(103) (لا) نافية (تدرك) مضارع مرفوع و(الهاء) ضمير مفعول به (الأبصار) فاعل مرفوع (الواو) حالية (هو) ضمير منفصل مبتدأ (يدرك) مثل تدرك، والفاعل هو (الأبصار) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (هو) مثل السابق (اللطيف) خبر مرفوع (الخبير) خبر ثان مرفوع.
وجملة {لا تدركه الأبصار} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {هو يدرك...} في محلّ نصب حال من ضمير المفعول في (تدركه).
وجملة {يدرك الأبصار} في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو).
وجملة {هو اللطيف} في محلّ نصب معطوفة على جملة هو يدرك.

.الصرف:

(خالق)، اسم فاعل من خلق الثلاثي، وزنه فاعل.
(اللطيف)، صفة مشبهة مشتقة من فعل لطف يلطف باب نصر، وزنه فعيل.

.البلاغة:

1- فن اللف والنشر: في هذه الآية الكريمة فقوله تعالى: {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} تعليلا للحكمين السابقين على طريقة اللف والنشر أي لا تدركه الأبصار لأنه اللطيف وهو يدرك الأبصار لأنه الخبير.
2- فن المطابقة: وذلك بين قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ} وقوله تعالى: {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ}.

.الفوائد:

ذا اسم إشارة للمفرد المذكر. يسبق اسم الاشارة بهاء التي هي حرف للتنبيه.
فيقال: هذا وهي إشارة للقريب. تلحق ذا الكاف التّي هي حرف خطاب.
فقال ذلك وهي إشارة البعيد أيضا.

.[سورة الأنعام: آية 104]

{قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104)}.

.الإعراب:

(قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (بصائر) فاعل مرفوع (من رب) جار ومجرور متعلق بـ (جاء)، و(كم) ضمير مضاف إليه (الفاء) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبني، في محلّ رفع مبتدأ (أبصر) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمفعول محذوف أي أبصرها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لنفس) جار ومجرور خبر لمبتدأ محذوف تقديره إبصاره، و(الهاء) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (من عمي) مثل من أبصر (الفاء) رابطة لجواب الشرط (على) حرف جر و(ها) ضمير في محلّ جر متعلق بخبر والمبتدأ مقدر أي عماه (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (عليكم) مثل عليها متعلق بحفيظ (الباء) حرف جر زائد (حفيظ) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما.
جملة {جاءكم بصائر...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {من أبصر...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {أبصر...} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة (إبصاره) {لنفسه} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة {من عمي} لا محلّ لها معطوفة على جملة من أبصر.
وجملة {عمي} في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
جملة (عماه) {عليها} في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة {ما أنا... بحفيظ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.الصرف:

(بصائر)، جمع بصيرة، اسم جامد يدل على العقل والفطنة والحجة، وقد يستعمل في موضع الصفة مثل جوارحه بصيرة عليه أي شاهدة، وزنه فعيلة، وبصائر فيه قلب الياء همزة لمجيئها زائدة بعد ألف ساكنة، وزنه فعائل.

.[سورة الأنعام: آية 105]

{وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (105)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (كذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر بالكاف، متعلق بمحذوف مفعول مطلق أي: نصرف الآيات تصريفا كذلك، و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب (نصرف) مضارع مرفوع، والفاعل للتعظيم (الآيات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) عاطفة (اللام) للتعليل (يقولوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (درست) فعل ماض وفاعله.
والمصدر المؤول (أن يقولوا) في محلّ جر متعلق باللام متعلق بـ (نصرف).
(الواو) عاطفة (اللام) للتعليل أو لام العاقبة (نبيّن) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام و(الهاء) ضمير مفعول به، والفاعل نحن للتعظيم (لقوم) جار ومجرور متعلق بـ (نبيّن)، (يعلمون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
والمصدر المؤول (أن نبيّن) في محلّ جر باللام متعلق بما تعلق به المصدر المؤول الأول لأنه معطوف عليه.
جملة {نصرف...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يقولوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة {درست} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {نبينه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة {يعلمون} في محلّ جر نعت لقوم.

.البلاغة:

1- فإن قلت: أي فرق بين اللامين في {ليقولوا}، {ولنبينه}؟
قلت: الفرق بينهما أن الأولى مجاز والثانية حقيقة، وذلك أن الآيات صرفت للتبيين ولم تصرف ليقولوا درست، ولكن لأنه حصل هذا القول بتصريف الآيات كما حصل التبيين، شبه به فسيق مساقه.

.الفوائد:

- وليقولوا درست.
كثرت القراءات في لفظ {درست} حتى جعلت ثلاث عشرة قراءة يختلف بعضها عن بعض قوة وضعفا ولعلّ المتواتر منها ثلاث فقط:
الأولى درست مبيّنا للفاعل.
الثانية: درست والتاء تاء التأنيث الساكنة.
الثالث: دارست مثل: قاتلت بمعنى دارست يا محمد غيرك.

.[سورة الأنعام: الآيات 106- 107]

{اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا وَما جَعَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)}.

.الإعراب:

(اتبع) فعل أمر، والفاعل أنت (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به، (أوحي) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد- أي القرآن- (إلى) حرف جر و(الكاف) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (أوحي)، (من رب) جار ومجرور متعلق بـ (أوحي)، و(الكاف) مضاف إليه (لا إله إلا هو) مر إعرابها آنفا، (الواو) عاطفة (أعرض) مثل اتّبع (عن المشركين) جار ومجرور متعلق بـ (أعرض)، وعلامة الجر الياء.
جملة {اتبع...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {أوحي...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {لا إله إلا هو} لا محلّ لها اعتراضية بين المتعاطفين تؤكد إيجاب اتباع الوحي في أمر التوحيد.
وجملة {أعرض...} لا محلّ لها معطوفة على جملة اتبع.
(107) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (ما) نافية (أشركوا) فعل ماض مبني على الضم... والواو فاعل (الواو) عاطفة (ما جعلنا) مثل ما أشركوا و(الكاف) ضمير مفعول به (على) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (حفيظا)، (الواو) عاطفة (ما أنت عليهم بوكيل) سبق إعراب نظيرها.
جملة {شاء الله...} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
ومفعول شاء محذوف أي: شاء الله إيمانهم.
وجملة {ما أشركوا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {ما جعلناك...} لا محلّ لها معطوفة على جملة شاء الله.
وجملة {ما أنت... بوكيل} لا محلّ لها معطوفة على جملة ما جعلناك.

.[سورة الأنعام: آية 108]

{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (108)}.

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (لا) ناهبة جازمة (تسبوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يدعون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (من دون) جار ومجرور متعلق بحال من العائد المحذوف أو من الموصول نفسه (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه (الفاء) فاء السببية (يسبوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (عدوّا) مفعول لأجله منصوب، (بغير) جار ومجرور متعلق بحال مؤكدة أي جاهلين (علم) مضاف إليه مجرور.
والمصدر المؤول (أن يسبوا) معطوف على مصدر متصيد من الكلام السابق أي لا يكن منكم سب لآلهتهم فسب منهم للّه.
(الكاف) حرف جر (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ جر متعلق بمفعول مطلق عامله (زيّنا) أي: زينا لكل أمة تزيينا مثل التزيين لهؤلاء. و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب (زيّنا) فعل ماض مبني على السكون. وفاعله (لكل) جر ومجرور متعلق بـ (زينا)، (أمة) مضاف إليه مجرور (عمل) مفعول به منصوب و(هم) ضمير مضاف إليه (ثم) حرف عطف (إلى رب) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم و(هم) ضمير مضاف إليه (مرجع) مبتدأ مؤخر مرفوع و(هم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (ينبئ) مضارع مرفوع، والفاعل هو و(هم) ضمير مفعول به (الباء) حرف جر (ما) اسم موصول مبني في محلّ جر متعلق بـ (ينبئهم)، والعائد محذوف (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ مبني على الضم... والواو ضمير اسم كان (يعملون) مثل يدعون.
جملة {لا تسبوا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {يدعون...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {يسبوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة {زيّنا...} لا محلّ لها استئنافية.
وجملة {إلى ربهم مرجعهم} لا محلّ لها معطوفة على محذوف أي:
فعملوه ثم إلى ربهم مرجعهم.
وجملة {ينبئهم} لا محلّ لها معطوفة على جملة إلى ربهم مرجعهم.
وجملة {كانوا يعملون} لا محلّ لها صلة الموصول (ما)، والعائد محذوف أي كانوا يعملونه.
وجملة {يعملون} في محلّ نصب خبر كانوا.

.الصرف:

(عدوا)، مصدر سماعي لفعل عدا يعدو باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون، وثمة مصادر أخرى للفعل هي عدو بضم العين، وعداء بفتح العين، وعدوان بضم العين وكسرها، وعدوى بضم العين.

.الفوائد:

1- من آداب القرآن نهى الله سبحانه المؤمنين عن سب الكفرة وآلهتهم التي يشركون بها من دون الله. وعلّل ذلك بأن الذي على الباطل إذا شتمت له ما يعتقد به سوف يرد لك الشتيمة، فإذا كنت على الحق فقد تسببت في شتم الحق. ودين الحق.
وهذا الأدب القرآني كان ولا يزال ضرورة من الضرورات الاجتماعية يفرض نفسه في العلاقات الراقية بين الأمم مهما اختلفت أديانها وتباينت عقائدها.
ولا يتنكر لهذا التوجيه الإلهي إلا المتعصبون الذين يسيئون للدين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا...!