فصل: (سورة الأنعام: آية 150)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الأنعام: آية 150]

{قُلْ هَلُمَّ شُهَداءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هذا فَإِنْ شَهِدُوا فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)}

.الإعراب:

(قل) مثل المتقدّم، (هلمّ) اسم فعل أمر بمعنى أحضروا، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (شهداء) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لشهداء (يشهدون) مضارع مرفوع... والواو فاعل (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (اللّه) لفظ الجلالة اسم أنّ منصوب (حرّم) فعل ماض، والفاعل هو (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه حرّم...} في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق بـ (يشهدون).
(الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (شهدوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ في محلّ جزم فعل الشرط... والواو فاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (لا) جازمة ناهية (تشهد) مضارع مجزوم، والفاعل أنت (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بـ (تشهد)، و(هم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا تتّبع) مثل لا تشهد (أهواء) مفعول به منصوب (الذين) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (كذّبوا) مثل شهدوا ولا محلّ له (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق بـ (كذّبوا)، و(نا) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (الذين) موصول معطوف على الأول في محلّ جرّ (لا) حرف نفي (يؤمنون) مثل يشهدون (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمنون)، (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (بربّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يعدلون)، و(هم) ضمير متّصل مضاف إليه (يعدلون) مثل يشهدون.
جملة {قل...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {سلّم شهداءكم}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {يشهدون}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {حرّم هذا}: في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة {إن شهدوا...}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
وجملة {لا تشهد...}: في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة {لا تتّبع}: في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
وجملة {كذّبوا...}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
وجملة {لا يؤمنون...}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
وجملة {هم... يعدلون}: لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة لا يؤمنون.
وجملة {يعدلون}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم).

.الصرف:

(هلمّ)، اسم فعل أمر، هو بصيغة واحدة على لغة الحجازيين، أمّا على لغة تميم فتلحقه الضمائر هلما، وهلموا، وهلمّي... والميم مفتوحة على اللغتين في إسناد الاسم لضمير الواحد المذكّر (هلمّ).

.البلاغة:

1- وضع المظهر موضع المضمر: في قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا} للدلالة على أن من كذب بآيات الله تعالى وعدل به غيره فهو متبع للهوى لا غير وأن من اتبع الحجة لا يكون إلا مصدقا بها.
2- قوله تعالى: {فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ} أي فلا تصدقهم فإنه كذب بحت، وبين لهم فساده لأن تسليمه منهم موافقة لهم في الشهادة الباطلة والسكوت قد يشعر بالرضى، وإرادة هذا المعنى من {لا تشهد} إما على سبيل الاستعارة التبعية أو المجاز المرسل من ذكر اللازم وإرادة الملزوم لأن الشهادة من لوازم التسليم.

.الفوائد:

2- هلمّ تكون لازمة ومتعدية، وهي من أسماء الأفعال. وفي استعمالها رأيان: الأول، وهو الأرجح: أنها لا تصرف ويستوي فيها الواحد والاثنان والجمع والتذكير والتأنيث. والثاني: أنها تصرّف فتكون فعلا وتلحقها الضمائر فيقال هلما وهلموا وهلمي وهلممن... إلخ وقد تلحقها نون التوكيد الثقيلة فيقال: هلمّن يا رجل وهلمّن يا امرأة... إلخ.

.[سورة الأنعام: آية 151]

{قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)}

.الإعراب:

(قل) تقدّم إعرابه، (تعالوا) فعل أمر جامد مبنيّ على ما يلفظ به آخره، والواو ضمير في محلّ رفع فاعل (أتل) مضارع مجزوم جواب الطلب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (حرّم) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (على) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (حرّم).
(أن) حرف تفسير، (لا) ناهية جازمة (تشركوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون... والواو فاعل (الباء) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تشركوا)، (شيئا) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (بالوالدين) جارّ ومجرور متعلّق بفعل محذوف تقديره أوصيكم، (إحسانا) مفعول به للفعل المقدّر منصوب، (الواو) عاطفة (لا تقتلوا) مثل لا تشركوا (أولاد) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (من إملاق) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تقتلوا) و(من) سببيّة (نحن) ضمير منفصل مبتدأ في محلّ رفع (نرزق) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الواو) عاطفة (إيّاهم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب معطوفة على الضمير المتّصل في (نرزقكم)، (الواو) عاطفة (لا تقربوا الفواحش) مثل لا تقتلوا أولادكم (ما) اسم موصول مبني في محلّ نصب بدل من الفواحش بدل اشتمال (ظهر) فعل ماض والفاعل هو (من) حرف جرّ و(ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بحال من ضمير الفاعل (الواو) عاطفة (ما بطن) مثل ما ظهر ومعطوف عليه (الواو) عاطفة (ولا تقتلوا النفس) مثل لا تقتلوا أولادكم (التي) موصول في محلّ نصب نعت للنفس (حرّم) مثل الأول (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق بحال من الفاعل في (تقتلوا) أي: لا تقتلوها إلّا متلبسين بالحقّ، (ذلكم) إشارة في محلّ رفع مبتدأ، والإشارة الى المذكور من الأمور الخمسة. و(اللام) للبعد و(الكاف) للخطاب (وصّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف و(كم) ضمير مفعول به، والفاعل هو (به) مثل الأول متعلّق بـ (وصّاكم)، (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و(كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة {قل...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {تعالوا...}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {أتل...}: جواب شرط مقدر أي: إن تأتوا أتل.
وجملة {حرّم ربّكم...}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة {لا تشركوا...}: لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة (أوصيكم) {بالوالدين}: لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية.
وجملة {لا تقتلوا...}: لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة {نحن نرزقكم}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {نرزقكم...}: في محلّ رفع خبر نحن.
وجملة {لا تقربوا...}: لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة {ظهر...}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة {بطن...}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة {لا تقتلوا} الثانية: لا محلّ لها معطوفة على التفسيريّة.
وجملة {حرّم اللّه}: لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة {ذلكم وصّاكم}: لا محلّ لها اعتراضية.
وجملة {وصّاكم به}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة {لعلّكم تعقلون}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {تعقلون}: في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

(أتل)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، أصله أتلو، وزنه أفع بضمّ العين.
(إملاق)، مصدر قياسي لفعل أملق الرباعيّ، وزنه إفعال بكسر الهمزة.

.البلاغة:

1- فن التوهيم: في قوله تعالى: {أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} وهو أن يأتي المتكلم بكلمة يوهم ما بعدها من الكلام أن المتكلم أراد تصحيفها، وهو يريد غير ذلك. فإن ظاهر الكلام في الآية الكريمة يدل على تحريم نفي الشرك، وملزومه تحليل الشرك، وهذا محال، وخلاف المعنى المراد، والتأويل الذي يحل الإشكال هو أن الوصايا المذكورة في سياق الآية ما حرّم عليهم وما هم مأمورون به، فإن الشرك بالله، وقتل النفس المحرمة، وأكل مال اليتيم، مما حرّم ظاهرا وباطنا، ووفاء الكيل والميزان بالقسط والعدل في القول، فضلا عن الفعل والوفاء بالعهد واتباع الصراط المستقيم من الأفعال المأمور بها أمر وجوب، ولو جاء الكلام بغير لا لا نبتر واختل وفسد معناه، فإنه يصير المعنى حرّم عليكم الشرك، والإحسان للوالدين، وهذا ضد المعنى المراد.
ولهذا جاءت الزيادة التي أوهم ظاهرها فساد المعنى ليلجأ إلى التأويل الذي يصح به عطف بقية الوصايا على ما تقدم.
1- فن التغاير: في قوله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ} وحدّه تغاير المذهبين إما في المعنى الواحد بحيث يمدح إنسان شيئا أو يذمه، أو يذم ما مدحه غيره، وبالعكس، ويفضل شيئا على شيء، ثم يعود فيجعل المفضول فاضلا. ومن التغاير تغاير المعنى لمغايرة اللفظ، وهذا الذي نحن بصدده في هذه الآية الكريمة، والكلام في الآية غير قوله في هذا المعنى في بني إسرائيل: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} فالخطاب في كل آية لصنف وليس خطابا واحدا فالمخاطب بقوله سبحانه: {مِنْ إِمْلاقٍ} من ابتلي بالفقر وبقوله تعالى: {خَشْيَةَ إِمْلاقٍ} من لا فقر له ولكن يخشى وقوعه في المستقبل، ولهذا قدم رزقهم هاهنا في قوله عز وجل: {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}.

.الفوائد:

1- هذه الآية مسوقة لبيان المحرمات من الأفعال كما أن الآية السابقة بيّنت المحرمات من الأطعمة فقد تضمنت هذه الآية تحريم الشرك بالله، والإساءة إلى الوالدين، وقتل الأولاد بسبب الفقر، وتعاطي الفواحش الظاهرة والخفية، ثم قتل النفس بدون سبب يبيح القتل وكل ذلك مفصل وموضح في كتب الفقه والتفسير..

.[سورة الأنعام: الآيات 152- 153]

{وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (لا تقربوا مال) مثل لا تشركوا.
شيئا، (اليتيم) مضاف إليه مجرور (إلّا) حرف للحصر (الباء) حرف جرّ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (تقربوا)، (هي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (أحسن) خبر مرفوع (حتّى) حرف غاية وجرّ (يبلغ) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي اليتيم (أشدّ) مفعول به منصوب و(الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل {أن يبلغ...} في محلّ جرّ بـ (حتّى) متعلّق بـ (تقربوا).
(الواو) عاطفة (أوفوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الكيل) مفعول به منصوب (والميزان) معطوف على الكيل بالواو منصوب مثله (بالقسط) جارّ ومجرور في محلّ نصب حال أي مقسطين، (لا) حرف نفي (نكلّف) مضارع مرفوع، والفاعل نحن للتعظيم (نفسا) مفعول به منصوب (إلّا) مثل السابق (وسع) مفعول به ثان منصوب و(ها) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمضمون الجواب لأن فيه معنى الشرط (قلتم) فعل ماض.. وفاعله (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اعدلوا) مثل أوفوا (الواو) حالية (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص- ناسخ- واسمه ضمير مستتر تقديره هو أي المقول فيه أو له، (ذا) خبر كان منصوب وعلامة النصب الألف (قربى) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (بعهد) جارّ ومجرور متعلّق بـ (أوفوا) الآتي (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (أوفوا) مثل الأول (ذلكم وصاكم... تذكّرون) مثل نظيرها.
جملة {لا تقربوا مال...}: لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة {يبلغ..}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة {أوفوا..}: لا محلّ لها معطوفة على جملة النهي التفسيريّة.
وجملة {لا نكلّف...}: لا محلّ لها اعتراضية.
وجملة {قلتم...}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {اعدلوا}: لا محلّ لها جواب شرط غير جازم... والشرط وفعله وجوابه لا محلّ له معطوف على الجملة التفسيريّة.
وجملة {كان ذا قربى...}: في محلّ نصب حال من المقول له المحذوف أي قلتم لأحد... وجواب لو محذوف دلّ عليه الكلام المتقدّم.
وجملة {أوفوا} الثانية: لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تقربوا مال.
وجملة {ذلكم وصّاكم...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {وصّاكم به}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة {لعلّكم تذكّرون}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {تذكّرون}: في محلّ رفع خبر لعلّ.
(153) (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل- ناسخ- (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب اسم أنّ (صراط) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء و(الياء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (مستقيما) حال مؤكّدة منصوبة من صراطي والعامل فيها الإشارة.
والمصدر المؤوّل (أنّ هذا صراطي) في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره أتلو أي: وأتلو عليكم استقامة صراطي.
(الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، (اتّبعوا) مثل أوفوا و(الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (لا تتّبعوا السبل) مثل لا تشركوا.
شيئا، (الفاء) فاء السببيّة (تفرّق) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وقد حذفت من الفعل إحدى التاءين، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الباء) حرف جرّ و(كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (تفرّق)، (عن سبيل) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تفرّق)، و(الهاء) ضمير مضاف إليه.
والمصدر المؤوّل (أن تفرّق) معطوف على مصدر متصيّد من الكلام السابق أي لا يكن منكم اتّباع للسبل فتفرّق فيها.
(ذلكم وصّاكم... تتّقون) مثل نظيرها المتقدّمة.
جملة: {اتّبعوه...} في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن وضح لكم سبيلي فاتّبعوه.
وجملة {لا تتّبعوا السبل}: معطوفة على جملة اتّبعوه.
وجملة {تفرّق بكم...}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (أن) المضمر.
وجملة {ذلكم وصّاكم به...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {وصّاكم به}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلكم).
وجملة {لعلّكم تتّقون}: لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة {تتّقون}: في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

(أشدّه)، اسم بمعنى الإدراك أو البلوغ. وزنه أفعل زنة أسهم بفتح الهمزة وضمّ العين، وهو جمع لا واحد له أو واحد جاء على بناء الجمع.
(الكيل)، اسم جامد للآلة التي يكال بها، وأصل الكيل مصدر ثمّ أطلق على الآلة وزنه فعل بفتح الفاء وسكون العين.
(الميزان)، اسم آلة، وأصله مصدر ثمّ نقل إلى اسم الآلة، وزنه مفعال بكسر الميم، وفيه إعلال بالقلب أصله موزان، جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء.
(تذكّرون)، بتخفيف الذال وتشديدها... أمّا التخفيف ففيه حذف إحدى التاءين، وأمّا التشديد ففيه قلب التاء الثانية ذالا وإدغامها مع الذال التي هي فاء الكلمة.

.[سورة الأنعام: آية 154]

{ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154)}

.الإعراب:

(ثمّ) حرف جيء به للاستئناف، (آتينا) فعل ماض وفاعله (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (تماما) مفعول لأجله منصوب، (على) حرف جرّ (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بـ (تماما)، (أحسن) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة (تفصيلا) معطوف على (تماما) منصوب (لكلّ) جارّ ومجرور متعلّق بـ (تفصيلا)، (شيء) مضاف إليه مجرور (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على (تماما) منصوبان مثله، وعلامة النصب على الأول الفتحة المقدّرة (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي- ناسخ- و(هم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (بلقاء) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يؤمنون)، (ربّ) مضاف إليه مجرور و(هم) ضمير مضاف إليه (يؤمنون) مضارع مرفوع... والواو فاعل.
جملة {آتينا...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {أحسن...} لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة {لعلّهم... يؤمنون} لا محلّ لها تعليلية.
وجملة {يؤمنون} في محلّ رفع خبر لعلّ.

.الصرف:

(تماما)، مصدر سماعي لفعل تم يتم باب ضرب، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد يأتي بكسرها وضمها وثمة مصادر أخرى للفعل هي (تمّا) بفتح التاء وكسرها وضمها، و(تمامة) بفتح التاء وكسرها.
(تفصيلا)، مصدر قياسي لفعل فصّل الرباعي، وزنه تفعيل.
(لقاء)، مصدر سماعي لفعل لقي يلقى باب فرح وزنه فعال بكسر الفاء، وثمة مصادر أخرى لهذا الفعل هي: لقاءة بكسر اللام وفتحها، ولقاية بكسر اللام، ولقيان بضم اللام وكسرها، ولقيانة بكسر اللام، ولقيا بضم اللام وكسرها وتشديد الياء مع كسر القاف في كليهما، ولقية بفتح اللام وضمها، ولقى بضم اللام.
ولقاء أيضا هو مصدر سماعي لفعل لاقى الرباعي، أما المصدر القياسي فهو ملاقاة.
وفي المصدر إبدال الياء همزة لمجيئها متطرفة بعد ألف ساكنة، وأصله لقاي. (انظر الآية 130 من هذه السورة).

.الفوائد:

1- ثمة خلاف حول العطف بثم نذكر منه رأي الزمخشري فهو الأوجه يقول: إن قلت علام عطف قوله: {ثم آتينا موسى الكتاب}؟ قلت على وصاكم به فإن قلت كيف صح عطفه عليه بثم والإيتاء قبل التوجيه بزمن طويل، قلت هذه التوصية قديمة ولم تزل توصاها كل أمة على لسان نبيهم قديما وحديثا.

.[سورة الأنعام: الآيات 155- 157]

{وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّما أُنْزِلَ الْكِتابُ عَلى طائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِراسَتِهِمْ لَغافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ فَقَدْ جاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ (157)}

.الإعراب:

(الواو) استئنافية (ها) حرف للتنبيه (ذا) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ (كتاب) خبر مرفوع (أنزلنا) فعل ماض وفاعله و(الهاء) ضمير مفعول به (مبارك) نعت لكتاب مرفوع (الفاء) رابطة لجواب مقدّر (اتبعوا) فعل أمر مبني على حذف النون... والواو فاعل و(الهاء) ضمير مفعول به (الواو) عاطفة (اتقوا) مثل اتبعوا (لعلكم) مرّ إعرابه، (ترحمون) مضارع مبني للمجهول مرفوع... والواو ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل.
جملة {هذا كتاب...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {أنزلناه...} في محلّ رفع نعت لكتاب.
وجملة: {اتّبعوه} لا محلّ لها جواب شرط مقدّر أي إذا أردتم الاستفادة من الكتاب والتبرك به فاتبعوه.
وجملة {اتقوا} معطوفة على جملة اتبعوا.
وجملة {لعلكم ترحمون} لا محلّ لها تعليلية.
وجملة {ترحمون} في محلّ رفع خبر لعل.
(156) (أن) حرف مصدري ونصب (تقولوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون... والواو ضمير متصل صلة الموصول في محلّ رفع فاعل.
والمصدر المؤول (أن تقولوا) في محلّ نصب مفعول لأجله على حذف مضاف، عامله فعل مقدر دل عليه فعل أنزلنا في الآية السابقة أي:
أنزلناه خشية قولكم.
(إنّما) كافة ومكفوفة (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول (الكتاب) نائب الفاعل مرفوع (على طائفتين) جار ومجرور متعلق بـ (أنزل) وعلامة الجر الياء فهو مثنى (من قبلنا) جار ومجرور ومضاف إليه، والجار متعلق بـ (أنزل) (الواو) عاطفة (إن) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير محذوف تقديره (إننا)، (كنا) فعل ماض ناقص- ناسخ- (ونا) ضمير اسم كان في محلّ رفع (عن دراسة) جار ومجرور متعلق بغافلين و(هم) ضمير مضاف إليه (اللام) هي الفارقة التي تميز إن المخففة عن النافية (غافلين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
وجملة {أنزلناه... أن تقولوا} لا محلّ لها استئناف مؤكّد لمضمون ما سبق.
وجملة {تقولوا}: لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن).
وجملة {أنزل الكتاب}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {إن كنّا... لغافلين}: في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة {كنّا... لغافلين}: في محلّ رفع خبر إن المخفّفة.
(157) (أو) حرف عطف (تقولوا) مضارع منصوب معطوف على الأول ويعرب مثله (لو) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مشبه بالفعل- ناسخ- (ونا) ضمير اسم أن في محلّ نصب (أنزل... الكتاب) مثل الأولى و(على) حرف جر (نا) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (أنزل)، (اللام) واقعة في جواب لو (كنا أهدى) مثل كنا غافلين، وعلامة النصب في أهدى الفتحة المقدّرة على الألف (من) حرف جر و(هم) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (أهدى).
والمصدر المؤول {أنا أنزل...} في محلّ رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ثبت... أي لو ثبت إنزال الكتاب علينا لكنّا أهدى منهم.
(الفاء) تعليلية، (قد) حرف تحقيق (جاء) فعل ماض و(كم) ضمير مفعول به (بينة) فاعل مرفوع (من ربّ) جار ومجرور متعلق بـ (جاء)، و(كم) ضمير مضاف إليه (الواو) عاطفة في الموضعين (هدى، رحمة) اسمان معطوفان على بينة مرفوعان علامة رفع الأول الضمة المقدرة (الفاء) استئنافية (من أظلم... بآيات الله) مرّ إعراب نظيرها، (الواو) عاطفة (صدف) فعل ماض، والفاعل هو (عن) حرف جر و(ها) ضمير في محلّ جر متعلق بـ (صدف)، (السين) حرف استقبال (نجزي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن للتعظيم (الذين) اسم موصول مبني في محلّ نصب مفعول به (يصدفون) مضارع مرفوع والواو فاعل (عن آيات) جار ومجرور متعلق بـ (يصدفون)، و(نا) ضمير مضاف إليه (الباء) للجر (ما) مصدرية (كانوا) ناقص واسمه، (يصدفون) كالأول.
وجملة {تقولوا...} لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
وجملة (ثبت)... المقدرة في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {أنزل علينا...} في محلّ رفع خبر أن.
وجملة {كنا أهدى} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة {قد جاءكم بينة} لا محلّ لها تعليلية لمحذوف أي: لا تعتذروا فقد جاءكم.
وجملة {من أظلم...} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {كذّب بآيات الله} لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة {صدف عنها} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة {سنجزي...} لا محلّ لها استئنافية تعليلية.
وجملة {يصدفون} الأولى لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {كانوا...} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما).
وجملة {يصدفون} الثانية في محلّ نصب خبر كانوا.
والمصدر المؤول (ما كانوا يصدفون) في محلّ جر بالباء متعلق بـ (سنجزي).

.الصرف:

(دراسة)، مصدر سماعي لفعل درس يدرس باب نصر وزنه فعالة بكسر الفاء، وثمة مصدر آخر للفعل هو درس وزنه فعل بفتح فسكون.

.البلاغة:

1- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى: {مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ} حيث وضع الموصول موضع الضمير (هم) بطريق الالتفات تنصيصا على اتصافهم بما في حيز الصلة وإشعارا بعلة الحكم وإسقاطا لهم عن رتبة الخطاب.