فصل: قال حميدان دعاس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قوله تعالى: {ما في بطون} {ما} بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء، و{خالصة} خبره وأنث على المعنى لأن ما في البطون أنعام، وقيل التأنيث على المبالغة كعلامة ونسابة، و{لذكورنا} متعلق بخالصة أو بمحذوف على أن يكون صفة لخالصة {ومحرم} جاء على التذكير حملا على لفظ ما ويقرأ {خالص} بغير تاء على الأصل، ويقرأ {خالصة} بالتأنيث والنصب على الحال، والعامل فيها ما في بطونها من معنى الاستقرار، والخبر لذكورنا، ولا يعمل في الحال لأنه لا يتصرف، وأجازه الأخفش، ويقرأ {خالصة} بالرفع والإضافة إلى هاء الضمير وهو مبتدأ، وللذكور خبره، والجملة خبر {ما} {تكن ميتة} يقرأ بالتاء ونصب ميتة: أي إن تكن الأنعام ميتة، ويقرأ بالياء حملا على لفظ {ما} ويقرأ بالياء ورفع ميتة على أن كان هي التامة {فهم فيه} ذكر الضمير حملا على {ما}.
قوله تعالى: {قتلوا أولادهم} يقرأ بالتخفيف والتشديد على التكثير.
و{سفها} مفعول له أو على المصدر لفعل محذوف دل عليه الكلام {بغير علم} في موضع الحال، و{افتراء} مثل الأول.
قوله تعالى: {مختلفا أكله} مختلفا حال مقدرة، لأن النخل والزرع وقت خروجه لاأكل فيه حتى يكون مختلفا أو متفقا، وهو مثل قولهم: مررت برجل معه صقر صائدا به غدا، ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره: ثمر النخل وحب الزرع فعلى هذا تكون الحال مقارنة، و{متشابها} حال أيضا، و{حصاده} يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان.
قوله تعالى: {حمولة وفرشا} هو معطوف على جنات: أي وأنشأ من الأنعام حمولة.
قوله تعالى: {ثمانية أزواج} في نصبه خمسة أوجه: أحدها هو معطوف على جنات: أي وأنشأ ثمانية أزواج، وحذف الفعل وحرف العطف وهو ضعيف.
والثانى أن تقديره: كلوا ثمانية أزواج.
والثالث هو منصوب بكلوا تقديره: كلوا مما رزقكم ثمانية أزواج، ولا تسرفوا معترض بينهما.
والرابع هو بدل من حمولة وفرشا.
والخامس أنه حال تقديره: مختلفة أو متعددة {من الضأن} يقرأ بسكون الهمزة وفتحها وهما لغتان، و{اثنين} بدل من ثمانية، وقد عطف عليه بقية الثمانية، و{المعز} بفتح العين وسكونها لغتان قد قرئ بهما {آلذكرين} هو منصوب ب {حرم} وكذلك {أم الانثيين} أي أم حرم الأنثيين {أم ما اشتملت} أي أم حرم ما اشتملت.
قوله تعالى: {أم كنتم شهداء} أم منقطعة: أي بل أكنتم، و{إذ} معمول شهداء.
قوله تعالى: {يطعمه} في موضع جر صفة لطاعم، ويقرأ {يطعمه} بالتشديد وكسر العين، والأصل يتطعمه، فأبدلت التاء طاء وأدغمت فيها الأولى {إلا أن تكون} استثناء من الجنس وموضعه نصب: أي لا أجد محرما إلا الميتة، ويقرأ يكون بالياء و{ميتة} بالنصب: أي إلا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك، ويقرأ بالتاء إلا أن تكون المأكولة ميتة، ويقرأ برفع الميتة على أن تكون تامة، إلا أنه ضعيف لأن المعطوف منصوب {أو فسقا} عطف على لحم الخنزير، وقيل هو معطوف على موضع إلا أن يكون، وقد فصل بينهما بقوله: {فإنه رجس}.
قوله تعالى: {كل ذى ظفر} الجمهور على ضم الظاء والفاء، ويقرأ بإسكان الفاء، ويقرأ بكسر الظاء والإسكان {ومن البقر} معطوف على كل، وجعل {حرمنا عليهم شحومهما} تبيينا للمحرم من البقر، ويجوز أن يكون من البقر، متعلقا بحرمنا الثانية {إلا ما حملت} في موضع نصب استثناء من الشحوم {أو الحوايا} في موضع نصب عطفا على {ما} وقيل هو معطوف على الشحوم فتكون محرمة أيضا، وواحدة الحوايا حوية أو حاوية أو حاويا، وأوهنا بمعنى الواو لتفصيل مذاهبهم لاختلاف أماكنها، وقد ذكرناه في قوله: {كونوا هودا أو نصارى} {ذلك} في موضع نصب ب {جزيناهم} وقيل مبتدأ، والتقدير: جزيناهموه، وقيل هو خبر المحذوف: أي الأمر ذلك.
قوله تعالى: {فإن كذبوك} شرط وجوابه {فقل ربكم ذو رحمة} والتقدير: فقل يصفح عنكم بتأخير العقوبة.
قوله تعالى: {ولا آباؤنا} عطف على الضمير في أشركنا، وأغنت زيادة {لا} عن تأكيد الضمير، وقيل ذلك لا يغنى لأن المؤكد يجب أن يكون قبل حرف العطف ولابعد حرف العطف {من شيء} من زائدة.
قوله تعالى: {قل هلم} للعرب فيها لغتان: إحداهما تكون بلفظ واحد في الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث، فعلى هذا هي اسم للفعل، وبنيت لوقوعها موقع الأمر المبنى، ومعناها أحضروا شهداءكم.
واللغة الثانية تختلف فتقول: هلما وهلموا وهلمي وهلممن، فعلى هذا هي فعل.
واختلفوا في أصلها فقال البصريون: أصلها ها ألمم: أي أقصد، فأدغمت الميم في الميم وتحركت اللام فاستغنى عن همزة الوصل فبقى لم ثم حذفت ألف ها التي هي للتنبيه لأن اللام في لم في تقدير الساكنة إذ كانت حركتها عارضة، ولحق حرف التنبيه مثال الأمر كما يلحق غيره من المثل.
فأما فتحة الميم ففيها وجهان: أحدهما أنها حركت بها لالتقاء الساكنين ولم يجز الضم ولا الكسر كما جاز في رد ورد ورد لطول الكلمة بوصل ها بها، وأنها لا تستعمل إلا معها، والثانى أنها فتحت من أجل التركيب كما فتحت خمسة عشر وبابها.
وقال الفراء: أصلها هل أم، فألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت، وهذا بعيد لأن لفظه أمر، وهل إن كانت استفهاما فلا معنى لدخوله على الأمر، وإن كانت بمعنى قد فلا تدخل على الأمر، وإن كانت هل اسما للزجر فتلك مبنية على الفتح، ثم لا معنى لها هاهنا.
قوله تعالى: {ما حرم} في {ما} وجهان: أحدهما هي بمعنى الذي والعائد محذوف: أي حرمه، والثانى هي مصدرية {أن لا تشركوا} في أن وجهان: أحدهما هي بمعنى أي، فتكون لا على هذا نهيا، والثانى هي مصدرية وفي موضعها وجهان: أحدهما هي بدل من الهاء المحذوفة أو من {ما} ولا زائدة: أي حرم ربكم أن تشركوا، والثانى أنها منصوبة على الإغراء، والعامل فيها عليكم، والوقف على ما قبل على: أي ألزموا ترك الشرك.
والوجه الثاني أنها مرفوعة.
والتقدير المتلو: أن لا تشركوا أو المحرم أن تشركوا، ولا زائدة على هذا التقدير، و{شيئا} مفعول تشركوا، وقد ذكرناه في موضع آخر.
ويجوز أن يكون شيئا في موضع المصدر: أي إشراكا و{وبالوالدين إحسانا} قد ذكر في البقرة {من إملاق} أي من أجل الفقر.
{ما ظهر منها وما بطن} بدلان من الفواحش، بدل الاشتمال، ومنها في موضع الحال من ضمير الفاعل، و{بالحق} في موضع الحال {ذلكم} مبتدأ، و{وصاكم به} الخبر، ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير: ألزمكم ذلكم، ووصاكم تفسير له.
قوله تعالى: {إلا بالتى هي أحسن} أي إلا بالخصلة، و{بالقسط} في موضع الحال: أي مقسطين، ويجوز أن يكون حالا من المفعول: أي أوفوا الكيل تاما، والكيل هاهنا مصدر في معنى المكيل والميزان كذلك، ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف تقديره: مكيل الكيل وموزون الميزان {لا نكلف} مستأنف {ولو كان ذا قربى} أي ولو كان المقول له أو فيه.
قوله تعالى: {وأن هذا} يقرأ بفتح الهمزة والتشديد، وفيه ثلاثة أوجه: أحدها تقديره: ولأن هذا، واللام متعلقة بقوله: {فاتبعوه} أي ولأجل استقامته اتبعوه، وقد ذكرنا نحو هذا في قوله: {كما أرسلنا} والثانى أنه معطوف على ما حرم: أي وأتلو عليكم أن هذا صراطي.
والثالث هو معطوف على الهاء في وصاكم به، وهذا فاسد لوجهين: أحدهما أنه عطف على الضمير من غير إعادة الجار، والثانى أنه يصير المعنى وصاكم باستقامة الصراط، وهو فاسد، ويقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهى كالمشددة، ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف ومستقيما حال، والعامل فيه هذا قوله تعالى: {وهذا} مبتدأ، و{كتاب} خبره، و{أنزلناه} صفة أو خبر ثان.
و{مبارك} صفة ثانية أو خبر ثالث، ولو كان قرئ مباركا بالنصب على الحال جاز.
قوله تعالى: {أن تقولوا} أي أنزلناه كراهة أن تقولوا {أو تقولوا} معطوف عليه، وإن كنا إن مخففة من الثقيلة، واللام في لغافلين عوض أو فارقة بين إن وما.
قوله تعالى: {ممن كذب} الجمهور على التشديد، وقرئ بالتخفيف وهو في معنى المشدد، فيكون {بآيات الله} مفعولا، ويجوز أن يكون حالا، أي كذب ومعه آيات الله: {يصدقون} يقرأ بالصاد الخالصة على الأصل، وبإشمام الصاد زايا وبإخلاصها زايا لتقرب من الدال، وسوغ ذلك فيها سكونها.
قوله تعالى: {يوم يأتي} الجمهور على النصب، والعامل في الظرف {لا ينفع} وقرئ بالرفع، والخبر لا ينفع، والعائد محذوف: أي لا ينفع {نفسا إيمانها} فيه والجمهور على الياء في ينفع، وقرئ بالتاء وفيه وجهان: أحدهما أنه أنث المصدر على المعنى، لأن الإيمان والعقيدة بمعنى، فهو مثل قولهم: جاءته كتابي فاحتقرها: أي صحيفتي أو رسالتي، والثانى أنه حسن التأنيث لأجل الإضافة إلى المؤنث {لم تكن} فيه وجهان: أحدهما هي مستأنفة، والثانى هي في موضع الحال من الضمير المجرور، أو على الصفة لنفس وهو ضعيف.
قوله تعالى: {فرقوا دينهم} يقرأ بالتشديد من غير ألف، وبالتخفيف وهو في معنى المشدد، ويجوز أن يكون المعنى: فصلوه عن الدين الحق، ويقرأ فارقوا أي تركوا {لست منهم في شيء} أي لست في شيء كائن منه.
قوله تعالى: {عشر أمثالها} يقرأ بالإضافة: أي فله عشر حسنات أمثالها، فاكتفى بالصفة، ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير: فله حسنات عشر أمثالها، وحذف التاء من عشر لأن الأمثال في المعنى مؤنثة، لأن مثل الحسنة حسنة، وقيل أنث لأنه أضافة إلى المؤنث.
قوله تعالى: {دينا} في نصبه ثلاثة أوجه: هو بدل من الصراط على الموضع، لأن معنى هداني وعرفني واحد، وقيل منصوب بفعل مضمر: أي عرفني دينا، والثالث أنه مفعول هداني، وهدى يتعدى إلى مفعولين، و{قيما} بالتشديد صفة لدين، ويقرأ بالتخفيف، وقد ذكر في النساء والمائدة، و{ملة} بدل من دين، أو على إضمار أعنى، و{حنيفا} حال، أو على إضمار أعنى.
قوله تعالى: {ومحياى} الجمهور على فتح الياء، وأصلها الفتح لأنها حرف مضمر فهى كالكاف في رأيتك والتاء في قمت وقرئ بإسكانها كما تسكن في أنى ونحوه، وجاز ذلك وإن كان قبلها ساكن لأن المدة تفصل بينهما، وقد قرئ في الشاذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين {لله} أي ذلك كله لله.
قوله تعالى: {قل أغير الله} هو مثل قوله: {ومن يبتغ غير الإسلام} وقد ذكر.
قوله تعالى: {درجات} قد ذكر في قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء}. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الأنعام:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الأنعام: آية 1]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1)}.
{الْحَمْدُ لِلَّهِ} الحمد مبتدأ للّه لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بمحذوف خبره، والجملة الاسمية مستأنفة {الَّذِي} اسم موصول في محل جر صفة اللّه وجملة {خَلَقَ السَّماواتِ} الجملة صلة الموصول لا محل لها وجملة {وَجَعَلَ الظُّلُماتِ} معطوفة عليها {ثُمَّ الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره جملة {يَعْدِلُونَ} {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} جملة كفروا صلة الموصول لا محل لها.
{بِرَبِّهِمْ} متعلقان بكفروا أو بيعدلون أي يعدلون بربهم غيره، وجملة {الَّذِينَ}.. معطوفة على جملة الحمد للّه..

.[سورة الأنعام: آية 2]

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2)}.
{هُوَ} ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ {الَّذِي} اسم موصول في محل رفع خبر والجملة مستأنفة {خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ} فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده والكاف مفعوله، والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
{ثُمَّ قَضى أَجَلًا} فعل ماض ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها {وَأَجَلٌ} الواو استئنافية. أجل مبتدأ {مُسَمًّى} صفة مرفوعة بالضمة المقدرة {عِنْدَهُ} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ والجملة الاسمية استئنافية لا محل لها.
{ثُمَّ} حرف عطف.
{أَنْتُمْ} ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ {تَمْتَرُونَ} مضارع والواو فاعله والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. وجملة أنتم تمترون معطوفة على الجملة قبلها.

.[سورة الأنعام: آية 3]

{وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ (3)}.
{وَهُوَ} ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ {اللَّهُ} لفظ الجلالة خبره مرفوع {فِي السَّماواتِ} متعلقان بالخبر بحمله على المشتق أي المعبود {وَفِي الْأَرْضِ} عطف، والجملة الاسمية هو اللّه مستأنفة لا محل لها.
{يَعْلَمُ سِرَّكُمْ} فعل مضارع ومفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره هو والجملة في محل نصب حال، أو في محل رفع خبر ثان {وَجَهْرَكُمْ} عطف على سركم.
{وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ} ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به وجملة تكسبون صلة الموصول لا محل لها وجملة ويعلم معطوفة.

.[سورة الأنعام: آية 4]

{وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (4)}.
{وَما تَأْتِيهِمْ} فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به. وما نافية.
{مِنْ آيَةٍ} من حرف جر زائد. آية اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل {مِنْ آياتِ} متعلقان بمحذوف صفة آية.
{رَبِّهِمْ} مضاف إليه مجرور، والهاء في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية تأتيهم مستأنفة بعد الواو. وجملة {كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ} في محل نصب حال.