فصل: من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ}:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



يريد بذلك إذعان خصمه واستدعاءه للاعتبار حتى يكون غير مناظر له ما لا يعتقده، ليبني على ذلك مقصوده ليقلع خصمه وهو على يقين من أمره، فهذا ما ينبغي أن يعتمد هنا لقول يوسف عليه السلام: {ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء} [يوسف: 38]، فالعصمة قد اكتنفتهم عما يتوهمه المبطلون ويتقوله المفترون، ويشهد لما قلناه قوله تعالى: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه} [الأنعام: 83] فهذه حال من علت درجته من الذين يسمعون، فمن الخلق من جعله الله سامعًا بأول وهلة وهذا مثال شاف في ذلك، ومنهم الميت، والموتى على ضربين: منهم من يزاح عن جهله وعمهه، ومنهم من يبقى في ظلماته ميتًا لا حراك به، يبين ذلك قوله تعالى: {أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} [الأنعام: 122]؛ ولما كانت السورة متضمنة جهات الاعتبار ومحركة إلى النظر ومعلنة من مجموع آيها أن المعتبر والمتأمل- وإن لم يكن متيقظًا بأول وهلة، ولا سامعًا أول محرك، ولا مستجيبًا لأول سامع- قد ينتقل حاله عن جموده وغفلته إلى أن يسمع ويلحق بمن كان يتيقظ في أول وهلة؛ ناسب تحريكُ العباد وأمرهم بالنظر أن تقع الإشارة في صدر السورة إلى حالتين: حالة السامعين لأول وهلة، وحالة السامعين في ثاني حال، فقيل: {إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله} [الأنعام: 36] ولم تقع هنا إشارة إلى القسم الثالث مع العلم به، وهو الباقي على هموده وموته ممن لم يحركه زاجر ولا واعظ ولا اعتبار، ولأن هذا الضرب لو ذكر هنا لكان فيه ما يكسل من ضعفت همته، رجعت حالةُ ابتدائه، فقيل: {والموتى يبعثهم الله} وأطلق ليعمل الكل على هذا البعث من الجهل والتيقظ من سِنة الغفلة كما دعا لكل إلى الله دعاء واحدًا فقيل: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم} ثم اختلفوا في إجابة الداعي بحسب السوابق هكذا، وردّ هذا {والموتى يبعثهم الله} إسماعًا للكل، وفي صورة التساوي مناسبة للدعاء لتقوم الحجة على العباد، حتى إذا انبسطت الدلائل وانشرحت الصدور لتلقيها وتشبثت النفوس وتعلقت بحسب ما قدر، وفاز بالخير أهله، قال تعالى بعد آي: {أو من كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في الناس} [الأنعام: 122] وكان قد قيل لمن انتقل عن حالة الموت فرأى قدر نعمة الله عليه بإحيائه: هل يشبه الآن حالك النيرة- بما منحت حين اعتبرت- بحالك الجمادية؟ فاشكر ربك واضرع إليه في طلب الزيادة، واتعظ بحال من لزم حال موته فلم تغن عنه الآيات، وهو المشار إليه بقوله: {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} {إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلًا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله} {سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} [البقرة: 6] وكان القسم المتقدم الذي سمع لأول وهلة لم يكن ليقع ذكره هنا من جهة قصد أن أراه قدر هذه النعمة وإنقاذ المتصف بها من حيرة شك موقعها فيما تقدم من قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} [الأنعام: 36] فذكر هنا ما هو واقع في إراءة قدر نعمة الإنقاذ والتخليص من عمى الجهل، هذا حال من انتقل بتوفيق الله وحال من بقي على موته، أو يكون الضربان قد شملهما قوله: {أو من كان ميتًا فأحييناه} [الأنعام: 122] وأما الثاني وهو الذي ثبتت فيه صورة النقل فأمره صريح من الآية وأما الضرب الأول وهو السامع لأول وهلة المكفي المؤنة لواقي العصمة من طوارق الجهل والشكوك، فدخوله تحت مقتضى هذا اللفظ من حيث إن وقايته تلك أو سماعه بأول وهلة ليس من جهته ولا بما سبق أو تكلف، بل بإسداء الرحمة وتقديم النعمة، ولو أبقاه لنفسه أو وكله إليها لم يكن كذلك {وما بكم من نعمة فمن الله} [النحل: 53]، فبهذا النظر قد تكون الآية قد شملت الضروب الثلاثة وهو أولى، أما سقوط الضرب الثالث من قوله: {إنما يستجيب الذين يسمعون} [الأنعام: 36] فلِما تقدم- والله أعلم بما أراد؛ ولما تضمنت هذه السورة الكريمة من بسط الاعتبار وإبداء جهات النظر ما إذا تأمله المتأمل علم أن حجة الله قائمة على العباد، وأن إرسال الرسل رحمة ونعمة وفضل وإحسان، وإذا كانت الدلالات مبسوطة والموجودات مشاهدة مفصحة، ودلالة النظر من سمع وأبصار وأفئدة موجدة، فكيف يتوقف عاقل في عظيم رحمته تعالى بإرسال الرسل! فتأكدت الحجة وتعاضدت البراهين، فلما عرف الخلق لقيام الحجة عليهم بطريقي الإصغاء إلى الداعي والاعتبار بالصنعة؛ قال تعالى: {قل فللّه الحجة البالغة} [الأنعام: 149] {فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة} [الأنعام: 157] فيما عذر المعتذر بعد هذا؟ أتريدون كشف الغطاء ورؤية الأمر عيانًا! لو استبصرتم لحصل لكم ما منحتم، {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك} [الأنعام: 158]، ثم ختمت السورة من التسليم والتفويض بما يجدي مع قوله: {فلو شاء لهداكم أجمعين} [الأنعام: 149] وحصل من السور الأربع بيان أهل الصراط المستقيم وطبقاتهم في سلوكهم وما ينبغي لهم التزامه أو تركه، وبيان حال المتنكبين عن سلوكه من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان والمجوس- انتهى. اهـ.

.من أقوال المفسرين في قوله تعالى: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ}:

.قال الثعلبي:

قال السدي: بعث اللّه جبرئيل إلى الأرض ليأتيه بطينة منها فقالت الأرض: إني أعوذ باللّه منك أن تنقص مني فرجع ولم يأخذ، وقال: يا ربّ إنها عاذت بك، فبعث ميكائيل فاستعاذت فرجع فبعث ملك الموت فعاذت منه باللّه فقال: أنا أعوذ باللّه أن أخالف أمره فأخذ من وجه الأرض وخلط التربة الحمر والسودا والبيضاء فلذلك اختلفت ألوان بني آدم ثم عجنها بالماء العذب والمالح والمر فلذلك اختلفت أخلاقهم فقال اللّه عز وجل لملك الموت رَحِمَ جبرئيل وميكائيل الأرض ولم ترحمها لا جرم أجعل أرواح من أخلق من هذا الطين بيدك.
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن اللّه خلق آدم من تراب جعله طينًا ثم تركه حتى كان حمأً مسنونًا خلقه وصوّره ثم تركه حتى إذا كان صلصالًا كالفخار فكان إبليس يمرّ به فيقول خلقت لأمر عظيم ثم نفخ اللّه فيه روحه». اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مِّن طِينٍ} الآية خبر، وفي معناه قولان: أحدهما وهو الأشهر، وعليه من الخلق الأكثر، أن المراد آدم عليه السلام والخلق نَسْله، والفرع يضاف إلى أصله؛ فلذلك قال: {خَلَقَكُمْ} بالجمع؛ فأخرجه مخرج الخطاب لهم إذ كانوا ولده؛ هذا قول الحسن وقَتَادة وابن أبي نَجِيح والسُّديّ والضّحاك وابن زيد وغيرهم.
الثاني أن تكون النطفة خلقها الله من طين على الحقيقة ثم قلبها حتى كان الإنسان منها؛ ذكره النحاس.
قلت: وبالجملة فلما ذكر جل وعز خلق العالم الكبير ذكر بعدهُ خلق العالم الصغير وهو الإنسان، وجعل فيه ما في العالم الكبير، على ما بينّاه في البقرة في آية التوحيد (والله أعلم) والحمد لله.
وقد روى أبو نعيم الحافظ في كتابه عن مُرَّة عن ابن مسعود أن المَلك الموكَّل بالرَّحم يأخذ النطفة فيضعها على كفه ثم يقول: يا رب مُخلّقة أو غير مخلّقة؟ فإن قال مُخلّقة قال: يا رب ما الرزق، ما الأثر، ما الأجل؟ فيقول: انظر في أُمّ الكتاب، فينظر في اللوح المحفوظ فيجد فيه رزقه وأثره وأجله وعمله، ويأخذ التراب الذي يدفن في بقعته ويعجن به نطفته؛ فذلك قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ} [طه: 55].
وخرّج عن أبي هُريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا وقد ذُرَّ عليه من تُراب حُفْرته».
قلت: وعلى هذا يكون كل إنسان مخلوقًا من طين وماء مهين، كما أخبر جل وعز في سورة المؤمنون؛ فتنتظم الآيات والأحاديث، ويرتفع الإشكال والتعارض، والله أعلم.
وأما الإخبار عن خلق آدم عليه السلام فقد تقدّم في البقرة ذكره واشتقاقه، ونزيد هنا طرفًا من ذلك ونعته وسِنِّه ووفاته؛ ذكر ابن سعد في الطَّبقات عن أبي هُريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس ولد آدم وآدم من التراب» وعن سعيد بن جُبير قال: خلق الله آدم عليه السلام من أرض يقال لها دَجْنَاء؛ قال الحسن: وخلق جُؤْجُؤه من ضَرِيّة؛ قال الجوهريّ: ضَرِيَّة قرية لبني كلاب على طريق البصرة وهي إلى مكة أقرب، وعن ابن مسعود قال: إن الله تعالى بعث إبليس فأخذ من أَدِيم الأرض من عَذْبها وما لحها فخلق منه آدم عليه السلام فكل شيء خلقه من عَذْبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافر، وكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى النار وإن كان ابن تقيّ؛ فمن ثَمّ قال إبليس: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61] لأنه جاء بالطينة؛ فسمى آدم؛ لأنه خلق من أَدِيم الأرض.
وعن عبد الله بن سَلاَم قال: خلق الله آدم في آخر يوم الجمعة.
وعن ابن عباس قال: لما خلق الله آدم كان رأسه يَمسُّ السماء قال؛ فوَطَده إلى الأرض حتى صار ستين ذراعًا في سبعة أذرع عرضًا.
وعن أُبيّ بن كعب قال: كان آدم عليه السلام طُوَالًا جَعْدا كأنه نخلة سَحُوق.
وعن ابن عباس في حديث فيه طول وحج آدم عليه السلام من الهند إلى مكة أربعين حجة على رجليه، وكان آدم حين أُهبِط تمسح رأسه السماء؛ فمن ثم صَلِع وأورث ولده الصَّلَع، ونَفَرت من طوله دواب البرّ فصارت وحشا من يومئذ، ولم يمت حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفًا، وتُوفي على ذِرْوة الجبل الذي أنزل عليه، فقال شيث لجبريل عليهما السلام: «صَلِّ على آدم» فقال له جبريل عليه السلام: تقدّم أنت فَصَلِّ على أبيك وكَبِّر عليه ثلاثين تكبيرة، فأما خمس فهي الصلاة، وخمس وعشرون تفضيلًا لآدم.
وقيل: كبّر عليه أربعًا؛ فجعل بنو شيث آدم في مغارة وجعلوا عليها حافظًا لا يقربه أحد من بني قابيل، وكان الذين يأتونه ويستغفرون له بنو شيث، وكان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاثين سنة.
ويقال: هل في الآية دليل على أن الجواهر من جنس واحد؟ الجواب نعم؛ لأنه إذا جاز أن ينقلب الطين إنسانًا حيًا قادرًا عليما، جاز أن ينقلب إلى كل حال من أحوال الجواهر؛ لتسوية العقل بين ذلك في الحكم، وقد صح انقلاب الجماد إلى الحيوان بدلالة هذه الآية. اهـ.

.قال الخازن:

{هو الذي خلقكم من طين} يعني أنه تعالى خلق آدم من طين وإنما خاطب ذريته بذلك لأنه أصلهم وهم من نسله وذلك لما أنكر المشركون البعث وقالوا مَن يحيي العظام وهي رميم أعلمهم بهذه الآية أنه خلقهم من طين وهو القادر على إعادة خلقهم وبعثهم بعد الموت.
قال السدي: لما أراد الله عز وجل أن يخلق آدم بعث جبريل إلى الأرض ليأتيه بقبضة منها، فقالت الأرض: إني أعوذ بالله منك أن تقبض مني فراجع ولم يأخذ منها شيئًا فقال: يا رب عاذت بك فبعث الله ميكائيل فاستعاذت فرجع فبعث الله ملك الموت فعاذت منه فقال: وأنا أعوذ بالله أن أخالف أمره وأخذ من وجه الأرض فخلط الحمراء والسوداء والبيضاء؛ فلذا اختلفت ألوان بني آدم ثم عجنها بالماء العذب والملح والمر فلذلك اختلفت أخلاقهم ثم قال الله لملك الموت رحم جبريل وميكائيل الأرض ولم ترحمها لا جرم اجعل أرواح من أخلق من هذا الطين بيدك عن أبي موسى الأشعري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب» أخرجه أبو داود والترمذي. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أن هذا الكلام يحتمل أن يكون المراد منه ذكر دليل آخر من دلائل إثبات الصانع تعالى، ويحتمل أن لا يكون المراد منه ذكر الدليل على صحة المعاد وصحة الحشر.
أما الوجه الأول: فتقريره: أن الله تعالى لما استدل بخلقه السموات والأرض وتعاقب الظلمات والنور على وجود الصانع الحكيم أتبعه بالاستدلال بخلقه الإنسان، على إثبات هذا المطلوب فقال: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مّن طِينٍ} والمشهور أن المراد منه أنه تعالى خلقهم من آدم وآدم كان مخلوقًا من طين.
فلهذا السبب قال: {هُوَ الذي خَلَقَكُمْ مّن طِينٍ} وعندي فيه وجه آخر، وهو أن الإنسان مخلوق من المني ومن دم الطمث، وهما يتولدان من الدم، والدم إنما يتولد من الأغذية، والأغذية إما حيوانية وإما نباتية، فإن كانت حيوانية كان الحال في كيفية تولد ذلك الحيوان كالحال في كيفية تولد الإنسان، فبقي أن تكون نباتية، فثبت أن الإنسان مخلوق من الأغذية النباتية، ولا شك أنها متولدة من الطين، فثبت أن كل إنسان متولد من الطين.
وهذا الوجه عندي أقرب إلى الصواب.
إذا عرفت هذا فنقول: هنا الطين قد تولدت النطفة منه بهذا الطريق المذكور، ثم تولد من النطفة أنواع الأعضاء المختلفة في الصفة والصورة واللون والشكل مثل القلب والدماغ والكبد، وأنواع الأعضاء البسيطة كالعظام والغضاريف والرباطات والأوتار وغيرها، وتولد الصفات المختلفة في المادة المتشابهة لا يمكن إلا بتقدير مقدر حكيم ومدبر رحيم وذلك هو المطلوب.
وأما الوجه الثاني: وهو أن يكون المقصود من هذا الكلام تقرير أمر المعاد، فنقول لما ثبت أن تخليق بدن الإنسان إنما حصل، لأن الفاعل الحكيم والمقدر الرحيم، رتب حلقة هذه الأعضاء على هذه الصفات المختلفة بحكمته وقدرته، وتلك القدرة والحكمة باقية بعد موت الحيوان فيكون قادرًا على إعادتها وإعادة الحياة فيها، وذلك يدل على صحة القول بالمعاد. اهـ.

.قال أبو حيان:

{هو الذي خلقكم من طين} ظاهره أنا مخلوقون من طين، وذكر ذلك المهدوي ومكي والزهراوي عن فرقة فالنطفة التي يخلق منها الإنسان أصلها {من طين} ثم يقلبها الله نطفة.
قال ابن عطية: وهذا يترتب على قول من يقول: يرجع بعد التولد والاستحالات الكثيرة نطفة وذلك مردود عند الأصوليين؛ انتهى.
وقال النحاس: يجوز أن تكون النطفة خلقها الله: {من طين} على الحقيقة ثم قلبها حتى كان الإنسان منها؛ انتهى.
وقد روى أبو نعيم الحافظ عن بريد بن مسعود حديثًا في الخلق آخره: «ويأخذ التراب الذي يدفن في بقعته ويعجن به نطفته»، فذلك قوله تعالى: {منها خلقناكم وفيها نعيدكم} الآية.