فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



الثالث: أنها نَكِرَةٌ مَوْصُوفَةٌ ذكره أبو البقاء، والعِائِدٌ أيضًا مَحْذُوفُ أي: فيكشفُ شَيْئًا تَدْعُونه، أي: تَدْعُونَ كشْفَهُ والحَذْفُ من الصِّفَةِ أقَلُّ منه من الصلة.
الرابع: أنها مَصْدَرِيةٌ، قال ابن عطيَّة: ويَصِحَّ أن تكون مَصْدَرِيَّةً على حذفٍ في الكلام.
قال الزجَّاج: وهو مثْل {واسأل القرية} [يوسف: 82].
قال شهاب الدين: فيكشف سبب دعائكم وموجبه.
قال أبو حيَّان: وهذه دَعْوَى محذوف غير مُعَيّن، وهو خلافُ الظاهر.
وقال أبو البقاء: وليست مَصْدَرَيَّةً إلاَّ أن تَجْعَلَهَا مصدرًا بمعنى المفعول يعني يصير تقديره: فيكشف مَدْعُوَّكُمْ، أي: الذي تَدْعُون لأجله، وهو الضُّرُّ ونحوه.
قوله: {إليه} فيما يتعلَّق به وجهان:
أحدهما: أن تيعلَّق بـ {تَدْعون}، والضَّمير حينئذٍ يعود على ما الموصولة، أي: الذي تَدْعُون إلى كَشْفِهِ، ودعا بالنسبة إلى متعلّق الدعاء يتعدَّى بإلى أو اللام.
قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى الله} [فصلت: 33] {وَإِذَا دعوا إِلَى الله} [النور: 48].
وقال: [الطويل]
وإنْ أُدْعَ لِلْجُلَّى أكُنْ مِنْ حُمَاتِهَا

وقال: [البسيط]
وَإنْ دَعَوْت إلى جُلَّى ومَكْرُمَةٍ ** يَوْمًا سَرَاةِ كِرَامِ النَّاسِ فَادْعِينَا

وقال: [المتقارب]
دَعَوْتُ لِمَا نَابِنِي مِسْوَرًا ** فَلَبَّى فَلَبَّىْ يَدَيء مِسْوَرِ

والثاني: أن يتعلَّق بـ {يكشفُ}.
قال أبو البقاء: أي: يرفعه إليه انتهى.
والضميرُ على هذا عائدٌ على الله تعالى، وذكر أبو البقاء وَجْهَيِ التعلق ولم يَتَعَرَّضْ للضمير، وقدْ عَرَفْتَهُ.
وقال ابن عطية: والضمير في إليه يَحْتَمِلُ أن يعُود إلى الله، بتقدير: فيكشف ما تدعون فيه إليه.
قال أبو حيَّان: وهذا ليس بِجَيدٍ؛ لأنَّ دعا يتعدَّى لمفعول به دون حَرْفِ جرِّ: {ادعوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، {إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186] ومن كلام العرب: دَعَوْتُ الله سِمَعًا.
قلت: ومِثْلُهُ: {قُلِ ادعوا الله أَوِ ادعوا الرحمن أَيًّا مَّا تَدْعُوا} [الإسراء: 110] {ادعوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعا} [الأعراف: 55] قال: ولا تقولُ بهذا المعنى: دعوت إلى اللهط بمعنى: دعوت الله، إلاَّ أنه يمكن أن يُصَحَّحَ كلامُهُ بمعنى التَّضْمِينِ، ضَمَّنَ {تدعون} معنى تلجؤون فيه إلى الله إلاَّ أنَّ التضمين ليس بقيسا، لا يُصَارُ إليه إلاَّ عند الضَّرُورَةِ، ولا ضرورةَ تدعو إليه هنا.
قال شهاب الدين: ليس التضمين مَقْصُورًا على الضرورة، وهو في القرآن أكثر من أن يُحْصَرَ، وقد تقدَّم منه جملة صَالِحَةٌ، وسيأتِي إن شاء الله تعالى مثلُهَا على أن قد يُقَال: تجويزُ أبي مُحَمَّدٍ عَوْدَ الضمير إلى الله تعالى مَحْمُولٌ على أن {إليه} مُتَعَلِّقٌ بـ {يكشف}، كما تقدَّم نَقْلُهُ عن أبي البقاءِ، وأن معناه يرفعه إليه، فلا يلزم المحذور المذكور، لولا أنه يُعَكِّرُ عليه تقديرُهُ بقوله: تدعون فيه إليه، فتقديره: فيه ظاهرة أنه يَزْعُمُ تعَلُّقَهُ بـ {تَدْعُون}.
قوله: {إنْ شَاءَ} جوابه مَحْذُوفٌ لِفَهْمِ المعنى، ودلالة ما قبله عليه، أي: إنْ شَاءِ أن يَكْشِفَ كَشَفَ، وادِّعاءُ تقديم جوابِ الشرط هنا واضِحٌ لاقترانه بالفاء فهو أحْسَنُ من قولهم: أنت ظالم إن فعلتط لكن يمنع من كونها جوابًا هنا أنها سِبَبِيَّةٌ مرتبة، أي: أنها أفادت تَرتُّبَ الكَشْفِ عن الدعاء، وأن الدُّعَاءَ سَبَبٌ فيه، على أن لنا خِلاَفًا في فاء الجزاء: هل تفيد السَّبَبِيَّةَ أو لا؟
قوله: {وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُون} الظاهر في ما أن تكون مَوْصُولَةَ اسمية، والمُرَادُ بها ما عُبِدَ مِنْ دون اللَّهِ مُطْلَقًا: العُقَلاَء وغيرهم، إلاّ أنه غَلَّبَ غيرا لعقلاء عليهم كقوله: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السماوات} [النحل: 49] والعائد محذوف، أي: ما تُشْرِكُونَهُ مع الله في العِبَادَةِ.
وقال الفارسيُّ: الأصْلُ: وتَنْسَوءنَ دُعاءَ ما تشركون، فحذف المضاف.
ويجوز أن تكون مَصْدرِيَّةً، وحينئذٍ لا تَحْتَاجُ إلى عائد عن الجمهور.
ثم هل هذا المصدر باقٍ على حقيقته؟ أي: تَنْسَوْنَ الإشراك نَفْسَهُ لما يَلْحَقُكُمْ من الدَّهْشَةِ والحَيْرَةِ، أو هو واقع موقع المعفول به، أي: وتنسون المُشْرَكَ به، وهي الأصنام وغيرها، وعلى هذه فمعناه كالأوَّلِ، وحينئذ يحتمل أن يكون السياق على بابه من الغَفْلَة وأن يكون بمعنى التَّرْكِ، وإن كانوا ذاكرين لها أي: للأصنام وغيرها. اهـ. باختصار.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

من لطائف القشيري في الآية:
قال عليه الرحمة:
{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ}: أي إنكم- إنْ تذللتم بنفوسكم أو فكرتم طويلًا بقلوبكم- لن تجدوا من دونه أحدًا، ولا عن حكمه مُلْتَحَدًا، فتعودون إليه في استكشاف الضر، واستلطاف الخير والبرِّ، كما قيل:
ويرجعني إليك- وإن تناءتْ ** دياري عنكَ- معرفةُ الرجال

وقد تركناكَ للذي تريد ** فعسى إِنْ خَبَرْتَه أَنْ تعودا

فإذا جرَّبْتَ الكُل، وذُقْتَ الحُلْوَ والمُرَّ، أفضى بك الضُرُّ إلى بابه، فإذا رجعت بنعت الانكسار، وشواهد الذل والاضطرار، فإنه يفعل ما يريد: إِنْ شاء أتاح اليُسْر وأزال العُسر، وإن شاء ضاعف الضُر وعوَّض الأجر، وإنْ شاء ترك الحال على ما (قبل) السؤال والابتهال. اهـ.

.تفسير الآية رقم (42):

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما أقام لهم بهذه الآية على توحيده الدليل حتى استنارت السبل في تذكيرهم أن التضرع قد يكشف به البلاء، أخبرهم أن تركه يوجب الشقاء، ترغيبًا في إدامته وترهيبًا من مجانبته فقال: {ولقد أرسلنا} أي بما لنا من العظمة {إلى أمم} أي أناس يؤم بعضهم بعضًا، وهم أهل لأن يقصدهم الناس، لما لهم من الكثرة والعظمة.
ولما كان المراد بعض الأمم، وهم الذين أراد الله إشهادهم وقص أخبارهم، أدخل الجار فقال: {من قبلك} أي رسلًا فخالفوهم، وحسّن هذا الحذف كونه مفهومًا {فأخذناهم} أي فكان إرسالنا إليهم سببًا لأن أخذناهم بعظمتنا، ليرجعوا عما زين لهم الشيطان إلى ما تدعوهم إليه الرسل {بالبأساء} من تسليط القتل عليهم {والضراء} بتسليط الفقر والأوجاع {لعلهم يتضرعون} أي ليكون حالهم حال من يرجى خضوعه وتذلله على وجه بليغ، بما يرشد إليه- مع صيغة التفعيل- الإظهار، ولأن مقصودها الاستدلال على التوحيد، وعند الكشف للأصول ينبغي الإبلاغ في العبادة، بخلاف ما يأتي في الأعراف. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى بين في الآية الأولى أن الكفار عند نزول الشدائد يرجعون إلى الله تعالى، ثم بين في هذه الآية أنهم لا يرجعون إلى الله عند كل ما كان من جنس الشدائد، بل قد يبقون مصرين على الكفر منجمدين عليه غير راجعين إلى الله تعالى، وذلك يدل على مذهبنا من أن الله تعالى إذا لم يهده لم يهتد، سواء شاهد الآيات الهائلة، أو لم يشاهدها. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال ابن عطية:

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ}.
في الكلام حذف يدل عليه الظاهر تقديره فكذبوا فأخذناهم، ومعناه لازمناهم وتابعناهم الشيء بعد الشيء، {البأساء} المصائب في الأموال، {والضراء} في الأبدان، هذا قول الأكثر، وقيل قد يوضع كل واحد بدل الآخر، ويؤدب الله تعالى عباده {بالبأساء والضراء} ومن هنالك أدب العباد نفوسهم بالبأساء في تفريق المال، والضراء في الحمل على البدن في جوع وعري، والترجي في لعل في هذا الموضع إنما هو على معتقد البشر لو رأى أحد ذلك لرجا تضرعهم بسببه، والتضرع التذلل والاستكانة، وفي المثل أن الحمى أضرعتني لك، ومعنى الآية توعد الكفار وضرب المثل لهم. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ} الآية.
تسلية للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وفيه إضمار؛ أي أرسلنا إلى أُممٍ مِن قبلك رسلًا، وفيه إضمار آخر يدل عليه الظاهر؛ تقديره: فكذبوا فأخذناهم.
وهذه الآية متصلة بما قبل اتصال الحال بحال قريبة منها؛ وذلك إن هؤلاء سلكوا في مخالفة نبيهم مسلك من كان قبلهم في مخالفة أنبيائهم، فكانوا بعرض أن ينزِل بهم من البلاء ما نزل بمن كان قبلهم.
ومعنى {بالبأساء} بالمصائب في الأموال {والضراء} في الأبدان؛ هذا قول الأكثر، وقد يوضع كل واحد منهما موضع الآخر؛ ويؤدّب الله عباده بالبأساء والضراء وبما شاء {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ}.
قال ابن عطية: استدل العُبَّادُ في تأديب أنفسهم بالبأساء في تفريق الأموال، والضراء في الحمل على الأبدان بالجوع والعُري بهذه الآية.
قلت: هذه جهالة ممن فعلها وجعل هذه الآية أصلًا لها؛ هذه عقوبة من الله لمن شاء من عباده أن يمتحنهم بها، ولا يجوز لنا أن نمتحن أنفسنا ونكافئها قياسًا عليها؛ فإنها المطية التي نبلغ عليها دار الكرامة، ونفوز بها من أهوال يوم القيامة؛ وفي التنزيل {يا أيها الرسل كُلُواْ مِنَ الطيبات واعملوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51] وقال: {يا أيها الذين آمنوا أَنْفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ} [البقرة: 267].
{يا أيها الذين آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172] فأمر المؤمنين بما خاطب به المرسلين؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون الطيبات ويلبسون أحسن الثياب ويتجملون بها؛ وكذلك التابعون بعدهم إلى هلم جرا، على ما تقدّم بيانه في المائدة وسيأتي في الأعراف من حكم اللباس وغيره؛ ولو كان كما زعموا واستدلوا لما كان في امتنان الله تعالى بالزروع والجنات وجميع الثمار والنبات والأنعام التي سخرها وأباح لنا أكلها وشرب ألبانها والدفء بأصوافها إلى غير ذلك مما امتن به كبير فائدة، فلو كان ما ذهبوا إليه فيه الفضل لكان أولى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعدهم من التابعين والعلماء، وقد تقدّم في آخر البقرة بيان فضل المال ومنفعته والردّ على من أَبَى من جَمْعه؛ وقد: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال مخافة الضّعف على الأبدان، ونهى عن إضاعة المال ردًّا على الأغنياء الجهال.
قوله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} أي يدعون ويذلّون، مأخوذ من الضراعة وهي الذلّة؛ يُقال: ضَرَع فهو ضارع. اهـ.

.قال أبو حيان:

{ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون}.
هذا تسلية للرسول صلى الله عليه وسلم وإن عادة الأمم مع رسلهم التكذيب والمبالغة في قسوة القلوب حتى هم إذا أخذوا بالبلايا لا يتذللون لله ولا يسألونه كشفها، وهؤلاء الأمم الذين بعث الله تعالى إليهم الرسل أبلغ انحرافًا وأشد شكيمة وأجلد من الذين بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خاطبهم تعالى بقوله: {قل أرأيتكم} الآية.
وأخبر أنهم عند الأزمات لا يدعون لكشفها إلا الله تعالى، وفي الكلام حذف التقدير ولقد أرسلنا الرسل إلى أمم من قبلك فكذبوا فأخذناهم وتقدم تفسير البأساء والضراء والترجي هنا بالنسبة إلى البشر أي لو رأى أحد ما حل بهم لرجا تضرعهم وابتهالهم إلى الله في كشفه، والأخذ الإمساك بقوة وبطش وقهر وهو هنا مجاز عن متابعة العقوبة والملازمة والمعنى لعاقبناهم في الدنيا. اهـ.

.قال أبو السعود:

وقولُه تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلنَا} كلام مستأنفٌ مَسوقٌ لبيان أن منهم من لا يدعو الله تعالى عند إتيانِ العذاب أيضًا لتماديهم في الغيِّ والضلال لا يتأثرون بالزواجر التكوينية كما لا يتأثرون بالزواجر التنزيلية. وتصديرُه بالجملة القَسَمية لإظهار مزيدِ الاهتمام بمضمونه، ومفعول {أرسلنا} محذوف لما أن مقتضى المقام بيانُ حال المرسَل إليهم لا حالِ المرسلين، أي وبالله لقد أرسلنا رسلًا {إلى أُمَمٍ} كثيرة {مِن قَبْلِكَ} أي كائنة من زمان قبلَ زمانك {فأخذناهم} أي فكذبوا رسلهم فأخذناهم {بالبأساء} أي بالشدة والفقر {والضراء} أي الضرر والآفات وهما صيغتا تأنيثٍ لا مذكر لهما {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} أي لكي يدعُوا الله تعالى في كشفها بالتضرّع والتذلل ويتوبوا إليه من كفرهم ومعاصيهم. اهـ.

.قال الألوسي:

{وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إلى أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ} كلام مستأنف سيق لبيان أن من المشركين من لا يدعو الله تعالى عند إتيان العذاب لتماديه في الغي والضلال ولا يتأثر بالزواجر التكوينية كما لا يتأثر بالزواجر التنزيلية، وقيل: مسوق لتسليته صلى الله عليه وسلم، وتصدير الجملة بالقسم لإظهار مزيد الاهتمام بمضمونها، والمفعول محذوف لأن مقتضى المقام بيان حال المرسل إليهم لا حال المرسلين؛ وتنوين {أُمَمٌ} للتكثير، و{مِنْ} ابتدائية أو بمعنى في أو زائدة بناءً على جواز زيادتها في الإثبات وضعف أي تالله لقد أرسلنا رسلًا إلى أمم كثيرة كائنة من زمان أو في زمان قبل زمانك {فأخذناهم} أي فكذبوا فعاقبناهم {بالبأساء والضراء} أي البؤس والضر.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن جبير أنه قال: خوف السلطان وغلاء السعر.
وقيل: البأساء القحط والجوع والضراء المرض ونقصان الأنفس والأموال وهما صيغتا تأنيث لا مذكر لهما على أفعل كأحمر حمراء كما هو القياس فإنه لم يقل أضر وأبأس صفة بل للتفضيل {لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} أي لكي يتذللوا فيدعوا ويتوبوا من كفرهم. اهـ.