فصل: قال الشعراوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقال الحسن البصرّي: من وسع الله عليه، فلم ير أنه يمكر به، فلا رأي له. ومن قتِّر عليه، ولم ير أنه ينظر له، فلا رأي له. ثم قرأ {فَلَمَّا نَسُواْ} الآية- قل الحسن: مكر بالقوم، ورب الكعبة! أعطوا حاجاتهم ثم أخذوا.
وقال قتادة: بغت القومَ أمرُ الله، وما أخذ الله قومًا قط إلا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله، فإنه لا يغتر بالله إلا القوم الفاسقون- روى ذلك ابن أبي حاتم-.
الثاني- قال الرازيّ: قال أهل المعاني: وإنما أخذوا في حال الرخاء والراحة ليكون أشد، لتحسرهم على ما فاتهم من السلامة والعافية.
الثالث- قال الزمخشري: في قوله تعالى: {وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة، وأنه من أجل النعم، وأجزل القسم. أي: فهو إخبار بمعنى الأمر، تعليمًا للعباد.
قال الناصر في الانتصاف: ونظيرها قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِين} [النمل: 58- 59] فيمن وقف ههنا، وجعل الحمد على إهلاك المتقدم ذكرهم من الطاغين، ومنهم من وقف على: {المُنذَرين} وجعل الحمد متصلًا بما بعده من إقامة البراهين على وحدانية الله تعالى، وأنه جل جلاله خير مما يشركون. فعلى الأول يكون الحمد ختمًا، وعلى الثاني فاتحة، وهو مستعمل فيهما شرعًا، ولكنه في آية النمل أظهر في كونه مفتتحًا لما بعده، وفي آية الأنعام ختم لما تقدمه حتمًا، إذ لا يقتضي السياق غير ذلك. انتهى.
فقلت: إذا جرينا على ما هو الأسدّ في الآي من توافق النظائر، اقتضى حمل آية النمل على ما هنا، وادعاء الأظهرية فيها ممنوع. فإن التنزيل يفسر بعضه بعضًا. فتأمل. ثم أمر تعالى رسوله بتكرير التبكيت عليهم. وتثنية الإلزام. اهـ.

.قال الشعراوي:

{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45)}.
وما دام هؤلاء القوم قد نسوا ما ذكِّروا به، وفتح الله عليهم أبواب كل شيء ثم فرحوا بما أوتوا وأخذهم الحق بغتة، كل ذلك يلفتنا إلى أنه يجب علينا أن نحمد الله لأن يربي الخلق بالنقمة والنعمة ويطهر الكون من المفسدين، وقطع دابر المفسدين مصيبة لهؤلاء المفسدين، ونعمة من نعم الله على المؤمنين. وقد يتساءل البعض: كيف يأتي القرآن بالنقم وكأنها نعم؟
ونجد الحق سبحانه وتعالى يقول: {يامعشر الجن والإنس إِنِ استطعتم أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السماوات والأرض فانفذوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 33- 36].
إنها نقم يتحدث عنها الحق كإرسال الشواظ من نار ونحاس، وهي نقم بالنسبة للكافرين وعليهم، وهي نعم للمؤمنين. ونعلم أن التهويل في أمر العذاب يجعل الناس ترتدع، وهذا الوعيد نعمة من الله. وحين يتجلى الحق بنعمه على خلقه ويقطع دابر الظالمين، يقول المؤمنون الحمد لله: {فَقُطِعَ دَابِرُ القوم الذين ظَلَمُواْ والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} [الأنعام: 45].
ويعود الحق إلى استنطاقهم بالإخبار عن المرئيات: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ الله...}. اهـ.

.قال في البحر المديد:

الإشارة: المقصود من إظهار النقم الظاهرة؛ ما يؤول الأمر إليه من النعم الباطنة، فإن الأشياء كامنة في أضدادها، النعمة في النقمة، والرخاء في الشدة، والعز في الذل، والجمال في الجلال، إن وقع الرجوع إلى الله والانكسار والتذلل. «أنا عندَ المنكسرةِ قلوبُهم مِن أجلي». فانكسار القلوب إلى علام الغيوب عبادة كبيرة، تُوجب نعمًا غزيرة، فإذا قسَت القلوب ولم يقع لها عند الشدة انكسار ولا رجوع، كان النازل بلاءً ونقمة وطردًا وبُعدًا. فإنَّ ما ينزل بالإنسان من التعرفات منها: ما يكون أدبًا وكفارة، ومنها: زيادة وترقية، ومنها: ما يكون عقوبة وطردًا، فإن صحبها التيقظ والتوبة، كان أدبًا مما تقدم من سوء الأدب، وإن صحبه الرضى والتسليم، ولم يقع ما يوجب الأدب، كان ترقية وزيادة، وإن غضب وسخِط كان طردًا وبُعدًا. أعاذنا الله من موارد النقم. اهـ.

.قال في روح البيان:

وفي الآيات أمور:
منها أن الله تعالى هو المرجع في كل أمر حال الاختيار والاضطرار، والعاقل لا يلتجئ إلى غيره تعالى؛ لأن ما سوى الله آلات وأسباب والمؤثر في الحقيقة هو الله تعالى فشأن المؤمن هو النظر إلى بابه والاستعداد من جنابه حال السراء والضراء بخلاف الكافر فإنه يفتح عينيه عند نزول الشدة والمقبول هو الرجوع اختيارًا فإن العبد المطيع لا يترك باب سيده على كل حال.
ومنها أن الله تعالى يقلب الإنسان تارة من البأساء والضراء إلى الراحة والرخاء وأنواع الآلاء والنعماء وأخرى يعكس الأمر كما يفعله الأب المشفق بولده يخاشنه تارة ويلاطفه أخرى طلبًا لصلاحه وإلزامًا للحجة وإزاحة للعلة ففي هذه المعاملة تربية له وفائدة عظيمة في دينه ودنياه إن تفطن.
ومنها إن الهلاك بقدر الاستدراج ونعوذ بالله تعالى من المكروه.
ومنها أن النعمة لابد لها من الحمد والشكر وفي الخبر الصحيح: «أول من يدعى إلى الجنة الحامدون على كل حال» ولما حمد نوح عليه السلام بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [المؤمنون: 28] وجد السلامة حيث قال تعالى: {يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا} [هود: 48] فلابد من الحمد على السلامة سواء كانت من جهة الدين أو من جهة الدنيا إذ كل منهما نعمة.
ودخل رجل على سهل بن عبد الله فقال: إن اللص دخل داري وأخذ متاعي، فقال اشكر الله لو دخل اللص قلبك وهو الشيطان وأفسد التوحيد ماذا كنت تصنع.
يقول الفقير جامع هذه المجالس الشريفة: سئلت في المنام عن معنى الحمد، فقلت: الحمد إظهار الكمال بتهيئة أسبابه، فقال السائل: وهو واحد من سادات المشايخ ما تهيئة الأسباب؟ فقلت: أن ترفع يديك إلى السماء وتنظر إلى جانب الملكوت وتظهر الخضوع والخشوع وأن تثني على الله تعالى ثناء حقًا كما ينبغي.
ثم استيقظت فجاء التفسير بحمد الله تعالى مشيرًا إلى مراتب الشكر، كما قال بعضهم:
الشكر قيد للنعم ** مستلزم دفع النفم

وهو على ثلاثة:
قلب يد فاعلم وفم

والحمد تعالى ولي الأنعام على الاستمرار والدوام. اهـ. باختصار يسير.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله: {فَقُطَعَ دَابِرُ} الجمهور على {فَقُطِعَ} مِبْنِيَّا للمفعولِ {دابرُ} مرفوعٌ به.
وقرأ عِكْرِمَةُ: {قطع} مبنيًا للفاعل، وهو الله تعالى، {دَابِرَ} مفعول به، وفيه التَفَاتٌ، إذ هو خورج من تكلم في قوله: {أخَذْنَاهُمْ} إلى غَيْبَةٍ.
والدَّابِرُ التَّابعُ من خَلْفٍ، يقال: دَبَرَ الوَلَدُ والِدَه، ودَبَرَ فلان القَوْمَ يَدْبُرُهُمْ دُبُورًا ودَبْرًا.
وقيل: الدَّابرُ الأصْلُ، يقال: قَطَع اللَّهُ دَابِرَهُ، أي: أصله قاله الأصْمَعِيُّ، وقال أبُو عُبَيْدٍ دَابِرُ القوم آخِرُهُمْ، وأنشدوا لأميَّة بن أبي الصَّلْتِ: [البسيط]
فاستُؤصِلُوا بِعَذَابٍ حَصَّ دَابِرَهُمْ ** فَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفًا وَلاَ انْتَصَرُوا

ومنه دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ، أي: سقط خَلْفَهُ.
وفي الحديث عن عبد الله بن مَسْعُودٍ: «مِنَ النَّاسِ مَنْ لا يَأتِي الصَّلاةَ إلاَّ دُبريًّا».
أي: في آخر الوقت. اهـ..

.تفسير الآية رقم (46):

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما قدم التنبيه بإتيان مطلق العذاب في مطلق الأحوال، وكان الإتيان بالكاف ثَمَّ مشيرًا مع إفادة التأكيد إلى أن ثَمَّ نوع مهلة، وأتبعه أن أخذ الأمم كان بغتة، أعقبه التنبيه بعذاب خاص تصورُ شناعته يهذأ الأركان ويقطع الكبود ويملأ الجنان، فإنه لا أشنع حالًا من أصم أعمى مجنون، فقال مشيرًا- بإسقاط كاف الخطاب مع التعبير بالأخذ الذي عهد أنه للبغث بالسطوة والقهر- إلى غاية التحذير من سرعة أيّ الأخذ: {قل أرءيتم} فكانت حقيقة المقترن بالكاف: هل رأيتم أنفسكم، وهذا هل رأيتم مطلق رؤية، لما تقدمت الإشارة إليه من الإيماء إلى طلب الإسراع بالجواب خوف المفاجأة بالعذاب وإن كان المراد في الموضعين: أخبروني {إن أخذ الله} أي القادر على كل شيء العالم بكل شيء {سمعكم} وأفرده لقلة المفاوتة فيه، لأنه أعظم الطرق لإدراك القلب الذي لا أعظم من المفاوتة فيه حتى للإنسان الواحد بالنسبة إلى الأحوال المختلفة، ليكون ذلك أدل على الفعل بالاختيار {وأبصاركم} أي فأصمكم وأعماكم عمى وصممًا ظاهرين وباطنين بسلب المنفعة {وختم على قلوبكم} فجعلها لا تعي أصلًا أو لا ينتفع بالوعي {من إله} أي معبود بحق، لأن له إحاطة العلم والقدرة؛ ثم وصف هذا الخبر بقوله: {غير الله} أي الذي له جميع العظمة {يأتيكم به} أي بذلك الذي هو أشرف معاني أشرف أعضائكم، أو بشيء منه.
ولما بلغت هذه الآيات- من الإبلاغ في البيان في وحدانيته وبطلان كل معبود سواه- أعلى المقامات، نبه على أنه على ذلك، بالأمر بالنظر فيها وفي حالهم بعدها، دالًا على ما تقدم من أن المقترحات لا تنفع من أراد سبحانه شقاوته فقال: {انظر كيف نصرف} أي بما لنا من العظمة {الآيات} أي نوحيها لهم ولغيرهم في كل وجه من وجوه البيان بالغ من الإحسان ما يأخذ بالعقول ويدهش الألباب، ويكون كافيًا في الإيصال إلى المطلوب؛ ولما كان الإعراض عن مثل هذا في غاية البعد عبر بأداة التراخي فقال: {ثم هم} أي بعد هذا البيان بصميم ضمائرهم {يصدفون} أي يعرضون إعراضًا لازمًا لهم لزوم الصفة. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أن المقصود من هذا الكلام ذكر ما يدل على وجود الصانع الحكيم المختار، وتقريره أن أشرف أعضاء الإنسان هو السمع والبصر والقلب فالأذن محل القوة السامعة والعين محل القوة الباصرة، والقلب محل الحياة والعقل والعلم.
فلو زالت هذه الصفات عن هذه الأعضاء اختل أمر الإنسان وبطلت مصالحه في الدنيا وفي الدين.
ومن المعلوم بالضرورة أن القادر على تحصيل هذه القوى فيها وصونها عن الآفات والمخافات ليس إلا الله.
وإذا كان الأمر كذلك، كان المنعم بهذه النعم العالية والخيرات الرفيعة هو الله سبحانه وتعالى فوجب أن يقال المستحق للتعظيم والثناء والعبودية ليس إلا الله تعالى وذلك يدل على أن عبادة الأصنام طريقة باطلة فاسدة. اهـ.
قال الفخر:
ذكروا في قوله: {وَخَتَمَ على قُلُوبِكُمْ} وجوهًا:
الأول: قال ابن عباس: معناه وطبع على قلوبهم فلم يعقلوا الهدى.
الثاني: معناه وأزال عقولكم حتى تصيروا كالمجانين.
والثالث: المراد بهذا الختم الاماتة أي يميت قلوبكم. اهـ.

.قال الطبري:

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل، يا محمد، لهؤلاء العادلين بي الأوثانَ والأصنامَ، المكذبين بك: أرأيتم، أيها المشركون بالله غيرَه، إن أصمَّكم الله فذهب بأسماعكم، وأعماكم فذهب بأبصاركم، وختم على قلوبكم فطبع عليها، حتى لا تفقهوا قولا ولا تبصروا حجة، ولا تفهموا مفهومًا، أيّ إله غير الله الذي له عبادة كل عابد {يأتيكم به}، يقول: يرد عليكم ما ذهب الله به منكم من الأسماع والأبصار والأفهام، فتعبدوه أو تشركوه في عبادة ربكم الذي يقدر على ذهابه بذلك منكم، وعلى ردّه عليكم إذا شاء؟
وهذا من الله تعالى ذكره، تعليم نبيَّه الحجة على المشركين به، يقول له: قل لهم: إن الذين تعبدونهم من دون الله لا يملكون لكم ضرًّا ولا نفعًا، وإنما يستحق العبادةَ عليكم من كان بيده الضر والنفع، والقبض والبسط، القادرُ على كل ما أراد، لا العاجز الذي لا يقدر على شيء.
ثم قال تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {انظر كيف نصرف الآيات}، يقول: انظر كيف نتابع عليهم الحجج، ونضرب لهم الأمثال والعبر، ليعتبروا ويذكروا فينيبوا، {ثم هم يصدفون}، يقول: ثم هم مع متابعتنا عليهم الحجج، وتنبيهنا إياهم بالعبر، عن الادّكار والاعتبار يُعْرضون.
يقال منه: صدف فلانٌ عني بوجهه، فهو يصدِفُ صُدوفًا وصَدفًا، أي: عدل وأعرض، ومنه قول ابن الرقاع:
إِذَا ذَكَرْنَ حَدِيثًا قُلْنَ أَحْسَنَهُ ** وَهُنَّ عَنْ كُلِّ سُوءٍ يُتَّقَى صُدُفُ

وقال لبيد:
يُرْوِي قَوامِحَ قَبْلَ اللَّيْلِ صَادِفَةً ** أَشْبَاهَ جِنّ، عَلَيْهَا الرَّيْطُ وَالأزُرُ

فإن قال قائل: وكيف قيل: {من إله غير الله يأتيكم به}، فوحّد الهاء، وقد مضى الذكر قبلُ بالجمع فقال: {أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأنصاركم وختم على قلوبكم}؟
قيل: جائز أن تكون الهاء عائدة على السمع، فتكون موحّدة لتوحيد السمع وجائز أن تكون معنيًّا بها: من إله غير الله يأتيكم بما أخذ منكم من السمع والأبصار والأفئدة، فتكون موحده لتوحيد ما. والعرب تفعل ذلك، إذا كنتْ عن الأفعال وحّدت الكناية، وإن كثر ما يكنى بها عنه من الأفاعيل، كقولهم: إقبالك وإدبارك يعجبني.
وقد قيل: إن الهاء التي في به كناية عن الهدى. اهـ.