فصل: قال ابن عطية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



قال الفخر:
ذكر الزجاج عن المبرد.
أن السلامة في اللغة أربعة أشياء، فمنها سلمت سلامًا وهو معنى الدعاء، ومنها أنه اسم من أسماء الله تعالى، ومنها الإسلام، ومنها اسم للشجر العظيم، أحسبه سمي بذلك لسلامته من الآفات، وهو أيضًا اسم للحجارة الصلبة، وذلك أيضًا لسلامتها من الرخاوة.
ثم قال الزجاج: قوله: {سلام عَلَيْكُمُ} السلام هاهنا يحتمل تأويلين: أحدهما: أن يكون مصدر سلمت تسليمًا وسلامًا مثل السراح من التسريح، ومعنى سلمت عليه سلامًا، دعوت له بأن يسلم من الآفات في دينه ونفسه.
فالسلام بمعنى التسليم، والثاني: أن يكون السلام جمع السلامة، فمعنى قولك السلام عليكم، السلامة عليكم.
وقال أبو بكر بن الأنباري: قال قوم السلام هو الله تعالى فمعنى السلام عليكم يعني الله عليكم أي على حفظكم وهذا بعيد في هذه الآية لتنكير السلام في قوله: {فَقُلْ سلام عَلَيْكُمْ} ولو كان معرفًا لصح هذا الوجه.
وأقول كتبت فصولًا مشبعة كاملة في قولنا سلام عليكم وكتبتها في سورة التوبة، وهي أجنبية عن هذا الموضع فإذا نقلته إلى هذا الموضع كمل البحث والله أعلم. اهـ.

.قال ابن عطية:

قال جمهور المفسرين: {الذين} يراد بهم القوم الذين كان عرض طردهم فنهى الله عز وجل عن طردهم، وشفع ذلك بأن أمر بأن يسلم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم ويؤنسهم، وقال عكرمة وعبد الرحمن بن زيد {الذين} يراد بهم القوم من المؤمنين الذين صوبوا رأي أبي طالب في طرد الضعفة فأمر الله نبيه أن يسلم عليهم ويعلمهم أن الله يغفر لهم مع توبتهم من ذلك السوء وغيره، وأسند الطبري عن ماهان أنه قال نزلت الآية في قوم من المؤمنين استفتوا النبي صلى الله عليه وسلم في ذنوب سلفت منهم فنزلت الآية بسببهم.
قال القاضي أبو محمد: وهي على هذا تعم جميع المؤمنين دون أن تشير إلى فرقة، وقال الفضيل بن عياض: قال قوم للنبي صلى الله عليه وسلم إنَّا قد أصبنا ذنوبًا فاستغفر لنا فأعرض عنهم فنزلت الآية، وقوله: {بآياتنا} يعم آيات القرآن وأيضًا علامات النبوة كلها، و{سلام عليكم} ابتداء والتقدير: سلام ثابت أو أوجب عليكم، والمعنى: أمنة لكم من عذاب الله في الدنيا والآخرة، وقيل المعنى أن الله يسلم عليكم.
قال القاضي أبو محمد: وهذا معنى لا يقتضيه لفظ الآية حكاه المهدوي، ولفظه لفظ الخبر وهو في معنى الدعاء، وهذا من المواضع التي جاز فيها الابتداء بالنكرة إذ قد تخصصت. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {وَإِذَا جَاءَكَ الذين يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} السلام والسلامة بمعنى واحد.
ومعنى {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ} سلمكم الله في دينكم وأنفسكم؛ نزلت في الذين نهى الله نبيه عليه الصَّلاة والسَّلام عن طردهم؛ فكان إذا رآهم بدأهم بالسلام وقال: «الحمد لله الذي جعل في أُمتي من أمرني أن أبدأَهم بالسلام» فعلى هذا كان السلام من جهة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: إنه كان من جهة الله تعالى، أي أبلغهم منا السَّلام؛ وعلى الوجهين ففيه دليل على فضلهم ومكانتهم عند الله تعالى.
وفي صحيح مسلم عن عائِذ بن عمرو: أن أبا سفيان أتى على سلمان وصُهَيْبٍ وبِلالٍ ونفر فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها؛ قال فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك» فأتاهم أبو بكر فقال: يا إخوتاه أغضبتكم؟ قالوا: لا؛ يغفر الله لك يا أخي؛ فهذا دليل على رفعة منازلهم وحرمتهم كما بيناه في معنى الآية.
ويستفاد من هذا احترام الصالحين واجتناب ما يغضبهم أو يؤذيهم؛ فإن في ذلك غضب الله، أي حلول عقابه بمن آذى أحدًا من أوليائه.
وقال ابن عباس: نزلت الآية في أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ رضي الله عنهم.
وقال الفُضَيل بن عِيَاض: جاء قوم من المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا قد أصبنا من الذنوب فاستغفر لنا فأعرض عنهم؛ فنزلت الآية.
وروي عن أنس بن مالك مثله سواء. اهـ.

.قال الثعالبي:

ومما يناسِبُ هذا المَحَلَّ ذِكْرُ شيء ممَّا ورد في فَضْلِ المُصَافَحَة، وقد أسند أبُو عُمَر في التمهيد، عن عبد الرحْمَنِ بْنِ الأسود، عن أَبِيهِ وعلقمة؛ أنهما قَالاَ: مَنْ تَمَامِ التَّحِيَّةِ المُصَافَحَةُ، وروى مالكٌ في الموطإ، عن عطاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، قالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَصَافَحُوا؛ يَذْهَبُ الغِلُّ، وَتَهَادَوْا؛ تَحَابُّوا، وَتَذْهَب الشَّحْنَاءُ»، قال أبو عُمَر في التمهيد: هذا الحديثُ يتَّصلُ مِنْ وجوه شتى حِسَانٍ كلُّها، ثم أسند أبو عُمَر من طريقِ أبي دَاوُد وغَيْره، عن البَرَاءِ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، فَيَتَصَافَحَانِ إلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَتَفَرَّفَا»، ثم أسند أبو عُمَرَ عن البَرَاء بنِ عَازِبٍ، قال: «لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنْ كُنْتُ لأحْسِبُ أَنَّ المُصَافَحَةَ لِلْعَجَمِ فَقَالَ: نَحْنُ أَحَقُّ بِالمُصَافَحَةِ مِنْهُمْ؛ مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ، فَيَأْخُذُ أَحَدُهُمَا بِيَدِ صَاحِبِهِ مَوَدَّةً بَيْنَهُمَا، ونَصِيحَةً، إلاَّ أُلْقِيَتْ ذُنُوبُهُمَا بَيْنَهُمَا»، وأسند أبو عُمَرَ عن عمر بْنِ الخَطَّابِ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا التقى المُسْلِمَانِ، فَتَصَافَحَا، أنْزَلَ اللَّهُ عَلَيهِمَا مِائَةَ رَحْمَةٍ؛ تِسْعُونَ مِنْهَا لِلَّذِي بَدَأَ بِالمُصَافَحَةِ، وَعَشَرَةٌ لِلَّذِي صُوفِحَ، وَكَانَ أَحَبَّهُمَا إلَى اللَّهِ أَحْسَنُهُمَا بِشْرًا بِصَاحِبِهِ». انتهى.
وقد ذكرنا طَرَفًا مِنْ آدَابِ المُصَافحة فِي غَيْرِ هذا الموضعِ، فَقِفْ عليه، واعمل به، تَرْشَدْ، فإنَّ العلْم إنما يرادُ للعَمَل، وباللَّه التوفيق. اهـ.

.قال الفخر:

قوله كتب كذا على فلان يفيد الإيجاب.
وكلمة على أيضًا تفيد الإيجاب ومجموعهما مبالغة في الإيجاب.
فهذا يقتضي كونه سبحانه راحمًا لعباده رحيمًا بهم على سبيل الوجوب واختلف العقلاء في سبب ذلك الوجوب فقال أصحابنا: له سبحانه أن يتصرف في عبيده كيف شاء وأراد، إلا أنه أوجب الرحمة على نفسه على سبيل الفضل والكرم.
وقالت المعتزلة: إن كونه عالمًا بقبح القبائح وعالمًا بكونه غنيًا عنها، يمنعه من الإقدام على القبائح ولو فعله كان ظلمًا، والظلم قبيح، والقبيح منه محال.
وهذه المسألة من المسائل الجلية في علم الأصول. اهـ.

.قال الماوردي:

{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} فيه قولان:
أحدهما: معناه أوجب الله على نفسه.
والثاني: كتب في اللوح المحفوظ على نفسه.
و{الرَّحْمَةَ} يحتمل المراد بها هنا وجهين:
أحدهما: المعونة.
والثاني: العفو. اهـ.

.قال ابن عطية:

و{كتب} بمعنى أوجب، والله تعالى لا يجب عليه شيء عقلًا إلا إذا أعلمنا أنه قد حتم بشيء ما فذلك الشيء واجب، وفي: أين هذا الكتاب اختلاف؟ قيل في اللوح المحفوظ، وقيل في كتاب غيره لقوله عليه السلام في صحيح البخاري: إن الله تعالى كتب كتابًا فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة} أي أوجب ذلك بخبره الصدق، ووعده الحق، فخوطب العباد على ما يعرفونه من أنه من كتب شيئًا فقد أوجبه على نفسه.
وقيل: كتب ذلك في اللوح المحفوظ. اهـ.

.قال الثعالبي:

قالَ ابْنُ العَرَبِيِّ في كتاب تفسير الأَفْعَال الواقعة في القُرآن: قوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة}، قال علماؤنا: كَتَبَ: معناه أَوْجَبَ، وعندي أنه كَتَبَ حقيقةً، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ خَلَقَ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكتب، فَكَتَبَ مَا يَكُونُ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ» انتهى. اهـ.

.قال الفخر:

دلت هذه الآية على أنه لا يمتنع تسمية ذات الله تعالى بالنفس وأيضًا قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا في نَفْسِى وَلاَ أَعْلَمُ مَا في نَفْسِكَ} [المائدة: 116] يدل عليه، والنفس هاهنا بمعنى الذات والحقيقة، وأما بمعنى الجسم والدم فالله سبحانه وتعالى مقدس عنه.
لأنه لو كان جسمًا لكان مركبًا والمركب ممكن وأيضًا أنه أحد، والأحد لا يكون مركبًا، وما لا يكون مركبًا لا يكون جسمًا وأيضًا أنه غني كما قال: {والله الغنى} والغني لا يكون مركبًا وما لا يكون مركبًا لا يكون جسمًا وأيضًا الأجسام متماثلة في تمام الماهية، فلو كان جسمًا لحصل له مثل، وذلك باطل لقوله: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء} [الشورى: 11] فأما الدلائل العقلية فكثيرة ظاهرة باهرة قوية جلية والحمد لله عليه. اهـ.
قال الفخر:
قالت المعتزلة قوله: {كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة} ينافي أن يقال: إنه تعالى يخلق الكفر في الكافر، ثم يعذبه عليه أبد الآباد، وينافي أن يقال: إنه يمنعه عن الإيمان، ثم يأمره حال ذلك المنع بالإيمان، ثم يعذبه على ترك ذلك الإيمان.
وجواب أصحابنا: أنه ضار نافع محيي مميت، فهو تعالى فعل تلك الرحمة البالغة وفعل هذا القهر البالغ ولا منافاة بين الأمرين. اهـ.
قال الفخر:
من الناس من قال: إنه تعالى لما أمر الرسول بأن يقول لهم: {سلام عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة} كان هذا من قول الله تعالى ومن كلامه، فهذا يدل على أنه سبحانه وتعالى قال لهم في الدنيا: {سلام عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة} وتحقيق هذا الكلام أنه تعالى وعد أقوامًا بأنه يقول لهم بعد الموت {سَلاَمٌ قَوْلًا مّن رَّبّ رَّحِيمٍ} [يس: 58] ثم إن أقوامًا أفنوا أعمارهم في العبودية حتى صاروا في حياتهم الدنيوية كأنهم انتقلوا إلى عالم القيامة، لا جرم صار التسليم الموعود به بعد الموت في حق هؤلاء حال كونهم في الدنيا، ومنهم من قال: لا، بل هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقوله: وعلى التقديرين فهو درجة عالية. اهـ.
قال الفخر:
اعلم أن هذا لا يتناول التوبة من الكفر، لأن هذا الكلام خطاب مع الذين وصفهم بقوله: {وَإِذَا جَاءكَ الذين يُؤْمِنُونَ بئاياتنا} فثبت أن المراد منه توبة المسلم عن المعصية، والمراد من قوله: {بِجَهَالَةٍ} ليس هو الخطأ والغلط، لأن ذلك لا حاجة به إلى التوبة، بل المراد منه، أن تقدم على المعصية بسبب الشهوة، فكان المراد منه بيان أن المسلم إذا أقدم على الذنب مع العلم بكونه ذنبًا ثم تاب منه توبة حقيقية فإن الله تعالى يقبل توبته. اهـ.
قال الفخر:
قرأ نافع {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ} بفتح الألف {فَأَنَّهُ غَفُورٌ} بكسر الألف، وقرأ عاصم وابن عامر بالفتح فيهما، والباقون بالكسر فيهما.
أما فتح الأولى فعلى التفسير للرحمة، كأنه قيل: كتب ربكم على نفسه أنه من عمل منكم.
وأما فتح الثانية فعلى أن يجعله بدلًا من الأولى كقوله: {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتٌّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وعظاما أَنَّكُمْ مُّخْرَجُونَ} [المؤمنون: 85] وقوله: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ} [الحج: 4] وقوله: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ الله وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} [التوبة: 63] قال أبو علي الفارسي: من فتح الأولى فقد جعلها بدلًا من الرحمة، وأما التي بعد الفاء فعلى أنه أضمر له خبرًا تقديره، فله أنه غفور رحيم، أي فله غفرانه، أو أضمر مبتدأ يكون أن خبره كأنه قيل: فأمره أنه غفور رحيم.
وأما من كسرهما جميعًا فلأنه لما قال: {كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة} فقد تم هذا الكلام، ثم ابتدأ وقال: {أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فدخلت الفاء جوابًا للجزاء، وكسرت إن لأنها دخلت على مبتدأ وخبر كأنك قلت فهو غفور رحيم.
إلا أن الكلام بأن أوكد هذا قول الزجاج.
وقرأ نافع الأولى بالفتح والثانية بالكسر، لأنه أبدل الأولى من الرحمة، واستأنف ما بعد الفاء. والله أعلم. اهـ.
قال الفخر:
قوله: {مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءا بِجَهَالَةٍ}.
قال الحسن: كل من عمل معصية فهو جاهل، ثم اختلفوا فقيل: إنه جاهل بمقدار ما فاته من الثواب وما استحقه من العقاب، وقيل: إنه وإن علم أن عاقبة ذلك الفعل مذمومة، إلا أنه آثر اللذة العاجلة على الخير الكثير الآجل، ومن آثر القليل على الكثير قيل في العرف إنه جاهل.
وحاصل الكلام أنه وإن لم يكن جاهلًا إلا أنه لما فعل ما يليق بالجهال أطلق عليه لفظ الجاهل، وقيل نزلت هذه الآية في عمر حين أشار بإجابة الكفرة إلى ما اقترحوه، ولم يعلم بأنها مفسدة ونظير هذه الآية قوله: {إِنَّمَا التوبة عَلَى الله لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السوء بجهالة} [النساء: 17]. اهـ.
قال الفخر:
قوله: {تَابَ} إشارة إلى الندم على الماضي وقوله: {وَأَصْلَحَ} إشارة إلى كونه آتيًا بالأعمال الصالحة في الزمان المستقبل.
ثم قال: {فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} فهو غفور بسبب إزالة العقاب، رحيم بسبب إيصال الثواب الذي هو النهاية في الرحمة. والله أعلم. اهـ.