فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{الم (1)}.
أخرج وكيع وعبد بن حميد عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه كان يعد {الم} آية: {حم} آية.
وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي وصححه وابن الضريس ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو ذر الهروي في فضائله والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا تقول: {الم} حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف».
وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والدرامي وابن الضريس والطبراني ومحمد بن نصر عن ابن مسعود موقوفًا. مثله.
وأخرج محمد بن نصر وأبو جعفر النحاس في كتاب الوقف والابتداء والخطيب في تاريخه وأبو نصر السجزي في الإِبانة عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأوا القرآن، فإنكم تؤجرون عليه. أما إني لا أقول: {الم} حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر، فتلك ثلاثون».
وأخرج ابن أبي شيبة والبزار والمرهبي في فضل العلم وأبو ذر الهروي وأبو نصر السجزي بسند ضعيف عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن كتب الله له بكل حرف حسنة. لا أقول: {الم ذلك الكتاب} حرف، ولكن الألف، والذال، والألف، والكاف».
وأخرج محمد بن نصر والبيهقي في شعب الإيمان والسجزي عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ حرفًا من القرآن كتب الله له به حسنة. لا أقول: {بسم الله} ولكن باء، وسين، وميم، ولا أقول: {الم} ولكن الألف، واللام، والميم».
وأخرج محمد بن نصر السلفي في كتاب الوجيز في ذكر المجاز والمجيز عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ حرفًا من القرآن كتب الله له عشر حسنات: بالباء، والتاء، والثاء».
وأخرج ابن أبي داود في المصاحف وأبو نصر السجزي عن ابن عمر قال: إذا فرغ الرجل من حاجته، ثم رجع على أهله ليأت المصحف، فليفتحه فليقرا فيه، فإن الله سيكتب له بكل حرف عشر حسنات. أما إني لا أقول: {الم} ولكن الألف عشر، واللام عشر، والميم عشر.
وأخرج أبو جعفر النحاس في الوقف والابتداء وأبو نصر السجري عن قيس بن سكن قال: قال ابن مسعود: تعلموا القرآن فإنه يكتب بكل حرف منه عشر حسنات، ويكفر به عشر سيئات. أما إني لا أقول: {الم} حرف، ولكن أقول ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر.
وأخرج وكيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس من طرق عن ابن عباس في قوله: {الم} قال: أنا الله أعلم.
وأخرج ابن جرير والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال: {الم} حروف اشتقت من حروف هجاء أسماء الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {الم} و{حم} و{ن} قال: اسم مقطع.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {الم} و{المص} و{الر} و{المر} و{كهيعص} و{طها} و{طس} و{يس} و{ص} و{حم} و{ق} و{ن} قال: هو قسم أقسمه الله، وهو من أسماء الله.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال: {الم} قسم.
وأخرج ابن جريج عن ابن مسعود في قوله: {الم} قال: هو اسم الله الأعظم.
وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {الم} و{حم} و{طس} قال: هي اسم الله الأعظم.
وأخرج ابن أبي شيبة في تفسيره وعبد بن حميد وابن المنذر عن عامر. أنه سئل عن فواتح السور نحو {الم} و{الر} قال: هي أسماء من أسماء الله مقطعة الهجاء، فإذا وصلتها كانت أسماءً من أسماء الله.
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله: {الم} قال: ألف مفتاح اسمه الله، ولام مفتاح اسمه لطيف، وميم مفتاح اسمه مجيد.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: فواتح السور أسماء من أسماء الله.
وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن السدي قال: فواتح السور كلها من أسماء الله.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {الم} قال: اسم من أسماء القرآن.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله: {الم} قال: اسم من أسماء القرآن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ بن حبان عن مجاهد قال: {الم} و{حم} و{المص} و{ص} فواتح افتتح الله بها القرآن.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن قال: {الم} و{طسم} فواتح يفتتح الله بها السور.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال: فواتح السور كلها {الم} و{المر} و{حم} و{ق} وغير ذلك هجاء موضوع.
وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم قال: {الم} ونحوها أسماء السور.
وأخرج ابن إسحاق والبخاري في تاريخه وابن جرير بسند ضعيف عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله بن رباب قال: مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة سورة البقرة {الم ذلك الكتاب} فأتاه أخوه حيي بن أخطب في رجال من اليهود فقال: تعلمون والله لقد سمعت محمدًا يتلو فيما أنزل عليه {الم ذلك الكتاب} فقالوا أنت سمعته؟ قال: نعم.
فمشى حيي في أولئك النفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد ألم تذكر أنك تتلو فيما أنزل عليك {الم ذلك الكتاب}؟ قال: بلى. قالوا: قد جاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال: نعم. قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء، ما نعلمه بين لنبي لهم ما مدة ملكه، وما أجل أمته غيرك فقال حيي بن أخطب: وأقبل على من كان معه الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه احدى وسبعون سنة. أفتدخلون في دين نبي إنما مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة!
ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم. قال: ما ذاك؟ قال: {المص} قال: هذه أثقل وأطول. الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه مائة واحدى وستون سنة.
هل مع هذا يا محمد غيره؟ قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: {الر} قال: هذه أثقل وأطول. الألف واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان، فهذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة.
فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم. {المر} قال فهذه أثقل وأطول. الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والراء مائتان، فهذه إحدى وسبعون سنة ومائتان ثم قال: لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري أقليلًا أُعطيت، أم كثيرًا! ثم قاموا فقال أبو ياسر لأخيه حيي ومن معه من الأحبار: ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله. إحدى وسبعون، وإحدى وستون، ومائة، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة وأربع وثلاثون. فقالوا: لقد تشابه علينا أمره. فيزعمون أن هذه الآيات نزلت فيهم {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} [آل عمران: 7].
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: إن اليهود كانوا يجدون محمدًا وأمته، إن محمدًا مبعوث ولا يدرون ما مدة أمة محمد. فلما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم وأنزل: {الم} قالوا: قد كنا نعلم أن هذه الأمة مبعوثة، وكنا لا ندري كم مدتها، فإن كان محمد صادقًا فهو نبي هذه الأمة قد بين لنا كم مدة محمد، لأن {الم} في حساب جملنا إحدى وسبعون سنة، فما نصنع بدين إنما هو واحد وسبعون سنة؟
فلما نزلت {الر} وكانت في حساب جملهم مائتي سنة وواحدًا وثلاثين سنة قالوا: هذا الآن مائتان وواحد وثلاثون سنة وواحدة وسبعون. قيل ثم أنزل: {المر} فكان في حساب جملهم مائتي سنة وواحدة وسبعين سنة في نحو هذا من صدور السور فقالوا: قد التبس علينا أمره.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي العالية قال: هذه الأحرف الثلاثة من التسعة والعشرين حرفًا، دارت فيها الألسن كلها، ليس منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسمائه، وليس منها حرف إلا وهو من آية وثلاثة، وليس منها حرف إلا وهو في مدة قوم وآجالهم. فالألف مفتاح اسمه الله، واللام مفتاح اسمه اللطيف، والميم مفتاح اسمه مجيد. فالألف آلاء الله، واللام لطف الله، والميم مجد الله. فالألف سنة، واللام ثلاثون، والميم أربعون.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ بن حبان في التفسير عن داود بن أبي هند قال: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور قال: يا داود إن لكل كتاب سرًا، وإن سر هذا القرآن فواتح السور، فدعها وسَل عما بدا لك.
وأخرج أبو نصر السجزي في الإِبانة عن ابن عباس قال: آخر حرف عارض به جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

.قال ابن عادل:

إن قيل: إن الحروف المقطّعة في أوائل السور أسماء حروف التهجَّي، بمعنى أن الميم اسم لمه والعين لعَه، وإن فائدتها إعلامهم بأن هذا القرآن منتظمٌ من جنس ما تنتظمون من كلامهم، ولكن عجزتم عنه، فلا محلّ لها حينئذ من الإعراب، وإنما جيء بها لهذه الفائدة، فألقيت كأسماء الأعداد ونحو: واحد اثنان، وهذا أصح الأقوال الثلاثة، أعني أن في الأسماء التي لم يقصد الإخبار عنها ولا بها ثلاثة أقوال:
أحدها: ما تقدم.
والثاني: أنها معربة، بمعنى أنها صالحة للإعراب، وإنما فات شرطه وهو التركيب، وإليه مال الزمخشري رحمه الله.
والثالث: أنها موقوفة أي لا معربة ولا منيبةٌ.
أو إن قيل: إنها أسماء السور المفتتحة بها، أو إنها بعض أسماء الله- تعالى- حذف بعضها، وبقي منها هذه الحروف دالّة عليها وهو رأي ابن عبّاس- رضي الله تعالى عنهما- كقوله: الميم من عليهم، والصاد من صادق، فلها حينئذ محلّ من الإعراب ويحتمل الرفع والنصب والجر: فالرفع على أحد وجهين أيضًا: إما بإضمار فعلٍ لائقٍ، تقديره: اقرءوا: {الم} وإما بإسقاط حرف القسم؛ كقول الشاعر: الوافر:
إِذا مَا الْخَبَزُ تَأْدِمُهُ بِلَحْمٍ ** فَذَاكَ أَمَانَةَ اللهِ الثَّريدُ

يريد: وأَمَانَةِ الله.
وكذلك هذه الحروف أقسم الله بها.
وقد رد الزَّمَخْشَرِيّ هذا الوجه بما معناه: أنّ القرآن في: {والقرآن ذِي الذكر} [ص: 1] وللقلم في {ن والقلم وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1] محلوف بهما لظهور الجرّ فيهما، وحينئذ لا يخلو أن تُجْعَل الواو الداخلة عليها للقسم، أو للعطف، والأول يلزم منه محذور، وهو الجمع بين قسمين على مقسم قال: وهم يستكرهون ذلك.
والثاني ممنوع، لظهور الجَرِّ فيما بعدها، والفرض أنك قدرت المعطوف عليه من مَحَلّ نصب، وهو ردّ واضح، إلا أن يقال: في محلّ نصب إلا فيما ظهر فيه الجر فيما بعده كالموضعين المتقدمين؛ {حموالكتاب} [الزخرف: 1- 2]، و{ق والقرآن} [ق: 1] ولكن القائل بذلك لم يفرق بين موضع وموضع، فالرد لازم كله.
والجَرِّ من وجهٍ واحدٍ، وهو أنها مقسمٌ بها، حذف حرف القسم، وبقي عمله كقولهم: اللهِ لأفعلنَّ أجاز ذلك الزمخشري، وأبو البقاء رحمهما الله، وهذا ضعيف؛ لأن ذلك من خصائص الجَلاَلَة المعظمة لا يشاركها فيه غيرها.
فتخلص مما تقدم أن في {الم} ونحوها ستة أوجه وهي: أنها لا محل لها من الإعراب، أوْ لَهَا محل، وهو الرفع بالابتداء، أو الخبر.
والنَّصب بإضمار فعل، أو حذف حرف القسم. اهـ.

.قال مجد الدين الفيروزابادي:

بصيرة في الألف:
هى كلمة على وزن فَعِل، مشتقة من الأُلْفة: ضدّ الوحشة.
وقد أَلِفَهُ يَأْلَفُهُ- كعلمه يعلمه- إِلْفًا بالكسر.
وإِلافًا ككتاب.
وهو إِلْف ج آلاف.
وهى إِلْفة ج إِلْفَات وأَوالف.
والإِيلاف في سورة قُرَيْش: شِبْه الإِجازة بالخفارة.
وتأْويله أَنَّهم كانوا سكَّان الحرم، آمنين في امتيارِهم، شتاءً وصيفًا، والنَّاسُ يُتَخَطَّفون مِن حولهم.
فإِذا عَرَض لهم عارض قالوا: نحن أَهل حرم الله، فلا يُتَعَرّض لهم.
وقيل: اللاَّم لام التعجّب، أَى اعجبوا لإِيلاف قريش.
وأَلَّف بينهما تأْليفًا: أَوقع الأُلْفة.
والمؤلَّفة قلوبُهم أَحد وثلاثون من سادات العرب، أُمر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بتأَلُّفهم وإِعطائهم؛ ليرغِّبوا مَن وراءَهم في الإِسلام.
وتأَلَّف فلان فلانا أَى قاربه، ووصله، حتى يستميله إليه.
والإِلْف والأَليف بمعنى.
وفى الحديث: «المؤمن أَلوف مألوف» وفيه «للمنافقين علامات يعرفون بها: لا يشهدون المساجد إلاَّ هَجْرًا، ولا يأتون الصّلاة إلا دَبْرًا متكبرين متجبّرين لا يألفون ولا يؤلفون، جِيفة باللَّيل بُطَّال بالنّهار».
وفى الصحيحين: «الأَرواح جنود مجنَّدة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».
ويقال: النَّفْس عَزُوفٌ أَلُوفٌ.
واشتُقَّت الأَلِف من الأُلفة؛ لأَنها أَصل الحروف، وجملة الكلمات، واللغات متأَلِّفة منها.
وفى الخبر: لمّا خلق الله القَلَم أَمره بالسّجود، فسجد على اللَّوح، فظهرت من سجدته نقطةٌ، فصارت النقطة همزة، فنظرت إِلى نفسها، فتصاغرت، وتحاقرت.
فلمّا رأَى الله عز وجل تواضعها، مدّها وطوّلها، وصيّرها مستويًا مقدّمًا على الحروف، وجعلها مفتتح اسمه: الله، وبها انتظمت جميعُ اللغات، ثمّ جعل الْقَلَمُ يجرى، وينطق بحرفِ حرف إِلى تمام تسعة وعشرين، فتأَلَّفت منها الكلمات إِلى يوم القيامة.
والأَلْفُ من العدد سُمّى به، لكون الأَعداد فيه مؤتلفة؛ فإِنَّ الأَعداد أَربعة: آحاد، وعشرات، ومئات، وأُلوف.
فإِذا بلغت الأَلْف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكرّرًا.
والأَلِف في القرآن ولغة العرب يرد على نحو من أَربعين وجهًا:
الأَوّل حرف من حروف التهجّى، هَوَائِىّ.
يظهر من الجَوْف، مخرج قريب من مخرج العين، والنّسبة أَلَفِىّ ويجمع أَلِفُون- على قياس صَلِفون، وأَلفات على قياس خَلِفات.
والأَلِف الحقيقى هو الأَلِف السّاكنة في مثل لا، وما، فإِذا تحرّكت صارت همزة.
ويقال للهمزة أَلِف، توسُّعًا لا تحقيقًا.
وقيل: الأَلِف حرف على قياس سائر الحروف، يكون متحركًا، ويكون ساكنا.
فالمتحرك يُسَمّى همزة والساكن أَلِفًا.
الثاني: الأَلِف اسم للواحد في حِساب الجُمّل؛ كما أَنَّ الباءَ اسم للاثنين.
الثالث أَلِف العَجْز والضَّرورة؛ فإِنَّ بعض النَّاس يقول للْعَيْن: أَيْن، وللعَيْب: أيْب.
الرّابع الأَلف المكرّرة في مثل راَّب ترئيبًا.
الخامس الأَلِف الأَصلىّ؛ نحو أَلِف أَمر.
وقرأ، وسأَل.
السّادس أَلِف الوصل، كالَّذى في ابن وابنة من الأَسماءِ، وكالَّذى فى: انصرُ واقطع من الأَفعال.
السّابع أَلف القَطع؛ نحو أَلف أَب، وأُمٍّ، وإِبل في الأَسماءِ، وأَكرم، وأَعلم، في الأَفعال.
قال: تعالى: {فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.
الثَّامن أَلِف الفَصْل: تكون فاصلة بين واو الجماعة واو العطف؛ نحو آمنوا، وكفروا، وكذَّبوا.
التَّاسع أَلف الاستفهام نحو {أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَم نَحْنُ الْخَالِقُونَ} {أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}.
العاشر أَلِف الترنُّم:
وقولى إِن أَصبتِ لقد أَصابا

الحادى عشر أَلِف نداءِ القريب: يا آدم، يا إِبراهيم، يا ربّ.
الثَّانى عشر أَلِف النُّدبة.
ويكون في حال الوصل مفردا، وفى حال الوقف مقترنًا بهاءِ؛ نحو وايَدَاه، ويا زيدا رحمك الله.
الثالث عشر أَلف الإِخبار عن نفس المتكلِّم؛ نحو {أَعُوذُ بِاللهِ}.
{وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ}.
الرّابع عشر أَلف الإِشباع موافقةً لفواصل الآيات، أَوْ لتقوافى الأَبيات.
والآية نحو {فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ} {وَأَطَعْنَا الرَّسُولاَ}.
والشعر نحو:
وبَعْدَ غَد بما لا تَعْلَمِينَا

ونحو:
فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِينَا

الخامس عشر أَلِف التأْنيث.
ويكون مقصورًا؛ كحُبلى وبشرى، وممدودًا؛ كحمراء وخضراء.
السّادس عشر أَلف التثنية؛ نحو الزيدان في الأَسماءِ، ويضربان في الأَفعال؛ قال تعالى: {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا}.
السابع عشر أَلف الجمع {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} ونحو مسلمات، وقانتات.
الثامن عشر أَلِف التعجّب، {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ} {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ}.
التاسع عشر أَلف الفَرْق.
وذلك في جماعة المؤنث المؤكَّدة بنون مشدّدةٍ؛ نحو: اضربنانِّ واقطعنانِّ.
العشرون أَلف الإِشارة: للحاضر، نحو هذا وهاتا وذا؛ وللغائب، نحو ذاك وذلك.
الحادى والعشرون أَلف العِوض في ابن واسمٍ، فإِنَّ الأَصل بَنَو وِسُمْو، فلمّا حُذِفَ الواو عُوّض بالأَلف.
الثَّانى والعشرون أَلف البناءِ، نحو صباح ومصباح في الأَسماءِ، وصالح في الأَفعال.
الثالث والعشرون الأَلف المبدلة من ياءٍ أَو واو؛ نحو قال وكال، أَو مِن نون خفيفة؛ نحو {لَنَسْفَعًا} في الوقف على لنسفعَنْ، أَو من حرف يكون في مقدّمته حَرْف من جنسه؛ نحو تقضّى في تقضَّض {وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} أَى مَن دَسّسها.
الرّابع والعشرون أَلف الزَّائدة.
وهى إِمّا في أَوّل الكلمة؛ نحو أَحمر وأَكرم؛ فإِنَّ الأَصل حَمِر وكَرُم، وإِمّا في ثانيها؛ نحو سالم وعالم، وإِمّا في ثالثها؛ نحو كتاب وعتاب، وإِمّا في رابعها: نحو قِرْضاب، وشِمْلال، وإمّا في خامسها؛ نحو شَنْفَرَى، وإِمَّا في سادسها؛ نحو قبعثرى.
الخامس والعشرون أَلف التَّعريف؛ نحو الرّجل، الغلام.
السّادس والعشرون أَلف تقرير النِّعم {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا} {أَلَمْ يَشْرَحْ لَكَ}.
السّابع والعشرون أَلِف التحقيق.
ويكون مقترنًا بما في صدر الكلام، نحو أَمَا إِنَّ فلانًا كذا.
الثامن والعشرون أَلِف التنبيه.
ويكون مقترنًا بلا {أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}.
التَّاسع والعشرون أَلف التوبيخ {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ}.
الثلاثون أَلف التعدية؛ نحو أَجلسه وأَقعده.
الحادى والثلاثون أَلف التّسوية {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ}.
الثانى والثلاثون أَلف الإِعراب في الأَسماءِ السّتّة حالَ النَّصب؛ نحو أَخاك وأَباك.
الثالث والثلاثون أَلف الإِيجاب {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}.
أَلستم خير مَنْ ركب المطايَا

الرّابع والثلاثون أَلف الإِفخام؛ نحو كَلْكال وعَقْراب في تفخيم الكلكل والعقرب.
قال الراجز:
نعوذ بالله من العَقْراب ** الشائلاتِ عُقَد الأَذناب

الخامس والثلاثون الأَلف الكافية.
وهى الأَلف الذي يكتفى به عن الكلمة نحو الم.
السّادس والثلاثون أَلف الأَداة؛ نحو إِنْ وإِنَّ وأَنَّ.
السابع والثلاثون الأَلف اللُّغوىّ.
قال الخليل: الأَلِف: الرجل الفَرْدُ، قال الشاعر:
هنالك أَنت لا أَلِف مَهِينٌ ** كأَنَّك في الوغى أَسَدٌ زَئِيرٌ

وقال صاحب العُبَاب: الأَلِف: الرّجل العَزَب.
الثامن والثلاثون الأَلِف المجهولة.
وهو كلّ أَلِف لإِشباع الفتحة في الاسم والفعل.
الأَربعون أَلِف التعايى بأَن يقول: إِن عمر ثم يُرتَج عليه فيقف قائلًا؛ إن عمرَا فيمدّها، منتظرا لما ينفتح له من الكلام.
وأُصول الأَلِفات ثلاث ويتبعها الباقيات: أَصلية، كأَلِف أَخذ؛ وقطعيّة.
كأَحمد وأَحسن؛ ووصليّة، كاستخرج واستوفى. اهـ.