فصل: من فوائد الشعراوي في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأظهر منه أن يقال: أنَّه الصنم الذي كان أبو إبراهيم سادن بيته.
وعن سليمان التيْمي والفرّاء: (آزر) كلمةُ سبّ في لغتهم بمعنى المعْوَجّ، أي عن طريق الخير.
وهذا وهم لأنَّه يقتضي وقوع لفظ غير عربي ليس بعلم ولا بمعرّب في القرآن.
فإنّ المعرّب شرطه أن يكون لفظًا غير علم نقله العرب إلى لغتهم.
وفي تفسير الفخر: أنّ من الوجوه أن يكون (آزر) عمّ إبراهيم وأطلق عليه اسم الأب لأنّ العمّ قد يقال له: أب.
ونسب هذا إلى محمد بن كعب القرظي.
وهذا بعيد لا ينبغي المصير إليه فقد تكرّر في القرآن ذكر هذه المجادلة مع أبيه، فيبعد أن يكون المراد أنَّه عمّه في تلك الآيات كلِّها.
قال الفخر: وقالت الشيعة: لا يكون أحد من آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجداده كافرًا.
وأنكروا أنّ (آزر) أب لإبراهيم وإنَّما كان عمّه.
وأمَّا أصحابنا فلم يلتزموا ذلك.
قلت: هو كما قال الفخر من عدم التزام هذا وقد بيّنتُ في رسالة لي في طهارة نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ الكفر لا ينافي خلوص النسب النبوي خلوصًا جبليًّا لأنّ الخلوص المبحوث عنه هو الخلوص ممَّا يتعيّر به في العادة.
والذي يظهر لي أنَّه: أنّ (تارح) لُقِّب في بلد غربة بلقب (آزر) باسم البلد الذي جاء منه، ففي معجم ياقوت آزر بفتح الزاي وبالراء ناحية بين سوق الأهواز ورامهرمز.
وفي الفصل الحادي عشر من سفر التكوين من التوراة أنّ بلد تارح أبي إبراهيم هو (أور الكَلْدَانيين).
وفي معجم ياقوت (أور) بضم الهمزة وسكون الواو من أصقاع رامهرمز من خوزستان.
ولعلّه هو أور الكلدانيين أو جزء منه أضيف إلى سكّانه.
وفي سفر التكوين أنّ (تارح) خرج هو وابنه إبراهيم من بلده أور الكلدانيين قاصديْن أرض كنعان وأنهما مرّا في طريقهما ببلد (حَاران) وأقاما هناك ومات تارح في حَاران.
فلعلّ أهل حاران دعَوه آزر لأنَّه جاء من صقع آزر.
وفي الفصل الثاني عشر من سفر التكوين ما يدلّ على أنّ إبراهيم عليه السلام نُبِّئ في حاران في حياة أبيه.
ولم يرد في التوراة ذكر للمحاورة بين إبراهيم وأبيه ولا بينه وبين قومه.
ولذا فالأظهر أن يكون {آزر} في الآية منادى وأنَّه مبني على الفتح.
ويؤيد ذلك قراءة يعقوب {آزر} مضمومًا.
ويؤيّده أيضًا ما روي: أنّ ابن عباس قرأه أإزر بهمزتين أولاهما مفتوحة والثانية مكسورة، وروي: عنه أنَّه قرأه بفتح الهمزتين وبهذا يكون ذكر اسمه حكاية لخطاب إبراهيم إيّاه خطاب غلظة، فذلك مقتضى ذكر اسمه العلم.
وقرأ الجمهور {آزر} بفتح الراء وقرأه يعقوب بضمّها.
واقتصر المفسّرون على جعله في قراءة فتح الراء بيانًا من {أبيه}، وقد علمت أنَّه لا مقتضي له.
والاستفهام في {أتتَّخذ أصنامًا آلهة} استفهام إنكار وتوبيخ.
والظاهر أنّ المحكي في هذه الآية موقف من مواقف إبراهيم مع أبيه، وهو موقف غلظة، فيتعيَّن أنَّه كان عندما أظهر أبوه تصلّبًا في الشّرك.
وهو ما كان بعد أن قال له أبوه {لئن لم تنته لأرجمنَّك} [مريم: 46] وهو غير الموقف الذي خاطبه فيه بقوله: {يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر} الآيات في سورة [مريم: 42].
و{تتّخذ} مضارع اتّخذ، وهو افتعال من الأخذ، فصيغة الافتعال فيه دالَّة على التكلّف للمبالغة في تحصيل الفعل.
قال أهل اللغة: قلبت الهمزة الأصلية تاء لقصد الإدغام تخفيفًا وليَّنوا الهمزة ثم اعتبروا التاء كالأصلية فربما قالوا: تخذ بمعنى اتّخذ، وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى: {لو شئت لاتَّخذت عليه أجرًا} [الكهف: 77] و{لتَخَذْت عليه أجرًا} فأصل فعل اتّخذ أن يتعدّى إلى مفعول واحد وكان أصل المفعول الثاني حالًا، وقد وعدنا عند قوله تعالى: {قالوا أتتَّخذنا هزؤًا} في سورة [البقرة: 67] بأن نبيِّن استعمال (اتَّخذ) وتعديته في هذه السورة.
ومعنى تتّخذ هنا تصطفي وتختار؛ فالمراد أتعبد أصنامًا.
وفي فعل {تتّخذ} إشعار بأنّ ذلك شيء مصطنع مفتعل وأنّ الأصنام ليست أهلًا للإلهية.
وفي ذلك تعريض بسخافة عقله أن يجعل إلهه شيئًا هو صنعه.
والأصنام جمع صنم، والصنم الصورة التي تمثّل شكل إنسان أو حيوان، والظاهر أنّ اعتبار كونه معبودًا داخل في مفهوم اسم صنم كما تظافرت عليه كلمات أهل اللغة فلا يطلق على كلّ صورة، وفي شفاء الغليل: أنّ صنم مُعرّب عن (شَمَن)، وهو الوثن، أي مع قلب في بعض حروفه، ولم يذكر اللغة المعرّب منها، وعلى اعتبار كون العبادة داخلة في مفهوم الاسم يكون قوله: {أصنامًا} مفعول {تتَّخذ} على أن تتّخذ متعدّ إلى مفعول واحد على أصل استعماله ومحلّ الإنكار هو المفعول، أي {أصنامًا}، ويكون قوله: {آلهة} حالًا من {أصنامًا} مؤكّدة لمعنى صاحب الحال، أو بدلًا من {أصنامًا}.
وهذا الذي يناسب تنكير {أصنامًا} لأنَّه لو كان مفعولًا أوّل ل {تتّخذ} لكان معرّفًا لأنّ أصله المبتدأ.
وعلى احتمال أنّ الصنم اسم للصورة سواء عبدت أم لم تعبد يكون قوله: {آلهة} مفعولًا ثانيًا ل {تتّخذ} على أنّ {تتّخذ} مضمّن معنى تجعل وتصيِّر، أي أتجعل صورًا آلهة لك كقوله: {أتعبدون ما تنحتون} [الصافات: 95].
وقد تضمَّن ما حكي من كلام إبراهيم لأبيه أنَّه أنكر عليه شيئين: أحدهما جعله الصور آلهة مع أنَّها ظاهرة الانحطاط عن صفة الإلهية، وثانيهما تعدّد الآلهة ولذلك جُعل مفعولا {تتّخذ} جَمْعَيْن، ولم يُقل: أتتّخذ الصنم إلهًا.
وجملة: {إنِّي أراك وقومك في ضلال} مبيِّنَة للإنكار في جملة: {أتتَّخذ أصنامًا آلهة}.
وأكّد الإخبار بحرف التأكيد لما يتضمَّنه ذلك الإخبار من كون ضلالهم بيّنًا، وذلك ممَّا ينكره المخاطب؛ ولأنّ المخاطب لَمَّا لم يكن قد سمع الإنكارَ عليه في اعتقاده قبْل ذلك يحسب نفسه على هدى ولا يحسب أنّ أحدًا ينكر عليه ما هو فيه، ويظن أنّ إنكار ابنه عليه لا يبلغ به إلى حدّ أن يراه وقومه في ضلال مبين.
فقد يتأوّله بأنَّه رام منه ما هو أولَى.
والرؤية يجوز أن تكون بصرية قصد منها في كلام إبراهيم أنّ ضلال أبيه وقومه صار كالشيء المشاهَد لوضوحه في أحوال تقرّباتهم للأصنام من الحجارة فهي حالة مشاهد ما فيها من الضلال.
وعليه فقوله: {في ضلال مبين} في موضع الحال.
ويجوز كون الرؤية علمية، وقوله: {في ضلال مبين} في موضع المفعول الثاني.
وفائدة عطف {وقومك} على ضمير المخاطب مع العلم بأنّ رؤيته أباه في ضلال يقتضي أن يرى مماثليه في ضلال أيضًا لأنّ المقام مقام صراحة لا يكتفي فيه بدلالة الالتزام ولينبئه من أول وهلة على أنّ موافقة جمع عظيم إياه على ضلاله لا تعصّد دينه ولا تشكّك من ينكر عليه ما هو فيه.
و{مبين} اسم فاعل من أبان بمعنى بان، أي ظاهر.
ووصف الضلال بـ {مبين} نداء على قوة فساد عقولهم حيث لم يتفطّنوا لضلالهم مع أنَّه كالمشاهد المرئي.
ومباشرتُه إيَّاه بهذا القول الغليظ كانت في بعض مجادلاته لأبيه بعد أن تقدّم له بالدعوة بالرفق، كما حكى الله عنه في موضع آخر {يا أبَت لِمَ تعبد ما لا يسمع ولا يُبصر ولا يغني عنك شيئًا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتَّبعني أهْدك صراطًا سويًّا} إلى قوله: {سلام عليك سأستغفر لك ربِّي إنَّه كان بي حفيًّا} [مريم: 42 47].
فلما رأى تصميمه على الكفر سلك معه الغلظة استقصاء لأساليب الموعظة لعلّ بعضها أن يكون أنجع في نفس أبيه من بعض فإنّ للنفوس مسالك ولمجال أنظارها ميادين متفاوتة، ولذلك قال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم {ادْعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125]، وقال له في موضع آخر {واغلُظْ عليهم} [التوبة: 73].
فحكى الله تعالى عن إبراهيم في هذه الآية بعض مواقفه مع أبيه وليس في ذلك ما تنافي البُرور به لأنّ المجاهرة بالحقّ دون سبّ ولا اعتداء لا ينافي البرور.
ولم يزل العلماء يخطّئون أساتذتهم وأئمّتهم وآباءهم في المسائل العلمية بدون تنقيص.
وقد قال أرسطاليس في اعتراض على أفلاطون: أفلاطون صديق والحقّ صديق لكن الحقّ أصدق.
على أنّ مراتب برّ الوالدين متفاوتة في الشرائع.
وقد قال أبناء يعقوب {تالله إنَّك لفي ضلالك القديم} [يوسف: 95]. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً}.
والحق سبحانه وتعالى يعطي له صلى الله عليه وسلم ما يسليه ويصبّره على مشقات الدعوة؛ لأن الدعوة للإسلام في أوله أرهقت رسول الله وأصحاب رسول الله، فيريد سبحانه أن يعطيهم مُثُلًا حدثت للرسل، وهنا يأتي الحق بخبر عن أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً} [الأنعام: 74].
وساعة أن تسمع إذ فافهم أن إذ ظرف، أي واذكر جيدًا الوقت الذي قال فيه إبراهيم لأبيه آزر {أتتخذ أصنامًا آلهة}؟ وما دمت تذكر هذه، ففي التذكرة تسلية لك عما يصيبك في أمر الدعوة. وهنا وقف العلماء وقفة طويلة، وتساءل بعضهم: هل آزر هو أبو إبراهيم، أو أن والده هو تارخ؟
وقلت من قبل: إن الأبوة تمثل ما هو أصل للفرد؛ فالأب، والجد، وجد الجد أب، وأطلقت الأبوة على المساوي للأب، مثل العم. وجاء مثل هذا في القرآن حين قال الحق سبحانه: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الموت إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إلهك وإله آبَائِكَ} [البقرة: 133].
وآباء هنا جمع، وإذا ما عددنا هؤلاء الآباء نجدهم: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، والكلام من يعقوب، وأبوه إسحاق، وإسحاق بن إبراهيم، وبرغم ذلك جاء سيدنا إسماعيل وسط هؤلاء الآباء، فكأنك إن وزعتها قلت: إبراهيم أب، ويبقى اثنان: هما إسماعيل وإسحاق. وإسماعيل هو أخ لإسحاق، كأن القرآن نطق بأن العلم يطلق عليه أب.
وأقول ذلك لأضفي مسألة وقع فيها اللغط الكثير؛ فالبعض من العلماء قال: هل كان آزر أبًا لإبراهيم؛ والحديث الشريف يقول: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء».
فكأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من سلسلة نسب مُوَحِّد لا يمكن أن يكون للشرك فيه مجال، وآزر كان مشركًا، وما دام الحق يقول في آية أخرى: {إِنَّمَا المشركون نَجَسٌ}. فلو أن آزر الوالد الحقيقي لإبراهيم لكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من ذريته. وأرى أنه عمّه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات»، وهو قول يدل على أن نسبة الشريف مطهر من الشرك من جهة الآباء ومن جهة الأمهات، إذن فلا يصح أن نعتقد أن أبا إبراهيم هو آزر؛ لأنه كان على هذا الوضع مشركا، لكن كيف نفسر قول الحق سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ}؟.
نقول: إننا نأخذ اللغة، ونأخذ استعمالات القرآن في معنى الأبوة. والقرآن صريح في أن الأبوة كما تطلق على الوالد الحقيقي الذي ينحدر الولد من صلبه تطلق كذلك على أخي الوالد أو عمه.
والدليل على ذلك أن القرآن الذي قال: {لأَبِيهِ آزَرَ} وهو بعينه القرآن الذي قال: {أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الموت إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إلهك وإله آبَائِكَ} [البقرة: 133].
إذن آباء هي جمع أب، وأقل الجمع ثلاثة: إبراهيم إذن وكذلك العم إسماعيل يطلق على كل منهما أب، وأيضًا إسحاق وهو والد يعقوب، هؤلاء هم الآباء المذكورون في هذه الآية.
وهنا نفهم أن أبوة إسماعيل ليعقوب إنما هي أبوة عمومة؛ لأن يعقوب بن إسحاق، وإسحاق أخو إسماعيل. إذن فقد أطلق الأب وأريد به العم، ويدلنا الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك حينما أُخِذَ عمه العباس أسيرًا فقال: ردوا عليّ أبي؛ وأراد عمّه العباس.
وبعد ذلك نأتي لنقول: إننا حين نطلق كلمة الأب في أعرافنا نعلم أن اللغة التي نتكلمها لغة منقولة بالسماع، مركوزة في آذاننا، ينطق بها لساننا، والعامية وإن كانت تحرف الفصيح إلا أن أصولها منقولة عن أسلافنا وآبائنا، وهم حين يريدون الأب الحقيقي يقولون له أب ولا يأتون باسمه الشخصي؛ فإذا جاء لك إنسان وقال لك: أبوك موجود؟. ولم ينطق باسم الوالد فهو يقصد والدك فعلًا. لكن افرض أن لك عَمًّا، فيقول لك السائل: أبوك محمد موجود؟
لقد جاء هنا بتحديد الاسم العلم حتى ينصرف الذهن إلى السؤال عن العم؛ لأنه لو أراد الأب الحقيقي لما ذكر اسمه واكتفى بالسؤال عنه بالأبوة فقط، إذن فلو قال الحق سبحانه وتعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ}. ولم يحدد العلم لقلنا إن آزر هو والد إبراهيم وليس عمّه وبذلك يكون هو جد رسولنا، ولكن القرآن حدد الاسم وقال: {لأَبِيهِ آزَرَ} أي ميّز اسم الشخص ليخرج الأب الحقيقي من كلمة أب، وبذلك تنتهي الخلافية في هذه المسألة.
ولماذا يطلب الحق سبحانه من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يذكر {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ}؟ لأن رسول الله جاء على فترة من الرسل وجاء في الأزمة التي واجهت الدعوة أول مواجهة وهي أمة العرب وعلى رأسها قريش، وهو صلى الله عليه وسلم إن كان قد جاء على فترة الرسل، إلا أن إبراهيم يعيش في عقائد هؤلاء القوم؛ لأن كل أمور إبراهيم النسكية كانت في هذا المكان، فمثلًا همّه بذبح ابنه وفداء السماء لابنه كانا في هذا المكان، ورفعه للكعبة كان في هذا المكان، والكعبة هي مركز السيادة لقريش، ولولا الكعبة لكانت قريش كسائر القبائل.