فصل: من فوائد الثعلبي في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد الثعلبي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ} أي ما عظموا اللّه حق عظمته. وما وصفوا اللّه حق صفته {إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ الله على بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ}.
قال سعيد بن جبير: جاء رجل من يهود الأنصار يقال له مالك بن الصيف يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي: أتشرك باللّه الذي أنزل التوراة على موسى؟ ما تجد في التوراة إن اللّه يبغض الحبر السمين وكان حبرًا سمينًا فغضب وقال: ما أنزل اللّه على بشر من شيء، فقال لأصحابه الذين معه ويحك ولا موسى؟ فقال: واللّه ما أنزل اللّه على بشر من شيء. فأنزل اللّه عز وجل هذه الآية.
وقال السدي: إنها نزلت في فحاص بن عازورا، وهو قائل بهذه المقالة.
محمد بن كعب القرضي: جاء ناس من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب وقالوا: يا أبا القاسم ألا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى عليه السلام ألواحًا يحملها من عند اللّه؟ فأنزل اللّه عز وجل: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السماء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك} الآية [النساء: 153].
فجاء رجل من اليهود فقال: ما أنزل اللّه عليك ولا على موسى ولا على عيسى ولا على أحد شيئًا. فأنزل اللّه هذه الآية.
وقال ابن عباس: قالت اليهود: يا محمد أنزل اللّه عليك كتابًا؟ قال: نعم. قالوا: واللّه ما أنزل اللّه من السماء كتابًا فأنزل الله: {وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام: 91].
معلى بن أبي طلحة عن ابن عباس: نزلت في الكفار أنكروا قدرة اللّه تعالى عليهم فمن أقرّ أن اللّه على كل شيء قدير فقد قدر اللّه حق قدره. ومن لم يؤمن بذلك فلم يقدر اللّه حق قدره.
وقال مجاهد: نزلت في بشر من قريش. قالوا: ما أنزل اللّه على بشر من شيء.
وقوله: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكتاب الذي جَاءَ بِهِ موسى} إلى قوله: {وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} قال: هم اليهود.
وقوله: {وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تعلموا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ} قال هذه المسلمين وهكذا.
روى أيوب عنه إنه قرأ {وَعُلِّمْتُمْ} معشر العرب {مَّا لَمْ تعلموا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ} وقوله: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ} أي دفاتر كتبنا جمع قرطاس أي تفرقونها وتكتبونها في دفاتر مقطعة حتى لا تكون مجموعة لتخفوا منها ما شئتم ولا يشعر بها العوام، تبدونها وتخفون كثيرًا من ذكر محمد وآية الرجم ونحوها مما كتبوها.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بن العلاء: يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا كلها بالياء على الإخبار عنهم.
وقرأها الباقون: بالتاء على الخطاب، ودليلهم قوله تعالى ممّا قبله من الخطاب. قل من أنزل الكتاب.
وقرأ بعده {وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تعلموا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ} فإن أجابوك وقالوا: الله، وإلاّ ف {قُلِ الله} فعل ذلك {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} حال وليس بجواب تقديره ذرهم في خوضهم لاعبين. اهـ.

.من فوائد الشعراوي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}.
الكلام عن الذين رفضوا وتأبوا عن الإيمان بالله. فيأتي الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يوضح لهم بأنهم لم يعطوا الله حق قدره، ومعنى القدْر معرفة المقدار، وحق قدره سبحانه لا نقدر عليه نحن البشر، لذلك نقدره على قدر طاقتنا أو على قدر ما طلب منا، وكما قال رسول الله: «سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
والإنسان منا حين يثني على واحد فهذا دليل أنه قد قيّم قدره بقيمة الثناء، وحين نقيّم قدر الله فعلينا أن نعرف أن صفات الكمال كلها فيه وهي لا تتناهى ولا يمكن أن تحصى. ومن رحمة الحق سبحانه وتعالى أنه تحمَّل عنا صيغة الثناء عليه: كي لا يوقعنا في حرج، فليس لبشر من قُدرة أن يحيط بجمال الله أو بجلاله حتى يثني عليه بما يستحقه، وإن أحاط عبد بذلك- ولن يحيط- فمن أين له العبارة التي تؤدي هذا الثناء؟ ولا يوجد بليغ أو أديب يستطيع أن ينمق العبارات التي تكفي لتقدير هذا الثناء على الله، فأوضح لنا الحق من خلال رسوله: أنا حملت عنكم هذه المسألة حتى تكونوا كلكم سواسية، قال رسول الله: «سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
وفي كلمة الحمد لله وحدها يتساوى الناس جميعًا. ومن رحمته سبحانه أن سوّى بين الناس في معرفة صيغة الثناء عليه. ويأتي الحق هنا بالزاوية التي نفى فيها أنهم ما قدروا الله حق قدره. لماذا ياربَّ لم يقدروك حق قدرك؟ وتأتي الإجابة: {إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ الله على بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} [الأنعام: 91].
أي أنهم أنكروا أن يكون الله قد اختار من بعض خلقه مَن يجعلهم أهلًا لتلقِّي منهجه لإبلاغه إلى خلقه. ويأتي الرد من الحق لرسوله ردًا عليهم: {قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكتاب الذي جَاءَ بِهِ موسى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ} [الأنعام: 91].
إذن لابد أن يكون القائلون هذا يؤمنون بأن موسى نُزَّل عليه كتاب لتكون الحُجَّة في موضعها. وكُفار مكة كانوا غير مؤمنين بأي رسول، لكنهم يعلمون أن هناك من هم أهل كتاب، بدليل أنهم قالوا: {لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الكتاب لَكُنَّا أهدى مِنْهُمْ} [الأنعام: 157].
ونقول: لو دققت النظر في السورة فقد ينطبق الأمر على واحد مخصوص من الذين غلبتهم الحُجّة. وفي تاريخ السيرة نجد واحدًا من الأحبار كان دائب الخوض في الإسلام، وكان اسمه مالك بن الصيف فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. والحَبْر هو عالم اليهود والمفترض فيه أن يكون من الزهاد فيهم منقطعًا للعلم إلا أنه كان سمينًا على الرغم من أن من عادة المنقطعين للعبادة وإلى العلم أنهم لا يأخذون من الزاد إلا ما يقيت، ويقُيم الأود لأنه قد جاء في التوراة: «إن الله يبغض الحبْر السّمين».
فلما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مالك بن الصيف- وهو من أحبار اليهود- يخوض كثيرًا في الإسلام قال له: أفي توراتكم: «إن الله يبغض الحَبْر السّمين» فبهت الرجل، وقال: {ما أنزل الله على بشر من شيء} يعني ما أنزل الله على بشر من شيء من الذي أنت تقوله، وهكذا نعلم أن مثل هذا القول قد يأتي من أهل كتاب، وحين قال مالك هذه القولة قام عليه رجال من اليهود وقالوا له: كيف تقول: {ما أنزل الله على بشرٍ من شيء} فقال لهم: أغضبني محمد، فرددت على الغضب بباطل.
وهنا قال من سمعه من اليهود: إذن أنت لا تصلح أن تكون حبْرًا لأنك فضحتنا. وعزلوه، وجاءوا بكعب بن الأشرف وولّوه مكانه.
{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكتاب الذي جَاءَ بِهِ موسى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تعلموا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91].
الكتاب إذن هنا هو الكتاب الذي أنزله الله على موسى وهو التوراة وقد جعلوه قراطيس، أو جعلوه أوراقًا منفصلة يظهرون منها ما يُريدون، ويخفون منها ما لا يُريدون مثلما فعلوا في مسألة الرّجم كعقاب للزّنا. إذن فقد سبق لهم كتمان ما أنزل الله عليهم، وبيّن الحق ذلك في آيات متعددة: {فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِرُواْ بِهِ} [المائدة: 14]
والذي لم ينسوه كَتَموا بعضه وأظهروا بعضه، والذي لم يكتموه حرَّفوا ولووا به ألسنتهم، إذن فهناك نسيان، وكتمان، وتحريف. وليتهم اقتصروا على هذا ووقفوا عنده بل جاءوا بأشياء من عندهم وقالوا هي من عند الله: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 79]
ويتابع الحق سبحانه: {وَعُلِّمْتُمْ مَّا لَمْ تعلموا أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91].
فإن كلام الكلام في كُفار مكة فقد جاءهم القرآن بما لم يعلموا لا هم ولا آبائهم؛ لأن الإسلام جاء على فترة من الرسل. وإن كان في أهل الكتاب فهو قول صدق؛ لأنهم لما كتموا أشياء فضح القرآن ما كتموه وما حرفوه. وجاء القرآن فعدل لهم، فكأنهم عُلِّموا الحق، لينسخوا به الباطل الذي غيّروه وحرفوه، وقوله الحق: {قُلِ الله} أي أن الذي أنزل الكتاب هو الله.
وساعة يأتي الحق سبحانه وتعالى بصيغة الاستفهام نعلم أن الاستفهام الحقيقي بالنسبة لله مُحَال، لأنه يعلم كل شيء، وإنما يجيء باستفهام يقال له: الاستفهام الإنكاري أو الاستفهام التقريري وهو يأتي بهذه الصيغة لأنه يريد جوابًا فيه الإقرار من المعاندين، فإن لم يقولوا واحتاروا أو خجلوا أن يقولوا فقل أنت لهم يا محمد: {قُلِ الله ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} [الأنعام: 91].
والخوض هو الدخول في الماء الكثير، الذي لا تستبين العين فيه موضع القدم، وربما نزل في هوّة، ثم استعمل واستعير للخوض في الباطل.
والحق سبحانه وتعالى يقول: {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} أي أن هذا لعب منهم ولن يستطيع الصمود أمام الدعوة، فالدعوة سائرة في طريقها، ولن يتمكنوا منها أبدًا، فكل الذي يصنعونه هو خوض في باطل ولعب لا جدوى منه ولا صلة له بالجد. ولكن هل معنى هذا أن يتركهم محمد؟ لا؛ لأنه حين يجد آذانا منهم ينبههم ويذكّرهم، ثم بعد أن ينفتح الأمر للإسلام، فالذي يقيم في جزيرة العرب لا يقبل منه إلا الإسلام أو السيف؛ لأن المعجزة جاءت مباشرة بقرآن يعلم الكل إعجازه، وسبحانه قد أنزل التوراة من قبل وأنزل القرآن مباركا، فالحق يقول بعد ذلك: {وهذا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ...}. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آَبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91)}.
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله: {وما قدروا الله حق قدره} قال: هم الكفار الذين لم يؤمنوا بقدرة الله عليهم، فمن آمن أن الله على كل شيء قدير فقد قدر الله حق قدره، ومن لم يؤمن بذلك فلم يؤمن بالله حق قدره {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} يعني من بني إسرائيل، قالت اليهود يا محمد أنزل الله عليك كتابًا؟ قال: نعم. قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتابًا فأنزل الله قل يا محمد {من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس} إلى قوله: {ولا آباؤكم قل الله} أنزله.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب في قوله: {وما قدروا الله حق قدره} قال: وما علموا كيف هو حيث كذبوه.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي عن أبي مالك في قوله: {وما قدروا الله حق قدره} قال: ما عظموه حق عظمته.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} قال: قالها مشركو قريش.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} قال: قال فنحاص اليهودي: ما أنزل الله على محمد من شيء.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله: {إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} قال: نزلت في مالك بن الصيف.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف، فخاصم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي: «أنشدك بالذي أنزل التوراة على موسى هل تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين؟ وكان حبرًا سمينًا، فغضب وقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء. فقال له أصحابه: ويحك...! ولا على موسى؟ قال: ما أنزل الله على بشر من شيء، فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره...} الآية».
وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال: جاء ناس من يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو محتب فقالوا: يا أبا القاسم ألا تأتينا بكتاب من السماء كما جاء به موسى ألواحًا؟ فأنزل الله تعالى: {يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابًا من السماء} [النساء: 153] الآية. فجثا رجل من اليهود فقال: ما أنزل الله عليك. ولا على موسى، ولا على عيسى، ولا على أحد شيئًا، فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره...} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال: أمر الله محمدًا أن يسأل أهل الكتاب عن أمره وكيف يجدونه في كتبهم، فحملهم حسدهم أن يكفروا بكتاب الله ورسله فقالوا: {ما أنزل الله على بشر من شيء} فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره...} الآية. ثم قال: يا محمد هلم لك إلى الخبير، ثم أنزل {الرحمن فاسأل به خبيرًا} [الفرقان: 59] {ولا ينبئك مثل خبير} [فاطر: 14].
وأخرج البيهقي عن الشعب عن كعب قال: إن الله يبغض أهل البيت اللحمين والحبر السمين.
وأخرج البيهقي عن جعدة الجشمي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ورجل يقص عليه رؤيا، فرأى رجلًا سمينًا فجعل بطنه بشيء في يده، ويقول: «لو كان بعض هذا في غير هذا لكان خير الملك».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله: {يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا} قال: هم اليهود {وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} قال: هذه للمسلمين.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {يجعلونه قراطيس يبدونها ويخفون كثيرًا} في يهود فيما أظهروا من التوراة وأخفوا من محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد أنه قرأ {تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرًا} وعلمتم معشر العرب {ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} قال: هم اليهود، آتاهم الله علمًا فلم يقتدوا به ولم يأخذوا به ولم يعملوا به، فذمهم الله في عملهم ذلك. اهـ.