فصل: من فوائد الخطيب الشربيني في الآيات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وعلى في الوصل ويختلسها: شامي.
{قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} على الوحي أو على تبليغ الرسالة والدعاء إلى التوحيد {أَجْرًا} جعلًا.
وفيه دليل على أن أخذ الأجر على تعليم القرآن ورواية الحديث لا يجوز {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذكرى للعالمين} ما القرآن إلا عظة للجن والإنس {وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ الله على بَشَرٍ مّن شَيْءٍ} أي ما عرفوه حق معرفته في الرحمة على عباده حين أنكروا بعثة الرسل والوحي إليهم، وذلك من أعظم رحمته {وَمَا أرسلناك إِلاَّ رَحْمَةً للعالمين} [الأنبياء: 107] رُوي أن جماعة من اليهود منهم مالك بن الصيف كانوا يجادلون النبي عليه السلام فقال النبي عليه السلام له: «أليس في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين» قال: نعم.
قال: «فأنت الحبر السمين» فغضب وقال: ما أنزل الله على بشر من شيء.
و{حَقَّ قَدْرِهِ} منصوب نصب المصدر.
{قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكتاب الذي جَاء بِهِ موسى نُورًا} حال من الضمير في {بِهِ} أو {مِّنَ الكتاب} {وَهُدًى لّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قراطيس تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} مما فيه نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بعضوه وجعلوه قراطيس مقطعة وورقات مفرقة ليتمكنوا مما راموا من الإبداء والإخفاء.
وبالياء في الثلاثة: مكي وأبو عمرو {وَعُلِّمْتُمْ} يا أهل الكتاب بالكتاب {مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ ءَابَاؤُكُمْ} من أمور دينكم ودنياكم {قُلِ الله} جواب أي أنزله الله فإنهم لا يقدرون أن يناكروك {ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ} في باطلهم الذي يخوضون فيه {يَلْعَبُونَ} حال من {ذَرْهُمْ} أو {مِنْ خَوْضِهِمْ} {وهذا كتاب أنزلناه} على نبينا عليه السلام {مُّبَارَكٌ} كثير المنافع والفوائد {مُّصَدِّقُ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ} من الكتب {وَلِتُنذِرَ} وبالياء: أبو بكر، أي الكتاب وهو معطوف على ما دل عليه صفة الكتاب كأنه قيل: أنزلناه للبركات وتصديق ما تقدمه من الكتب والإنذار {أُمَّ القرى} مكة، وسميت أم القرى لأنها سرة الأرض وقبلة أهل القرى وأعظمها شأنًا ولأن الناس يؤمونها {وَمَنْ حَوْلَهَا} أهل الشرق والغرب {والذين يُؤْمِنُونَ بالآخرة} يصدقون بالعاقبة ويخافونها {يُؤْمِنُونَ بِهِ} بهذا الكتاب فأصل الدين خوف العاقبة فمن خافها لم يزل به الخوف حتى يؤمن {وَهُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} خصت الصلاة بالذكر لأنها علم الإيمان وعماد الدين فمن حافظ عليها يحافظ على أخواتها ظاهرًا. اهـ.

.من فوائد الخطيب الشربيني في الآيات:

قال رحمه الله:
وقوله تعالى: {وتلك} مبتدأ ويبدل منه {حجتنا} وهي ما احتج به إبراهيم على قومه من قوله تعالى: {فلما جنّ عليه الليل} إلى قوله: {وهم مهتدون} أو من قوله تعالى: {أتحاجوني} إليه والخبر {آتيناها إبراهيم} أي: أرشدناه لها حجة {على قومه} ثم إنه سبحانه وتعالى لما تفضل على خليله صلى الله عليه وسلم برفعه على قومه قال تعالى: {نرفع درجات من نشاء} في العلم والحكمة، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بتنوين التاء، والباقون بغير تنوين {إنّ ربك حكيم} في صنعه فيرفع من يشاء ويخفض من يشاء {عليم} بخلقه فهو الفعال لما يريد.
{ووهبنا له} أي: إبراهيم {إسحق} أي: ابنًا له {ويعقوب} أي: ابنًا لإسحاق فهو ابن ابنه {كلًا} منهما ومن أبيهما {هدينا} إلى سبيل الرشاد ووفقناه إلى طريق الحق والصواب {ونوحًا هدينا} {من قبل} أي: قبل إبراهيم {ومن ذريته} أي: نوح لا إبراهيم لأنه تعالى ذكر في جملتهم يونس ولوطًا ولم يكونا من ذرّية إبراهيم، وقيل: الضمير لإبراهيم ويكون ذلك من باب التغليب فإنّ التغليب سائغ شائع في انتساب العرب {داود} وهو ابن إيشا هديناه وكان ممن آتاه الله الملك والنبوّة {وسليمان} هو ابن داود وهما اللذان بنيا بيت المقدس بأمر الله تعالى داود بخطه وتأسيسه وسليمان بإكماله وتشييده {وأيوب} هو ابن أموص بن رزاح بن روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم {ويوسف} هو ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
فإن قيل: لم قدم أيوب على يوسف مع أنّ يوسف أقرب منه؟
أجيب: بأنه قدمه للمناسبة بينه وبين سليمان لأنّ كلًا منهما ابتلي بأخذ كل ما في يده ثم ردّه الله تعالى إليه {وموسى} هو ابن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب {وهارون} هو أخو موسى أكبر منه بسنة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين {وكذلك} كما جزينا إبراهيم على توحيده وصبره على أذى قومه بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولادًا أنبياء {نجزي المحسنين} على إحسانهم.
{وزكريا} هو ابن أدن بن بركيا، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بغير همز، والباقون بالهمز {ويحيى} هو ابن زكريا {وعيسى} هو ابن مريم بنت عمران {وإلياس} قال ابن مسعود: هو إدريس وله اسمان مثل يعقوب وإسرائيل قال البغويّ: والصحيح أنه غيره لأنّ الله تعالى ذكره في ولد نوح وإدريس جدّ أبي نوح وهو إلياس بن ياسين بن فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران {كلّ} منهم {من الصالحين} أي: الكاملين في الصلاح وهو الإتيان بما ينبغي والتحرّز عما لا ينبغي {وإسمعيل} هو ابن إبراهيم وإنما أخر ذكره إلى هنا لأنه ذكر إسحاق وذكر أولاده من بعده على نسق واحد فلهذا السبب أخر ذكر إسماعيل إلى هنا {واليسع} هو أخطوب بن العجوز، وقرأ حمزة والكسائي بتشديد اللام وسكون الياء والباقون بسكون اللام وفتح الياء {ويونس} هو ابن متى {ولوطًا} هو ابن هاران أخي إبراهيم {وكلًا} منهم {فضلنا على العالمين} أي: بالنبوّة وفيه دليل على فضلهم على من عداهم من الخلق من أنس وملك ويستدلّ بهذه الآية من يقول إنّ الأنبياء أفضل من الملائكة وقوله تعالى: {ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم} عطف على كلًا أو نوحًا ومن للتبعيض أي: وفضلنا بعض آبائهم وبعض ذرّياتهم وإخوانهم لأنّ آباء بعضهم كانوا مشركين وعيسى ويحيى لم يكن لهما ولد وكان في ذرّية بعضهم من كان كافرًا كابن نوح وقوله تعالى: {واجتبيناهم} أي: اخترناهم، عطف على فضلنا أو هدينا {وهديناهم} أي: وأرشدناهم {إلى صراط مستقيم} هو الدين الحق.
{ذلك} أي: الذي هدوا إليه {هدى الله يهدي به من يشاء من عباده} سواء كان له أب يعلمه أو كان له من يحمله على الضلال أم لا فهو سبحانه وتعالى هو المتفضل بالهداية {ولو أشركوا} أي: ولو فرض إشراك هؤلاء الأنبياء بعد علوّ درجتهم وفضلهم {لحبط عنهم} أي: لفسد وسقط {ما كانوا يعملون} أي: لكانوا كغيرهم في حبوط أعمالهم بسقوط ثوابها.
{أولئك الذين آتيناهم الكتاب} أي: أولئك الذين سميناهم من الأنبياء وهم ثمانية عشر نبيًا أعطيناهم الكتاب فالمراد بالكتاب الجنس {والحكم} أي: العمل المتقن بالعلم {والنبوّة} أي: وشرّفناهم بالنبوّة والرسالة {فإن يكفر بها} أي: بهذه الثلاثة {هؤلاء} أي: أهل مكة الذين أنت بين أظهرهم {فقد وكلنا بها} أي: وفقنا للإيمان بها والقيام بحقوقها {قومًا ليسوا بها بكافرين} كما يوكل الرجل بالشيء ليقوم به ويتعهده ويحافظ عليه، واختلف في ذلك القوم فقال ابن عباس: هم الأنصار وأهل المدينة، وقال الحسن وقتادة: هم الأنبياء الثمانية عشر الذين تقدّم ذكرهم واختاره الزجاج، قال: والدليل عليه قوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}، وقال عطاء العطاردي: هم الملائكة ونظر فيه لأنّ اسم القوم لا يطلق إلا على بني آدم، وقيل: الفرس، وقيل: هم المهاجرون والأنصار، واستظهر وقال ابن زيد: كل من لم يكفر فهو منهم سواء أكان ملكًا أم نبيًا أم صحابيًا أم تابعيًا، والمراد بهداهم ما توافقوا عليه من التوحيد وأصول الدين دون الفروع المختلف فيها فإنها ليست هدى مضافًا إلى الكل ولا يمكن التأسي بهم جميعًا فليس فيه دليل على أنه صلى الله عليه وسلم متعبد بشرع من قبله، واستدلّ بعض العلماء بهذه الآية على أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال: وبيانه أنّ جميع الخصال وصفات الشرف كانت متفرّقة فيهم فكان نوح صاحب احتمال على أذى قومه وكان إبراهيم صاحب كرم وبذل مجاهدة في الله عز وجلّ وكان إسحاق ويعقوب من أصحاب الصبر على البلاء والمحن وكان داود وسليمان من أصحاب الشكر على النعمة كما قال تعالى: {اعملوا آل داود شكرًا} [سبأ].
وكان أيوب صاحب صبر على البلاء كما قال تعالى: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنّه أواب} [ص].
وكان يوسف قد جمع بين الحالتين أي: الصبر والشكر وكان موسى صاحب الشريعة الظاهرة والمعجزات الباهرة وكان زكريا ويحيى وعيسى وإلياس من أصحاب الزهد في الدنيا وكان إسماعيل صاحب صدق وكان يونس صاحب تضرّع وإحسان ثم إن الله تعالى أمر نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهم وجمع له جميع الخصال المحمودة والمتفرّقة فثبت بهذا البيان أنه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء لما اجتمع فيه من الخصال التي كانت متفرّقة في جميعهم، اه.
وقرأ حمزة والكسائيّ بحذف الهاء في الوصل وحرّك الهاء بحركة مختلسة ابن عامر ومدّ على الهاء ابن ذكوان بخلاف عنه وسكن الهاء الباقون في الوصل وأما في الوقف فجميع القراء يثبتون الهاء ويسكنونها {قل} يا محمد لأهل مكة {لا أسألكم عليه} أي: القرآن أو التبليغ {أجرًا} أي: لا أطلب على ذلك جعلًا {إن هو} أي: القرآن أو التبليغ {إلا ذكرى} أي: عظة {للعالمين} أي الإنس والجنّ.
{وما قدروا} أي: اليهود {الله حق قدره} أي: ما عرفوه حق معرفته أو ما عظموه حق عظمته {إذ قالوا} للنبيّ صلى الله عليه وسلم وقد خاصموه في القرآن {ما أنزل الله على بشر من شيء} قال سعيد بن جبير جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف من أحبار اليهود ورؤسائهم يخاصم النبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى أما تجد في التوراة أنّ الله تعالى يبغض الحبر السمين وكان حبرًا سمينًا»- والحبر بالفتح والكسر وهو أفصح العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه، قاله الجوهريّ- فغضب فقال: والله ما أنزل الله على بشر من شيء، فقال له قومه: ويلك ما هذا الذي بلغنا عنك، فقال: إنه أغضبني، فنزعوه وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف. وقال السدّي: نزلت في فنحاص بن عازوراء وهو قائل هذه المقالة، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: قالت اليهود: يا محمد أنزل الله تعالى عليك كتابًا، قال: نعم، قالوا: والله ما أنزل الله من السماء كتابًا. قال الله تعالى: {قل} لهم {من أنزل الكتاب} أي: التوراة {الذي جاء به موسى} أي: الذي أنتم تزعمون التمسك بشرعه حال كون الكتاب {نورًا} أي: ذا نور أي: ضياء من ظلمة الضلالة {وهدى} أي: ذا هدى {للناس} أي: يفرق بين الحق والباطل من دينهم وذلك قبل أن يبدّل ويغير {يجعلونه قراطيس} أي: يكتبونه في دفاتر مقطعة {يبدونها} أي: يظهرون ما يحبون إظهاره منها {ويخفون كثيرًا} أي: مما كتبوه في القراطيس وهو ما عندهم من صفة محمد صلى الله عليه وسلم ومما أخفوه أيضًا آية الرجم وكانت مكتوبة عندهم في التوراة. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بالياء في المواضع الثلاثة على الغيبة حملًا على قالوا وما قدروا، والباقون بالتاء على الخطاب وتضمن ذلك توبيخهم على سوء جهلهم للتوراة وذمّهم على تجزئتها بإبداء بعض انتخبوه وكتبوه في ورقات متفرّقة وإخفاء بعض لا يشتهونه.
وقوله تعالى: {وعلمتم} أي: على لسان محمد صلى الله عليه وسلم {ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم} خطاب لليهود أي: علمتم زيادة على ما في التوراة وبيانًا لما التبس عليكم وعلى آبائكم الذين كانوا أعلم منكم، ونظيره أنّ هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون يذكرهم النعمة فيما عليهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم وقيل: الخطاب لمن آمن من قريش. وقوله تعالى: {قل الله} أنزله راجع إلى قوله تعالى: {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى} أي: فإن أجابوك بأنّ الله أنزله فذاك وإلا فقل أنت الله أنزله إذ لا جواب غيره {ثم ذرهم} أي: اتركهم {في خوضهم} أي: باطلهم {يلعبون} أي: يستهزؤن ويسخرون، وفيه وعيد تهديد للمشركين وقال بعضهم: هذا منسوخ بآية السيف.
{وهذا} أي: القرآن {كتاب أنزلناه مبارك} أي: كثير الخير والبركة دائم النفع يبشر المؤمنين بالثواب والمغفرة ويزجر عن القبيح والمعصية، وأصل البركة النماء والزيادة وثبوت الخير {مصدّق الذي بين يديه} أي: قبله من الكتب الإلهية المنزلة من السماء على الأنبياء لأنها مشتملة على التوحيد والتنزيه لله تعالى وعلى البشارة والنذارة فثبت بذلك كون القرآن مصدقًا لجميع الكتب المنزلة، وقوله تعالى: {ولينذر} قرأه شعبة بالياء على الغيبة أي: لينذر الكتاب، والباقون بالتاء على الخطاب أي: ولتنذر يا محمد {أمّ القرى} أي: أهل مكة وسميت أمّ القرى لأنها قبلة أهل القرى ومحجهم ومجتمعهم وأعظم القرى شأنًا ولبعض المجاورين:
فمن يلق في بعض القريات رحله ** فأمّ القرى ملقى رحالي ومنتابي

وقيل: لأنّ الأرض دحيت من تحتها أو لأنها مكان أوّل بيت وضع للناس {ومن حولها} أي: جميع البلاد والقرى التي حولها شرقًا وغربًا {والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به} لأن من صدق بالآخرة خاف العاقبة ولا يزال الخوف يحمله على النظر والتدبر حتى يؤمن بالنبيّ والكتاب والضمير يحتملهما ويحافظ على الطاعة، وتخصيص الصلاة في قوله تعالى: {وهم على صلاتهم يحافظون} لأنها عماد الدين وعلم الإيمان ومن حافظ عليها كانت لطفًا له في المحافظة على أخواتها. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92)}.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} قال: هو القرآن الذي أنزله تعالى على محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {مصدق الذي بين يديه} أي من الكتب التي قد خلت قبله.
وأخرج أبن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {ولتنذر أم القرى} قال: مكة ومن حولها. قال: يعني ما حولها من القرى إلى المشرق والمغرب.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء وعمرو بن دينار قالا: بعث الله رياحًا فشققت الماء فأبرزت موضع البيت على حشفة بيضاء، فمد الله الأرض منها، فذلك هي أم القرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: {أم القرى} قال: مكة، وإنما سميت أم القرى لأنها أول بيت وضع بها.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في قوله: {ولتنذر أم القرى} قال: هي مكة. قال: وبلغني أن الأرض دحيت من مكة.
وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «أم القرى مكة». اهـ.