فصل: مكة المكرمة مركز الكون:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وكذلك الحال علي خط الطول المقابل لخط طول مكة المكرمة، وهو خط الطول المرقم (183 و140 درجة غربا) فان المدن الواقعة عليه تصح الصلاة فيها نحو الشمال الجغرافي أو الجنوب الجغرافي تماما حسب موقع خط عرض كل منها بالنسبة الي خط عرض مكة المكرمة. فالمدن الواقعة الي الجنوب من خط العرض المقابل لخط عرض أم القري أي من خط عرض 21،437 جنوبا إلي القطب الجنوبي تتجه في صلاتها الي الجنوب الجغرافي تماما، والمدن الواقعة شمالا من خط العرض ذلك الي القطب الشمالي تتجه في صلاتها الي الشمال الجغرافي تماما.
أما المدينة الواقعة علي خط الطول المقابل لمكة المكرمة تماما وعلي خط عرضها تماما فإن الصلاة تجوز فيها نحو أي من الشمال أو الجنوب الجغرافيين تماما، كما تجوز في كل الاتجاهات الأخري شرقا وغربا، وذلك لوقوع تلك المدينة علي إمتداد قطر الكرة الارضية المار بمكة المكرمة.
معني هذا الكلام أنه لايوجد انحراف مغناطيسي عند خط طول مكة المكرمة.
وعند جميع الخطوط الموازية له، باستثناء حالة واحدة.
والسبب في ذلك ان قطبي الأرض المغناطيسيين في تجوال مستمر حتي يتم انقلابهما فيصبح القطب الشمالي جنوبا والقطب الجنوبي شمالا، وعند ذلك يحدث الكثير من الكوارث الطبيعية واندثارات الحياة، وقد ثبت حدوث مثل هذه الانقلابات المغناطيسية في تاريخ الارض عدة مرات.
وتعلل المغناطيسية الارضية بوجود مغناطيسي كبير يمر بمركز الأرض، ويميل محوره حاليا بمقدار 11،5 درجة بالنسبة للمحور القطبي الجغرافي للكرة الأرضية، ويعتقد بأن هذا المجال المغناطيسي ناتج عن حركة لب الارض المائع مع دوران كوكبنا حول محوره.
وعلي ذلك فان الاتجاه المغناطيسي الذي يحدد بالبوصلة أو بغيرها من الاجهزة المساحية التي تستخدم الابرة الممغنطة تختلف عن الاتجاه الحقيقي بزاوية تعرف باسم زاوية الانحراف المغناطيسي، وهي تحدد علي جميع انواع الخرائط لكي يحسب الاتجاه الحقيقي بمعرفة كل من الاتجاه المغناطيسي وزاوية الانحراف المغناطيسي.
ومن الثابت تاريخيا ان خط طول جرنيتش قد فرضته بريطانيا بالقوة ابان هيمنتها علي العالم في سنة 1884 م أثناء مؤتمر عقد في واشنجطن كولومبيا لتحديد خط طول الاساس وكان اختبارا سيئا فرضته الهيمنة البريطانية الغاشمة في العقود المتأخرة من القرن التاسع عشر الميلادي لأن زاوية الإنحراف المغناطيسي في الجزر البريطانية كما قيست في سنة 1972 كانت في حدود 8،5 درجة الي الغرب من الشمال وهذه القيمة تتناقص بمعدل نصف درجة تقريبا كل اربع سنوات اذا بقيت تلك المعدلات ثابتة. يظهر ذلك خصوصية خط طول مكة المكرمة با نطباق الشمال المغناطيسي علي الشمال الحقيقي، ومن هنا كان اختيار الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين رحمه الله لخط طول مكة المكرمة كخط طول أساسي للكرة الأرضية واعادة اسقاط خطوط طول الكرة الارضية بدءا منه اي بالنسبة الي مكة المكرمة لتماثل خطوط الطول حول خط طول تلك المدينة المقدسة تماثلا مذهلا وتذكر المراجع العلمية ان هناك خطا من خطوط الطول يمر بمدينة سنسنائي اوهايو تتضاءل عنده زاوية الانحراف المعناطيسي الي قرابة الصفر ويعرف باسم خط انعدام زاوية الانحراف المغناطيسي (TheAgonicline) وعلاقة هذا الخط بخط طول مكة المكرمة لم تدرس بعد.

.مكة المكرمة مركز الكون:

استقراء لآيات القرآن الكريم ولأحاديث خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم يتضح بجلاء توسط مكة المكرمة بين السماوات السبع والأرضين السبع وهي حقيقة دينية لا يمكن للعلم الكسبي أن يصل إليها وذلك لأن الانسان لا يستطيع ان يري من فوق سطح الارض الا شريحة صغيرة من السماء الدنيا ووسيلته في ذلك هي النجوم التي تزين السماء الدنيا وحدها لقول الحق تبارك وتعالى: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} [الملك: 5].
ومن مبررات ذلك ما يلي:
(1) ورود ذكر الأرض في مقابلة السماء في عشرات الآيات القرآنية علي ضآلة حجم الارض اذا ما قورنت بالسماء مما يشير الي تميز موقع الارض بالنسبة الي السماء.
(2) اشارة القرآن الكريم الي البينية الفاصلة للسماء او السماوات عن الارض، في عشرين اية صريحة، وهذه البينية لا يمكن ان تتم مع تناهي الارض في الضآلة وتناهي السماوات في الضخامة الا اذا كانت الارض في المركز بين السماوات السبع والارضين السبع.
(3) اشارة القرآن الكريم في سورة الرحمن الي أقطار السماوات والأرض وقطر اي شكل هندسي هو الخط الواصل بين طرفين من أطرافه مرورا بمركزه، واذا كانت أقطار السموات والأرض واحدة فلابد وأن تكون ارضنا في المركز من السماوات السبع.
(4) حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يرويه مجاهد رحمه الله عنه بقوله إن الحرم حرم مناء من السماوات السبع والأرضين السبع ولفظة (مناء) معناها القصد في الاتجاه والاستقامة مع كل من السماوات السبع والارضين السبع اي التواجد بينهما، وعلي استقامة مراكزها وتأكد ذلك بإثبات توسط الكعبة المشرفة للأرض الأولي اي اليابسة.
(5) حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المروي عنه بقوله: البيت المعمور منا مكة ووصف ذلك البيت المعمور في حديث آخر يروي عنه صلى الله عليه وسلم بقوله هو بيت في السماء السابعة علي حيال الكعبة تماما حتي لو خر لخر فوقها.
من ذلك كله تتضح ومضة الاعجاز القرآني في قول الحق تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم: وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القري ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم علي صلاتهم يحافظون فتتضح وسطية أم القري ليابسة الأرض ومن هنا يكون المنذرون هم جميع اهل الارض بلا استثناء، ويتضح وضع الكعبة المشرفة في وسط الأرض الأولي وهي اليابسة ودونها ست أراضين، ويحيط بذلك كله سبع سماوات وفوق الكعبة المشرفة البيت المعمور زادها الله تشريفا وتعظيما.
والحمد لله علي نعمة الإسلام والحمد لله علي نعمة القرآن وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم الذي تلقاه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين. اهـ.

.تفسير الآية رقم (93):

قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

.قال البقاعي:

ولما كان في قولهم: {ما أنزل الله على بشر من شيء} صريح الكذب وتضمن تكذيبه- وحاشاه صلى الله عليه وسلم! أما من اليهود فبالفعل، وأما من قريش فبالرضى، وكان بعض الكفرة قد ادعى الإيحاء إلى نفسه إرادة للطعن في القرآن؛ قال تعالى مهولًا لأمر الكذب لاسيما عليه لاسيما في أمر الوحي، عاطفًا على مقول {قل من أنزل} مبطلًا للتنبؤ بعد تصحيح أمر الرسالة وإثباتها إثباتًا لا مرية فيه، فكانت براهين إثباتها أدلة على إبطال التنبؤ وكذب مدعيه: {ومن أظلم ممن افترى} أي بالفعل كاليهود والرضى كقريش {على الله كذبًا} أي أيّ كذب كان، فضلًا عن إنكار الإنزال على البشر {أو قال أوحي إليّ ولم} أي والحال أنه لم {يوح إليه شيء} فهذا تهديد على سبيل الإجمال كعادة القرآن المجيد، يدخل فيه كل من اتصف بشيء من ذلك كمسيلمة والأسود العنسي وغيرهما، ثم رأيت في كتاب غاية المقصود في الرد على النصارى واليهود للسموأل بن يحيى المغربي الذي كان من أجل علمائهم في حدود سنة ستين وخمسمائة، ثم هداه الله للإسلام، وكانت له يد طولى في الحساب والهندسة والطب وغير ذلك من العلوم، فأظهر بعد إسلامه فضائحَهم أن الربانيين منهم زعموا أن الله كان يوحي إلى جميعهم في كل يوم مرات، ثم قال بعد أن قسمهم إلى قرّائين وربانيين: إن الربانيين أكثرهم عددًا، وقال: وهم الذين يزعمون أن الله كان يخاطبهم في كل مسالة بالصواب، قال: وهذه الطائفة أشد اليهود عداوة لغيرهم من الأمم {ومن قال سأنزل} أي بوعد لا خلف فيه {مثل ما أنزل الله} كالنضر بن الحارث ونحوه.
ولما كان الجواب قطعاُ في كل منصف: لا أحد أظلم منه، بل هم أظلم الظالمين، كان كأنه قيل: فلو رأيتهم وقد حاق بهم جزاء هذا الظلم كرد وجوههم مسودة وهم يسحبون في السلاسل على وجوههم، وجهنم تكاد تتميز عليهم غيظًا، وهم قد هدّهم الندم والحسرة، وقطع بهم الأسف والحيرة لرأيت أمرًا يهول منظره، فكيف يكون مذاقه ومخبره! فعطف عليه ما هو أقرب منه، فقال كالمفصل لإجمال ذلك التهديد مبرزًا بدل ضميرهم الوصف الذي أداهم إلى ذلك: {ولو ترى} أي يكون منك رؤية فيما هو دون ذلك {إذ الظالمون} أي لأجل مطلق الظلم فكيف بما ذكر منه! واللام للجنس الداخل فيه هؤلاء دخولًا أوليًا {في غمرات الموت} أي شدائده التي قد غمرتهم كما يغمر البحر الخضم من يغرق فيه، فهو يرفعه ويخفضه ويبتلعه ويلفظه، لابد له منه {والملائكة} أي الذين طلبوا جهلًا منهم إنزال بعضهم على وجه الظهور لهم، وأخبرناهم أنهم لا ينزلون إلا لفصل الأمور وإنجاز المقدور {باسطوا أيديهم} أي إليهم بالمكروه لنزع أرواحهم وسلّها وافية من أشباحهم كما يسل السفود المشعب من الحديد من الصوف المشتبك المبلول، لا يعسر عليهم تمييزها من الجسد، ولا يخفى عليهم شيء منها في شيء منه، قائلين ترويعًا لهم وتصويرًا للعنف والشدة في السياق والإلحاح والتشديد في الإزهاق من غير تنفيس وإمهال، وأنهم يفعلون بهم فعل الغريم المسلط الملازم {أخرجوا أنفسكم} فكأنهم قالوا: لماذا يا رسل ربنا؟ فقالوا: {اليوم} أي هذه الساعة، وكأنهم عبروا به لتصوير طول العذاب {تجزون عذاب الهون} أي العذاب الجامع بين الإيلام العظيم والهوان الشديد والخزي المديد بالنزع وسكرات الموت وما بعده في البرزخ- إلى ما لا نهاية له {بما كنتم تقولون} أي تجددون القول دائمًا {على الله} أي الذي له جميع العظمة {غير الحق} أي غير القول المتمكن غاية التمكن في درجات الثبات، ولو قال بدله: باطلًا، لم يؤد هذا المعنى، ولو قال: الباطل، لقصر عن المعنى أكثر، وقد مضى في المائدة ما ينفع هنا، وإذا نظرت إلى أن السياق لأصول الدين ازداد المراد وضوحًا {وكنتم} أي وبما كنتم {عن آياته تستكبرون} أي تطلبون الكبر للمجاوزة عنها، ومن استكبر عن آية واحدة كان مستكبرًا عن الكل، أي لو رأيت ذلك لرأيت أمرًا فظيعًا وحالًا هائلًا شنيعًا، وعبر بالمضارع تصويرًا لحالهم. اهـ.

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى لما شرح كون القرآن كتابًا نازلًا من عند الله وبين ما فيه من صفات الجلالة والشرف والرفعة، ذكر عقيبه ما يدل على وعيد من ادعى النبوة والرسالة على سبيل الكذب والافتراء فقال: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِبًا}. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

اعلم أنه تعالى عظم وعيد من ذكر أحد الأشياء الثلاثة: فأولها: أن يفتري على الله كذبًا.
قال المفسرون: نزل هذا في مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة، وفي الأسود العنسي صاحب صنعاء، فإنهما كانا يدعيان النبوة والرسالة من عند الله على سبيل الكذب والافتراء، وكان مسيلمة يقول: محمد رسول قريش، وأنا رسول بني حنيفة.
قال القاضي: الذي يفتري على الله الكذب يدخل فيه من يدعي الرسالة كذبًا، ولكن لا يقتصر عليه، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
فكل من نسب إلى الله تعالى ما هو بريء منه، إما في الذات، وإما في الصفات وإما في الأفعال كان داخلًا تحت هذا الوعيد.
قال: والافتراء على الله في صفاته، كالمجسمة، وفي عدله كالمجبرة، لأن هؤلاء قد ظلموا أعظم أنواع الظلم بأن افتروا على الله الكذب، وأقول: أما قوله: المجسمة قد افتروا على الله الكذب، فهو حق.
وأما قوله: إن هذا افتراء على الله في صفاته، فليس بصحيح.
لأن كون الذات جسمًا ومتحيزًا ليس بصفة، بل هو نفس الذات المخصوصة، فمن زعم أن إله العالم ليس بجسم، كان معناه أنه يقول: جميع الأجسام والمتحيزات محدثة، ولها بأسرها خالق هو موجود ليس بمتحيز، والمجسم ينفي هذه الذات، فكان الخلاف بين الموحد والمجسم ليس في الصفة بل في نفس الذات، لأن الموحد يثبت هذه الذات والمجسم ينفيها، فثبت أن هذا الخلاف لم يقع في الصفة، بل في الذات.
وأما قوله: المجبرة قد افتروا على الله تعالى في صفاته، فليس بصحيح، لأنه يقال له المجبرة ما زادوا على قولهم الممكن لابد له من مرجح، فإن كذبوا في هذه القضية، فكيف يمكنهم أن يعرفوا وجود الإله؟ وإن صدقوا في ذلك لزمهم الإقرار بتوقيف صدور الفعل على حصول الداعي بتخليق الله تعالى، وذلك عين ما نسميه بالجبر، فثبت أن الذي وصفه بكونه افتراء على الله باطل، بل المفتري على الله من يقول الممكن لا يتوقف رجحان أحد طرفيه على الآخر على حصول المرجح.
فإن من قال هذا الكلام لزمه نفي الصانع بالكلية، بل يلزمه نفي الآثار والمؤثرات بالكلية.
والنوع الثاني: من الأشياء التي وصفها الله تعالى بكونها افتراء قوله: {أَوْ قَالَ أُوْحِىَ إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شيء} والفرق بين هذا القول وبين ما قبله، أن في الأول كان يدعي أنه أوحي إليه وما كان يكذب بنزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم، وأما في هذا القول، فقد أثبت الوحي لنفسه ونفاه عن محمد عليه الصلاة والسلام، وكان هذا جمعًا بين نوعين عظيمين من الكذب، وهو إثبات ما ليس بموجود ونفي ما هو موجود.
والنوع الثالث: قوله: {سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ الله} قال المفسرون: المراد ما قاله النضر بن الحرث وهو قوله: {لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هذا} وقوله في القرآن: إنه من أساطير الأولين، وكل أحد يمكنه الإتيان بمثله، وحاصله: أن هذا القائل يدعي معارضة القرآن.
وروي أيضًا أن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان يكتب الوحي للرسول عليه الصلاة والسلام، فلما نزل قوله: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مّن طِينٍ} [المؤمنون: 12] أملاء الرسول عليه السلام، فلما انتهى إلى قوله: {ثُمَّ أنشأناه خلقًا آخر} عجب عبد الله منه فقال: فتبارك الله أحسن الخالقين! فقال الرسول: «هكذا أنزلت الآية»، فسكت عبد الله وقال: إن كان محمد صادقًا، فقد أوحي إليّ، وإن كان كاذبًا فقد عارضته، فهذا هو المراد من قوله: {سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ}. اهـ.