فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجملة: {اليوم تجزون} إلخ استئنافُ وعيد، فُصلت للاستقلال والاهتمام، وهي من قول الملائكة.
و{تُجْزَوْن} تعْطَوْن جزاء، والجزاء هو عِوض العمل وما يقابَل به من أجر أو عقوبة.
قال تعالى: {جَزاء وفاقًا} [النبأ: 26]، وفي المثل: المرء مَجْزِيّ بما صَنَع إنْ خيرًا فخير وإنْ شرًّا فشرّ.
يقال: جزَاه يجزيه فهو جاز.
وهو يتعدّى بنفسه إلى الشّيء المعطَى جزاء، ويتعدّى بالباء إلى الشّيء المكافَأ عنه، كما في هذه الآية.
ولذلك كانت الباء في قوله تعالى في سورة [يونس: 27] {والَّذين كسبوا السيّئات جزاء سيّئة بمثلها} مُتؤوّلًا على معنى الإضافة البيانيّة.
أي جزاء هو سيّئة، وأنّ مجرور الباء هو السيّئة المجزى عنها، كما اختاره ابن جني.
وقال الأخفش: الباء فيه زائدة لقوله تعالى: {وجزاء سيئة سيّئة مثلها} [الشورى: 40].
ويقال: جازى بصيغة المفاعلة.
قال الرّاغب: ولم يجيء في القرآن: جَازى.
والهُون: الهَوَان، وهو الذّلّ.
وفسّره الزّجاج بالهوان الشّديد، وتبعه صاحب الكشاف، ولم يقله غيرهما من علماء اللّغة.
وكلام أهل اللّغة يقتضي أنّ الهُون مرادف الهوان، وقد قرأ ابن مسعود {اليوم تجزون عذاب الهَوَان}.
وإضافة العذاب إلى الهون لإفادة ما تقتضيه الإضافة من معنى الاختصاص والمِلك، أي العذاب المتمكّن في الهُون المُلازم له.
والباء في قوله: {بما كنتم تقولون} باء العوض لتعديّة فعل {تُجزون} إلى المجزي عنه.
ويجوز جَعل الباء للسببيّة، أي تجزون عذاب الهون بسبب قولكم، ويعلم أنّ الجزاء على ذلك، و(ما) مصدريّة.
ثمّ إن كان هذا القول صادرًا من جانب الله تعالى فذكر اسم الجلالة من الإظهار في مقام الإضمار لقصد التّهويل.
والأصل بما كنتم تقولون عليّ.
وضُمّن {تقولون} معنى تَكْذِبون، فعُلّق به قوله: {على الله}، فعلم أنّ هذا القول كذب على الله كقوله تعالى: {ولو تَقوّل علينا بعض الأقاويل} [الحاقة: 44] الآية، وبذلك يصحّ تنزيل فعل {تقولون} منزلة اللازم فلا يقدّر له مفعول لأنّ المراد به أنّهم يكذبون، ويصحّ جعل غير الحقّ مفعولًا ل {تقولون}، وغير الحقّ هو الباطل، ولا تكون نسبته إلى الله إلاّ كذبًا.
وشمل {ما كنتم تقولون} الأقوالَ الثّلاثة المتقدّمة في قوله: {ومن أظلم ممّن افترى على الله كذبًا} إلى قوله: {مثلَ ما أنزل الله} وغيرَها.
و{غير الحقّ} حال من (ما) الموصولة أو صفة لمفعول مطلق أو هو المفعول به ل {تقولون}.
وقوله: {وكنتم عن آياته} عطف على {كنتم تقولون}، أي وباستكباركم عن آياته.
والاستكبار: الإعراض في قلّة اكتراث، فبهذا المعنى يتعدّى إلى الآيات، أو أريد من الآيات التأمّل فيها فيكون الاستكبار على حقيقته، أي تستكبرون عن التدبّر في الآيات وترون أنفسكم أعظم من صاحب تلك الآيات.
وجواب (لو) محذوف لقصد التّهويل.
والمعنى: لرأيتَ أمرًا مُفْظعًا.
وحَذْفُ جواب (لو) في مثل هذا المقام شائع في القرآن.
وتقدّم عند قوله تعالى: {ولو ترى الّذين ظلموا إذ يرون العذاب} في سورة [البقرة: 165]. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} يعني إن الذين يَنْزِلُون منزلة المُحدَّثين، ولم تُلق إلى أسرارهم خصائصُ الخطاب- فالحقُّ- سبحانه عنهم بريء. والمتَّبعُ بما لم يَسَلْ كلابسِ ثوبي زور، وفي معناه أنشدوا:
إذا اشتبكت دموع في خدود ** تبيَّن مَنْ بكى ممن تباكى

. اهـ.

.من فوائد السمرقندي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِى إِلَىَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شيء}.
نزلت في مسيلمة الكذاب زعم أن الله تعالى أوحى إليه وهو قوله: {وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ الله} يعني: عبد الله بن أبي سرح كان كاتب الوحي فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أملى عليه {سَمِيعًا عَلِيمًا} يكتب عليمًا حكيمًا.
وإذا أملى عليه عليمًا حكيمًا، كتب هو سميعًا بصيرًا وشكّ وقال: إن كان محمد صلى الله عليه وسلم يوحى إليه فقد أوحي إليّ، وإن كان ينزل إليه فقد أنزل إليّ مثل ما أنزل إليه فلحق بالمشركين وكفر.
وقال الضحاك: هو مسيلمة الكذاب كان يقول: بعث محمد صلى الله عليه وسلم إلى جسيم الأمور، وبعثت إلى محقرات الأمور.
ويقال هذا جواب لقولهم: {وَإِذَا تتلى عَلَيْهِمْ ءاياتنا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هاذا إِنْ هاذا إِلاَّ أساطير الأولين} [الأنفال: 31].
ثم قال: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظالمون} يعني: ولو تعلم إذ الكافرون {فِى غَمَرَاتِ الموت} أي: في نزعات الموت وسكراته.
فحذف الجواب لأن في الكلام دليلًا عليه.
ومعناه: لو رأيتهم في عذاب شديد.
ثم قال: {والملئكة بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ} بالضرب.
ويقولون: {أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ} يعني: أرواحكم الخبيثة قال الفقيه أبو جعفر.
قال: حدّثنا أبو القاسم أحمد بن حسين.
قال: حدّثنا محمد بن سلمة.
قال: حدّثنا أبو أيوب عن القاسم بن الفضل الحداني عن قتادة عن أسامة بن زهير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المُؤْمِنَ إذا حَضَرَهُ المَوْتُ أتَتْهُ المَلائِكَةُ بحَرِيرَةٍ فيها مِسْكٌ، ومِنْ ضَبَايِرِ الرَّيْحَانِ، وَتُسَلُّ رُوحُهُ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ العَجِينِ، ويقالُ لها: يا أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً وَمَرْضِيًّا عَنْكِ إلَى رُوحِ الله وَكَرَامَتِهِ، فإذا خَرَجَتْ رُوحُهُ وُضِعَتْ عَلَى ذلك المِسْكِ والرَّيْحَانِ وَطُوِيَتْ عَلَيْهِ الحَرِيرَةُ وَبُعِثَ بِهَا إلى علِّيِّينَ وَإِنَّ الكافِرَ إذَا حُضِرَ أتَتْهُ المَلائِكَةُ بِمِسْحٍ فِيهِ جَمْرَةٌ، فَتُنْتَزَعُ رُوحُهُ انْتِزَاعًا شَدِيدًا.
ويقالُ لَهَا: أيَّتُها النَّفْسُ الخَبِيثَةُ اخْرُجِي سَاخِطَةً وَمَسْخُوطَةً إلَى هَوَانِ الله وَعَذَابِهِ، فإذا خَرَجَتْ رُوحُهُ وُضِعَتْ عَلَى تِلْكَ الجَمْرَةِ وإنَّ لَهَا نَشِيجًا وَيُطْوَى عَلَيْهَا المِسْحُ، وَيُذْهَبُ بِهَا إلى سِجِّين»
.
ثم قال الله تعالى: {اليوم تُجْزَوْنَ} يعني إذا بعثوا يوم القيامة يقال لهم: اليوم تجزون {عَذَابَ الهون} يعني: الهوان أي الشديد {بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله} في الدنيا {غَيْرَ الحق} بأن معه شريكًا {وَكُنتُمْ عَنْ ءاياته تَسْتَكْبِرُونَ} يعني: عن الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، ولم تقرّوا به.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فرادى} يعني: في الآخرة {فرادى} لا ولد لكم ولا مال. اهـ.

.من فوائد الثعلبي في الآية:

قال رحمه الله:
{وَمَنْ أَظْلَمُ} أي أخطأ قولًا وأجهل فعلًا {مِمَّنِ افترى} اختلق {عَلَى الله كَذِبًا} فزعم إنه بعثه نبيًا {أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ} نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي وكان يستمع ويتكهن ويدعي النبوة ويزعم أن اللّه أوحى إليه «وكان قد أرسل إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رجلين، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم» أتشهدان أنّ مسيلمة نبي؟ فقالا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لولا أنّ الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما».
وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «رأيت فيما يرى النائم كأنّ في يدي سوارين من ذهب فكبرا عليَّ وأهماني فأوحى اللّه إليَّ أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأوّلتهما الكذابين اللذين أنا بينهما كذاب اليمامة مسيلمة، وكذاب صنعاء الأسود العبسي».
{وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ الله} نزلت في عبد اللّه بن سعيد بن أبي سرح القرشي، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا قال سميعًا عليمًا كتب هو عليمًا حكيمًا، وإذا قال عليمًا حكيمًا كتب غفورًا رحيمًا، وأشباه ذلك فلما نزلت {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ} الآية [المؤمنون: 12]. أملاها رسول اللّه عجب عبد اللّه من تفصيل خلق الإنسان فقال تبارك اللّه أحسن الخالقين. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «أكتبها فهكذا نزلت» فشك عبد اللّه وقال: لئن كان محمد صادقًا لقد أوحي إليّ كما أوحي إليه ولئن كان كاذبًا لقد قلت كما كتب فارتدّ عن المسلمين ولحق بالمشركين، وقال لهما: عليكم بمحمد لقد كان يملي عليّ فأغيره وأكتب كما أُريد.
ووشى بعمار وجبير عبد لبني الحضرمي يأخذوهما وعذبوهما حتى أعطياهما الكفر وجذع أذن عمار يومئذ فأخبر عمار النبي صلى الله عليه وسلم بما لقي وبما أعطاهم من الكفر فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاّه هؤلاء فأنزل اللّه عز وجل فيه، وفي خبر: وابن أبي سرح {مَن كَفَرَ بالله مِن بَعْدِ إيمَانِهِ} إلى قوله: {بِالْكُفْرِ} [النحل: 106].
يعني عبد اللّه بن سعيد بن أبي سرح ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي صلى الله عليه وسلم بمرط هران {وَلَوْ ترى إِذِ الظالمون} وهم الذين ذكرهم اللّه ووصفهم قبل {فِي غَمَرَاتِ الموت} سكراته وهي جمع غمرة وغمرة كل شيء كثرته ومعظمه وأضل الشيء الذي يغمر الأشياء فيغطيها ومنه غمرة الماء ثم استعملت في معنى الشدائد والمكاره {والملائكة باسطوا أَيْدِيهِمْ} بالعذاب والضرب وجوههم وأدبارهم كما يقال بسط يده بالمكروه {أخرجوا} أي يقولون أخرجوا {أَنْفُسَكُمُ} أرواحكم كرهًا لأنّ نفس المؤمن تنشط للخروج للقاء ربه، والجواب محذوف يعني ولو تراهم في هذا الحال لرأيت عجبًا. {اليوم تُجْزَوْنَ} تثابون {عَذَابَ الهون} أي الهوان {بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى الله غَيْرَ الحق وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ} يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم والقرآن {تَسْتَكْبِرُونَ} تتعظمون. اهـ.

.من فوائد الماوردي في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله عز وجل: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيهِ شَيْءٌ}.
فيمن نزل فيه ذلك قولان:
أحدهما: أنه مسيلمة الكذاب، قاله عكرمة.
والثاني: مسيلمة والعنسي، قاله قتادة.
وقد روى معمر عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ كَأَنَّ فِي يَديَّ سُوَارَينِ مِن ذَهبٍ، فَكَبُرَ عليَّ، فَأُوحِي إِلَيَّ أَنْ أَنْفُخَهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ كَذَّابَ اليَمَامَةِ وَكَذَّابَ صَنْعَاءَ العَنَسِي». {وَمَن قَالَ سَأُنزِلَ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: من تقدم ذكره من مدعي الوحي والنبوة.
والثاني: أنه عبد الله بن سعد بن أبي سرح، قاله السدي، قال الفراء: كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فإذا قال النبي: {غَفُورٌ رَّحِيمٌ} كتب {سَمِيعٌ عَلِيمٌ} و{عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: «هُمَا سَوَاء» حتى أملى عليه {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِن طِينٍ} إلى قوله: {خَلْقًا آخَرَ} فقال ابن أبي السرح: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَْحْسَنُ الْخَالِقِينَ} تعجبًا من تفصيل خلق الإِنسان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هَكَذَا نَزَلَتْ» فشك وارتد.
والثالث: ما حكاه الحكم عن عكرمة: أنها نزلت في النضر بن الحارث، لأنه عارض القرآن، لأنه قال: والطاحنات طحنًا، والعاجنات عجنًا، والخابزات خبزًا، فاللاقمات لقمًا.
وفي قوله: {وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ} قولان:
أحدهما: باسطوا أيديهم بالعذاب، قاله الحسن، والضحاك.
والثاني: باسطو أيديهم لقبض الأرواح من الأجساد، قاله الفراء.
ويحتمل ثالثًا: باسطوا أيديهم بصحائف الأعمال.
{أَخْرِجُواْ أَنْفُسَكُمُ} فيه قولان:
أحدهما: من أجسادكم عند معاينة الموت إرهاقًا لهم وتغليظًا عليهم، وإن كان إخراجها من فعل غيرهم.
والثاني: أخرجوا أنفسكم من العذاب إن قدرتم، تقريعًا لهم وتوبيخًا بظلم أنفسهم، قاله الحسن.
ويحتمل ثالثًا: أن يكون معناه خلصوا أنفسكم بالاحتجاج عنها فيما فعلتم.
{الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} والهون بالضم الهوان، قاله ذو الأصبع العدواني:
أذهب إليك أمي براعية ** ترعى المخاض ولا أغضي على الهون

وأما الهَوْن بالفتح فهو الرفق ومنه قوله تعالى: {الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَونًا} يعني برفق وسكينة، قال الراجز:
هونكما لا يرد الدهر ما فاتا ** لا تهلكن أسى في أثر من ماتا

. اهـ.