فصل: من فوائد الخازن في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



فعلى تقديره يكون تقدير البيت كنت منه بريئًا ووالدي كذلك أي بريئًا والبيت لا يتعين فيه ما ذكر لأن بريئًا على وزن فعيل كصديق ورفيق، فيصح أن يخبر به عن المفرد والمثنى والمجموع فيحتمل أن يكون بريئًا خبر كان على اشتراك الضمير، والظاهر المعطوف عليه فيه إذ يجوز أن يكون خبرًا عنهما ولا يجوز أن يكون حالًا منهما وإن كان قد أجازه بعضهم إذ لو كان حالًا منهما لكان التركيب متشابهين وغيره متشابهين، وقال الزجاج: قرن الزيتون بالرمان لأنهما شجرتان تعرف العرب أن ورقهما يشتمل على الغصن من أوله إلى آخره، قال الشاعر:
بورك الميت الغريب كما بو ** رك نضج الرمان والزيتون

{انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه} النظر نظر رؤية العين ولذلك عداه بإلى لكن يترتب عليه الفكر والاعتبار والاستبصار والاستدلال على قدرة باهرة تنقله من حال إلى حال، ونبه على حالين الابتداء وهو وقت ابتداء الأثمار والانتهاء وهو وقت نضجه أي كيف يخرجه ضئيلًا ضعيفًا لا يكاد ينتفع به وكيف يعود نضيجًا مشتملًا على منافع؟ ونبه على هاتين الحالتين وإن كان بينهما أحوال يقع بها الاعتبار والاستبصار لأنهما أغرب في الوقوع وأظهر في الاستدلال، وقرأ ابن وثاب ومجاهد وحمزة والكسائي {إلى ثمره} بضم الثاء والميم.
قال ابن وثاب: ومجاهد وهي أصناف الأموال يعني الأموال التي تتحصل منه، قال أبو علي: والأحسن أن يكون جمع ثمرة كخشبة وخشب وأكمّة وأكم ونظيره في المعتل لابة ولوب وناقة ونوق وساحة وسوح وقرأت فرقة بضم الثاء وإسكان الميم طلبًا للخفة كما تقول في الكتب كتب، وقرأ باقي السبعة {ثمره} بفتح الثاء والميم وهو اسم جنس كشجرة وشجر والثمر حتى الشجر وما يطلع وإن سمى الشجرثمرًا فمجاز والعامل في {إذا} {انظروا} وقرأ الجمهور {وينعه} بفتح الياء وسكون النون، وقرأ قتادة والضحاك وابن محيصن بضم الياء وسكون النون، وقرأ ابن أبي عبلة واليماني ويانعة اسم فاعل من ينع ونسبها الزمخشري إلى ابن محيصن، وقال المروزي: {إذا أثمر} عند لا ظل له دائم فلا ينضج ولا شمس دائمة فتحرق أرسل على كل فاكهة ريحين مختلفين ريح تحرك الورق فيبدو الثمر فتقرعه الشمس وريح أخرى تحرك الورق وتظل الثمر فلا يحترق.
{إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون} الإشارة بذلكم إلى جميع ما سبق ذكره من فلق الحب والنوى إلى آخر ما خلق تعالى وما امتن به، والآيات العلامات الدالة على كمال قدرته وإحكام صنعته وتفرده بالخلق دون غيره، وظهور الآيات لا ينفع إلا لمن قدر الله له الإيمان فأما من سبق قدر الله له بالكفر فإنه لا ينتفع بهذه الآيات.
فنبه بتخصيص الإيمان على هذا المعنى وانظر إلى حسن مساق هذا الترتيب لما تقدم {إن الله فالق الحب والنوى} جاء الترتيب بعد ذلك تابعًا لهذا الترتيب فحين ذكر أنه أخرج نبات كل شيء ذكر الزرع وهو المراد بقوله: {خضرًا نخرج منه حبًا متراكبًا} وابتدأ به كما ابتدأ به في قوله: {فالق الحب} ثم ثنى بما له نوى فقال: {من النخل من طلعها قنوان دانية} إلى آخره كما ثنى به في قوله: {والنوى} وقدم الزرع على الشجر لأنه غذاء والثمر فاكهة، والغذاء مقدم على الفاكهة، وقدم النخل على سائر الفواكه لأنه يجري مجرى الغذاء بالنسبة إلى العرب، وقدم العنب لأنه أشرف الفواكه وهو في جميع أطواره منتفع به حنوط ثم حصرم ثم عنب ثم إن عصر كان منه خل ودبس وإن جفف كان منه زبيب، وقدم الزيتون لأنه كثير المنفعة في الأكل وفيما يعصر منه من الدهن العظيم النفع في الأكل والاستصباح وغيرهما، وذكر الرمان لعجب حاله وغرابته فإنه مركب من قشر وشحم وعجم وماء، فالثلاثة باردة يابسة أرضية كثيفة قابضة عفصة قوية في هذه الصفات، وماؤه بالضد ألذ الأشربة وألطفها وأقربها إلى حيز الاعتدال وفيه تقوية للمزاج الضعيف غذاء من وجه ودواء من وجه، فجمع تعالى فيه بين المتضادين المتعاندين فما أبهر قدرته وأعجب ما خلق. اهـ.

.من فوائد الخازن في الآية:

قال عليه الرحمة:
قوله عز وجل: {وهو الذي أنزل من السماء ماء} يعني المطر وقيل إن الله ينزل المطر من السماء إلى السحاب ومن السحاب إلى الأرض {فأخرجنا به} يعني بالماء أنزلناه من السماء {نبات كل شيء} يعني كل شيء ينبت وينمو من جميع أصناف النبات، وقيل معناه أخرجنا بالماء الذي أنزلناه من السماء غذاء كل شيء من: الأنعام والبهائم والطير والوحش وأرزاق بني آدم وأقواتهم مما يتغذون به فينبتون عليه وينمون {فأخرجنا منه خضرًا} يريد أخضر مثل عور وأعور.
والأخضر هو جميع الزروع والبقول الرطبة {نخرج منه حبًا متراكبًا} يعني: يخرج من ذلك الأخضر سنابل فيها الحب يركب بعضها فوق بعض مثل: سنبل القمح والشعير والأرز والذرة وسائر الحبوب وفي تقديم الزرع على النخيل دليل على الأفضلية ولأن حاجة الناس إليه أكثر لأنه القوت المألوف {ومن النخل من طلعها قنوان دانية} يعني من ثمرها.
يقال: أطلعت النخلة إذا أخرجت طلعها وطلعها كفراها قبل أن ينشق عن الإغريض.
والإغريض: يسمى طلعًا أيضًا وهو ما يكون في قلب الطلع والطلع أول ما يبدو ويخرج من ثمر النخل كالكيزان يكون فيه العذق فإذا شق عنه كيزانه سمي عذقًا وهو القنو وجمعه قنوان مثل: صنو وصنون.
دانية أي قريبة التناوي ينالها القائم والقاعد وقال مجاهد: متدلية.
وقال الضحاك: قصار ملتصقة بالأرض وفيه اختصار وحذف تقديره ومن النخل ما قنوانها دانية قريبة ومنها ما هي بعيدة عالية فاكتفى بذكر القريبة عن البعيدة لشدة الاهتمام بها ولأنها أسهل تناولًا من البعيدة لأن البعيدة تحتاج إلى كلفة {وجنات من أعناب} يعني وأخرجنا من ذلك بساتين من أعناب {والزيتون والرمان} يعني وأخرجنا شجرة الزيتون وشجر الرمان {مشتبهًا} قال قتادة مشتبهًا ورقها مختلفًا ثمرها لأن ورق الزيتون يشبه ورق الرمان {وغير متشابه} يعني ومنها غير متشابه في الورق والطعم.
واعلم أن الله تعالى ذكر في هذه الآية أربعة أنواع من الشجرة بعد ذكر الزرع وإنما قدم الزرع على سائر الأشجار لأن الزرع غذاء وثمار أشجار فواكه والغذاء مقدم على الفواكه وإنما قدم النخلة على غيرها لأن ثمرتها تجري مجرى الغذاء، وفيها من المنافقع والخواص ما ليس في غيرها من الأشجار وإنما ذكر العنب عقب النخلة؛ لأنها من أشرف أنواع الفواكه ثم ذكر عقبه الزيتون لما فيه من البركة والمنافع الكثرة في الأكل وسائر وجوه الاستعمال ثم ذكر عقيبه الرمان لما فيه من المنافع أيضًا لأنه فاكهة ودواء ثم قال تعالى: {انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه} يعني ونضجه وإدراكه.
والمعنى انظروا نظر استدلال واعتبروا كيف أخرج الله تعالى هذه التمرة الرطبة اللطيفة من هذه الشجرة الكثيفة اليابسة وهو قوله: {إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون} يعني يصدقون أن الذي أخرج هذا النبات وهذه الثمار قادر على أن يحيى الموتى ويبعثهم وإنما احتج الله عليهم بتصريف ما خلق ونقله من حال إلى حال وهو ما يعلمونه قطعًا ويشاهدونه من إحياء الأرض بعد موتها وإخراج سائر أنواع النبات والثمار منها وأنه لا يقدر على ذلك أحد إلا الله تعالى ليبين أنه تعالى كذلك قادر على أن يحييهم بعد موتهم ويبعثهم يوم القيامة فاحتج عليهم بهذه الأشياء لأنهم كانوا ينكرون البعث. اهـ.

.من فوائد أبي السعود في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء}.
تذكيرٌ لنعمةٍ أخرى من نعمه تعالى مُنَبِّئةٍ عن كمال قدرته تعالى وسعةِ رحمته أي أنزل من السحاب أو من سَمْتِ السماء ماءً خاصًا هو المطر، وتقديمُ الجار والمجرور على المفعول الصريح لما مر مرارًا {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} التفات إلى التكلم إظهارًا لكمال العناية بشأن ما أُنزل الماءُ لأجله أي فأخرجنا بعظمتِنا بذلك الماءِ مع وِحْدته {نَبَاتَ كُلّ شيء} من الأشياء التي من شأنها النموُّ من أصناف النجْم والشجر وأنواعِها المختلفة في الكم والكيف والخواصِّ والآثار اختلافًا متفاوتًا في مراتبِ الزيادة والنقصان حسبما يُفصح عنه قولُه تعالى: {يسقى بِمَاء واحد وَنُفَضّلُ بَعْضَهَا على بَعْضٍ في الاكل} وقولُه تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} شروعٌ في تفصيل ما أُجمل من الإخراج، وقد بُدِئ بتفصيل حال النجم أي فأخرجنا من النبات الذي لا ساقَ له شيئًا غضًّا أخضرَ، يقال: شيءٌ أخضَرٌ وخضِرٌ كأعوَرَ وعَوِرٍ، وأكثرُ ما يُستعمل الخضِرُ فيما تكون خُضرتُه خَلْقية وهو ما تشعّب من أصل النبات الخارج من الحبة. وقوله تعالى: {نُّخْرِجُ مِنْهُ} صفةٌ لخضِرًا وصيغة المضارعِ لاستحضار الصورة لما فيها من الغرابة أي نخرج من ذلك الخضِرِ {حَبًّا مُّتَرَاكِبًا} هو السُنبلُ المنتظِمُ للحبوب المتراكبة بعضُها فوق بعض على هيئة مخصوصةٍ وقرئ يَخرُجُ منه حبٌّ متراكب وقوله تعالى: {وَمِنَ النخل} شروعٌ في تفصيل حالِ الشجر إثرَ بيانِ حال النجم. فقوله تعالى: {مِنْ النخل} خبرٌ مقدم وقوله تعالى: {مِن طَلْعِهَا} بدلٌ منه بإعادة العامل كما في قوله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لّمَن كَانَ يَرْجُو الله} الخ، والطَّلْعُ شيء يخرُج من النخل كأنه نعلانِ مُطبَقانِ، والحِمْلُ بينهما منضود. وقوله تعالى: {قنوان} مبتدأ أي وحاصلةٌ من طلع النخل قنوانٌ، ويجوز أن يكون الخبرُ محذوفًا لدلالة أخرجنا عليه أي ومُخرِجةٌ من طلع النخل قنوانٌ ومَنْ قرأ يخرُجُ منه حبٌّ متراكبٌ كان (قنوانٌ) عنده معطوفًا على (حبٌّ) وقيل: المعنى وأخرجنا من النخل نخلًا من طلعها قنوانٌ أو ومن النخل شيءٌ من طلعها قنوان، وهو جمع قِنْوٍ، وهو عنقودُ النخلة كصِنْوٍ وصِنْوان، وقرئ بضم القاف كذِئبٍ وذؤبان وبفتحها أيضًا على أنه اسمُ جمعٍ لأن فَعلان ليس من أبنية الجمع {دَانِيَةٌ} سهلةُ المُجتَنى قريبةٌ من القاطفِ فإنها وإن كانت صغيرةً ينالها القاعدُ تأتي بالثمر لا يُنتظَرُ الطولُ، أو ملتفةٌ متقاربة، والاقتصارُ على ذكرها لدلالتها على مُقابلها كقوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر} ولزيادة النعمة فيها {وجنات مّنْ أعناب} عطفٌ على {نباتَ كل شيء} أي وأخرجنا به جناتٍ كائنةً من أعناب، وقرئ جناتٌ بالرفع على الابتداء أي ولكم أو ثَمةَ جناتٌ، وقد جوِّز عطفُه على {قنوان} كأنه قيل: وحاصلةٌ أو مخرجةٌ من النخل قنوانٌ وجناتٌ من نباتٍ وأعناب، ولعل زيادةَ الجنات هاهنا من غير اكتفاءٍ بذكر اسمِ الجنس كما فيما تقدم وما تأخر لما أن الانتفاعَ بهذا الجنس لا يتأتى غالبًا إلا عند اجتماع طائفةٍ من أفراده {والزيتون والرمان} منصوبان على الاختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم أو على العطف على {نباتَ} وقوله تعالى: {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ متشابه} حال من الزيتون اكتُفي به عن حال ما عطف عليه كما يكتفى بخبر المعطوف عليه عن خبر المعطوف في نحو قوله تعالى: {والله وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ} وتقديرُه والزيتونَ مشتبهًا وغيرَ متشابه والرمانَ كذلك، وقد جُوِّز أن يكون حالًا من الرمان لقُربه ويكون المحذوفُ حالَ الأول والمعنى بعضُه متشابهًا وبعضُه غيرَ متشابه في الهيئة والمقدار واللون والطعم وغيرِ ذلك من الأوصاف الدالة على كمال قدرة صانعِها وحكمةِ مُنشئِها ومبدعِها {انظروا إلى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} أي انظروا إليه نظرَ اعتبارٍ واستبصارٍ إذا أخرج ثمرَه كيف يُخرجه ضئيلًا لا يكاد يُنتفعُ به، وقرئ إلى ثمره {وَيَنْعِهِ} أي وإلى حال نُضجه كيف يصير إلى كماله اللائق به ويكون شيئًا جامعًا لمنافِعَ جمّةٍ واليَنْعُ في الأصل مصدر يَنَعَت الثمرةُ إذا أدركت وقيل: جمعُ يانع كتاجر وتجْرٍ وقرئ بالضم وهي لغة فيه وقرئ يانِعِهِ {إِنَّ في ذلكم} إشارةٌ إلى ما أُمر بالنظر إليه، وما في اسم الإشارة من معنى البعد للإيذان بعلو رتبة المشارِ إليه وبُعد منزلته {لايات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي لآياتٍ عظيمةً أو كثيرةً دالةً على وجود القادر الحكيم ووَحدتِه فإن حدوثَ هاتيك الأجناسِ المختلفة والأنواع المتشعبة من أصل واحدٍ وانتقالَها من حال إلى حال على نمط بديع تحارُ في فهمه الألباب لا يكاد يكون إلا بإحداث صانعٍ يعلم تفاصيلَها ويرجّح ما تقتضيه حكمتُه من الوجوه الممكنة على غيره ولا يَعوُقه عن ذلك ضدٌّ يناوئه أو نِدٌّ يُقاويه، ولذلك عقّب بتوبيخِ من أشرك به والردِّ عليه حيث قيل. اهـ.

.من فوائد السمرقندي في الآيات:

قال رحمه الله:
{إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى} يعني: يشق الحبة اليابسة، فيخرج منها ورقًا خضرًا.
ويقال: فالق الحب مثل البر والشعير والذرة والحبوب كلها، والنوى كل ثمرة فيها نوى مثل الخوخ والمشمش والغيبر والإجاص {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحى}، وقد ذكرنا تأويله {ذَلِكُمُ الله} يعني: هذا الذي يفعل بكم هو الله تعالى: {فأنى تُؤْفَكُونَ} يعني: كيف تكفرون ومن أين تكذبون؟ فذكر عيب آلهتهم، ثم دلّ على وحدانيته بصنعته.
ثم قال: {فَالِقُ الإصباح} يعني: خالق الإصباح والإصباح والصبح واحد ويقال الإصباح مصدر أصبح يصبح إصباحًا، والصبح اسم وقال: فالق الإصباح يعني خالق النهار.
{وَجَعَلَ الليل سَكَنًا} قرأ أهل الكوفة حمزة والكسائي وعاصم {وَجَعَلَ الليل} على معنى الخبر وقرأ الباقون {جَاعِلِ فَالِقُ الإصباح} على معنى الإضافة يعني: يسكن فيه الخلق.
ثم قال: {والشمس والقمر حُسْبَانًا} يعني: وجعل الشمس والقمر حسبًا يعني: منازلها بالحساب لا يجاوزانه إذا انتهيا إلى أقصى منازلهما رجعا وهذا قول الكلبي.
وقال مقاتل {حُسْبَانًا} يعني: يُعرف بها عدد السنين والحساب.
وقال القتبي: {حُسْبَانًا} أي حسابًا، يقال: خذ كل شيء بحُسْبانه أي: بحسابه.
وقال الكلبي: ويقال للشيء المعلق: حسبانًا.
{ذلك تَقْدِيرُ العزيز العليم} يقول: هذا فعل العزيز في ملكه العليم بخلقه لا فعل لأصنامكم فيه.
ثم قال: {وَهُوَ الَّذي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا} يعني: لتعرفوا الطريق.
{فِى ظلمات البر والبحر} يعني: لتهتدوا بالكواكب في اللَّيالي وتعرفوا بها قبلتكم.
{قَدْ فَصَّلْنَا الآيات} يعني: بينَّا العلامات لوحدانية الله تعالى.
{لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} وإنما أضاف إلى أهل العلم، لأنهم هم الذين ينتفعون به، فكأنه بيِّن لهم.
ويقال لقوم يعلمون يعني: يصدقون أنه من الله تعالى.
ثم قال: {وَهُوَ الذي أَنشَأَكُم} يعني: خلقكم {مّن نَّفْسٍ واحدة} وهو آدم.
{فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} يعني: في الرحم ومستودع في الصلب.
ويقال: مستقر في الصلب ومستودع في الرحم.