فصل: من فوائد الثعلبي في الآيات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ويقال: مستقر في الدنيا ومستودع في القبر.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {فَمُسْتَقَرٌّ} بكسر القاف، وقرأ الباقون بالنصب.
فمن قرأ بالنصب فمعناه فلكم مستقر ولكم مستودع يعني: موضع قرار وموضع إيداع ومن قرأ بالكسر فعلى معنى الفاعل يقال قَرّ الشيء واستقر بمعنى واحد يعني كنتم مستقرين {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} يعني: بيّنا الآيات لمن له عقل وذهن.
قوله تعالى: {وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء} يعني: ماء المطر {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} يعني: بالمطر {نَبَاتَ كُلّ شيء} يعني: معاشًا للخلق من الثمار والحبوب وغير ذلك.
{فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا} خَضِرَ واخْضَرّ بمعنى واحد، الأخضر يعني: النبات الأخضر، وهو أول ما يخرج.
ثم قال: {نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا} يعني: السنبلة قد ركب بعضها بعضًا.
{وَمِنَ النخل مِن طَلْعِهَا} يعني: أخرجنا بالماء من النخل من طلعها يعني: من عذوقها وثمرها.
{قنوان دَانِيَةٌ} يعني: عُذوقًا متدانية قريبة ينالها القائم والقاعد.
{وجنات مّنْ أعناب} يعني: يخرج بالماء.
قرأ الأعمش {وجنات} بالضم عطفها على قوله: {قنوان دَانِيَةٌ}، وقرأ العامة بالكسر ومعناه وأخرجنا من أعناب.
{والزيتون} يعني: أخرجنا منه شجر الزيتون.
{والرمان متشابها} في المنظر، {وَغَيْرَ متشابه} في الطعم يعني: بعضها حلو وبعضها حامض.
{انظروا إلى ثَمَرِهِ} قرأ حمزة والكسائي {انظروا إلى ثَمَرِهِ}، بضم الثاء والميم، وقرأ الباقون بالنصب، وكذلك ما بعده.
فمن قرأ بالنصب فهو اسم الثمرة، وإنما أراد به الجنس ومن قرأ بالضم فهو جمع الثمار.
{إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} يعني: ونضجه يعني: انظروا إلى نضجه واعتبروا به، واعلموا أن له خالقًا فهو قادر على أن يحييكم بعد الموت، كما أخرج من الأرض اليابسة النبات الأخضر ومن الشجرة الثمار.
{إِنَّ في ذلكم لآيات} يعني: في اختلاف ألوانه لعلامات {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يعني: يصدقون ويرغبون في الحق. اهـ.

.من فوائد الثعلبي في الآيات:

قال رحمه الله:
{إِنَّ الله فَالِقُ الحب} أي فلق الحب عن النبات، ومخرج منها الزرع وشاق النوى عن الشجر والنخل ومخرجها منها.
وقال مجاهد: يعني الشقين الذين عناهما.
وقال الضحاك: فالق الحب والنوى، الحب جمع الحبة وهي كل ما لم يكن لها نواة مثل البر والشعير والذرة والحبوب كلها.
{والنوى} جمع النواة وهي كل ما يكون له حب مثل الخوخ والمشمش والتمر والأجاص ونحوها.
{يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي ذلكم الله فأنى تُؤْفَكُونَ} تصدون عن الحق {فَالِقُ الإصباح} شاق عمود الصبح من ظلمة الليل وكاشفه.
وقال الضحاك: خالق النهار، والأصباح مصدر كالإقبال والإدبار وهي الإضاءة.
وقرأ الحسن والقيسي: فالق الأَصباح بفتح الهمزة جعله جمع مثل قرص وأقراص.
{وَجَعَلَ الليل سَكَنًا} سكن فيه خلقه. وقرأ النخعي: فلق الأصباح وجعل الليل سكنًا.
وقرأ أهل الكوفة: فالق الأصباح وجعل الليل سكنًا على الفعل إتباعًا للمصحف.
وقرأ الباقون: كلاهما بالألف على الإسم.
{والشمس والقمر حُسْبَانًا} أي جعل الشمس والقمر بحساب لا يجاوزاه حتى ينتهيا إلى أقصى منازلهما.
وقرأ يزيد بن قعنب: والشمس والقمر بالخفض عطفًا على اللفظ، والحسبان مصدر كالنقصان والرحمان وقد يكون جمع حساب مثل شهاب وشهبان، وركاب وركبان.
{ذلك تَقْدِيرُ العزيز العليم وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم} أي خلقها {لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ البر والبحر قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الذي أَنشَأَكُم} خلقكم وابتدأكم {مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ} يعني آدم عليه السلام.
{فَمُسْتَقَرٌّ} قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: فمستقر بكسر القاف على الفاعل يعني فلكم مستقر.
وقرأ الباقون: بفتح على معنى فلكم مستقر.
واختلف المفسرون في المستقر والمستودع. فقال عبد اللّه بن مسعود: فمستقر في الرحم إلى أن يوادع مستودع في القبر إلى أن يبعث.
وقال مقسم: مستقر حيث يأوي إليه، ومستودع حيث يموت.
وقال سعيد بن جبير: فمستقر في بطون الأمهات، ومستودع في أصلاب الآباء.
وقال: قال لي ابن عباس رضي الله عنه أتزوجت يابن جبير؟ فقلت: لا وما أريد ذلك بوجه. قال: فضرب ظهري وقال: إنه مع ذلك ما كان مستودع في ظهرك فسيخرج.
عكرمة عن ابن عباس: المستقر الذي قد خلق واستقر في الرحم، والمستودع الذي قد استودع في الصلب مما لم يخلق بعد وهو خالقه.
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: المستقر في الرحم، والمستودع ما استودع في أصلاب الرجال والدواب.
مجاهد: فمستقر على ظهر الأرض في الدنيا. ومستودع عند اللّه تعالى في الآخرة.
وقال أبو العالية: مستقرها أيام حياتها، ومستودعها حيث تموت وحيث يبعث.
وقال كرب: دعاني ابن عباس رضي الله عنه فقال: اكتب بسم اللّه الرحمن الرحيم من عبد اللّه بن عباس إلى فلان حبر تيماء، أما بعد فحدثني عن مستقر ومستودع.
قال: ثم بعثني بالكتاب إلى اليهودي فأعطيته إياه، فقال: مرحبًا بكتاب خليلي من المسلمين فذهب إلى بيته ففتح أسفاطًا له كثيرة فجعل يطرح تلك الأشياء لا يلتفت إليها. قال: قلت له: ما شأنك؟ قال: هذه أشياء كتبها اليهود، حتى أخرج سفر موسى فنظر إليه مرتين فقال: مستقر في الرحم ومستقر فوق الأرض ومستقر تحت الأرض ومستقر حيث يصير إلى الجنة أو إلى النار، ثم قرأ: {وَنُقِرُّ فِي الأرحام مَا نَشَاءُ} [الحج: 5]. وقرأ: {وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إلى حِينٍ} [البقرة: 36].
فقرأ الحسن: المستقر في القبر، والمستودع في الدنيا، وكان يقول: يا ابن آدم أنت وديعة في أهلك يوشك أن تلحق، بصاحبك وأنشد قول لبيد:
وما المال والأهلون إلا وديعة ** ولابد يومًا أن تردّ الودائع

وقال سليمان بن يزيد العدوي في هذا المعنى:
فجع الأحبة بالأحبة قبلنا ** فالناس مفجوع به ومفجع

ومستودع أو مستقر مدخلا ** فالمستقر يزوره المستودع

{قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ} من الماء، وقيل: من النبات {خَضِرًا} يعني أخضر، وهو رطب البقول، يقول: هو لك خضرًا مظرًا أي هنيئًا مريئًا.
وقال نخلة: خضيرة: إذا كانت ترمي ببسرها أخضر قبل أن ينضج، وقد اختضر الرجل واغتضر إذا مات شابًا مصححًا {وَمِنَ النخل مِن طَلْعِهَا} أي ثمرها وكثيرًا منها وما يطلع منها {قِنْوَانٌ} جمع قنو وهو العذق مثل صنو وصنوان.
قال أبو عبيدة: ولا ضير بهذا الكلام.
وقرأ الأعرج: قنوان بضم القاف، وهي لغة قيس، مثل قضبان. ولغة تميم: قنيان. وجمعه القليل أقنا مثل حنو وأحنا، {دَانِيَةٌ} قريبة ينالها القائم والقاعد. وقال مجاهد: متدلّية.
وقال قتادة: متهدّلة.
وقال الضحاك قصار ملتزقة بالأرض. ومعنى الآية ومن النخل قنوانها دانية ومنها ما هي بعيدة فاكتفى بالقريبة عن البعيدة كقوله تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر} [النحل: 81] والبرد {وَجَنَّاتٍ} يعني وأخرجنا منه جنات.
وقرأ يحيى بن يعمر والأعمش وعاصم: وجنات رفعًا نسقيًا على قنوان لفظًا وإن لم يكن في المعنى من جنسها {مِّنْ أَعْنَابٍ والزيتون والرمان} يعني وشجر الزيتون والرمان، فاكتفى بالتمر عن الشجر كقوله: {وَسْئَلِ القرية} [يوسف: 82] {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} قتادة: متشابه ورقه يختلف بثمره، وقيل: مشتبهًا في المنظر غير متشابه في المطعم. وقال الحسن: الفعل منها ما يشبه بعضه بعضًا ومنها ما يخالف، وقيل: مشتبهًا في الخلقة من منشأه من الحكمة {انظروا إلى ثَمَرِهِ}.
قرأ أهل الكوفة: بضم الثاء والميم على جمع الثمار. وقرأ الباقون بفتحهما على جمع الثمرة مثل بعر ووبر {إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} نضجه وإدراكه.
وقرأ أبو رجاء ومحمد بن السميفع: ويانعه بالألف على الاسم {إِنَّ فِي ذلكم لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}. اهـ.

.من فوائد البيضاوي في الآيات:

قال رحمه الله:
{إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى} بالنبات والشجر. وقيل المراد به الشقاق الذي في الحنطة والنواة. {يُخْرِجُ الحي} يريد به ما ينمو من الحيوان والنبات ليطابق ما قبله. {مِنَ الميت} مما لا ينمو كالنطف والحب. {وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي} ومخرج ذلك من الحيوان والنبات، ذكره بلفظ يالاسم حملًا على فالق الحب فإن قوله: يخرج الحي واقع موقع البيان له. {ذَلِكُمُ الله} أي ذلكم المحيي المميت هو الذي يحق له العبادة. {فأنى تُؤْفَكُونَ} تصرفون عنه إلى غيره.
{فَالِقُ الإصباح} شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن بياض النهار، أو شاق ظلمة الإِصباح وهو الغبش الذي يليه والإِصباح في الأصل مصدر أصبح إذا دخل في الصباح سمي به الصبح. وقرئ بفتح الهمزة على الجمع وقرئ {فَالِقُ الإصباح} بالنصب على المدح. {وَجَاعِلُ اللَّيْل سَكَنًا} يسكن إليه التعب بالنهار لاستراحته فيه من سكن إليه إذا اطمأن إليه استئناسًا به، أو يسكن فيه الخلق من قوله تعالى: {لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} ونصبه بفعل دل عليه جاعل لا به، فإن في معنى الماضي. ويدل عليه قراءة الكوفيين {وَجَعَلَ اليل} حملًا على معنى المعطوف عليه، فإن فالق بمعنى فلق ولذلك قرئ به، أو به على أن المراد منه جعل مستمر في الأزمنة المختلفة وعلى هذا يجوز أن يكون {والشمس والقمر} عطفًا على محل الليل ويشهد له قراءتهما بالجر والأحسن نصبهما بجعل مقدرًا. وقرئ بالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي مجعولان. {حُسْبَانًا} أي على أدوار مختلفة يحسب بهما الأوقات ويكونان علمي الحسبان، وهو مصدر حسب بالفتح كما أن الحسبان بالكسر مصدر حسب. وقيل جمع حساب كشهاب وشهبان. {ذلك} إشارة إلى جعلهما حسبانًا أي ذلك التسيير بالحساب المعلوم. {تَقْدِيرُ العزيز} الذي قهرهما وسيرهما على الوجه المخصوص. {العليم} بتدبيرهما والأنفع من التداوير الممكنة لهما.
{وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم} خلقها لكم. {لِتَهْتَدُواْ بِهَا في ظلمات البر والبحر} في ظلمات الليل في البر والبحر، وإضافتها إليهما للملابسة أو في مشتبهات الطرق وسماها ظلمات على الاستعارة، وهو إفراد لبعض منافعها بالذكر بعد ما أجملها بقوله لكم. {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات} بيناها فصلًا فصلًا. {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فإنهم المنتفعون به.
{وَهُوَ الذي أَنشَأَكُم مّن نَّفْسٍ واحدة} هو آدم عليه الصلاة والسلام. {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} أي فلكم استقرار في الأصلاب، أو فوق الأرض واستيداع في الأرحام، أو تحت الأرض أو موضع استقرار واستيداع، وقرأ ابن كثير والبصريان بكسر القاف على أنه اسم فاعل، والمستودع اسم مفعول أي فمنكم قار ومنكم مستودع، لأن الاستقرار منا دون الاستيداع. {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} ذكر مع ذكر النجوم يعلمون لأن أمرها ظاهر، ومع ذكر تخليق بني آدم يفقهون لأن إنشاءهم من نفس واحدة وتصريفهم بين أحوال مختلفة دقيق غامض يحتاج إلى استعمال فطنة وتدقيق نظر.
{وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاء} من السحاب أو من جانب السماء. {فَأَخْرَجْنَا} على تلوين الخطاب. {بِهِ} بالماء. {نَبَاتَ كُلّ شَيْء} نبت كل صنف من النبات والمعنى: إظهار القدرة في إنبات الأنواع المختلفة المفننة المسقية بماء واحد كما في قوله سبحانه وتعالى: {يسقى بِمَاء واحد} ونفضل بعضها على بعض في الأكل. {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ} من النبات أو الماء. {خُضْرًا} شيئًا أخضر يقال أخضر وخضر كأعور وعور، وهو الخارج من الحبة المتشعب. {نُّخْرِجُ مِنْهُ} من الخضر. {حَبًّا مُّتَرَاكِبًا} وهو السنبل. {وَمِنَ النخل مِن طَلْعِهَا قنوان} أي وأخرجنا من النخل نخلًا من طلعها قنوان، أو من النخل شيء من طلعها قنوان، ويجوز أن يكون من النخل خبر قنوان ومن طلعها بدل منه والمعنى: وحاصلة من طلع النخل قنوان وهو الأعذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو. وقرئ بضم القاف كذئب وذؤبان وبفتحها على أنه اسم جمع إذ ليس فعلان من أبنية الجمع. {دَانِيَةٌ} قريبة من المتناول، أو ملتفة قريب بعضها من بعض، وإنما اقتصر على ذكرها عن مقابلها لدلالتها عليه وزيادة النعمة فيها. {وجنات مّنْ أعناب} عطف على نبات كل شيء. وقرأ نافع بالرفع على الابتداء أي ولكم أو ثم جنات أو من الكرم جنات، ولا يجوز عطفه على {قنوان} إذ العنب لا يخرج من النخل. {والزيتون والرمان} أيضًا عطف على نبات أو نصب على الاختصاص لعزة هذين الصنفين عندهم. {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ متشابه} حال من الرمان، أو من الجميع أي بعض ذلك متشابه وبعضه غير متشابه في الهيئة والقدر واللون والطعم. {انظروا إلى ثَمَرِهِ} أي ثمر كل واحد من ذلك. وقرأ حمزة والكسائي بضم التاء والميم، وهو جمع ثمرة كخشبة وخشب، أو ثمار ككتاب وكتب. {إِذَا أَثْمَرَ} إذا أخرج ثمره كيف يثمر ضئيلًا لا يكاد ينتفع به. {وَيَنْعِهِ} وإلى حال نضجه أو إلى نضيجة كيف يعود ضخما ذا نفع ولذة، وهو في الأصل مصدر ينعت الثمر إذا أدركت. وقيل جمع يانع كتاجر وتجر. وقرئ بالضم وهو لغة فيه ويانعه. {إِنَّ في ذلكم لآيات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} أي لآيات دالة على وجود القادر الحكيم وتوحيده، فإن حدوث الأجناس المختلفة والأنواع المتفننة من أصل واحد ونقلها من حال إلى حال لا يكون إلا بإحداث قادر يعلم تفاصيلها، ويرجح ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها ولا يعوقه عن فعله ند يعارضه أو ضد يعانده، ولذلك عقبه بتوبيخ من أشرك به والرد عليه فقال.
{وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء الجن}. اهـ.