فصل: من فوائد النسفي في الآيات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد النسفي في الآيات:

قال عليه الرحمة:
{إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى} بالنبات والشجر أي فلق الحب عن السنبلة والنواة عن النخلة، والفلق: الشق، وعن مجاهد: أراد الشقين اللذين في النواة والحنطة {يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت} النبات الغض النامي من الحب اليابس {وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحي} الحب اليابس من النبات النامي، أو الإنسان من النطفة والنطفة من الإنسان، أو المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، فاحتج الله عليهم بما يشاهدونه من خلقه لأنهم أنكروا البعث فأعلمهم أنه الذي خلق هذه الأشياء فهو يقدر على بعثهم.
وإنما قال: {وَمُخْرِجُ الميت} بلفظ اسم الفاعل لأنه معطوف على فالق الحب لا على الفعل {وَيُخْرِجُ الحي مِنَ الميت} موقعه موقع الجملة المبينة لقوله: {فَالِقُ الحب والنوى} لأن فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين من جنس إخراج الحي من الميت لأن النامي في حكم الحيوان دليله قوله: {ويحيي الأرض بعد موتها} [الروم: 19].
{ذلكم الله} ذلكم المحيي والمميت هو الله الذي تحق له الربوبية لا الأصنام {فأنى تُؤْفَكُونَ} فكيف تصرفون عنه وعن تواليه إلى غيره بعد وضوح الأمر بما ذكرنا {فَالِقُ الإصباح} هو مصدر سمي به الصبح أي شاق عمود الصبح عن سواد الليل أو خالق نور النهار {وَجَعَلَ الليل} {وَجَعَلَ الليل} كوفي لأن اسم الفاعل الذي قبله بمعنى المضي، فلما كان فالق بمعنى فلق عطف عليه {جَعَلَ} لتوافقهما معنى {سَكَنًا} مسكونًا فيه من قوله: {لِتَسْكُنُواْ فِيهِ} [يونس: 67] أي ليسكن فيه الخلق عن كد المعيشة إلى نوم الغفلة، أو عن وحشة الخلق إلى الأنس بالحق {والشمس والقمر} انتصبا بإضمار فعل يدل عليه جاعل الليل أي وجعل الشمس والقمر {حُسْبَانًا} أي جعلهما على حسبان لأن حساب الأوقات يعلم بدورهما وسيرهما.
والحسبان بالضم مصدر حسب كما أن الحسبان بالكسر مصدر حسب {ذلك} إشارة إلى جعلهما حسبانًا أي ذلك التسيير بالحساب المعلوم {تَقْدِيرُ العزيز} الذي قهرهما وسخرهما {العليم} بتدبيرهما وتدويرهما {وَهُوَ الذي جَعَلَ لَكُمُ النجوم} خلقها {لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظلمات البر والبحر} أي في ظلمات الليل بالبر وبالبحر، وأضافها إليهما لملابستها لهما أو شبه مشتبهات الطرق بالظلمات {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} قد بينا الآيات الدالة على التوحيد لقوم يعلمون.
{وَهُوَ الذي أَنشَأَكُم مّن نَّفْسٍ واحدة} هي آدم عليه السلام {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} {فَمُسْتَقَر} بالكسر: مكي وبصري.
فمن فتح القاف كان المستودع اسم مكان مثله، ومن كسرها كان اسم فاعل والمستودع اسم مفعول يعني فلكم مستقر في الرحم ومستودع في الصلب، أو مستقر فوق الأرض ومستودع تحتها، أو فمنكم مستقر ومنكم مستودع {قَدْ فَصَّلْنَا الآيات لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ} وإنما قيل {يَعْلَمُونَ} ثم {يَفْقَهُونَ} هنا لأن الدلالة ثمّ أظهر وهنا أدق، لأن إنشاء الإنس من نفس واحدة وتصريفهم بين أحوال مختلفة أدق فكان ذكر الفقه الدال على تدقيق النظر أوفق {وَهُوَ الذي أَنزَلَ مِنَ السماء مَاءً} من السحاب مطرًا {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} بالماء {نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ} نبت كل صنف من أصناف النامي أي السبب وهو الماء واحد والمسببات صنوف مختلفة {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ} من النبات {خَضِْرًا} أي شيئًا غضًا أخضر.
يقال أخضر وخضر وهو ما تشعب من أصل النبات الخارج من الحبة {نُّخْرِجُ مِنْهُ} من الخضر {حَبًّا مُّتَرَاكِبًا} وهو السنبل الذي تراكب حبه {وَمِنَ النخل مِن طَلْعِهَا قنوان} هو رفع بالابتداء {وَمِنَ النخل} خبره و{مِن طَلْعِهَا} بدل منه كأنه قيل: وحاصلة من طلع النخل قنوان وهو جمع قنو وهو العذق نظيره صنو وصنوان.
{دَانِيَةٌ} من المجتني لانحنائها بثقل حملها أو لقصر ساقها، وفيه اكتفاء أي وغير دانية لطولها كقوله: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحر} [النحل: 81] {وجنات} بالنصب عطفًا على {نَبَاتَ كُلّ شَيْءٍ} أي وأخرجنا به جنات {مِّنْ أعناب} أي مع النخل وكذا {والزيتون والرمان} {وجنات} بالرفع: الأعشى أي وثم جنات من أعناب أي مع النخل {مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ متشابه} يقال اشتبه الشيئان وتشابها نحو استويا وتساويا، والافتعال والتفاعل يشتركان كثيرًا وتقديره: والزيتون متشابهًا وغير متشابه، والرمان كذلك يعني بعضه متشابه وبعضه غير متشابه في القدر واللون والطعم {انظروا إلى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ} إذا أخرج ثمره كيف يخرجه ضعيفًا لا ينتفع به {وَيَنْعِهِ} ونضجه أي انظروا إلى حال نضجه كيف يعود شيئًا جامعًا لمنافع، نظر اعتبار واستدلال على قدرة مقدره ومدبره وناقله من حال إلى حال.
{إِنَّ فِي ذلكم لآيات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {ثَمَرِهِ} وكذا ما بعده: حمزة وعلي جمع ثمار فهو جمع الجمع يقال: ثمرة وثمر وثمار وثمر. اهـ.

.من فوائد الخطيب الشربيني في الآيات:

قال رحمه الله:
{إن الله فالق} أي: شاق {الحبّ} أي: عن النبات {والنوى} أي: عن النخل وقيل: المراد الشق الذي في الحنطة والنواة، والحبّ جمع الحبة وهو اسم لجميع البزور والحبوب من البرّ والشعير والذرة وكل ما لم يكن له نوى والنوى جمع نواة وهي كل ما لم يكن حبًا كالتمر والمشمس وغيرهما، وقال الضحاك: فالق الحبّ والنوى يعني خالق الحبّ والنوى {يخرج الحيّ من الميت} أي: كالإنسان من النطفة والطائر من البيضة {ومخرج الميت من الحيّ} كالنطفة من الإنسان والبيضة من الطائر.
تنبيه:
مخرج معطوف على فالق كما قاله الزمخشريّ ويصح عطفه على يخرج لأن عطف الاسم المشابه للفعل على الفعل صحيح كعكسه وهو عطف الفعل على الاسم الشبيه بالفعل كقوله تعالى: {إن المصدّقين والمصّدقات وأقرضوا الله قرضًا حسنًا} [الحديد].
فأقرضوا معطوف على المصدّقين لشبهه بالفعل لكونه اسم فاعل ومخرج شبيه بالفعل لكونه اسم فاعل، وقرأ نافع وحفص وحمزة والكسائيّ بتشديد الياء، والباقون بالتخفيف {ذلكم} المحيي والمميت، هو {ا} الذي تحق له العبادة {فأنى} أي: فكيف {تؤفكون} أي: تصرفون عن الحق فتعبدون غير الله الذي هو خالق الأشياء، كلها، وقوله تعالى: {فالق الإصباح} مصدر بمعنى الصبح أي: شاق عمود الصبح وهو أوّل ما يبدو من النهار عن ظلمة الليل أو شاق ظلمة الأصباح وهو الغبش الذي عليه في آخر الليل {وجاعل الليل سكنًا} أي: يسكن فيه الخلق راحه لهم، قال ابن عباس: إذ كل ذي روح يسكن فيه لأنّ الإنسان قد أتعب نفسه فاحتاج إلى زمان يستريح فيه ليسكن فيه عن الحركة وذلك هو الليل، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بنصب العين واللام ولا ألف قبل العين على الماضي حملًا على معنى المعطوف عليه فإن فالق بمعنى فلق، والباقون بكسر العين ورفع اللام وألف قبل العين وقوله تعالى: {والشمس والقمر} منصوبان بإضمار فعل دلّ عليه جاعل الليل أي: وجعل الشمس والقمر {حسبانًا} أي: حسابًا للأوقات أو الباء محذوفة وهو حال من مقدر أي: يجريان بحسبان كما في آية الرحمن وقوله تعالى: {ذلك} إشارة إلى ما تقدّم ذكره في هذه الآية من الأشياء التي خلقها بقدرته وكمال علمه وهو المراد بقوله: {تقدير العزيز العليم} فالعزيز إشارة إلى كمال قدرته والعليم إشارة إلى كمال علمه {وهو الذي جعل} أي: خلق {لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البرّ والبحرّ} أي: في ظلمات الليل في البرّ والبحر وإضافتها إليهما للملابسة أو في مشتبهات الطرق وسماها ظلمات على الاستعارة وهو إفراد لبعض منافعها بالذكر بعدما أجملها بقوله: لكم، ومن منافعها أنها زينة للسماء كما قال تعالى: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح} ومنها رمي الشياطين كما قال تعالى: {وجعلناها رجومًا للشياطين} [الملك].
{قد فصلنا} أي: بينا {الآيات} أي: الدالات على قدرتنا وتوحيدنا {لقوم يعلمون} أي: يتدبرون فإنهم المنتفعون به {وهو الذي أنشأكم} أي: خلقكم {من نفس واحدة} أي: من آدم عليه الصلاة والسلام فهو أبو البشر كلهم وحوّاء مخلوقة منه وعيسى أيضًا لأنّ ابتداء خلقه من مريم وهي من بنات آدم فثبت أنّ جميع البشر من آدم عليه السلام {فمستقرّ ومستودع} أي: فمستقرّ في الرحم ومستودع في القبر إلى أن يبعث أو فمستقر في أرحام الأمّهات ومستودع في أصلاب الآباء، قال سعيد بن جبير: قال لي ابن عباس: هل تزوّجت؟ قلت: لا، قال: أما إنه ما كان مستودعًا في ظهرك فسيخرجه الله عز وجلّ أو مستقرّ في الرحم ومستودع فوق الأرض قال تعالى: {ونقرّ في الأرحام ما نشاء} أو فمستقرّ على وجه الأرض ومستودع عند الله في الآخرة أو فمستقرّ في القبر ومستودع في الدنيا وكان الحسن يقول: يا ابن آدم أنت وديعة في أهلك يوشك أن تلحق بصاحبك أو فمستقرّ في القبر ومستودع في الجنة أو النار قال تعالى في صفة الجنة: {حسنت مستقرًّا} وفي صفة النار وساءت مستقرًّا، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بكسر القاف على اسم الفاعل والمستودع مفعول أي: فمنكم قار ومنكم مستودع لأنّ الاستقرار من الله تعالى دون الاستيداع لأنّ الاستقرار في الأصلاب أو فوق الأرض، لا صنع للعبد فيه بخلاف الاستيداع في الأرحام أو تحت الأرض، والباقون بالنصب {قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون} أي: يفهمون ما يقال لهم ذكر مع ذكر النجوم يعلمون لأنّ أمرها ظاهر وذكر مع تخليقه بني آدم يفقهون لأنّ إنشاءهم من نفس واحدة وتصريفهم بين أحوال مختلفة دقيق غامض يحتاج إلى استعمال فطنة وتدقيق نظر {وهو الذي أنزل من السماء ماء} أي: مطرًا وهو من السحاب أو من جانب السماء، وقيل: إنّ الله تعالى ينزله من السماء إلى السحاب ثم من السحاب إلى الأرض {فأخرجنا به} أي: بالماء وفي ذلك التفات حيث لم يقل فأخرج على وفق أنزل {نبات كلّ شيء} أيّ شيء ينبت وينمو من جميع أصناف النبات فالسبب واحد وهو الماء والمسيبات صنوف متفرّقة كما قال تعالى: {يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل} [الرعد].
{فأخرجنا منه} أي: من النبات أو الماء {خضرًا} أي: شيئًا أخضر يقال: أخضر وخضر مثل أعور وعور والأخضر هو جميع البقول والزروع والبقول الرطبة {نخرج منه} أي: الخضر {حبًا متراكبًا} أي: يركب بعضه بعضًا كسنابل الحنطة والشعير والأرز والذرة وقوله تعالى: {ومن النخل} خبر مقدّم ويبدل منه {من طلعها} وهو أوّل ما يخرج منها والمبتدأ {قنوان} أي: عراجين {دانية} أي: قريبة من التناول يتناولها النائم والقاعد أو قريب بعضها من بعض وإنما اقتصر على ذكرها عن مقابلها وهي البعيدة لدلالتها عليها كقوله تعالى: {سرابيل تقيكم الحرّ} [النحل] أي: والبرد واكتفى بذكر أحدهما وحكمة تخضيص دانية بالذكر زيادة النعمة فيها وقوله تعالى: {وجنات} عطف على نبات كلّ شيء أي: وأخرجنا به بساتين {من أعناب} وقوله تعالى: {والزيتون والرمّان} عطف أيضًا على نبات أي: وأخرجنا به شجر الزيتون والرمّان {مشتبهًا وغير متشابه} قال قتادة: معناه مشتبهًا ورقها مختلفًا ثمرها لأن ورق الزيتون يشتبه ورق الرمان، وقيل: مشتبهًا في النظر مختلفًا في الطعم والله سبحانه ذكر في هذه الآية أربعة أنواع من الشجر بعد ذكر الزرع وقدّم الزرع على سائر الأشجار لأنّ الزرع غذاء وثمار الأشجار فواكه والغذاء مقدّم على الفواكه وقدم النخل على غيرها لأنّ ثمرها يجري مجرى الغذاء وفيها من المنافع والخواص ما ليس في غيرها من الأشجار قال بعضهم وليس لنا أنثى من الشجر تحتاج إلى ذكر غير النخل أي: في تطييب ثمرها وذكر العنب عقب النخل لأنه من أشرف أنواع الفواكه ثم ذكر عقبه الزيتون لما فيه من البركة والنفع ثم ذكر بعده الرمان لما فيه من المنافع أيضًا {انظروا} أيها المخاطبون نظر اعتبار {إلى ثمره} قرأ حمزة والكسائيّ بضمّ الثاء والميم، والباقون بالنصب، وهو جمع ثمرة كشجرة وشجر وخشبة وخشب {إذا أثمر} أي: حين يبدو من أكمامه ضعيفًا قليل النفع أو عديمه {و} انظروا إلى {ينعه} أي:
إلى إدراكه إذا أدرك وحان قطفه كيف يصير ذا نفع ولذة والمعنى انظروا نظر استدلال واعتبروا كيف أخرج الله هذه الثمرة اللطيفة من هذه الشجرة الكثيفة اليابسة وهو قوله تعالى: {إنّ في ذلكم لآيات} أي: دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره فإنّ حدوث الأجناس المختلفة والأنواع المفننة من أصل واحد ونقلها من حال إلى حال لا يكون إلا بإحداث قادر يعلم تفاصيلها ويرجح ما تقتضيه حكمته مما يمكن من أحوالها ولا يعوقه عن فعله ندّ يعارضه أو ضد يعانده وخص المؤمنين بالذكر بقوله: {لقوم يؤمنون} لأنهم المنتفعون بها بخلاف الكافرين ولذلك عقبه بتوبيخ من أشرك به والردّ عليه فقال تعالى: {وجعلوا شركاء الجنّ} أي: الشياطين لأنهم أطاعوهم في عبادة الأوثان فجعلوها شركاء الله. اهـ.

.من فوائد الشوكاني في الآيات:

قال رحمه الله:
قوله: {إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى}.
هذا شروع في تعداد عجائب صنعه تعالى، وذكر ما يعجز آلهتهم عن أدنى شيء منه، والفلق الشق: أي هو سبحانه فالق الحبّ فيخرج منه النبات، وفالق النوى فيخرج منه النوى فيخرج منه الشجر.
وقيل: معنى: {فَالِقُ الحب والنوى} الشق الذي فيهما من أصل الخلقة.
وقيل معنى {فَالِقُ} خالق، والنوى: جمع نواة يطلق على كل ما فيه عجم كالتمر والمشمش والخوخ.
قوله: {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} هذه الجملة خبر بعد خبر، فهي في محل رفع.
وقيل: هي جملة مفسرة لما قبلها، لأن معناها معناه، والأول: أولى، فإن معنى {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} يخرج الحيوان من مثل النطفة والبيضة وهي ميتة.
ومعنى: {وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحى} مخرج النطفة والبيضة وهي ميتة من الحيّ، وجملة: {وَمُخْرِجُ الميت مِنَ الحى} معطوفة على {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} عطف جملة اسمية على جملة فعلية، ولا ضير في ذلك.
وقيل: معطوفة على {فالق} على تقدير أن جملة {يُخْرِجُ الحى مِنَ الميت} مفسرة لما قبلها، والأوّل أولى، والإشارة ب {ذلكم} إلى صانع ذلك الصنع العجيب المذكور سابقًا و{الله} خبره.
والمعنى: أن صانع هذا الصنع العجيب هو المستجمع لكل كمال، والمفضل بكل إفضال، والمستحق لكل حمد وإجلال {فأنى تُؤْفَكُونَ} فكيف تصرفون عن الحق مع ما ترون من بديع صنعه وكمال قدرته؟ قوله: {فَالِقُ الإصباح} مرتفع على أنه من جملة أخبار إنّ في {إِنَّ الله فَالِقُ الحب والنوى}.
وقيل: هو نعت للاسم الشريف في {ذَلِكُمُ الله}، وقرأ الحسن، وعيسى بن عمر {فَالِقُ الأصباح} بفتح الهمزة، وقرأ الجمهور بكسرها، وهو على قراءة الفتح جمع صبح، وعلى قراءة الكسر مصدر أصبح.