فصل: قال عبد الفتاح القاضي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



واختلف في: {ملك} فعاصم والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالألف مدا على وزن سامع اسم فاعل من ملك ملكا بالكسر وافقهم الحسن والمطوعي والباقون بغير ألف على وزن سمع صفة مشبهة أي قاضي يوم الدين.
وعن المطوعي مالك بفتح الكاف نصبا على القطع أو منادى مضافا توطئة ل: {إياك نعبد} والجمهور بكسرها.
وهن الحسن: {يعبد} [الآية: 5] بالياء من تحت مضمومة مبنيا للمفعول استعار ضمير النصب للرفع والتفت إذ الأصل أنت تعبد.
وعن المطوعي: {نستعين} [الآية: 5] بكسر حرف المضارعة وهي لغة مطردة في حرف المضارعة بشرطه.
واختلف في: {الصراط} و: {صراط} [الآية: 6- 7] فقنبل من طريق ابن مجاهد وكذا رويس بالسين حيث وقعا على الأصل لأنه مشتق من السرط وهو البلع وهي لغة عامة العرب وافقهما ابن محيصن فيهما والشنبوذي فيما تجرد عن اللام وقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن ومعناه مزج لفظ الصاد بالزاي وافقه المطوعي.
واختلف عن خلاد على أربع طرق الأولى الإشمام في الأول من الفاتحة فقط الثانية الإشمام في حرف الفاتحة فقط الثالثة الإشمام في المعرف باللام خاصة هنا وفي جميع القرآن الرابعة عدم الإشمام في الجميع والأربعة مستفادة من قول الطيبة:
الأول أي بالإشمام قف ** وفيه والثاني وذي اللام اختلف

والباقون بالصاد كابن شنبوذ وباقي الرواة من قنبل وهي لغة قريش.
وعن الحسن: {اهدنا صراطا مستقيما} [الآية: 6] بالنصب والتنوين فيهما من غير أل واختلف في ضم الهاء وكسرها من: {عليهم} [الآية: 7] وإليهم ولديهم وعليها وإليهما وفيهما وعليهن وإليهن وفيهن وصياصيهم وبجنتيهم وترميهم وما نريهم وبين أيديهن وما يشبه ذلك من ضمير التثنية والجمع مذكرا أو مؤنثا.
فحمزة وكذا يعقوب من عليهم وإليهم ولديهم الثلاثة فقط حيث أتت بضم الهاء على الأصل لأن الهاء لما كانت ضعيفة لخفائها خصت بأقوى الحركات ولذا تضم مبتدأة وبعد الفتح والألف والضمة والواو والسكون في غير الياء نحو هو ولهو ودعاه ودعوه ودعه وهي لغة قريش والحجازيين وافقهما المطوعي في الثلاثة والشنبوذي في عليهم فقط حيث وقع وزاد يعقوب فقرأ جميع ما ذكر وما شابهه مما قبل الهاء ياء ساكنة بضم الهاء أيضا وافقه الشنبوذي في عليهما فقط وهذا كله إذا كانت الياء موجودة فإن زالت لعلة جزم نحو وإن يأتهم ويخزهم أو لم يكفهم أو بناء نحو {فاستفتهم} فرويس وحده بضم الهاء في ذلك كله إلا قوله تعالى ومن: {يولهم يومئذ} بالأنفال فإنه كسرها من غير خلف واختلف عنه في: {ويلههم الأمل} بالحجر و: {يغنهم الله} في النور {وقهم السيئات} {وقهم عذاب الجحيم} موضعي غافر والباقون بكسر الهاء في ذلك كله في جميع القرآن لمجانسة الكسر لفظ الياء أو الكسر وهي لغة قيس وتميم وبني سعد.
واختلف في صلة ميم الجمع بواو وإسكانها إذا وقعت قبل محرك ولو تقديرا نحو: {أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا} {ومما رزقناهم ينفقون} فقالون بخلف عنه وابن كثير وكذا أبو جعفر بضم الميم ووصلها بواو في اللفظ اتباعا للأصل بدليل {دخلتموه} {أنلزمكموها} وافقهم ابن محيصن والإسكان لقالون في الكافي والعنوان والإرشاد وكذا في الهداية من طريق أبي نشيط ومنها قرأ به الداني على أبي الحسن ومن طريق الحلواني على أبي الفتح والصلة له في الهداية للحلواني وبها قرأ الداني على أبي الفتح من الطريقين عن قراءته على عبد الله بن الحسين من طريق الجمال عن الحلواني واشترطوا في الميم أن تكون قبل محرك ولو تقديرا ليندرج فيه {كنتم تمنون} و{فظلتم تفكهون} على التشديد وأن يكون المحرك منفصلا ليخرج عنه المتصل نحو {دخلتموه} و{أنلزمكموها} فإنه مجمع عليه.
وقرأ ورش من طريقيه بالصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو {عليهم ءأنذرتهم} إيثارا للمد وعدل عن نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها الذي هو مذهبه لأنه لو أبقى الميم ساكنة لتحركت بسائر الحركات فرأى تحريكها بحركتها الأصلية أولى والباقون بالسكون في جميع القرآن للتخفيف وأجمعوا على إسكانها وقفا لأنه محل تخفيف.
واختلف في ضم ميم الجمع وكسرها وضم ما قبلها وكسره إذا كان بعد الميم ساكن وقبلها هاء مكسورة ما قبلها كسرة أو ياء ساكنة نحوعليهم القتال ويؤتيهم الله وبهم الأسباب وفي {قلوبهم العجل} فنافع وابن كثير وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر بضم الميم وكسر الهاء في ذلك كله ووجهه مناسبة الهاء بالياء وتحريك الميم بالحركة الأصلية وهي لغة بني أسد وأهل الحرمين وافقهم ابن محيصن وقرأ أبو عمرو بكسر الهاء لمجاورة الكسرة أو الياء الساكنة وكسر الميم أيضا على أصل التقاء الساكنتين وافقه اليزيدي والحسن.
وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بضمهما لأن الميم حركت للساكن بحركة الأصل وضم الهاء اتباعا لها وافقهم الأعمش وقرأ يعقوب باتباع الميم الهاء على أصله فضمها حيث ضم الهاء في نحو: {يريهم الله} لوجود ضم الهاء وكسرها في نحو: {قلوبهم العجل} لوجود الكسرة.
وأما الوقف فكلهم على إسكان الميم وهم على أصولهم في الهاء فحمزة بضم الهاء من نحو {عليهم القتال} و{إليهم اثنين} ويعقوب بضم ذلك ونحو {يريهم الله} و{لا يهديهم الله} ورويس في نحو: {يغنهم الله} على أصله بالوجهين واتفقوا على ضم الميم المسبوقة بضم سواء كان في هاء أو كاف أو تاء نحو {يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} {عليكم القتال} {وأنتم الأعلون} وإذا وقفوا سكنوا الميم وعن ابن محيصن من المبهج: {غير المغضوب} [الآية: 7] بنصب غير على الحال قيل من الذين وهو ضعيف وقيل من الضمير في عليهم وعنه من المفردة الخفض كالجمهور على البدل من الذين بدل نكرة من معرفة أو من الضمير المجرور في عليهم المرسوم اتفقوا على كتابة: {ملك} [الآية: 4] بغير ألف ليحتمل القراءتين وكذا: {ملك الملك} بآل عمران [الآية 26] كما في المقنع ولم يذكره في الرائية ومقتضاه أن ما عداه يكتب على لفظة وقد اصطلحوا على حذف ألف فاعل في الأعلام وقال ابن قتيبة ما كان من الأسماء أي الأعلام المنقولة من الصفات على فاعل وكثر استعماله نحو صالح ومالك وخالد فحذف ألفه أحسن من إثباتها فإن حليت باللام تعين الإثبات واتفقوا أيضا على كتابة الصراط بالصاد معرفا ومنكرا بأي إعراب كان للدلالة على البدل لأن السين هو الأصل كما تقدم وكذا ويبصط بالبقرة فخرج يبسط الرزق فإنه بالسين وكذا كتبوا بالصاد أم هم المصيطرون بالطور وبمصيطر بالغاشية. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الفاتحة:
{العالمين} إذا وقف عليه جاز فيه لجميع القراء ثلاثة أوجه: الإشباع، وقدره ثلاث ألفات لالتقاء الساكنين اعتدادا بالعارض، والتوسط، وقدره ألفان لمراعاة اجتماع الساكنين مع ملاحظة كون هذا الساكن عارضا. والقصر وقدره ألف واحدة نظرا لعروض السكون وعدم الاعتداد به، وتجرى هذه الأوجه الثلاث في جميع ما ماثله.
{الرحيم} إذا وقف عليه جاز فيه لجميع القراء أربعة أوجه: الإشباع والتوسط والقصر.
والروم وهو النطق ببعض الحركة وقدر بثلثها، أو هو تضعيف الصوت بها حتى يذهب معظمها ولا يكون الروم إلا مع القصر. وهذه الأوجه الأربعة تجرى في كل ما ماثله. أما نحو: {نستعين} فيجوز فيه لكل القراء سبعة أوجه عند الوقف عليه. الإشباع والتوسط والقصر مع السكون المحض؛ ومثلها مع الإشمام؛ والروم مع القصر. والإشمام هو الإشارة إلى حركة الموقوف عليه من غير صوت. أو يقال هو إطباق الشفتين عقب تسكين الحرف المرفوع كالمثال المتقدم أو المضموم نحو من قبل، ويا صالح.
{مالك يوم الدين} قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف في اختياره بإثبات ألف بعد الميم لفظا والباقون بحذفها.
{الصراط} و{صراط} قرأ قنبل ورويس بالسين فيهما حيث وقعا. وقرأ خلف عن حمزة بالصاد مشمة صوت الزاي حيث وقعا كذلك. وقرأ خلاد مثل خلف في الموضع الأول خاصة وهو: {اهدنا الصراط المستقيم} في هذه السورة. والباقون بالصاد الخالصة في جميع القرآن.
وكيفية الإشمام هنا أن تخلط لفظ الصاد بالزاي وتمزج أحد الحرفين بالآخر بحيث يتولد منهما حرف ليس بصاد ولا بزاي ولكن يكون صوت الصاد متغلبا على صوت الزاي كما يستفاد ذلك من معنى الإشمام. وقصارى القول في ذلك أن تنطق بالصاد كما ينطق العوام بالظاء. وأجمعوا على تفخيم راء الصراط وصراط حيث وقعا نظرا لوجود حرف الاستعلاء بعدها. فورش فيهما كغيره.
{عليهم} قرأ ابن كثير وأبو جعفر وقالون بخلف عنه بضم ميم الجمع حالة الوصل مع وصلها بواو لفظا، وهذا مذهبهم في كل ميم جمع بشرط أن يكون الحرف الذي بعدها متحركا كما هنا وإذا وقع بعدها همزة قطع نحو عليكم أنفسكم كانت عند هؤلاء المذكورين من باب المد المنفصل؛ وعليه يكون فيها لابن كثير وأبى جعفر القصر فقط ويكون لقالون القصر والمد وستعرف مقدار المد عنده قريبا إن شاء الله تعالى. وقرأ ورش بصلة ميم الجمع بشرط أن يقع بعدها همزة قطع كالمثال المذكور، وهى عنده أيضا من قبيل المنفصل فيمد مدا مشبعا على قاعدته كما سيأتى. وقرأ حمزة ويعقوب بضم الهاء وصلا ووقفا والباقون بكسرها كذلك.
{ولا الضالين} مده لازم لأن سببه ساكن لازم مدغم، وجميع القراء يمدون للساكن اللازم مدا مشبعا بقدر ثلاث ألفات. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ذكر اختلافهم في فاتحة الكتاب:
قوله تعالى: {مالك يوم الدين} يقرأ بإثبات الألف وطرحها فالحجة لمن أثبتها أن الملك داخل تحت المالك والدليل له قوله تعالى قل اللهم مالك الملك والحجة لمن طرحها أن الملك أخص من المالك وأمدح لأنه قد يكون المالك غير ملك ولا يكون الملك إلا مالكا قرله تعالى الصراط تقرأ بالصاد والسين واشمام الزاي فالحجة لمن قرأ بالسين أنه جاء به على أصل الكلمة والحجة لمن قرأبالصاد أنه أبدلها من السين لتؤاخي السين في الهمس والصفير وتؤاخي الطاء في الاطباق لأن السين مهموسة والطاء مجهورة سورة البقرة والحجة لمن أشم الزاي أنها تؤاخي السين في الصفير وتؤاخي الطاء في الجهر قوله تعالى عليهم يقرأ بكسر الهاء وضمها وإسكان الميم وضمها وإلحاق واو بعدها فالحجة لمن كسر الهاء أنها لما جاورت الياء كره الخروج من كسر إلى ضم لأن ذلك مما تستثقله العرب وتتجافاه في أسمائها والحجة لمن ضم الهاء أنه أتى بها على أصل ما كانت عليه قبل دخول حرف الخفض عليها والحجة لمن ضم الميم وألحقها الواو أنه جعل الواو علما للجمع كما كانت الألف علما للتثنية والحجة لمن أسكنها وحذف الواو أن الواو لما وقعت طرفا وقبلها حركة حذفها اذ لم يمكنه قلبها ونابت الميم عنها لأنها زائدة وليس قولك قاموا كقولك عليهمو. اهـ.