فصل: من فوائد القاسمي في الآية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



هذا الكلام يتضمن ذكر نوع آخر من جهالاتهم وضلالاتهم.
قال النحاس: {الجنّ} المفعول الأوّل، و{شركاء} المفعول الثاني كقوله تعالى: {وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكًا} [المائدة: 20] {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا} [المدثر: 12] وأجاز الفراء: أن يكون الجنّ بدلًا من شركاء ومفسرًا له.
وأجاز الكسائي رفع الجنّ بمعنى هم الجنّ، كأنه قيل: من هم؟ فقيل الجنّ، وبالرفع قرأ يزيد بن أبي قطيب، وأبو حيان، وقرئ بالجر على إضافة شركاء إلى الجنّ للبيان.
والمعنى: أنهم جعلوا شركاء لله فعبدوهم كما عبدوه، وعظموهم كما عظموه.
وقيل المراد بالجنّ هاهنا الملائكة لاجتنانهم، أي استتارهم، وهم الذين قالوا: الملائكة بنات الله.
وقيل: نزلت في الزنادقة الذين قالوا: إن الله تعالى وإبليس أخوان، فالله خالق الناس والدوابّ، وإبليس خالق الحيات والسباع والعقارب.
وروي ذلك عن الكلبي، ويقرب من هذا قول المجوس، فإنهم قالوا: للعالم صانعان هما الربّ سبحانه والشيطان.
وهكذا القائلون: كل خير من النور، وكل شرّ من الظلمة، وهم المانوية.
قوله: {وَخَلَقَهُمْ} جملة حالية بتقدير قد، أي وقد علموا أن الله خلقهم، أو خلق ما جعلوه شريكًا لله.
قوله: {وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ} قرأ نافع بالتشديد على التكثير، لأن المشركين ادّعوا أن الملائكة بنات الله، والنصارى ادّعوا أن المسيح ابن الله، واليهود ادّعوا أن عزيرًا ابن الله، فكثر ذلك من كفرهم فشدّد الفعل لمطابقة المعنى.
وقرأ الباقون بالتخفيف.
وقرئ {حرفوا} من التحريف أي زوّروا.
قال أهل اللغة: معنى {خرقوا} اختلقوا وافتعلوا وكذبوا، يقال اختلق الإفك، واخترقه وخرقه، أو أصله من خرق الثوب: إذا شقه، أي اشتقوا له بنين وبنات.
قوله: {بِغَيْرِ عِلْمٍ} متعلق بمحذوف هو حال، أي كائنين بغير علم، بل قالوا ذلك عن جهل خالص، ثم بعد حكاية هذا الضلال البين، والبهت الفظيع من جعل الجنّ شركاء لله، وإثبات بنين وبنات له، نزه الله نفسه، فقال: {سبحانه وتعالى عَمَّا يَصِفُونَ} وقد تقدّم الكلام في معنى {سبحانه}.
ومعنى {تعالى} تباعد وارتفع عن قولهم الباطل الذي وصفوه به.
قوله: {بَدِيعُ السموات والأرض} أي مبدعهما، فكيف يجوز أن {يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} وقد جاء البديع بمعنى المبدع، كالسميع بمعنى المسمع كثيرًا، ومنه قول عمرو بن معدي كرب:
أمن ريحانة الدَّاعى السَّميع ** يؤرقني وأصحابي هجوع

أي المسمع.
وقيل: هو من إضافة الصفة المشبهة إلى الفاعل، والأصل: بديع سمواته وأرضه.
وأجاز الكسائي خفضه على النعت لله.
والظاهر أن رفعه على تقدير مبتدأ محذوف، أو على أنه مبتدأ وخبره {أنى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ}.
وقيل: هو مرفوع على أنه فاعل {تعالى}، وقرئ بالنصب على المدح، والاستفهام في {أنى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ} للإنكار والاستبعاد، أي من كان هذا وصفه، وهو أنه خالق السموات والأرض وما فيهما، كيف يكون له ولد؟ وهو من جملة مخلوقاته، وكيف يتخذ ما يخلقه ولدًا، ثم بالغ في نفي الولد، فقال: {وَلَمْ تَكُنْ لَّهُ صاحبة} أي كيف يكون له ولد والحال أنه لم تكن له صاحبة؟ والصاحبة إذا لم توجد استحال وجود الولد، وجملة: {وَخَلَقَ كُلَّ شيء} لتقرير ما قبلها، لأن من كان خالقًا لكل شيء استحال منه أن يتخذ بعض مخلوقاته ولدًا {وَهُوَ بِكُلّ شيء عَلِيمٌ} لا تخفى عليه من مخلوقاته خافية، والإشارة بقوله: {ذلكم} إلى الأوصاف السابقة، وهو في موضع رفع على الابتداء وما بعده خبره، وهو الاسم الشريف، و{رَبُّكُمْ} خبر ثان، و{لاَ إله إِلاَّ هُوَ} خبر ثالث، و{خالق كُلّ شيء} خبر رابع، ويجوز أن يكون {الله رَبُّكُمُ} بدلًا من اسم الإشارة، وكذلك {لا إله إِلاَّ هُوَ خالق كُلّ شيء} خبر المبتدأ، ويجوز ارتفاع خالق على إضمار مبتدأ، وأجاز الكسائي والفراء النصب فيه.
{فاعبدوه} أي من كانت هذه صفاته، فهو الحقيق بالعبادة فاعبدوه ولا تعبدوا غيره ممن ليس له من هذه الصفات العظيمة شيء.
قوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار} الأبصار: جمع بصر، وهو الحاسة، وإدراك الشيء عبارة عن الإحاطة به.
قال الزجاج أي لا تبلغ كنه حقيقته، فالمنفيّ هو هذا الإدراك لا مجرّد الرؤية.
فقد ثبتت بالأحاديث المتواترة تواترًا لا شك فيه ولا شبهة، ولا يجهله إلا من يجهل السنة المطهرة جهلًا عظيمًا، وأيضًا قد تقرّر في علم البيان، والميزان أن رفع الإيجاب الكلي سلب جزئي، فالمعنى لا تدركه بعض الأبصار وهي أبصار الكفار، هذا على تسليم أن نفي الإدراك يستلزم نفي الرؤية، فالمراد به هذه الرؤية الخاصة، والآية من سلب العموم لا من عموم السلب، والأوّل تخلفه الجزئية، والتقدير: لا تدركه كل الأبصار بل بعضها، وهي أبصار المؤمنين.
والمصير إلى أحد الوجهين متعين لما عرّفناك من تواتر الرؤية في الآخرة، واعتضادها بقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} الآية [القيامة: 22].
قوله: {وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصار} أي يحيط بها ويبلغ كنهها لا تخفى عليه منها خافية، وخصّ الأبصار ليجانس ما قبله.
وقال الزجاج: في هذا دليل على أن الخلق لا يدركون الأبصار، أي لا يعرفون كيفية حقيقة البصر، وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه انتهى.
{وَهُوَ اللطيف} أي الرفيق بعباده، يقال لطف فلان بفلان: أي رفق به، واللطف في العمل الرفق به.
واللطف من الله التوفيق والعصمة، وألطفه بكذا: إذا أبرّه.
والملاطفة: المبارّة.
هكذا قال الجوهري وابن فارس، و{الخبير} المختبر بكل شيء بحيث لا يخفى عليه شيء.
وقد أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس، في قوله: {وَجَعَلُواْ للَّهِ شُرَكَاء الجن وَخَلَقَهُمْ} قال: والله خلقهم {وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ} قال: تخرّصوا.
وأخرج ابن أبي حاتم، عنه في قوله: {وَخَرَقُواْ} قال: جعلوا: وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن مجاهد قال كذبوا.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، عن قتادة نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم، والعقيلي، وابن عدي وأبو الشيخ، وابن مردويه بسند ضعيف، عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار} قال: «لو أن الإنس والجنّ والملائكة والشياطين منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفًا واحدًا ما أحاطوا بالله أبدًا» قال الذهبي: هذا حديث منكر انتهى.
وفي إسناده عطية العوفى وهو ضعيف.
وأخرج الترمذي وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه، عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه.
قال عكرمة: فقلت له أليس الله يقول: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار وَهُوَ يُدْرِكُ الأبصار} قال: لا أمّ لك، ذاك نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.
وفي لفظ: «إنما ذلك إذا تجلى بكيفيته لم يقم له بصر».
وأخرج ابن جرير عنه قال: لا يحيط بصر أحد بالله.
وأخرج أبو الشيخ، والبيهقي في كتاب الرؤية، عن الحسن في قوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأبصار} قال: في الدنيا.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن إسماعيل بن علية مثله. اهـ.

.من فوائد القاسمي في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}.
جملة مستأنفة، إما مؤكدة لقوله تعالى: {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} ذكرت للتخويف بأنه رقيب من حيث لا يرى فليحذر، وإما هي مؤكدة لما تقرر قبل من تنزهه وتعاليه عن إفكهم أعظم تأكيد، ببيان أنه لا تراه الأبصار المعهودة وهي أبصار أهل الدنيا، لجلاله وكبريائه وعظمته، فأنى يصح أن ينسب إلى عليائه تلك العظيمة؟ وذلك لأنه تعالى لم يخلق لأرباب هذه النشأة الدنيوية استعدادًا لرؤيته المقدسة.
قال العارف الجليل الشيخ الأكبر قدس سره في فتوحاته: سبب عجز الناس عن رؤية ربهم في الدنيا ضعف نشأة هذه الدار، إلا لمن أمده الله بالقوة، بخلاف نشأة الآخرة لقوتها. وسبب رؤيته تعالى في المنام كون النوم أخا الموت. وفي الحديث إنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. فما نفى الشرع إلا رؤية الله في الدنيا يقظة. انتهى.
وقال بعضهم: إن الأبصار المعهودة في الدنيا لا تدركه تعالى، لأن هذه الأحداق مادامت تبقى على هذه الصفات التي هي موصوفة بها في الدنيا لا تدرك الله تعالى، وإنما تدركه إذا تبدلت صفاتها، وتغيرت أحوالها.
وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل النهار قبل الليل، وعمل الليل قبل النهار، حجابه النور أو النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه».
قال ابن كثير: وفي الكتب المتقدمة، أن الله تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية: يا موسى! إنه لا يراني حيّ إلا مات، ولا يابس إلا تدهده. وقال تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} [الأعراف: 143].
أقول: كون المنفيّ من الإدراك في هذه الآية هو الإدراك الدنيويّ خاصة، لا يحتاج إلى حجة ولا برهان. ومن فهم من تعض الفرق، كالمعتزلة، من هذه الآية أن المنفيّ هو الإدراك في النشأتين، فقد نادى على نفسه بالجهل بما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المتواترة. أما الكتاب فمثل قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]. وأما السنة فما روي عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوسًا عند النبيّ صلى الله عليه وسلم، إذ نظر إلى القمر ليلة البدر وقال: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامّون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها»، فافعلوا ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.
قال ابن كثير: تواترت الأخبار عن أبي سعيد وأبي هريرة وأنس وجرير وصهيب وبلال وغير واحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصاة وفي روضات الجنات». انتهى.
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وأدلة السمع طافحة بوقوع ذلك في الآخرة لأهل الإيمان دون غيرهم، ومنع ذلك في الدنيا. إلا أنه اختلف في نبينا صلى الله عليه وسلم. انتهى.
قال ابن كثير: كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تثبت الرؤيا في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا، وتحتج بهذه الآية. انتهى.
فعن مسروق قال: قلت لعائشة رضي الله عنها: يا أمتاه! هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه، فقالت لقد قفّ شعري مما قلت! أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب: من حدثك أن محمدًا رأى ربه فقد كذب. ثم قرأت: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَاب} [الشورى: 51]. ومن حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب. ثم قرأت: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34] ومن حدثك أنه كتم فقد كذب ثم قرأت: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67]. ولكنه رأى جبريل في صورته مرتين- أخرجه الشيخان والترمذيّ-.
وخالفها ابن عباس. فعنه إطلاق الرؤية، وعنه أنه رآه بفؤاده. والمسألة تذكر مبسوطة في أول سورة النجم إن شاء الله تعالى. ومن الناس من ذهب إلى أن الإدراك ليس هو مطلق الرؤية، بل معرفة الكنه أو الإحاطة.
قال ابن كثير: قال آخرون: لا منافاة بين إثبات الرؤية ونفي الإدراك. فإن الإدراك أخص من الرؤية، ولا يلزم من نفي الأخص انتفاء الأعم. ثم اختلف هؤلاء في الإدراك المنفيّ ما هو؟ فقيل: معرفة الحقيقة، فإن هذا لا يعلمه إلا هو، وإن رآه المؤمنين، كما أن من رأى القمر فإنه لا يدرك حقيقته وكنهه وماهيته، فالعظيم أولى بذلك، وله المثل الأعلى.
وقال آخرون: الإدراك أخص من الرؤية، وهو الإحاطة. قالوا: ولا يلزم من عدم الإحاطة عدم الرؤية، كما لا يلزم من عدم إحاطة العلم عدم العلم. قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110].
وفي صحيح مسلم: «لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». ولا يلزم منه عدم الثناء، فكذلك هذا. انتهى.
وقال النسفي: تشبثُ المعتزلة بهذه الآية لا يستتب، لأن المنفيّ هو الإدراك لا الرؤية والإدراك هو الوقوف على جوانب المرئيّ وحدوده، وما يستحيل عليه الحدود والجهات، يستحيل إدراكه، لا رؤيته، فنزّل الإدراك من الرؤية منزلة الإحاطة من العلم، ونفى الإحاطة التي تقتضي الوقوف على الجوانب والحدود، لا يقتضي نفي العلم به، فكذا هذا. على أن مورد الآية، وهو التمدح، يوجب ثبوت الرؤية، إذ نفي إدراك ما تستحيل رؤيته. لا تمدح فيه، لأن كل ما لا يرى لا يدرك، وإنما التمدح بنفي الإدراك مع تحقق الرؤية، إذ انتفاؤه مع تحقق الرؤية، دليل ارتفاع نقيصة التناهي والحدود عن الذات، فكانت الآية حجة لنا عليهم. انتهى.