فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجملة: {لئن جاءتهم آية} إلخ مبيّنة لجملة: {وأقسموا بالله}.
واللاّم في {لئن جاءتهم آية} موطّئة للقسم، لأنّها تدلّ على أنّ الشّرط قد جعل شَرطًا في القسم فتدلّ على قَسَم محذوف غالبًا، وقد جاءت هنا مع فعل القسم لأنّها صارت ملازمة للشّرط الواقع جوابًا للقسم فلم تنفكّ عنه مع وجود فعل القسم.
واللاّم في {ليومننّ بها} لام القسم، أي لام جوابه.
والمراد بالآية ما اقترحوه على الرّسول صلى الله عليه وسلم يَعنُون بها خارق عادة تدلّ على أنّ الله أجاب مقترحهم ليصدّق رسوله عليه الصلاة والسّلام، فلذلك نُكّرت {آية}، يعني: آيَّةَ آيةٍ كانت من جنس ما تنحصر فيه الآيات في زعمهم.
ومجيء الآية مستعار لظهورها لأنّ الشّيء الظّاهر يشبه حضور الغائب فلذلك يستعار له المجيء.
وتقدّم بيان معنى الآية واشتقاقها عند قوله تعالى: {والّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون} في سورة [البقرة: 39].
ومعنى كون الآيات عند الله أنّ الآيات من آثار قدرة الله وإرادته، فأسباب إيجاد الآيات من صفاته، فهو قادر عليها، فلأجل ذلك شُبّهت بالأمور المدّخرة عنده، وأنّه إذا شاء إبرازَها أبرزها للنّاس، فكلمة عند هنا مجاز.
استعمل اسم المكان الشّديد القُرب في معنى الاستبداد والاستئثار مجازًا مرسلًا، لأنّ الاستئثار من لوازم حالة المكان الشّديد القرب عرفًا، كقوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب} [الأنعام: 59].
والحصر بـ {إنّما} ردّ على المشركين ظنّهم بأنّ الآيات في مقدور النّبيء صلى الله عليه وسلم إن كان نبيئًا فجعلوا عدم إجابة النّبيء صلى الله عليه وسلم اقتراحَهم آية أمارة على انتفاء نبوءته، فأمره الله أن يجيب بأنّ الآيات عند الله لا عند الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، والله أعلم بما يُظهره من الآيات. اهـ.

.قال الفخر:

قوله تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ}.
قال أبو علي ما استفهام وفاعل يشعركم ضمير ما والمعنى: وما يدريكم إيمانهم؟ فحذف المفعول، وحذف المفعول كثير.
والتقدير: وما يدريكم إيمانهم، أي بتقدير أن تجيئهم هذه الآيات فهم لا يؤمنون.
وقوله: {أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} قرأ ابن كثير وأبو عمرو {أَنَّهَا} بكسر الهمزة على الاستئناف وهي القراءة الجيدة.
والتقدير: أن الكلام تم عند قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} أي وما يشعركم ما يكون منهم ثم ابتدأ فقال: {أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} قال سيبويه: سألت الخليل عن القراءة بفتح الهمزة في أن وقلت لم لا يجوز أن يكون التقدير ما يدريك أنه لا يفعل؟ فقال الخليل: إنه لا يحسن ذلك هاهنا لأنه لو قال: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا} بالفتح لصار ذلك عذرًا لهم، هذا كلام الخليل.
وتفسيره إنما يظهر بالمثال فإذا اتخذت ضيافة وطلبت من رئيس البلد أن يحضر فلم يحضر، فقيل لك لو ذهبت أنت بنفسك إليه لحضر، فإذا قلت: وما يشعركم أني لو ذهبت إليه لحضر كان المعنى: أني لو ذهبت إليه بنفسي فإنه لا يحضر أيضًا فكذا هاهنا قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} معناه أنها إذا جاءت آمنوا.
وذلك يوجب مجيء هذه الآيات ويصير هذا الكلام عذرًا للكفار في طلب الآيات، والمقصود من الآية دفع حجتهم في طلب الآيات، فهذا تقرير كلام الخليل وقرأ الباقون من القراء {أَنَّهَا} بالفتح وفي تفسيره وجوه: الأول: قال الخليل: {أن} بمعنى لعل تقول العرب ائت السوق أنك تشتري لنا شيئًا أي لعلك، فكأنه تعالى قال لعلها إذا جاءت لا يؤمنون قال الواحدي: {أن} بمعنى لعل كثير في كلامهم قال الشاعر:
أريني جوادًا مات هولًا لأنني ** أرى ما تريني أو بخيلًا مخلدًا

وقال آخر:
هل أنتم عاجلون بنا لأنا ** نرى العرصات أو أثر الخيام

وقال عدي بن حاتم:
أعاذل ما يدريك أن منيتي ** إلى ساعة في اليوم أوفي ضحى الغد

وقال الواحدي: وفسر علي لعل منيتي روى صاحب الكشاف أيضًا في هذا المعنى قول امرئ القيس:
عوجًا على الطلل المحيل لأننا ** نبكي الديار كما بكى ابن خذام

قال صاحب الكشاف ويقوي هذا الوجه قراءة أبي {لعلها إذا جاءتهم لا يؤمنون}.
الوجه الثاني: في هذه القراءة أن تجعل {لا} صلة ومثله {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ} [الأعراف: 12] معناه أن تسجد وكذلك قوله: {وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أهلكناها أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 95] أي يرجعون فكذا هاهنا التقدير وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون والمعنى: أنها لو جاءت لم يؤمنوا قال الزجاج، وهذا الوجه ضعيف لأن ما كان لغوًا يكون لغوًا على جميع التقديرات ومن قرأ {أَنَّهَا} بالكسر فكلمة {لا} في هذه القراءة ليست بلغو فثبت أنه لا يجوز جعل هذا اللفظ لغوًا.
قال أبو علي الفارسي: لم لا يجوز أن يكون لغوًا على أحد التقديرين ويكون مفيدًا على التقدير الثاني؟ واختلف القراء أيضًا في قوله: {لاَ يُؤْمِنُونَ} فقرأ بعضهم بالياء وهو الوجه لأن قوله: {وَأَقْسَمُواْ بالله} إنما يراد به قوم مخصوصون، والدليل عليه قوله تعالى بعد هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الملائكة} وليس كل الناس بهذا الوصف، والمعنى وما يشعركم أيها المؤمنون لعلهم إذا جاءتهم الآية التي اقترحوها لم يؤمنوا فالوجه الياء وقرأ حمزة وابن عامر بالتاء وهو على الانصراف من الغيبة إلى الخطاب، والمراد بالمخاطبين في {تُؤْمِنُونَ} هم الغائبون المقسمون الذين أخبر الله عنهم أنهم لا يؤمنون، وذهب مجاهد وابن زيد إلى أن الخطاب في قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} للكفار الذين أقسموا.
قال مجاهد: وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت، وهذا يقوي قراءة من قرأ {تُؤْمِنُونَ} بالتاء.
على ما ذكرناأولًا: الخطاب في قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} للكفار الذين أقسموا.
وعلى ما ذكرنا ثانيًا: الخطاب في قوله: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} للمؤمنين، وذلك لأنهم تمنوا نزول الآية ليؤمن المشركون وهو الوجه كأنه قيل للمؤمنين تتمنون ذلك وما يدريكم أنهم يؤمنون؟. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وما يشعركم} اختلف المتأولون فمن المخاطب بقوله: {وما يشعركم} ومن المستفهم بـ {ما} التي يعود عليها الضمير الفاعل في {يشعركم}، فقال مجاهد وابن زيد: المخاطب بذلك الكفار، وقال الفراء وغيره المخاطب بها المؤمنون، {وما يشعركم} معناه وما يعلمكم وما يدريكم، وقرأ قوم {يشعرْكم} بسكون الراء، وهي على التخفيف، ويحسنها أن الخروج من كسرة إلى ضمة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية داود الأيادى {إنها} بكسر الألف على القطع واستئناف الإخبار، فمن قرأ {تؤمنون} بالتاء وهي قراءة ابن عامر وحمزة واستقامت له المخاطبة أولًا وآخرًا للكفار، ومن قرأ {يؤمنون} بالياء وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو والكسائي فيحتمل أن يخاطب أولًا وآخرًا المؤمنين، ويحتمل أن يخاطب بقوله: {وما يشعركم} الكفار ثم يتسأنف الإخبار عنهم للمؤمنين، ومفعول {يشعركم} الثاني محذوف ويختلف تقديره بحسب كل تأويل وقرأ نافع وعاصم في رواية حفص وحمزة والكسائي وابن عامر {أنها} بفتح الألف، فمنهم من جعلها أن التي تدخل على الجمل وتأتي بعد الأفعال كعلمت وظننت وأعمل فيها {يشعركم}، والتزم بعضهم أن لا زائدة في قوله: {لا يؤمنون} وأنّ معنى الكلام وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون أو تؤمنون فزيدت لا كما زيدت في قوله: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] لأن المعنى وحرام على قرية مهلكة رجوعهم، وكما جاءت في قول الشاعر: [الطويل]
أبى جُودُهُ لا البُخْلَ واسْتَعْجَلَتْ بِهِ ** نَعَمْ مِنْ فَتىً لا يَمْنَعُ الجُود قاتِلُهْ

قال الزجاج أراد أبى جوده البخل، كما جاءَت زائدة في قول الشاعر:
أفمنك لا برق كان وميضه ** غاب تسنمه ضرام مثقب

ودعا إلى التزام هذا حفظ المعنى لأنها لو لم تكن زائدة لعاد الكلام عذرًا للكفار وفسد المراد بالآية، وضعّف الزجّاج وغيره وزيادة لا وقال هذا غلط ومنهم من جعل {أنها} بمعنى لعلها وحكاها سيبويه عن الخليل وهو تأويل لا يحتاج معه إلى تقدير زيادة لا، وحكى الكسائي أنه كذلك في مصحف أبي بن كعب: وما أدراكم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون، ومن هذا المعنى قول الشاعر أبو النجم: [الراجز]
قُلْتُ لِشَيْبَانَ ادْنُ مِنْ لِقَائِهِ ** أنَّى تَغذّى القومُ من شوائِهِ

فهذه كلها بمعنى لعل وضعّف أبو علي هذا بأن التوقع الذي لا يناسب الآية بعد التي حكمت بأنهم لا يؤمنون، وترجح عنده في الآية أن تكون أن على بابها وأن يكون المعنى قل إنما الآيات عند الله لأنها إذا جاءت {لا يؤمنون}، فهو لا يأتي بها لإصرارهم على كفرهم، وتكون الآية نظير قوله تعالى: {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون} [الإسراء: 59] أي بالآيات المقترحة.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: ويترتب على هذا التأويل أن تكون ما نافية، ذكر ذلك أبو علي فتأمل وترجح عنده أيضًا أن تكون لا زائدة، وبسط شواهده في ذلك، وحكى بعض المفسيرين أن في آخر الآية حذفًا يستغنى به عن زيادة لا، وعن تأويلها بمعنى لعل وتقديره عندهم أنها إذا جاءت {لا يؤمنون} أو يؤمنون.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذا قول ضعيف لا يعضده لفظ الآية ولا يقتضيه وتحتمل الآية أن يكون المعنى يتضمن الإخبار أنهم لا يؤمنون، وقيل لهم وما يشعركم بهذه الحقيقة أي لا سبيل إلى شعوركم بها وهي حق في نفسها وهم لا يؤمنون أن لو جاءت، و{ما} استفهام على هذا التأويل، وفي مصحف ابن مسعود {وما يشعركم إذا جاءتهم يؤمنون} بسقوط أنها. اهـ.

.قال ابن الجوزي:

{وما يشعركم أنها} أي: يدريكم أنها.
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وخلف في اختياره: بكسر الألف، فعلى هذه القراءة يكون الخطاب بقوله: {يشعركم} للمشركين، ويكون تمام الكلام عند قوله: {وما يُشعِرُكم} ويكون المعنى: وما يدريكم أنكم تؤمنون إذا جاءت؟ وتكون {إنها} مكسورة على الاستئناف والإخبار عن حالهم.
وقال أبو علي: التقدير: وما يشعركم إيمانهم؟ فحذف المفعولُ.
والمعنى: لو جاءت الآية التي اقترحوها، لم يؤمنوا.
فعلى هذا يكون الخطاب للمؤمنين.
قال سيبويه: سألت الخليل عن قوله: {وما يشعركم إنها}؛ فقلت: ما منعها أن تكون كقولك: ما يدريك أنه لا يفعل؟ فقال: لا يحسن ذلك في هذا الموضع؛ إنما قال: {وما يشعركم} ثم ابتدأ فأوجب، فقال: {إنها إذا جاءت لا يؤمنون}؛ ولو قال: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}؛ كان ذلك عذرًا لهم.
وقرأ نافع، وحفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي: {أنها} بفتح الألف؛ فعلى هذا، المخاطب بقوله: {وما يشعركم} رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ ثم في معنى الكلام قولان:
أحدهما: وما يدريكم لعلها إذا جاءت لا يؤمنون.
وفي قراءة أُبي: لعلها إذا جاءت لا يؤمنون.
والعرب تجعل أن بمعنى لعل يقولون: ائت السوق أنك تشتري لنا شيئًا، أي: لعلك.
قال عدي بن زيد:
أعَاذِلُ ما يُدْرِيْكِ أنَّ مَنِيَّتي ** إلى سَاعَةٍ في اليَوْمِ أو في ضُحَى غَدِ

أي: لعل منيتي.
وإلى هذا المعنى ذهب الخليل، وسيبويه، والفراء في توجيه هذه القراءة.
والثاني: أن المعنى: وما يدريكم أنها إذا جاءت يؤمنون، وتكون لا صلة كقوله: تعالى: {ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك} [الأعراف: 12] وقوله تعالى: {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} [الأنبياء: 95] ذكره الفراء، ورده الزجاج واختار الأول.
والأكثرون على قراءة {يؤمنون} بالياء، منهم ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، والكسائي، وحفص عن عاصم؛ وقرأ ابن عامر، وحمزة: بالتاء، على الخطاب للمشركين.
قال أبو علي: من قرأ بالياء، فلأنَّ الذين أقسموا غُيَّبٌ، ومن قرأ بالتاء، فهو انصراف من الغَيبة إلى الخطاب. اهـ.

.قال الخازن:

{وما يشعركم} يعني: وما يدريكم.
ثم اختلف في المخاطبين بقوله وما يشعركم فقيل هو خطاب للمشركين الذين أقسموا بالله وقيل هو خطاب للمؤمنين واختلفوا في قوله: {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} فقرأ ابن كثير وأهل البصرة وأبو بكر عن عاصي إنها بكسر الألف على الابتداء وقالوا تم الكلام عند قوله وما يشعروكم على معنى وما يدريكم ما يكون منهم ثم ابتداء فقال: {إنها إذا جاءت لا يؤمنون} فمن جعل الخطاب للمشركين قال معناه وما يشعركم أيها المشركون أنها يعني الآيات إنها إذا جاءت آمنتم.
ومن جعل الخطاب للمؤمنين قال معناه وما يشعركم أيها المؤمنون إذا جاءت آمنوا لأن المؤمنين كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله أن يريهم ما اقترحوا حتى يؤمنوا فخاطبهم الله بقوله: {وما يشعركم} ثم ابتدأ فقال تعالى: {أنها إذا جاءت لا يؤمنون} وهذا في قوم مخصوصين حكم الله عز وجل عليهم بأنهم لا يؤمنون وذلك لسابق علمه فيهم وقرأ الباقون أنها بفتح الألف وجعلوا الخطاب في ذلك للمؤمنين لأن المؤمنين هم الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنزال الآيات حتى يؤمن المشركون بها إذا رؤوها لأن المشركين كانوا حلفوا أنهم إذا جاءتهم آية آمنوا وصدقوا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنزال الآيات لذلك فقال الله تعالى: وما يشعركم أيها المؤمنون أن الآيات إذا جاءت هؤلاء المشركين لا يؤمنون فعلى هذا اختلفوا في لفظة لا من قوله لا يؤمنون فقيل هي صلة والمعنى وما يشعركم إنها إذا جاءت يؤمنون وقيل هي على بابها وفيه حذف والمعنى وما يشعركم أنها إذا جاءتهم يؤمنون أو لا يؤمنون وقيل إن بمعنى لعل في قوله إنها إذا جاءت وكذلك هو في قراءة أبيّ بن كعب لعلها إذا جاءت وهذا سائغ في كلام العرب تقول العرب: أئت السوق أنك تشتري لنا شيئًا، بمعنى لعلك ومنه قول عدي بن زيد:
أعاذل ما يدريك أن منيتي ** إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد

يعني لعل منيتي. اهـ.